تحسن علاقات “طهران-الرياض” .. لعبة المصالح المشتركة !

تحسن علاقات “طهران-الرياض” .. لعبة المصالح المشتركة !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

استهدف عدد من الطائرات المُسيرة شركة “أرامكو” النفطية السعودية، قبيل إنعقاد الجلسة الرابعة والسبعون للجمعية العامة لـ”الأمم المتحدة”. وقد تسبب الهجوم في تراجع الصادرات النفطية السعودية، بنسبة 50%، بالإضافة إلى إجبار المملكة على إعادة النظر في علاقاتها الإقليمية.

ذلك الهجوم الذي جاء بعد مجموعة من التحديات الأمنية الخليجية، دفع المسؤولين الإيرانيين أيضًا للتفكير في مشروع جديد من شأنه توفير الأمن الإقليمي؛ وإنتهى الأمر بالإعلان عن “مبادرة هرمز للسلام”، حيث خاطب الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، دول “مجلس التعاون الخليجي”، بالإضافة إلى “العراق”، بتفاصيل المشروع الذي يعتمد مبدأ التعاون الإقليمي بغرض توفير الأمن.

وقد خاطب الرئيس الإيراني؛ رغم العلاقات السيئة، دول “السعودية والبحرين”، كبداية لإنطلاق مبادرة الحد من التوتر واستعادة الشرق الأوسط وضعية السلام والاستقرار.

وبعد فترة سألت صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية؛ المتحدث باسم “وزارة الخارجية” عن مصير المبادرة الإيرانية، فأجاب: “الوضع الراهن لا يسمح بالحديث عن تفاصيل الانفتاح”، هذا الانفتاح الذي كأنما تسبب في سعى بعض القوى فوق الإقليمية للقضاء على المبادرة قبل أن تبدأ.

وفي هذا الصدد؛ أدعت وكالة أنباء (رويترز) مؤخرًا أن قيادات “الحرس الثوري”؛ برئاسة الجنرال “سلامي”، إتخذت في جلسة سرية قرار الهجوم على منشآت النفط السعودية.

وعليه أجرت صحيفة (آرمان ملي)؛ الحوار التالي مع، “علي نجفي خوشرودي”، الدبلوماسي السابق وعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، للحديث عن هذا الموضوع..

رسالة سلام إيرانية..

“آرمان ملي” : ما هو تقييمكم لإدعاءات (رويترز) وأسبابها ؟

“خوشرودي” : لطالما أكدت الإستراتيجية الإيرانية على سُبل الحلول الإقليمية فيما يتعلق بالقضايا والمشكلات الخليجية. فـ”المملكة العربية السعودية” من دول الجوار المهمة بالنسبة لـ”إيران”؛ نظرًا للكثير من المشتركات بين البلدين.

وقد طُرحت الخلافات أيضًا، لكن “إيران” مدت يد الصداقة مرارًا لـ”السعودية”. ومبادرة السيد الرئيس الأخيرة ووزير خارجيته المعروفة باسم، “مشروع هرمز”، ومكاتبة دول المنطقة بهذا الشأن، إنما ينم عن العزم الإيراني القوي على إقرار السلام والاستقرار والتهدئة في المنطقة.

ومن الطبيعي، في ظل هكذا أجواء؛ أن تسعى بعض الأطراف الإقليمية لإجهاض محاولات الحد من التوتر، وتعمل على تشديد سوء التفاهم وبث الاختلافات. وفي هذا الصدد يمكن تقييم تقرير (رويترز) الأخير.

على السعودية عدم الأهتمام..

“آرمان ملي” : في رأيكم كيف سيكون رد الفعل السعودي حيال تجديد الإدعاءات بتورط “إيران” في حادث “أرامكو” ؟

“خوشرودي” : أعتقد أنه لا يجب على المسؤولين السعوديين الإلتفات لمثل هذه الأخبار الجديدة الواهية، إذ تعمل القوات الأمنية والعسكرية الإيرانية على توطيد السلام والاستقرار في المنطقة؛ وأن “إيران” لم تعتزم مطلقًا التعرض والتدخل في دول الجوار.

بل إن الوثائق العليا للدولة تنص بشكل صريح على مسألة تطوير العلاقات مع دول الجوار.

يجب الإلتفات إلى المشتركات..

“آرمان ملي” : ما هي في رأيك الإستراتيجية التي يتعين على “إيران” أن تتبناها، حتى يمكن على أساسها إتخاذ خطوات للحد من التوتر في المنطقة ؟

“خوشرودي” : يجب الإتكاء على المشتركات، وأن نرى النقاط الإيجابية ولا نسمح لأطراف خارجية بالتأثير على العلاقات الثنائية بين “طهران” و”الرياض”. إن رفع مستويات التوتر بين البلدين؛ سوف ينعكس سلبًا على كل دول المنطقة.

وبالنسبة للداخل الإيراني يجب علينا التنسيق فيما يخص العلاقات مع دول المنطقة.

على كل حال؛ يتعين على “وزارة الخارجية”، باعتبارها المسؤول عن تنفيذ السياسات الخارجية للبلاد، القيام بالدور الرئيس في هذا المجال. وكذلك يتعين على باقي الأجهزة الترفع عن أي موقف أو إجراء لا يتسق وحوزة السياسة الخارجية، لأن هكذا إجراء، (حتى وإن كان صغيرًا)، قد يترتب عليه مشكلات كبرى للدولة والإضرار بالمصالح القومية.

مصالح أوروبا..

“آرمان ملي” : ما هو تأثير مداخلات الدول الأجنبية، مثل “فرنسا”، على علاقات دول المنطقة ؟

“خوشرودي” : هذه التحالفات العسكرية والأمنية في المنطقة؛ إنما تخدم مصالح الدول فوق الإقليمية. وأي مشروع عسكري أو أمني أو سياسي أو اقتصادي بالشرق الأوسط؛ يجب أن يكون بمحورية دول المنطقة. من ثم فإن التحالفات على غرار ما تقوم به “فرنسا” إنما تخدم بالأساس مصالح “أوروبا” دون دول المنطقة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة