17 مارس، 2024 3:17 ص
Search
Close this search box.

تحسرت عليها “إسرائيل” .. استقالة “هايلي” تحمل غموضًا لن يحل شفرته سوى “ترامب” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة مفاجئة؛ قررت “نيكي هايلي”، سفيرة واشنطن بالأمم المتحدة، الاستقالة من منصبها في نهاية العام الجاري، وهي في قمة نجاحها السياسي، وهو أمر غير معتاد في إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، والتي يستقيل أو يُقال أفرادها بسبب فضائح أو خلافات مع الرئيس الأميركي.

أما الأمر الأكثر غرابة؛ هو قبول “ترامب” الاستقالة على الفور، مشيرًا إلى أنه يدرس اختيار المسؤولةِ التنفيذيةِ السابقة في بنك “غولدمان ساكس”، المستشارةِ السابقة في البيت الأبيض، “دينا باول”، سفيرةً جديدةً في المنظمة الدولية.

وأوضح “ترامب”، في مؤتمر صحافي مشترك مع “هايلي”، أنها أبلغته برغبتها في ترك منصبها منذ ستة أشهر لأخذ قسط من الراحة.

وذكر الرئيس الأميركي أن “هايلي” ستترك منصبها رسميًا في نهاية العام الحالي، معربًا عن أمله في أن تعود “هايلي” إلى العمل في إدارته بمنصب آخر تختاره بنفسها.

ولم توضح “هايلي”، البالغة من العمر 46 عامًا؛ وواحدة من الوجوه النسائية القليلة في إدارة “ترامب”، سبب استقالتها بعد عامين من توليها هذا المنصب.

لمرورها بأزمة مالية..

فيما زعمت شبكة (سي. إن. إن)، نقلًا عن مصادر، أن سبب استقالة “هايلي” يتعلق بأزمة مالية تتعرض لها.

وأضافت؛ أن للسفيرة الأميركية طفل في المدرسة، والآخر سيلحق به قريبًا، ما جعلها تشعر باحتياج كبير لجني المزيد من الأموال.

وأضافت “هايلي”: “ليس لدي أي شيء أدلي به عن المكان الذي سأذهب إليه”.

وقالت لـ”ترامب”: “أشكرك سيادة الرئيس. كان شرف لي”.

ويبدو أنها ألغت الإشارة إلى منصبها كسفيرة أميركية لدى “الأمم المتحدة”، على حسابها على موقع (تويتر)، قبل تأكيد استقالتها.

وقال خطاب استقالة “هايلي”: “أتوقع أن أواصل الحديث من وقت لآخر بشأن أمور مهمة تتعلق بالسياسة العامة، لكن بالتأكيد لن أكون مرشحة لانتخابات 2020″، وقالت للصحافيين إنها ستدعم حملة “هذا الشخص”، وأشارت إلى “ترامب”.

وكانت “هايلي”، وهي من عائلة هاجرت من “الهند”، من معارضي “ترامب” في حملته الانتخابية، عندما كانت هي حاكم ولاية “ساوث كارولينا”.

وقالت، في كانون أول/ديسمبر 2017، إنه ينبغي أن “نستمع” للنساء اللائي يتهمن “ترامب” بالتحرش الجنسي.

كما قالت إن التصريحات التي يدلي بها “ترامب” قد تشعل حربًا عالمية.

إشادة بمجهوداتها..

وأشاد جمهوريون بـ”هايلي” بعد تداول أنباء استقالتها.

وقال “بول ريان”، رئيس مجلس النواب الأميركي: “تحدت، (هايلي)، الصديق والعدو لتكون الأفضل”.

وقال السيناتور البارز، “لينزي غراهام”؛ إنها كانت “مندوبًا حقيقيًا للإصلاح” في “الأمم المتحدة”.

تسببت في عزلة بلادها..

وحول رد الفعل الإيراني على الاستقالة؛ علق “علي ريزا مير يوسفي”، رئيس المكتب الإعلامي للبعثة الإيرانية في “الأمم المتحدة”، في تغريدة له على صفحته الرسمية على، (تويتر)، بأن “هايلي” تسببت في عزلة بلادها، بتصريحاتها الجاهلة.

قائلاً “يوسفي”: “لم يعد هناك شريف جديد في المدينة. نحن لا نعرف من هي أو ما كانت عليه، لكنها كانت مشكلة خطيرة في الأمم المتحدة، بتصريحاتها الجاهلة، التي تسببت في عزلة الولايات المتحدة الأميركية. عليك أن تعرف: لم يعد هناك شريف جديد”.

أسف روسي على رحيلها..

فيما أعرب المندوب الدائم الروسي بالأمم المتحدة، “فاسيلي نيبينزيا”، عن شعوره بالأسف لاستقالة نظيرته الأميركية بعد قبول استقالتها من قبل الرئيس الأميركي.

وقال “نيبينزيا” للصحافيين: “ما سمعناه اليوم هو قرارها وعلينا أن نحترم هذا القرار، أنا أشعر بالأسف لرحيلها لأن هناك علاقات عمل كانت تجمع بيننا رغم كل الخلافات القائمة”.

حسرة إسرائيلية..

أما “إسرائيل” فوقع الخبر عليها كالصاعقة؛ حيث قال موقع (المصدر) الإسرائيلي: إن خبر استقالة سفيرة “الولايات المتحدة الأميركية” في الأمم المتحدة، “نيكي هايلي”، كان وقعه سيئًا على الإسرائيليين.

وأوضح الموقع الإسرائيلي؛ أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، وكذلك الرئيس الإسرائيلي، “رؤوفين ريفلين”، وحتى الناطق بلسان الجيش، ودعوا بحزن “هايلي” التي كانت أكبر مناصرة لـ”إسرائيل” عرفتها “الأمم المتحدة”.

وأعرب “نتانياهو”، عن شكره وإمتنانه لـ”هايلي”؛ قائلاً: إنها “قادت حربَا بلا هوادة ضد نفاق الأمم المتحدة، ومن أجل الحقيقة والعدل لصالح إسرائيل”.

ووصف “ريفلين”، هايلي، بأنها: “سفيرة حق”، وشكرها على ما وصفه “شجاعتها ودفاعها عن حق إسرائيل في المحافظة على أمن مواطنيها”.

وبعد أن قبل الرئيس الأميركي الاستقالة، أدرك المسؤولون الإسرائيليون حجم الخسارة، نظرًا لما كانت تمثله “هايلي” كونها كانت من المناصرين الكبار لـ”إسرائيل” في الهيئة الدولية.

قبة حديدية..

وجاء وقع استقالة “هايلي” قاسيًا على المسؤولين الإسرائيليين، الذين أطلقوا عليها ألقابًا تعبر عن دعمها القوي لـ”إسرائيل”؛ مثل: “درع إسرائيل في الأمم المتحدة” و”القبة الحديدية الدبلوماسية”، إذ كانت صديقة حقيقة وموالية ل،”إسرائيل”، ربما الأكثر ولاءً في تاريخ “الأمم المتحدة”.

فلدى دخولها إلى “الأمم المتحدة”، أعلنت أنها لن تغض النظر عن إنحياز مؤسسات “الأمم المتحدة”، مثل (يونسكو) و”مجلس حقوق الإنسان”، ضد “إسرائيل”.

ومن أشهر ما قالت: “لقد جئت إلى الأمم المتحدة بكعبٍ عالٍ، ليس بهدف عرض الأزياء، وإنما لكي أركل كل من يهاجم إسرائيل”.

تركت “ترامب” في أزمة..

وقالت (هآرتس)، في هذا الصدد، إن استقالة “هايلي” في هذا التوقيت “تركت ترامب في أزمة؛ فهي مؤشر على صعوبة بقاء الحزب الجمهوري مسيطرًا في مجلسي النواب والشيوخ، خاصة في ظل تعيين بريت كافانو قاضيًا في المحكمة العليا الأميركية، رغم التهم التي وجهتها له سيدات بالإعتداء الجنسي عليهن”.

لتهميشها من قِبل إدارة “ترامب”..

أما (يديعوت أحرونوت)؛ فتناولت استقالة “هايلي” بالتحليل، وقالت إن “قرارها جاء نتيجة لتهميشها من قِبل إدارة ترامب، بعد تعيين مايك بومبيو وزيرًا للخارجية وجون بولتون مستشارًا للأمن القومي قبل ستة أشهر تقريبًا”.

وأضافت الصحيفة العبرية أن العلاقة بين “هايلي” من جهة؛ و”بومبيو” و”بولتون” من جهة أخرى، كانت متوترة لدرجة أنها لم تبلغ أيًّا منهما نيتها في الاستقالة.

استقالت تحت ضغط..

تعليقًا على الاستقالة؛ قال الكاتب والمحلل السياسي، “د. مغازي البدراوي”، إن استقالة “نيكي هايلي” لم تكن ضد توجهات “ترامب”، خاصًة أن تصريحاتها متوافقة تمامًا مع الرئيس الأميركي؛ وهي في الأساس مصنفة بأنها تابعة لإدارة “ترامب”.

وأشار إلى أنه تم الضغط عليها حتى تستقيل؛ لأنها كانت متسببة في مشاكل كبيرة داخل أروقة “الأمم المتحدة” بسبب تصريحاتها الحادة ضد “روسيا” و”الصين”، عكس توجهات “ترامب” في هذا الشأن تحديدًا، التي تعتبر معتدلة حيال “موسكو” و”بكين”، على الرغم من ولاء “نيكي هايلي” التام للرئيس الأميركي “ترامب”.

مؤكدًا على أن هناك نوع من الضغوط على “هايلي” من معارضي “ترامب”، وتم استبعادها واجبارها على الاستقالة لأنها أصبحت ضد سياسة “ترامب”.

وأضاف؛ أن تصريحات “ترامب” عنها إيجابية، وأثنى عليها بشكل كبير.

تفتقر للخبرة..

فيما رجح مدير مؤسسة “فرانكلين روزفلت”، التابعة لـ”جامعة موسكو” الحكومية لدراسة الولايات المتحدة، “يوري روغليف”، معلقًا على رحيل “نيكي هايلي”، أن وجود دبلوماسي أكثر خبرة سفيرًا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة يمكن أن يحدث تغييرًا في العلاقات مع “روسيا” نحو الأفضل.

وقال الخبير إن “نيكي هايلي” هي سياسي إقليمي نموذجي، وبالنسبة لها كان هذا التعيين قفزة كبيرة في حياتها المهنية مقارنة بمنصب حاكم ولاية. لكن هذا الشخص، الذي لم تكن له أبدًا أية علاقة بالسياسة الخارجية، بصفة عامة، يفتقر للخبرة من وجهة نظر الدبلوماسية العالمية. ولا يمتلك وزنًا داخل السياسة الأميركية.

مشيرًا إلى أن هذا “كان نتيجة لعدم وجود تفاعل كامل مع روسيا، وغياب مطلق لأي اتصال أو تفاعل، وهذا بالنسبة لهيكل مثل الأمم المتحدة، حيث يتم العمل بشكل يومي ومنتظم، يعني الكثير. إما أنه يمكنك الاتصال والعمل مع الشركاء، أو لا شيء في نهاية المطاف”.

وأضاف بأن “نيكي هايلى” أظهرت عدم مبالاة وبرودة وغطرسة بهذا المعنى في “أفضل التقاليد” للدبلوماسية الأميركية، بالإضافة إلى المحلية والإقليمية، من خلال خطاباتها.

تلميحات للترشح للرئاسة..

فيما تقول (سي. إن. إن) إنه عندما تغادر “هايلي” منصبها، في نهاية هذا العام، سوف يكون لديها حرية سياسية جديدة، وهو ما ألمحت إليه في خطاب استقالتها، إذ قالت: “أتوقع أن أواصل التعليق على بعض المسائل المهمة المتعلقة بالسياسة العامة من حين إلى آخر، ولكنني بالتأكيد لن أترشح إلى الرئاسة في عام 2020”.

تشير الشبكة الأميركية إلى إن استقالة “هايلي”، في هذا الوقت بالتحديد، قد يخبر “الحزب الجمهوري”، بأنه إذا أرد مرشحة للرئاسة الأميركية في الانتخابات المقبلة، تحظى بشعبية كبيرة ولديها خبرة سياسية على المستوى الداخلي والخارجي، فلن يجد أفضل منها.

حدث جلل..

ويعلق “ديفيد غراهام”، المحلل في الشأن السياسي الأميركي بمجلة (ذي أتلانتك)، الأميركية، ساخرًا من ثناء المسؤولة المستقيلة على السياسة الخارجية الأميركية؛ بقوله: “هايلي قالت هذه الجملة بعد مرور أسبوعين على سخرية الدبلوماسيين علانية من ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

ووصف “غراهام”، استقالة “هايلي”، بأنها “حدث جلل”، فالمندوبة الأميركية كانت من بين النخبة التي تتمتع بالنضج في إدارة “ترامب”، والتي لم يبق فيها من الحكماء غير وزير الدفاع المتحفظ، “جيمس ماتيس”، ومدير المخابرات الوطنية، “دان كوتس”.

تساؤلات عما دار وراء الكواليس..

أما المحلل في صحيفة (واشنطن اكزامينار)، فكتب ساخرًا: “سيمر اليومان القادمان على الخبراء وهم يتساءلون: لماذا قررت الاستقالة ؟.. هل وقعت في مشاكل مع الرئيس ترامب ؟.. أم هل حدث شيء مثير وراء الكواليس لم يتم الكشف عنه بعد ؟.. ربما حقًا هي من كتبت المقالة المجهولة التي نُشرت في (نيويورك تايمز)، تصف ترامب بأنه غبي طائش ومتعجرف يقف ببلاده على حافة الهاوية ؟”.

وأضاف “بيبتريس” أن استقالة “نيكي هايلي” كسفيرة للولايات المتحدة لدى “الأمم المتحدة”؛ محيّرة بقدر ما كان تعيينها مفاجئًا، خاصة أنه لم يكن هناك في الأساس أي إشعار مسبق بأن حاكمة ولاية “كارولينا” الجنوبية، الجمهورية السابقة، كانت تفكر في ترك منصبها، ناهيك عن الإعلان عنه قبل أقل من شهر من ذهاب الأميركيين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب التجديد النصفي لـ”الكونغرس”.

موقفها من روسيا..

ونفت “نيكي هايلي” أنها كاتبة المقال، إلا أن الجدل حول استقالتها، التي ولئن بدت مفاجئة بالنسبة للكثيرين، والتوقف عند مواقفها منذ أن عيّنت في منصبها، قبل عامين، يشيران إلى أنها تأخرت، خاصة وأن البعض طرح السؤال حول بقاء “نيكي هايلي” في الإدارة الأميركية، منذ نيسان/أبريل الماضي، حين انتقدت “البيت الأبيض” بسبب تصريحات متضاربة حول عقوبات مفروضة على “روسيا”.

في نيسان/أبريل 2018؛ أعلنت “هايلي”، وهي من أبرز المنتقدين لـ”روسيا”، أن “الولايات المتحدة” تُعِد لعقوبات جديدة على شركات روسية. لكن “البيت الأبيض” قال، لاحقًا، إنه لم يتم إتخاذ قرار بمثل هذه العقوبات. وأغضب التصريح “ترامب”، حسبما نقلت صحيفة (نيويورك تايمز).

وأصبح الخلاف علنيًا، عندما حاول المستشار الاقتصادي للرئاسة، “لاري كودلو”، توضيح موقف الإدارة الأميركية من العقوبات بقوله: “أختلط عليها، (هايلي)، الأمر”، لترد “هايلي” في تصريح لتليفزيون (فوكس نيوز)؛ بقولها: “مع كل الاحترام اللازم، أنا لا أصاب بالبلبلة”.

هدأت الأمور بعد ذلك قليلاً، خصوصًا مع إنغماس الإدارة الأميركية في “الملف الإيراني”، الذي كانت “هايلي” من مؤيدي “ترامب” بشأنه، فقد أيدته في الانسحاب من “الاتفاق النووي الإيراني”، وأيضًا دفعت بقوة من أجل فرض عقوبات على “كوريا الشمالية”، وكانت داعمًا قويًا لحكومة “إسرائيل”.

لكن، يبدو أن هذه التوافقات لم تنجح في ردم الشرخ في الرؤى بخصوص قضايا أخرى على غرار التقارب مع “روسيا”، وموقف “ترامب” من التحالفات التقليدية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب