20 أبريل، 2024 12:14 ص
Search
Close this search box.

تحول الإتجاه العسكري للجمهورية الإيرانية .. الهجوم بأسلحة منتصف القرن الماضي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – عبدالرحمن محمد عبدالعظيم :

تنتشر عبر وسائل الإعلام الإيرانية، وعدد من القيادات العسكرية بـ”الحرس الثوري” والقوات المسلحة، التعيلقات عن تغيير رؤية القوات المسلحة الدفاعية إلى الهجومية.

وعلى هامش اجتماع عسكري؛ أجاب اللواء “محمد باقري”، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، على سؤال بشأن هذا التغيير قائلاً: “ربما نمتلك رؤية هجومية تُكفل الحفاظ على مصالحنا، حتى يتخلى الأجانب، (بعد مشاهدة آثار هذه الرؤية)، عن فكرة الإعتداء على مصالحنا”.

وبموجب تقرير وكالة أنباء (تسنيم)، التابعة لـ”الحرس الثوري”، أكد “باقري” على أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي، حتى تقع مصالح الأمة واستقرار الدولة في خطر، وأضاف: “طرأ تغيير على طبيعة مناورات العام الجاري في مضيق هرمز وبحر عمان، مع رؤية لتطوير هذا المسار حتى تمتلك القوات المسلحة الاستعداد وإجراء تغيير، (إذا دعت الحاجة)، على الخطط والتكنيكات”. وأدعى هذا المسؤول العسكري: “الأمر ليس على هذه النحو، حيث يقتصر الأداء فقط على الدفاع”.

عمومًا جرت العادة، من المنظور العسكري، أن تعكس تعليقات قيادات “الحرس الثوري” الحالة الثورية والحماسية أكثر من كونها ذات قيمة تكنيكية أو عملية. ومن ثم؛ لا يمكن التعويل عليها إلا أن الشعارات بشأن تغيير رؤية النظام العسكرية من الدفاع للهجوم، لاسيما بعد تصريحات قائد القوات البرية بالقوات المسلحة، في آتون مناورات (إقتدار-97)، قد إزدادت مؤخرًا. بحسب تقرير نشرته صحيفة (كيهان) اللندنية المعارضة..

تغيير تكنيك القوات المسلحة من الدفاع إلى الهجوم..

وفق تصريحات “كيومرث حيدري”، قائد القوات البرية بالقوات المسلحة الإيرانية، لأحد البرامج التليفزيونية: “ثمة إتجاهين لمناورات الجيش.. الأول: إجراء تغيرات هيكلية. والثاني: الإستراتيجيه الكلية وفق توجيهات، علي خامنئي، تنُص على إدراج التوجه الهجومي على جدول أعمال القوات المسلحة”.

وبموجب هذه الإدعاءات؛ فقد تحولت طبيعة القوات البرية من التحرك إلى الهجوم، وأن هذه القوات تجاوزت مرحلة الحرب غير المتكافئة. وأضاف: “بلغت قواتنا مستوى متقدم من الردع، بحيث يمكننا الدفاع عن الدولة بتكنيكات هجومية ممتازة”.

“الغارات الجوية” المصحوبة بـ”العدوان”..

وفق تعليقات الضيف الثاني، في البرنامج التليفزيوني، “حبيب الله سياري”، مساعد المنسق العام للجيش: “فقد تجاوزت القوات البرية مرحلة الوحدات التقليدية القديمة، بحيث استحالت ألوية جديدة ذات ردود أفعال سريعة وتحركات هجومية”.

ولم يتطرق، في الحديث، عن “الهجوم”، لكنه إدعى إضافة إمكانيات “الغارة الجوية” والانتقال السريع إلى قدرات القوات البرية !.. وأكد قائلاً: “بالتأكيد لا نعتزم اعتمادًا على تدابير القيادة العامة للقوات، الإعتداء على حدود الآخرين، لكننا لن نتورع عن إبداء قدراتنا إذا دعت الحاجة” !..

وفي جزء آخر من البرنامج؛ تطرق الضيفان للحديث عن الإعدادات والمعدات العسكرية وهيكل القوات المسلحة الإيرانية، قبل الثورة.

وقال “حيدري”: “كان الجيش، قبل الثورة، (استهلاكي) ويفتقر إلى (العقلية العملياتية)، لكن بعد الثورة والطفرة في تحقيق الإكتفاء الذاتي، فإننا لا نحتاج في وحدات القوات البرية الـ 23 إلى دعم أجنبي في عجلتنا الدفاعية، وقد حدث تحول عميق في هيكل القوات البرية للقوات المسلحة بفضل قرارات القائد العام للقوات”.

بين الحقيقة والوهم..

وتتساءل صحيفة (كيهان) اللندنية المعارضة: هل أحدث جيش “الجمهورية الإيرنية” بالفعل تحولاً عميقًا في الاستعدادت العسكرية بالصورة التي يتحدث عنها القيادات ؟.. هل يمكن إدعاء إضافة “الغارة الجوية” أو الحديث عن تحويل القتال الجوي من حالة “الدفاع” إلى “الهجوم” في ظل “العقوبات الأميركية”، واعتمادًا على نوعية المقاتلات الخاصة ؟!..

للإجابة؛ ثمة الكثير من الصور عن مناورات القوات الجوية التي تُفند هذه الإدعاءات. وإستنادًا إلى هذه الصور والتصريحات السابقة، فهذه الإدعاءات ليست فقط من قُبيل الخداع؛ وإنما هي محض كذب.

لأن جميع المعدات الجوية، بخلاف المروحيات والطائرات المستخدمة في المناورات، قد مضى عليها 45 عامًا على الأقل، وبعضها مضى عليها أكثر من نصف قرن.

فلقد أشترى، “محمد رضا شاه”، طائرات (چنگدو) الصينية طراز، (f-7)، وكذلك مروحيات (الكبرا) و(شينوك) و214 للجيش القومي الإيراني، والتي لايزال قادة القوات البرية بالجيش الإيراني يعتمدون عليها حتى الآن في استعراض قوتهم، بل ويدعون حداثتها.

والأبعد من ذلك؛ إن نظرة سطحية على مناورات القوات البرية للقوات المسلحة الإيرانية تعكس مدى عمق بلاهة رؤية هؤلاء القادة “السياسية-العقائدية”. تلك البلاهة المفضوحة؛ ليس فقط بالنسبة للعسكريين، وإنما بالنسبة كذلك للمخاطب المدني. فلم تُراعي أبسط الأسس العسكرية في المناورات. فالأجواء في منطقة “نصرآباد”، بمدينة “أصفهان”، ترابية وقد أرتدى الكثير من العسكريين، المشاركين في المناورات، ملابس تُعرف بـ”تمويه التربة الخضراء”، الخاصة بالغابات أو المناطق التي تكسوها النباتات الخضراء !..

وكيف يدعي هؤلاء إنشاء “ألوية رد الفعل السريع”؛ بينما لاتزال أسلحة القوات القتالية طراز (ژ-3) ؟!.. وكان الألمان قد استخوموا هذا السلاح، قبل 60 عامًا في الجيش، وقد إنتهت هذه الأسلحة مقارنة بالأسلحة الإستثنائية الجديدة الحالية. وتكفي هذه الأمثلة في الشرح المفصل لتلكم القراءة الإجمالية !.. إذ يتلاعب المسؤولون والجيش الإيراني بمصير الدولة والشعب بإطلاق هكذا إدعاءات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب