19 أبريل، 2024 6:44 م
Search
Close this search box.

تحويل “جبهة النُصرة” إلى حزب سياسي على غرار “حزب الله” .. أهداف “إردوغان” في الشمال السوري !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في واحدة من الخطوات التركية لترسيخ وجود قواتها في الشمال السوري، زعمت تقارير إعلامية روسية أن “أنقرة” تريد تحويل (هيئة تحرير الشام) – “جبهة النصرة” سابقًا -، المنبثقة عن تنظيم (القاعدة)، إلى حركة سياسية، على غرار ميليشيا “حزب الله” في “لبنان”، المدعومة من “إيران”.

وقال مصدر في المعارضة السورية، ينتمي إلى هيئة التفاوض السورية، إن المُخطط التركي، يتضمن دمج مسلحي (جبهة النصرة)، المصنفة تنظيمًا إرهابيًا، ضمن “الجبهة الوطنية”؛ وهو جيش شكلته “تركيا” من عدة فصائل مسلحة معارضة في الشمال السوري.

وبحسب المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن “تركيا” ترتب لقاءات حاليًا بين ممثلين عن “التحالف الدولي” ضد (داعش) و”الجبهة الوطنية” للاتفاق على التحضيرات الخاصة بدمج الجبهة مع الجيش.

وكشف المصدر أن “الولايات المتحدة” أبلغت “تركيا” أنه ليس لديها مشكلة مع أي مشروع تركي شمالي سوريا، طالما يأخذ هذا المشروع بعين الاعتبار مصالح “الأكراد”.

وتحاول “أنقرة” حاليًا إحياء فكرة هذا الجيش، وتفعيله ضمن مخططها لإقامة ما يُطلق عليه “منطقة آمنة” في الشمال السوري.

الهدف التركي من تحويل (جبهة النصرة) إلى تنظيم سياسي، يتمثل في القفز على الاعتراضات الروسية بشأن بقاء الجبهة وبقية التنظيمات المصنفة إرهابية في الشمال السوري.

وكشفت “روسيا” مؤخرًا عن الإعداد لعملية عسكرية وصفتها، بـ”المنظمة والفعالة”، في محافظة “إدلب”، وشددت “موسكو” على أنه لا يمكن السماح ببقاء محميات إرهابية في المحافظة.

استغلال تفاهمات “آستانة”..

من جانبها؛ استغلت “تركيا” تفاهمات “آستانة”، ووضع “إدلب” ضمن مناطق خفض التصعيد، من أجل تعزيز وجودها العسكري في المحافظة، بالإضافة إلى إقامتها للعديد من نقاط المراقبة العسكرية في “إدلب” ودعمت مسلحين موالين لها. وتحاول “أنقرة” الإبقاء على (جبهة النصرة) ومنحها صبغة سياسية، للإبقاء على نفوذها في الشمال السوري.

علاقات خفية وعلنية..

وعلى الرغم من أن السلطات التركية صنفت، رسميًا، (جبهة النصرة)، التي تسمي نفسها حاليًا (هيئة تحرير الشام)، تنظيمًا إرهابيًا، إلا أن مصادر عدة اتهمت “أنقرة” مرارًا بالحفاظ على علاقاتها مع مسلحي هذا التشكيل.

وهو ما كان قد أكده زعيم (جبهة النصرة)، “أبومحمد الجولاني”، عندما أقرّ بحق “تركيا” في شن عملية عسكرية شرق “نهر الفرات” ضد الأكراد السوريين، معلنًا عن دعمه لقيام “تركيا” بعملية عسكرية جديدة شمال سوريا على غرار عمليتي؛ “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، قائلًا: “نحن مع توجه تركيا لتحرير منطقة شرق الفرات”.

وأضاف “الجولاني”، في مقابلة مع وكالة (أمجاد) للإنتاج المرئي، التابعة للجبهة يوم 16 كانون ثان/يناير 2019، أن: “حزب العمال الكُردستاني عدو للثورة، ويستولي على مناطق يقطن فيها عدد كبير من العرب السُنة، ونرى ضرورة إزالة هذا الحزب”.

وتتهم “تركيا”، وحدات حماية الشعب الكُردية، التي تسيطر على شرق “الفرات”، بأنها إمتداد لـ”حزب العمال الكُردستاني”، الذي يقاتل الجيش التركي منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، لإنتزاع حقوق “أكراد تركيا”، البالغ عددهم نحو 20 مليونًا.

ورأى مراقبون أن هذه المغازلة، من قِبل “الجولاني”، تكشف عن عمق العلاقة بين جبهته و”تركيا”، التي صنفت (النصرة) تنظيمًا إرهابيًا، لافتين إلى أن هذا التأييد هو دون شك، تعبير عن الوفاء لـ”تركيا” ونوع من ردّ الجميل.

استهدفت حماية “جبهة النصرة”..

وأضاف المراقبون أن جهود الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، التي إنتهت بإبرام “اتفاق سوتشي” مع نظيره الروسي، “فلاديمير بوتين”، الذي أوقف معركة كانت وشيكة ضد الفصائل السورية المسلحة في “أدلب”، جاءت بالدرجة الأولى بهدف حماية (جبهة النصرة) باعتبارها الفصيل الأكثر نفوذًا، الذي يسيطر على مساحات واسعة من محافظة “إدلب”، كما تمكن في الآونة الأخيرة من زيادة مساحات سيطرته.

كما يرى المراقبون أيضًا أنه رغم تصنيف “أنقرة”، لـ (جبهة النصرة)، كـ”منظمة إرهابية”، إلا أن ثمة شواهد كثيرة تبرهن على أن هذا التصنيف هو مجرد إجراء “صوري” للاستهلاك الإعلامي، فيما تواصل “تركيا” في الخفاء حينًا وفي العلن أحيانًا، دعم (النصرة).

وأوضحوا أن الروابط الإيديولوجية؛ التي تربط بين “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في “تركيا”، وبين (جبهة النصرة)، هي أكثر متانة من أن تهتز بألاعيب السياسة.

ويرجح مراقبون أن “تركيا”، التي تهاجم (النصرة) في خطابها الإعلامي والسياسي، تقدم الدعم لـ (جبهة النصرة) بشكل غير مباشر عن طريق الواجهة القطرية، تجنبًا لإثارة شكوك “روسيا” التي تُنسق مع “أنقرة” لكبح جماح الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها (النصرة) في محافظة “إدلب”.

لم تلتزم تركيا بأي اتفاقيات مع الدول الضامنة..

حول النشاط التركي في الشمال السوري؛ يقول المحلل السياسي والإستراتيجي، “كمال جفا”، إن “تركيا” لم تلتزم، بأي شكل من الأشكال، بما اتفقت عليه مع الدول الضامنة، “روسيا” و”إيران”، ولا زالت “تركيا” ترسل التعزيزات ومزيدًا من المقاتلين إلى المناطق المنزوعة السلاح وإلى الجبهات القتالية المقابلة للجيش السوري، والآن تتموضع (جبهة النصرة) على جميع الجبهات ولا يوجد أي فصيل من ما يسمى فصائل معارضة معتدلة، كما تم تدعيم الخطوط القتالية، كما تم إنشاء خطوط صد نارية خلفية لهذه القوات، والمقصود هنا (جبهة النصرة)، المصنفة إرهابية من قِبل جميع دول العالم، والتي تقف في مواجهة الجيش السوري.

مضيفًا أن (جبهة النصرة) تقوم بالتحرك بحرية وتنقل السلاح والعناصر الإرهابية على مرأى من أعين القوات التركية، داخل نقاط المراقبة، كما أن هناك جماعات إرهابية أخرى مثل (حراس الدين) و(الحزب الإسلامي التركستاني) و(أجناد القوقاز)؛ وفصائل جهادية عالمية مع فصائل تركُمانية تعمل وبتنسيق كامل مع المخابرات التركية، فلذلك فإن “تركيا” لم تلتزم على ما وقعت عليه مع “روسيا” حتى الآن، وهذا ما أوصل الدولة السورية وحلفاءها إلى نقطة اللاعودة، وعلى ما يبدو أن هناك قرارًا إتخذ ببدء عملية عسكرية، بعد أن فقدت “سوريا”، وحتى “روسيا”، صبرهما حيال ما تقوم به “تركيا” وعد الإلتزام بما تم الاتفاق عليه في “سوتشي”.

يراوغ بعلاقته مع واشنطن..

كما قال الدكتور “كمال جفا”: الجيش السوري جاهز لتنفيذ عملية عسكرية ضد الجماعات الإرهابية في “إدلب”، لكنه ترك مزيدًا من الوقت للحليف الروسي لإجراء مزيد من المفاوضات مع الجانب التركي الذي، حتى الآن، يراوغ بالعلاقة بينه وبين “الولايات المتحدة”، ويراهن على القيام بعملية انقلابية عسكرية على الجانب الروسي والإيراني، كما يصرح ويقول إنه سيدخل المناطق التي تمتد من “عين العرب” إلى أقصى شمال “سوريا” في “المالكية” و”الدرباسية” و”رأس العين” و”تل أبيض” واحتلالها، لكن التركي على ما يبدو لم يحصل على ضوء أخضر من “الولايات المتحدة الأميركية” وبعض دول “الاتحاد الأوروبي”، لذلك فإن القرار العسكري السوري جاهز لبدء عملية عسكرية في الشمال “إدلب”.

فيما أكد الصحافي والإعلامي الروسي، “أندريه أونتيكوف”، قائلاً: “للأسف الشديد بعد الاتفاق مع الجانب التركي على إنشاء المنطقة المنزوعة السلاح، نشهد تمدد (جبهة النصرة) على كامل محافظة إدلب، وهذه مشكلة بالنسبة لروسيا، وحتى بعد قمة (بوتين-إردوغان)، في موسكو، لم تحصل تغيرات فيما يخص إدلب، لكن هناك صبر روسي حتى لا يتم تدمير ما تم الاتفاق عليه بين روسيا وتركيا، لكن روسيا تضغط على الجانب التركي لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وهناك مشاورات مستمرة”.

ويضيف “أندريه أونتيكوف”؛ أنه يجب إعادة النظر على ما تم الاتفاق عليه مع الجانب التركي فيما يخص “إدلب”، ويجب إيجاد طرق جديدة للتعامل مع (جبهة النصرة) في “إدلب”، ولـ”تركيا” مصالح خاصة في “إدلب”، و”تركيا” ليست حليفًا ولا صديقًا لـ”روسيا”.

عملية تتريك وفرض هويات جديدة..

وحول ما يسعى إليه “إردوغان” في الشمال السوري، يقول “جفا” أن ما يقوم به التركي في الشمال السوري يدل على أنه لم يكن صادقًا مع أي من حلفائه، وهو يريد فصل الشمال السوري عن الجسد السوري، لذلك بدأ بعملية “التتريك” وفرض هويات جديدة؛ والتعامل بـ”الليرة” التركية ومناهج دراسية تركية، تحت عنوان “محاربة حزب العمال الكُردستاني”.

“أندريه أونتيكوف”؛ يوضح أن “روسيا” تتحدث دائمًا عن أن هناك خياران للتعامل مع (جبهة النصرة)، الخيار الأول: هو إبادة كل عناصر (جبهة النصرة) الإرهابية، والخيار الثاني: هو تسليم عناصر (جبهة النصرة) إلى المحكمة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب