27 مارس، 2024 6:00 ص
Search
Close this search box.

تحمل تهديدًا ورسائل تحذيرية .. “الطرود المشبوهة” تقلق أميركا .. فمن فعلها ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في واقعة ذات مغزى وتوقيت له دلائل عديدة؛ تعرضت “الولايات المتحدة الأميركية” لعدة هجمات منظمة استهدفت عدد من الشخصيات العامة، بينهم رؤساء سابقون ووزراء، بالإضافة إلى مؤسسات.

كانت البداية بإعلان وسائل إعلام أنه تم العثور على مواد متفجرة في طرد أرسل إلى منزل عائلة الرئيس السابق، “باراك أوباما”، ثم الإعلان عن اعتراض الاستخبارات الأميركية لشحنة مشبوهة أُرسلت إلى مقر سكن مرشحة منصب الرئيس السابق، “هيلاري كلينتون”، تلاها الإعلان عن اعتراض طرد مشبوه كان موجهًا لـ”البيت الأبيض”.

بعدها أدان “البيت الأبيض” محاولة الهجوم على “أوباما” و”كلينتون” وشخصيات عامة، مؤكدًا أنه سيتم محاسبة من يقف وراء إرسال الطرود المشبوهة.

بعيد ذلك تم إخلاء مكاتب شبكة (CNN)، في “نيويورك”، وإخلاء مركز “تايم وارنر” الذي يضم شبكة (CNN) ووسائل إعلام آخرى في “نيويورك” بسبب جهاز مشبوه.

وسبق أن أفادت صحيفة (New York Times) بالعثور على عبوة يدوية الصنع في صندوق بريد منزل الملياردير الديموقراطي، “جورج سوروس”، (88 عامًا)، العدو اللدود للجماعات اليمينية في “أوروبا” و”الولايات المتحدة”.

ثم توالت الطرود إلى شخصيات ديموقراطية بارزة؛ من بينها “بايد وايريك هولدر”، وزير العدل في عهد “أوباما”، والنائبة الكاليفورنية، “ماكسين ووترز”.

وأنضم نائب الرئيس الديموقراطي السابق، “جو بايدن”، والممثل الهوليوودي، “روبرت دي نيرو”، إلى قائمة الطرود المرسلة.

تحقيقات مستمرة وتحذيرات..

وكانت الشرطة الفيدرالية قد قالت، الأربعاء الماضي، أن كل الطرود متشابهة وأرسلت من عنوان واحد من “فلوريدا” عائد لنائبة ديموقراطية عُثر بالقرب منه على طرد مشبوه كذلك.

ويجري مكتب التحقيقات الفيدرالي، (إف. بي. آي)، مع الشرطة تحقيقًا يشمل كافة أرجاء البلاد بحثًا عن الجناة أو الشبكة التي تقف خلف إرسال 10 طرود على الأقل، في حوادث أعتبرها سياسيون في الحزبين الرئيسيين؛ “إرهابية”.

وطلب مكتب التحقيقات الفيدرالي، من المواطنين، التقدم بأي معلومات لديهم قد تهم التحقيق، فيما تقوم الشرطة بدراسة تسجيلات كاميرات المراقبة للتعرف على هويات من أوصلوا الطرود.

تأتي هذه الواقعة قبل أقل من أسبوعين على انتخابات منتصف الولاية، وهو ما تسبب في أن يكون أول رد فعل لـ”ترامب” هو الدعوة إلى الوحدة قبل أن يتحول إلى مهاجمة الإعلام في تغريدات غاضبة صباح الخميس.

تأييد نائبه ثم مهاجمة الإعلام..

حيث اكتفى “ترامب” بتأييد إدانة نائبه، “مايك بنس”، لمحاولة الهجوم على الرئيس السابق، “باراك أوباما”، وكذلك الطرود المشبوهة التي أرسلت إلى منزل الرئيس الأسبق، “بيل كلينتون” وزوجته “هيلاري”، وكذلك مقر شبكة (سي. إن. إن).

وقال “مايك بنس”، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر): “ندين الشروع في هجمات ضد الرئيس السابق أوباما، وعائلة كلينتون، و(سي. إن. إن)، وآخرون، هذه الأعمال الجبانة حقيرة وليس لها مكان في هذا البلد، وممتنين للرد السريع من الخدمة السرية وFBI وقوات إنفاذ القانون المحلية، وسيتم تقديم المسؤولين إلى العدالة”.

واكتفى “ترامب” بإعادة نشر تغريدة “بنس”؛ معلقًا عليها قائلاً: “أوافق بكل إخلاص”.

ثم هاجم “ترامب”، الإعلام، وكتب على (تويتر) أن: “جزءًا كبيرًا جدًا من الغضب الذي نراه اليوم في مجتمعنا ناجم عن التقارير الكاذبة وغير الدقيقة في وسائل الإعلام السائدة، التي أشيرُ إليها بأنها أخبار كاذبة”.

وتابع: “لقد بات الأمر سيئًا للغاية وبغيضًا لدرجة لا يمكن وصفها. ينبغي على وسائل الإعلام أن تصلح وضعها، وبسرعة”.

وقبل ذلك؛ قال: “في مثل هذه اللحظات، علينا أن نتحد”. وأضاف: أن “الحكومة الاتحادية تجري تحقيقًا متقدمًا وسنجد المسؤولين ونقدمهم إلى القضاء. آمل أن يتم ذلك بسرعة”.

خطابات تحريضة تشجع على العنف..

الطرد الخاص لشبكة (سي. إن. إن)؛ كان مرسلاً إلى “جون برينان”، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، (سي. آي. أيه)، والذي يدلي بتعليقات على (سي. إن. إن) ينتقد فيها “ترامب” بشدة. وكان “ترامب” قد قرر معاقبته، في آب/أغسطس الماضي، وسحب منه تصريحه الأمني.

وكتب “برينان”، أمس على (تويتر)، مهاجمًا “ترامب”: “توقف عن لوم الآخرين. أنظر في المرآة. خطابك التحريضي والإساءات والأكاذيب وتشجيع العنف البدني؛ أمور مشينة”.

وتابع: أن “منتقديك لن يصمتوا بفعل الترهيب”.

وشبكة (سي. إن. إن) معروفة بانتقاداتها لحكومة “ترامب”، الذي صب عليها جام غضبه مرات عدة.

اتهامات بالتغاضي عن العنف..

واتهم الزعماء الديمقراطيون في “الكونغرس” الأميركي، الرئيس “ترامب”، بالتغاضي عن العنف بعد إرسال قنابل يدوية الصنع إلى العديد من الشخصيات السياسية.

وقال السيناتور “تشاك شومر”، زعيم الأقلية الديمقراطية في “مجلس الشيوخ”، و”نانسي بيلوسي”، زعيمة الديمقراطيين في “مجلس النواب”، في بيان: إن “الرئيس تغاضى باستمرار عن عنف جسدي وبث الفرقة بين الأميركيين بأقواله وأفعاله”، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضافا أن دعوة “ترامب” إلى الاتحاد “لن تلقى صدى ما لم يتراجع عن تصريحاته التي يتغاضى فيها عن أعمال العنف”.

كما اتهما، الرئيس الأميركي، بأنه “عبر عن دعمه لبرلماني ألقى صحافيًا على الأرض وللنازيين الجدد الذين قتلوا إمرأة شابة في أحداث شارلوتسفيل، ولأنصاره خلال الاجتماعات التي أظهروا خلالها عنفًا مع المتظاهرين، وللطغاة في جميع أنحاء العالم الذين يقتلون مواطنيهم”.

كما أشار “شومر” و”بيلوسي” إلى أن الرئيس الأميركي يصف “الصحافة الحرة بعدوة الشعب”.

بدوره؛ هاجم “غيف زاكر”، مدير (سي. إن. إن)، الرئيس الأميركي والمتحدثة باسم البيت الأبيض، “سارة ساندرز”، بسبب “ضحالة إدراكهما لجدية هجماتهما المتواصلة على الإعلام”.

فيما ردت “ساندرز”، قائلة: “الرئيس ترامب دعا الأميركيين للتوحد؛ وأرسل رسالة واضحة وقوية بأن أفعال التهديد بإرتكاب عنف سياسي من أي نوع، لا يوجد لها مكان في الولايات المتحدة. ولكن أنتم، (سي. إن. إن)، اخترتم الهجوم والتفرقة. أميركا يجب أن تتوحد ضد كل أشكال العنف السياسي”.

إدانات من الجمهوريين..

إلى ذلك؛ وجه زعماء الجمهوريين إدانات لمن أرسلوا تلك الطرود؛ حيث قال “بول رايان”، زعيم الأغلبية الجمهوريين في “مجلس النواب”، على حسابه على (تويتر): “يجب محاسبة من وراء تلك الأفعال المشينة، لا يمكننا التسامح مع أي محاولة لترويع الشخصيات العامة”.

كما أعرب زعيم الأغلبية الجمهورية، “ميتش ماكونيل”، عن إدانته الشديدة لـ”أفعال الإرهاب المحلي”.

من جانبه؛ رجح “جون برينان”، المديرالسابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، (سي. آي. إيه)، أن استهدافه بأحد تلك الطرود كان بسبب انتقاده لـ”ترامب”.

وقال “برينان” إن لهجة “ترامب” تشعل في كثير من الأحيان المشاعر التي تؤدي إلى عنف، مؤكدًا على أن تلك اللهجة تؤدي إلى “نتائج عكسية، وتتناقض مع القيم الأميركية”.

“البيت الأبيض” يدافع عن “ترامب”..

وتحت وقع الضغط؛ اضطر “البيت الأبيض”، أمس، للدفاع عن “ترامب” أمام اتهامات وجهت إليه بأنه لا يأخذ الأمر على محمل الجد.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، “سارة ساندرز”، لـ (فوكس نيوز)؛ إننا “ندين كافة أشكال العنف. إنه عمل خسيس، وبالتأكيد أمر لا يجب أن يحدث في أميركا”.

هجوم السيناريوهات المفتوحة..

تعليقًا على الحدث؛ وصف الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب، “أحمد كامل البحيري”، هجوم الطرود المفخخة الذي تعرضت له “الولايات المتحدة الأميركية”، خلال الساعات الماضية، بأنه “هجوم السيناريوهات المفتوحة”، موضحًا أن الاحتمال الأول والأكبر هو وقوف جماعات إرهابية خلف الهجوم.

مضيفًا أنه في حالة وقوف جماعات إرهابية خلف الهجوم، فلن تخرج عن تنظيمي (داعش) و(القاعدة)، حيث إنهما الجماعتان الوحيدتان القادرتان على الوصول للمناطق المؤثرة داخل “الولايات المتحدة”، مشيرًا إلى أنه يبقى التساؤل قائمًا حول سبب عدم انفجار أي من الطرود المشبوهة أو العبوات الناسفة.

تهديد وإرسال رسائل تحذيرية..

وأشار إلى أن أهداف الهجوم، حال تورط أحد الجماعات الإرهابية فيه، ربما تكون التلويح بالتهديد، وإيصال رسائل تحذيرية مضمونها أن الجماعات متواجدة وتستطيع الوصول للداخل الأميركي، ربما إلى “البيت الأبيض” نفسه، مضيفًا أنه ربما تكون الرسائل التهديدية والتحذيرية مرتبطة بالضغط الأميركي على هذه الجماعات في الشرق الأوسط، ومناطق إحتدام الصراع.

وأكد “البحيري”، على أن هناك سيناريوهات واحتمالات أخرى؛ بعيدًا عن تورط الجماعات الإرهابية في الهجوم، حيث يمكن أن تتورط فيه الدول صاحبة الصراعات الكبيرة على “الولايات المتحدة” في الوقت الحالي، وكذلك جماعات الضغط السياسية حول العالم، والتي ترتبط بعلاقات شد وجذب مع “أميركا”.

كما أوضح الباحث في شؤون الإرهاب، أنه يوجد احتمال ثالث قوي، فمن الممكن أن يكون الأمر بعيدًا كل البُعد عن الصراعات الدولية والإرهاب، ويتعلق بشكل أو بآخر بالصراع الداخلي في انتخابات التجديد النصفي لـ”الكونغرس”، والمقرر إقامتها خلال الأيام المقبلة، ورغبة أحد الحزبين “الجمهوري” و”الديمقراطي”، في الخروج بمكاسب سياسية من الهجوم.

يرتبط بالانتخابات..

وترى الدكتورة “نورهان الشيخ”، أستاذ العلوم السياسية، وعضو “المجلس المصري للشؤون الخارجية”، أن الاحتمال الثالث الخاص بإرتباط هجوم الطرود المفخخة بالانتخابات؛ هو الأقوى والأقرب للحدوث، حيث إن استهداف الديموقراطيين، على وجه الخصوص، بالطرود التي لا تنفجر في النهاية ولا تسبب أي خسائر، أمر يشير إلى أصابع الاتهام نحو الديمقراطيين أنفسهم.

مؤكدة على أن التوقعات كانت تشير بشكلٍ كبيرٍ لتقدم “الحزب الجمهوري” في انتخابات التجديد النصفي، وهو أمرٌ يزعج “الديمقراطيين” بشكلٍ كبير، موضحةً أن هجوم الطرود المفخخة يأتي في إطار إحراج “ترامب” وحزبه وإدارته أمام الناخب الأميركي قبيل الانتخابات.

تعزز تورط الديمقراطيين..

وأكدت أن دولة بحجم “الولايات المتحدة”، لن تكون عاجزة عن اكتشاف دخول طرود مشبوهة ومفخخة إلى أراضيها، وفي حالة عدم اكتشافها كذلك لن تصل لمنازل “كلينتون” و”أوباما” ومحيط “البيت الأبيض” ومكاتب الـ (CNN) بتلك السهولة، وكلها عوامل، موضحة أنها تعزز تورط الديمقراطيين أنفسهم في الهجوم، وعدم انفجار أي منها من الأساس.

كما أشارت إلى أن الصراع بين “الجمهوريين” و”الديمقراطيين” لم يأخذ هذا الشكل من قبل، إلا أن حالة الإرتباك الموجودة في الوضع الأميركي الداخلي تعزز إتجاه الصراع لتلك المرحلة، مؤكدة على انتشار حالة من الفزع من “ترامب” وإدارته وأسلوب حكمه لـ”أميركا” بين السياسيين الديمقراطيين، تجعل التفكير في إبعاده بأي شكل ممكن، حتى لو كانت الطرود المفخخة، أمرًا ليس مستبعدًا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب