خاص : ترجمة – محمد بناية :
استهداف الجيش واللجان الشعبية اليمنية مطار العاصمة السعودية الدولي بصاروخ “اسكود” بعيد المدى؛ هز كيان “آل سعود” الضعيف وأصاب قيادات الرياض بالفزع.
لم يتصور “آل سعود”، حين بدأوا هجومهم الجوي ضد نساء وأطفال اليمن في 25 آذار/مارس 2015، أن يكونوا على هذا الحال من الذلة والاضطراب بعد مضى 32 شهراً، بحسب وصف وتعليق صحيفة “كيهان” الإيرانية، في أحدث تقاريرها المنشور مؤخراً.
صاروخ الحوثيين هز السعودية وأفزع الإمارات..
لقد شق صاروخ الجيش وحركة “أنصار الله” اليمنية، من طراز (برکان -2-اچ)، سماء الرياض في ظلمة الليل وسقط كالرعد على “مطار الملك خالد الدولي”. ولقد هز سقوط الصاروخ كل شيء بالمدينة وصولاً لأطراف الرياض، وغطى الدخان الكثيف المنبعث عن الانفجار سماء المطار، واصابت حرارته الشديدة المملكة وأمراء “آل سعود” المدللين، بل أصاب الفزع شيوخ “أبوظبي” وميناء “دبي” الزجاجي. لأنهم أدركوا جدية تهديدات “عبدالملك الحوثي”، زعيم حركة “أنصار الله” اليمنية الأخيرة، وأن الصواريخ اليمنية تتمتع بالمدى والدقة المطلوبين.
لقد أطلق النظام السعودي في آذار/مارس 2015، بكل غرور المقاتلات البريطانية والأميركية في سماء اليمن، حينها استشعر الدعم من جانب واشنطن وتل أبيب وأيد الكل، بما فيهم أمين عام الأمم المتحدة، الهجوم تحت وطأة الدولارات النفطية.
لكن التطورات الحالية تعكس من جديد أن الساحة السياسية هى ساحة المعجزات وتحقق الوعد الإلهي في قوله “ألا لعنت الله على الظالمين”، وضرب انفجار الرياض المهيب، الذي هو في الأساس حقد نساء وأطفال اليمن، قلب السعودية. وإذا كان الشعب اليمني المظلوم قد لمس، حتى الآن، بكل وجوده معنى الحرب، وإذا كانت المقاتلات السعودية تقضي على الأمان بالقصف المستمر على شمال وجنوب اليمن، إلا انه ومنذ هذه اللحظة لن يشعر الأمراء الذين أغاروا على كل ثروات شعب السعودية بالهدوء داخل قصورهم العظيمة، وسيكون عليهم إما القبول بالوضع الجديد أو الهرب.
وكذلك فهم الإمارتيون أن الدور قد حان عليهم وأن عليهم، بدءً من الآن، دفع ثمن الاعتداء على اليمن.
تطورات طوفانية في الطريق..
الهجوم الصاروخي على الرياض يؤشر إلى حقيقة مهمة، وهي أن مستوى القدرة العسكرية لـ”آل سعود” أقل مما توقع الخبراء.
إذ ادعت وسائل الإعلام السعودية، عقب الهجوم، استهداف منظومة الدفاع الصاروخية السعودية للصاروخ في الجو، ثم يعترف بعدها بساعات المسؤولون في “مطار الملك خالد الدولي” اصابة الصاروخ للهدف. مع هذا لم تتعرض وسائل الإعلام لما يتعلق بالخسائر والتلفيات المحتملة الناجمة عن الاصابة.
وهذه الحادثة تعكس تخلي أميركا عن السعودية عند الخطر الحقيقي، أو الأفضل القول إن أميركا لا تستطيع أن تقدم شيئاً للسعودية. وعلى الفور خرج المتحدث باسم “أنصار الله” ليذكر الائتلاف المعتدي بقيادة السعودية بقوله: “لطالما أكدنا مراراً أن عواصم الأعداء في مرمى صواريخنا الباليستية”.
وهذه التهديدات والتصريحات توضح بما لا يدع مجالاً للشك أن أوضاع المنطقة تتغير، وأن الوضع لا يقتصر على السعودية وإنما سوف يمتد إلى دبي وأبوظبي، وأنهم لن يعودوا كما في السابق مناطق آمنة للمستثمرين الغربيين.
ونحن نشاهد حالياً على الساحة السياسية خطاب أكثر عدائية من جانب “آل سعود” وحلفاءهم الإقليميين والغربيين ضد اليمن وإيران، إذ أعلن “سعد الحريري”، رئيس الوزراء اللبناني، تحديداً قبل ساعات من اصابة صاروخ “أنصار الله” للرياض، استقالته من منصبه وأدلى بتصريحات معادية لإيران لا تتعلق بموضوع الاستقالة.
بالتوازي مع كل هذه الأحداث زار مسؤول أمني أميركي العاصمة السورية دمشق وأعلن، طبقاً لما نقلت صحيفة “كيهان” الإيرانية عن صحيفة “الرأي اليوم” اللندنية، أن الإدارة الأميركية تعترف رسمياً بالنظام السوري.
وتتزامن كل هذه التطورات مع انحسار التكفيريين، الذين أشرفت الرياض قبل 10 سنوات على تجهيزهم وتقويتهم، وكلها مؤشرات سلبية بالنسبة للنظام السعودي. لذا فالحقيقة أن المنطقة تستعد لحزمة تطورات كبيرة ويجب على السعودية أن تضحي.
في غضون ذلك يواجه “محمد بن سلمان” عدداً من المشكلات الداخلية والإقليمية، ما دفع بعض الخبراء إلى الاعتقاد في أنه سوف يفشل ولن يصل إلى السلطة مطلقًا. وعليه منذ اللحظة أن يعد صواريخ “أنصار الله” في سماء السعودية فضلاً عن الضغوط المالية وصراع القوة داخل الأسرة المالكة.