11 أبريل، 2024 11:34 ص
Search
Close this search box.

تحديات عراق ما بعد الانسحاب : دفاع خارجي ضعيف ومليشيات متحفزة

Facebook
Twitter
LinkedIn

مع قرب اكتمال الانسحاب الاميركي من العراق فأن تحديات امنية وعسكرية سياسية تواجه البلاد التي ظلت معتمدة على الوجود العسكري الاميركي لمواجهة الجماعات المسلحة وضربها وتدخل المسؤولين الاميركيين للضغط على القوى السياسية كلما تأزمت العلاقات معها وذلك بهدف الابقاء على العملية السياسية حية بعد 8 سنوات من سقوط النظام السابق .
واذا كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيبحث مع الرئيس الاميركي باراك اوباما بدء مرحلة جديدة من العلاقات يدخلها البلدان مع مباشرتهما بتنفيذ اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بينهما اواخر عام 2008 فأن القوات العراقية تبدو جاهزة لتولي زمام الامن في الداخل  الا ان تركيز جهودها على التصدي لاعمال العنف في البلاد خلف قصورا كبيرا في قدرتها على التصدي للاخطار الخارجية بحسب ما يرى مسؤولون عراقيون واميركيون.
ورغم الجهوزية المبدئية للقوات العراقية على صعيد الامن الداخلي الا ان هذا الامر لا يعني انها باتت قادرة على منع كل الهجمات التي لا تزال تستهدف بشكل شبه يومي مناطق متفرقة في البلاد.
وتستعد القوات الامنية العراقية لتولي زمام الامور الامنية داخليا وخارجيا وحدها فيما تعمل القوات الاميركية على استكمال انسحابها من البلاد بحلول نهاية العام الحالي على ان يبقى عدد صغير من المدربين.
ويقول الفريق روبرت كاسلن مدير مكتب التعاون الامني في العراق، ان “القوات العراقية بنت على مدار السنوات الثماني الماضية قدرات تخولها التعامل مع التهديدات الداخلية”. الا انه استدرك خلال مقابلة صحافية قائلا “لكن هذه القوات لم تبن بعد قدرة تخولها التعامل مع التهديدات الخارجية”.
ويشرف كاسلن على عمل 157 جنديا اميركيا وحوالى 763 متعاقدا مدنيا يوفرون التدريب للقوات العراقية وذلك تحت سطلة واشراف السفارة الاميركية في بغداد.
ويقول المسؤول الاميركي ان “معظم عملنا يتناول التهديد الخارجي وذلك بهدف تدريب القوات الامنية (العراقية) على التعامل مع ذلك، كون هذه القوات ركزت جهودها اساسا على التهديدات الداخلية خلال السنوات الماضية”. وقال كاسلن ان مهمات التدريب التي كان يجري الحديث عنها تشمل تحضير القوات العراقية للتعامل مع مسائل الدفاع الخارجي. واضاف “ان السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو حول كيفية انجاز مهمات التدريب في العراق اذا لم تتواجد هذه القوة التدريبية هنا”.
وتابع المسؤول الاميركي “نقوم بعملنا حاليا وكذلك بالتفكير في الخيارات التي نمتلكها ثم مناقشتها مع الجيش العراقي”، لافتا الى ان هذه الخيارات تشمل تدريب القوات العراقية في اماكن اخرى في المنطقة، وبالنسبة الى القادة الكبار التدريب في الولايات المتحدة او في دول حلف شمال الاطلسي.
ويبلغ عدد افراد القوات الامنية العراقية حاليا حوالى 930 الفا، بينهم 650 الف عنصر شرطة و280 الف جندي علما ان عدد عناصر القوة الجوية والبحرية يبلغ حوالى 10 آلاف مقاتل  بحسب ارقام حكومية.
وكان رئيس هيئة اركان الجيش العراقي الفريق بابكير زيباري اعلن في وقت سابق ان القوات العراقية تحتاج الى سنوات قبل ان تصبح جاهزة بشكل كامل للتعامل مع مسائل الدفاع الخارجي.
وبحسب تقرير صدر نهاية تشرين الاول/اكتوبر عن المفتش العام الاميركي الخاص بالعراق لاعادة الاعمار، فان “زيباري يعتقد ان وزارة الدفاع لن تكون قادرة على تنفيذ كل مهام الدفاع الخارجي حتى ما بين عامي 2020 و2024”. واضاف زيباري ان “العراق لن يكون قادرا على الدفاع عن اجوائه حتى العام 2020 على اقل تقدير” مشيرا الى ان “جيشا من دون تغطية جوية يتحول الى جيش مكشوف”.
وكان العراق تقدم بطلب للحصول على 18 طائرة مقاتلة اميركية من طراز “اف-16” الا انه لا يزال يحتاج الى سنوات لتسلمها ووضعها في الخدمة.
وفشلت مفاوضات بين بغداد وواشنطن بشان بقاء مجموعة صغيرة من المدربين الاميركيين في العراق بعد عام 2011 بعدما رفض العراق منح الجنود الاميركيين حصانة قانونية وهو ما يصر عليه الجيش الاميركي.
وكان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال لويد اوستن اعلن الشهر الماضي انه ان كانت القوات الامنية العراقية اثبتت كفاءتها في ما يتعلق بالامن الداخلي الا ان الطريق امامها للتعامل مع الدفاع الخارجي لا تزال طويلة.
واعتبر اوستن ان التركيز على الامن الداخلي كان له تاثير على الاستعدادات للتعامل مع الدفاع الخارجي. واوضح الجنرال الاميركي انه “بسبب تركيزنا على الامن الداخلي لم نملك امكانية العمل الفعلي على تطوير قدرة اساسية للتصدي للتهديدات الخارجية وهذا ما يجب ان يبداوا التركيز عليه في المستقبل”. وحذر من سعي الميليشيات المسلحة الى توسيع هامش عملياتها.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال في الاول من الشهر الحالي ان العراقيين “واثقون من ان القوات الامنية جاهزة لتادية واجباتها الوطنية حيال توفير الامن وحماية البلاد”.
الا انه اقر بالحاجة الى مدربين اميركيين، قائلا “هناك حاجة لوجود مدربين من اجل اغراض محددة”.
وانهت القوات الاميركية رسميا عملياتها القتالية في العراق في 31 اب/اغسطس عام 2010  وركزت بعدها جهودها على مهمات التدريب ومنح القوات العراقية مسؤوليات رئيسية في قضايا الامن، فيما يترقب العراقيون اداء هذه القوات بعد عام 2011.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب