5 مارس، 2024 3:41 م
Search
Close this search box.

تحذر منه صحيفة “الحرس الثوري” .. حلم أميركا الجديد للعراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

دخل “العراق”، بعد استقالة رئيس الوزراء، مرحلة جديدة تُعرف باسم حكومة تيسيير الأعمال. وهي حكومة تتمتع بصلاحيات أقل من الحكومات الرسمية في الكثير من المواقف، وتعجز عن إستصدار الكثير من القرارات الرسمية.

وفي ظل هذه الأجواء يواجه “العراق” فراغ حقيقي في السلطة شديد الخطورة، لا سيما في ظل الأجواء التي تعيشها “بغداد”.

وقد تابعنا، بالأمس القريب؛ هجمات خلايا تنظيم (داعش) الإرهابي للسيطرة على المناطق في “ديالى ونينوى والرمادي”. كذلك نفذت خلايا (داعش) عملية كبرى بالقرب من “الفلوجة”؛ على مسافة 40 كلم من العاصمة، قبل أن تتراجع هذه الخلايا تحت وطأة يقظة واستعداد قوات (الحشد الشعبي). بحسب “أمير مسروري”، في صحيفة (خراسان) الإيرانية؛ التابعة لـ”الحرس الثوري”.

هجمات “داعش” وتشكيل حكومة موالية لواشنطن..

والواضح أن خلايا التنظيم في “العراق” تتصل ببعضها وتنجح في تشكيل خلايا صغيرة وسريعة، وهو ما يُعرف باسم “حرب العصابات”. ويعتقد الخبراء: “أن التنظيم يستهدف خلق أزمات مرحلية أمنية”.

من جهة أخرى؛ وبحسب صحيفة (الشرق الوسط)؛ هناك احتمال بشأن تفاقم هجمات (داعش) الإرهابية تحت مسمى “الذئاب المنفردة”، بمعنى أن التنظيم يعتزم تفعيل سياسة تكثيف الهجمات الإرهابية الرامية إلى نشر الفوضى في هذا البلد، من خلال تشكيل خلايا ذاتية، والقضاء على الأهداف المحددة سلفًا في “العراق”.

والحقيقة أن نتائج هذه السياسة قد تؤدي إلى تنامي مشاعر الاستياء الشعبي والضغط على المؤسسات الحكومية للقبول سريعًا بمطالب الأطراف الداخلية؛ غير المتماشية مع فكر المقاومة. أي تشكيل الحكومة سريعًا تحت أي ظرف، حتى لو كانت تابعة أو موالية لـ”الولايات المتحدة الأميركية”.

مشكلة “الحشد الشعبي”..

من جهة أخرى؛ تواجه الأطراف الغربية في “العراق”؛ مشكلة حقيقية باسم (الحشد الشعبي). ومؤخرًا وبعد هجمات “ديالى”، وغيرها من مدن “الأنبار” و”نينوى”، تتخوف خلايا (داعش) من أن يزيد وجود (الحشد الشعبي) صعوبة طرق المواجهة ضد “بغداد”.

في السياق ذاته؛ لم يكن آية الله “علي السيستاني”، على استعداد إلى تحديد مدة أو سحب فتواه بشأن مكافحة الإرهاب بسبب المشكلات الراهنة والفوضى الأمنية الأخيرة بـ”العراق”، وبالنهاية اُجبر (البنتاغون) على تشكيل الحكومة وإلغاء قرار تفكيك (الحشد الشعبي) العراقي؛ بموجب قرار رئيس الوزراء أو تعديل الدستور بالشكل الذي يخدم مصالح “الولايات المتحدة”.

مشروع الإطاحة الناعمة..

وعليه فقد شهدت المرحلة الجديدة إطلاق مشروع الإطاحة الناعمة في “العراق”؛ أو ما يمكن أن يُعرف بـ”تشويه المرجعية وإصطناع مرجعية”.

ويتضمن هذا المشروع؛ إضعاف مكانة، آية الله “علي السيستاني”، وطرح شخصيات ووجوه جديدة كبديل عنه أو معارضه له. وهي شخصيات لا يُعرف فقط أين درست، وإنما أصحبت فجأة مراجع دينية.

وخلال الأسابيع الأخيرة، وقعت فجأة المنابر الإعلامية المعارضة للمقاومة في “العراق” تحت سيطرة شخصيات لم تكن معظمها معروفة في “النجف” أو “كربلاء”. يفتقرون إلى الهوية الدينية الواضحة، لكنهم يصنفون أنفسهم كمراجع دينية.

ويسعى الأميركيون، من خلال هذا المشروع؛ إلى إضعاف المرجعية ومكانتها الاجتماعية وإحتراب الفصائل الشيعية. وقد سعى، آية الله “السيستاني”، منذ بداية الأزمة عام 2003، إلى منح هذه الفصائل الهوية بالوحدة والتناغم ومناهضة المشروع الأميركي.

وهذه السياسة الأميركية، في هذه المرحلة الجديدة؛ هي نفس سياسية (فرق تسد) بغرض إنهاك “العراق” وتقسيم هذا البلد والقضاء على أي حافز اجتماعي في قالب “محور المقاومة”.

لذلك أثبتنا أن الخطاب السائد في الأنظمة والترتيبات الأمنية الأميركية بالمنطقة يستهدف المقاومة، ويجب الإنتباه لمسألة أن “الولايات المتحدة” تعلم أنها لن تستطيع تحقيق أي إنجاز في “العراق”، أو دول غرب آسيا، طالما “محور المقاومة” موجود.

أضف إلى ذلك؛ أن تكلفة 7 تريليون دولار ليست بالقليلة. وأن الهزائم الأميركية المتتالية ساهمت في تقوية “محور المقاومة”. و”الولايات المتحدة” تعلم أن قوة “محور المقاومة”، من “طهران” وحتى “غزة”، تزيد من الضغط للحد من قدرة التدخل الأميركي، وقد منيت “واشنطن” بالحيرة في الكثير من الدول، وللتخلص من هذه الحيرة تبنت “الولايات المتحدة” سياسية التقسيم وتسعى لإفساد الترتيبات الإقليمية.

من هنا يكمن تحليل الأوضاع العراقية بالاستفادة من الحوادث الإقليمية الأخيرة. إذ تسعى “الولايات المتحدة”، كخطوة أولى؛ إلى نشر الفوضى وإضعاف الحكومة المركزية، ومن ثم الإطاحة بهذه الحكومة. ثانيًا إقصاء عنصر مهم مثل (الحشد الشعبي) والأطراف الأخرى المهمة، كالمرجعية في “النجف”. وأخيرًا تشكيل نظم سياسية جديدة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب