خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :
إن المراقب لتطورات الأحداث والعلاقات بين دول العالم الإسلامي، سيجد تحولًا كبيرًا في العلاقات (الباكستانية-التركية)، ربما على حساب “المملكة العربية السعودية”.
فبعدما كانت القيادة السعودية تُعَوِّل كثيرًا على “باكستان” وسلاحها النووي، كلما تفاقمت الأزمة بين “طهران” و”الرياض”، إذا بالقيادة الباكستانية تدير ظهرها لـ”المملكة السعودية” وتتحالف مع نظام، “إردوغان”.
وبدا ذلك واضحًا في التصريحات الأخيرة لرئيس الوزرراء الباكستاني، “عمران خان”، الذي أشاد كثيرًا بالرئيس التركي ونظامه.
أنقرة نموذج للدبلوماسية !
فقد أكد رئيس الوزراء الباكستاني، الجمعة، أن العقلية في “تركيا” تغيرت بعد وصول، “رجب طيب إردوغان”، إلى السلطة.
وأشاد “خان”، في كلمته أمام الجلسة الختامية لمبعوثي بلاده إلى إفريقيا، بالإنجازات الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية التي حققتها “تركيا”، خلال السنوات الـ 18 الماضية. وطلب “خان”، من مبعوثي بلاده في إفريقيا؛ الإحتذاء بـ”أنقرة” كنموذج في مجال الدبلوماسية، وفقًا لوكالة (الأناضول).
وكان رئيس الوزراء الباكستاني قد كشف، قبل أسابيع، عن مساعدة الرئيس التركي، “إردوغان”، له فيما يخص دعوى التعويض التي رفعتها شركة “كارادينيز” التركية لإنتاج الكهرباء ضد بلاده.
وغرد “خان”، عبر (تويتر): “حكومة حركة العدالة الباكستانية، حلت الخلاف بشكل ودي، بدعم، إردوغان، ووفرت غرامة 1.2 مليار دولار، التي فرضها علينا المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار”.
باكستان على الحياد بين السعودية وإيران..
أوضح “خان” أن حكومته حافظت على توازن أفضل في العلاقات بين “إيران” و”السعودية”، مع تعزيز العلاقات مع “تركيا”. وأشار إلى أن حكومته تتبع سياسة خارجية مستقلة، “والآن لن يتمكن أي طرف من استخدام باكستان لخوض حروبه”. في إشارة واضحة إلى أن “إسلام آباد” لن تقف إلى جانب طرف بعينه؛ إذا أحتدم الصراع بين “المملكة العربية السعودية” و”إيران”.
وتُعتبر “باكستان” من أكبر الدول الإسلامية، من حيث عدد السكان والمساحة، فضلاً عن كونها الدول المسلمة الوحيدة التي تمتلك سلاح الردع النووي.
“إردوغان” يحاول سرقة الزعامة الإسلامية..
يرى الكاتب والمحلل السياسي، “سعيد زينهم”، أن التقارب بين “أنقرة” و”إسلام آباد” في الوقت الراهن، يكشف عن نوايا، “إردوغان”، لسرقة الزعامة الإسلامية من “السعودية” و”مصر”.
وأشار إلى التحالف الإسلامي السُني الذي يلوح في الأفق، يرتكز على ثلاث دول قوية؛ ألا وهي “تركيا وماليزيا وباكستان”.
ويأتي ذلك التحالف الجديد؛ في وقت تبدو فيه التحالفات القديمة وكأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة، كما يتزامن مع مرور الدول المؤسسة له بعلاقات مأزومة مع دول أخرى.
توقيت حرج ؟
بحسب “زينهم”؛ فإن “باكستان” تمر بأزمة حقيقية بعد قرار “الهند” إلغاء وضع الحكم الذاتي الدستوري للجزء الهندي من “إقليم كشمير” المتنازع عليه، في الوقت الذي تبدو فيه “الهند” شريكًا مفضلاً لـ”الولايات المتحدة الأميركية” على حساب “باكستان”.
أما “تركيا” فتعرضت بدورها لهزة اقتصادية قوية كانت “الولايات المتحدة” أحد أسبابها، هذا بخلاف التوتر الذي لا ينقطع بين “تركيا” ودول “الاتحاد الأوروبي”.
يأتي كل ذلك في الوقت الذي بدت فيه “منظمة المؤتمر الإسلامي”، أكبر تجمع رسمي للدول الإسلامية في العالم، وكأنها تمر بفترة من التكلس والجمود.
“مهاتير محمد” وفكرة التحالف الجديد..
يُعتبر “مهاتير محمد”، رئيس الوزراء الماليزي؛ الرجل المخضرم صاحب التجربة السياسية والاقتصادية الناجحة في بلاده، هو أول الداعين لإقامة التحالف حين تحدث مع الرئيس التركي، “إردوغان”، خلال مؤتمر صحافي، قائلاً: “علينا أن نفعل شيئًا”، وذلك في سياق الحديث عن الأزمات التي تحيط بالعالم الإسلامي، وهو ما حظي بموافقة “إردوغان” و”عمران خان”، رئيس الوزراء الباكستاني.
وكان رئيس الوزراء الماليزي قد أعلن عن بدء الاستعدادات لعقد قمة إسلامية مصغرة تضم خمس دول؛ هي: “قطر وماليزيا وإندونيسيا وتركيا وباكستان”، على أن تُعقد القمة، في التاسع عشر من كانون أول/ديسمبر المقبل، لتشكل نواة التجمع الإسلامي الجديد.