19 أبريل، 2024 12:41 م
Search
Close this search box.

تحذيرات من عمليات خطف لدبلوماسيين اميركان على يد مليشيات بعد الانسحاب

Facebook
Twitter
LinkedIn

أجبر تهديد خطير بخطف غربيين في بغداد، الدبلوماسيين الأميركان على تقليص تحركاتهم بشكل كبير، قبل الانسحاب الكامل للقوات العسكرية الاميركية من العراق بحلول نهاية الشهر الحالي.

وأثار التهديد المتنامي المخاوف بشأن قدرة المدنيين الاميركان على العمل  في العراق بعد خروج القوات الأميركية، وعلى وجه الخصوص المخاطر المتأتية من الجارة إيران التي ستحاول تقويض النفوذ الأميركي باستخدام الميليشيات المتحالفة معها لخطف المدنيين الغربيين.

تم نشر أول تحذير من “تزايد محتمل للتهديد بالخطف” على الموقع الالكتروني للسفارة الأمريكية في بغداد يوم 22 من تشرين ثاني الماضي. لكن التحذير تغير الى تحذير يقول حرفيا: “تهديد كبير بالاختطاف” يوم 28 نوفمبر ثم الى “تهديد خطير بالخطف” يوم السبت الماضي.

لأول مرة تحدد التحذيرات الموجهة للمواطنين الأميركان أن التهديد ينطبق على المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد حيث تقع السفارة الامريكية وحيث يعيش معظم مسؤولي الحكومة العراقية.

وقال اخر تحذير انه بسبب التهديدات “عززت سفارة الولايات المتحدة بشكل كبير من الإجراءات الأمنية ​​لموظفي الحكومة الأميركية”، واضاف ان “الاجراءات الامنية تشمل ​تقييد الحركة بشدة داخل المنطقة الخضراء”.

وقال أحد المقيمين الاميركان الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لانه يخشى على سلامته ان “الغربيين في المنطقة يخرجون فقط لرحلات قصيرة ومع مرافقين مسلحين”، واضاف ان معظم موظفي السفارة تنحصر حركتهم في مجمع السفارة المحصن. وانتشرت الشائعات التي تحدثت عن عمليات الخطف، مؤكدا: “الجميع اصبح هستيريا”.

ورفض المتحدث باسم السفارة الامريكية مايكل ماكليلان الادلاء بمزيد من التفاصيل حول طبيعة هذه التهديدات أو تأثيرها على قدرة الدبلوماسيين الأمريكيين على العمل. وقال “اننا بالتأكيد لن نناقش أي ترتيبات أمنية”.

ولكن التهديد عزز من الصعوبة التي ستواجهها الولايات المتحدة في استخدام النفوذ في العراق. وقال الكولونيل باري جونسون ، المتحدث باسم الجيش الامريكي انه لم يتبق في العراق سوى تسعة الاف جندي، وان الجيش الامريكي على المسار الصحيح لاتمام الانسحاب في الموعد المقرر بحلول 31 ديسمبر.

ومع ان جماعات سنية متطرفة مرتبطة إلى ما يعرف الآن باسم تنظيم القاعدة في العراق كانت هي المسؤولة عن معظم عمليات خطف الغربيين في السنوات الأولى للحرب، فإن مسؤولين أميركيين وخبراء أمنيين يقولون ان التهديد الأكبر الآن في بغداد يأتي من جماعات شيعية مسلحة تابعة لإيران، والتي يمكن ان تستخدم عمليات الخطف من اجل تعزيز النفوذ الايراني في العراق على حساب الغرب.

 وقال جون دريك، وهو مستشار يعمل مع شركة AKE  البريطانية الأمنية ان “التوترات المتزايدة بين الغرب وإيران تثير مخاوف من أن ايران ربما تعمد لخطف غربيين للضغط على الحكومات الغربية”  وأضاف ان تنظيم القاعدة في العراق ما زال نشطا، مع ذلك، ولاسيما في المحافظات الغربية الشمالية ذات الغالبية السنية.

وقد تعهدت الولايات المتحدة أنها لن تتخلى عن العراق بعد انسحاب قواتها، وزار نائب الرئيس بايدن بغداد الاسبوع الماضي لتعزيز تلك الرسالة. وتخطط وزارة الخارجية الاميركية ارسال16 الف شخص الى العراق، 80 في المائة منهم هم متعاقدون امنيون. وسيتكفل هؤلاء بالعديد من الوظائف التي كان يقوم بها الجيش، بما في ذلك تشغيل مطار صغير وتدريب قوات الامن العراقية.

ولم تكن السفارة الأميركية تعتمد على الجيش الأمريكي لتأمينها لسنوات عديدة، وتستخدم متعاقدين لحماية الدبلوماسيين عند تحركاتهم. ولكن إذا كان التهديد بالاختطاف يجبر الدبلوماسيين على البقاء في مبنى السفارة، فانه سيكون من الصعب عليهم لقاء العراقيين، وتنفيذ المشاريع.

وأثبت الاختطاف نجاعته كوسيلة لتقويض النفوذ السياسي عند اختطاف أميركيين وغيرهم من الغربيين من قبل الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران في لبنان في  سنوات الثمانينيات من القرن الماضي. وعند تزايد عمليات الخطف في تلك البلاد غادرها صحفيون غربيون وعمال إغاثة ، ومدرسون ورجال اعمال.

وصنفت الولايات المتحدة حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية وذلك جزئيا بسبب صلاته بأولئك الذين نفذوا عمليات خطف، ويسيطر حزب الله الان على الحكومة اللبنانية.

وكانت اخر عملية خطف تم تنفيذها بحق غربيين في العراق في العام 2007 من قبل مجموعة عصائب أهل الحق، والتي يقول الجيش الامريكي ان ايران تدربها وتمولها. وقال الرهينة الوحيد الذي نجا بعد الافراج عنه في أواخر عام 2009 ان البريطانيين الخمسة امضوا فترة من احتجازهم في إيران.

واصبحت سلامة المنطقة الخضراء موضع شك، الأسبوع الماضي، بعد وقوع تفجير انتحاري خارج البرلمان العراقي، في أخطر خرق للأمن منذ التفجير الانتحاري في العام 2007. وقد تنافس الساسة العراقيون ، بمن فيهم رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي على  التأكيد أنهم كانوا هدفا لهذا الهجوم الأخير.

ترجمة واعداد كتابات / عن صحيفة الواشنطن بوست الاميركية

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب