خاص : ترجمة – آية حسين علي :
باتت مهنة “إنفلوينسر” أو “شخصية بارز” مصدرًا لكسب المال لدى كثير من الشباب الذين استطاعوا إظهار تميزهم في جانب أو أكثر من جوانب الحياة، والواقع أن هؤلاء الأشخاص أثروا حياة المتابعين بتجارب ونصائح، ويمكن اعتبارها ظاهرة جيدة إذا ما أغفلنا جانب المبالغة وتأثيره السلبي.
يُعد تطبيق (إنستغرام)، منذ ظهوره، من التطبيقات البارزة التي إتخذها كثير من الأشخاص منصة لهم للوصول إلى أعلى سلم “الإنفلوينسرز”؛ إذ جمع ميزات (تويتر) وكل ما تمتع به (فيس بوك) و(يوتيوب) في منصة واحدة، فيمكن للمستخدم مشاركة الصور والفيديوهات وكتابة منشورات والتواصل مع الأصدقاء والمعارف.
إعلانات بالمليارات !
تحول (إنستغرام)، لدى كثير من “الشخصيات البارزة”، إلى مشروع مربح، ويمكن اعتباره “فاترينة” يعرضون عليها صورهم التي يستخدمونها من أجل الترويج لعلامات تجارية معينة أو لرحلات سياحية حول العالم أو لزيارات إلى مطاعم فخمة، وبات هذا العمل يعتبر وظيفة يتمناها كل شاب، لكن منذ أن غير (إنستغرام) خوارزميته تغير كل شيء، إذ أصبح الحصول على الشهرة أصعب بكثير، خاصة لدى الأشخاص الذين بدأوا المشوار مؤخرًا.
وتتربح الشخصيات البارزة من خلال الاتفاق مع علامات تجارية لتسويق منتجاتها بشكل مباشر أو من خلال الإعلانات التي تظهر على المقاطع التي ينشرونها، ويتوقع أن يرتفع حجم الإنفاق الإعلاني في هذا المجال إلى ما قد يصل إلى 10 بلايين دولار، بحلول عام 2022، بحسب تقرير (Influencer marketing report)؛ الذي صدر في 20 أيلول/سبتمبر الجاري، ولا تقدم الشركات على دفع الأموال لـ”الإنفلوينسرز” من فراغ، وإنما تساهم توصيات هؤلاء في رفع نية الشراء لدى المتابعين، وكشفت دراسة أعدها مركز (annalect)؛ الذي تعاقد معه موقع (تويتر) مؤخرًا، أن 49% من المستخدمين يتأثرون بآراء “الإنفلونسرز”.
أنواع “الإنفلونسرز” على “إنستغرام”..
أوضح خبير منصات التواصل، “بيدرو روخاس”، أن هناك 4 أنواع من الأشخاص البارزين، (إنفلونسرز)، على (إنستغرام)؛ النوع الأول هم من لديهم أكثر من مليون متابع على الحساب، مشيرًا إلى أنه في أغلب الأحيان يكونون أشخاص مشهورين منذ البداية، أما النوع الثاني فهم من لديهم ما بين 500 ألف ومليون متابع، وأيضًا عادة ما يكون لهم شأن في المجتمع، رغم أنهم لا يمتلكون شهرة كبيرة لكنهم معروفون على نطاق واسع.
وأضاف أن النوع الثالث هم أصحاب الحسابات التي استطاعت الاستفادة من موجة التحديثات في خوارزمية (إنستغرام)، والتي استمرت حتى عام 2016، ولديهم ما يتراوح بين 100 ألف و500 ألف متابع، مشيرًا إلى أن هؤلاء قدموا الكثير من الأشياء من أجل حجز مكان لأنفسهم بين الشخصيات البارزة، وفي بعض الأحيان يكونون ممن يقتاتون على الترويج للموضة والأزياء والتغذية والصحة البدنية.
وأشار إلى أن النوع الرابع هم من لديهم ما بين 5 آلاف و100 ألف متابع، وهم أشخاص حقيقيون وقادة رأي واقعيون، لا يمكن اعتبارهم من المشاهير، لكن لديهم سلطة في بعض الموضوعات.
تعديلات “إنستغرام” صعبت الوصول إلى الشهرة..
وجهت لتطبيق (إنستغرام) الكثير من الانتقادات لتأثيره على الصحة النفسية للمستخدمين، إذ تسعى الشخصيات البارزة إلى تصدير صورة مثالية لأنفسهم وللعالم الذي يعيشون فيه بشكل يكون له مردود سلبي على من يتابعونهم دون أن يتمكنوا من التعرف على الصورة الكاملة، بالإضافة إلى تأثيره البالغ في تغيير آراء وتفكير المتابعين، لذا أجرى التطبيق عدد من التعديلات للحد من تأثير “الإنفلونسرز”؛ كان أبرزها إخفاء عدد الإعجابات التي تحصل عليها المنشورات.
وأوضح “روخاس” أنه بعد التعديلات الأخيرة؛ “تراجعت فرصة أن تصبح إنفلوينسر بشكل كبير، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يبدأون الآن”، وأشار إلى أن عامل الوقت أصبح أمرًا جوهريًا في تطبيق (إنستغرام)؛ إذ أنه عندما ينشر الشخص صورة تبدأ الثواني تمر، وهذا الأمر لا يصب في مصلحة صاحب الحساب؛ إذ أن المنشور يكتسب أهميته على أساس تفاعل المتابعين معه بناء على عدد الإعجابات التي حصل عليها منذ البداية، كما أن التطبيق يراقب الوقت الذي يقضيه المتابعون في قراءة المنشورات.