10 أبريل، 2024 5:53 م
Search
Close this search box.

تحت وطأة وحش “كورونا” .. السياحة الإيرانية تحتضر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

طال انتشار فيروس “كورونا” ما لا يقل عن 124 دولة حول العالم. وقد إتخذت دول العالم تدابير مختلفة للحيلولة دون انتشار الفيروس.

لكن حاليًا تحولت “الصين وإيران وإيطاليا” أكبر مراكز الفيروس، حيث يقترن اسم تلكم الإمبراطوريات الثلاث في التاريخ القديم؛ بلعبة الزمن من جديد. وكل منها تتعامل بطريقة مختلفة مع وباء (كوفيد-19).. وقد بلغت “إيطاليا”، بعد فرض الحجر الصحي التدريجي، مرحلة تعطيل الدولة بالكامل عدا الصيدليات، والأسواق وبالتأكيد أكشاك بيع الصحف. كذلك تستمر الصناعات المهمة تحت تدابير صحية مشددة.

هذا التعطيل إنما يعني صفعة لأحد أكبر مصادر الدخل الإيطالية؛ أي صناعة السياحة. تلكم الصناعة التي تُدر حوالي 237 مليار يورو وتجذب عدد 58 مليون سائح سنويًا، ومن غير المعلوم إلى متى سيتم تعطيل هذا القطاع.

ولقد كان الوضع في “الصين” مشابهًا.. وقد تم تعطيل كافة الرحلات داخل “الصين”، وكذلك أوقفت الكثير من دول العالم رحلاتها إلى “الصين”، ولقد كان لذلكم الأمر تأثير سلبي على مبيعات الدول الأخرى، إذ تُعتبر “الصين” أحد مراكز “الترانزيت” بالنسبة لدول الجوار. وصناعة السياحة هي أحد مصادر الدخل في “الصين” أيضًا، إذ استقبلت خلال العام الماضي؛ حوالي 60 مليون سائح، لكن من غير المعلوم أيضًا متى يستطيع السائح العودة مجددًا إلى “أرض التنانين”. بحسب صحيفة (إیندیپندنت فارسي).

وضع خطير..

لكن الوضع مختلف في “إيران”، حيث أثرت عدد من العوامل، خلال الأشهر الأخيرة، على معدلات السياح، بدءً بالاحتجاجات العامة وقطع “الإنترنت”؛ وحتى إسقاط “الطائرة الأوكرانية” بواسطة دفاعات “الحرس الثوري”، وأخيرًا شيوع وباء “كورونا”.

مع هذا لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد السياح في “إيران”، خلال العام المنصرم. وتقول “منظمة السياحة”: “زار ما يُقرب من 5 مليون سائح دولة إيران، خلال العام الشمسي المنصرم”.

لكن شكك، “مهرداد لاهوتي”، عضو لجنة السياحة البرلمانية، في إحصائيات “منظمة السياحة العالمية”، وقال: “إن العدد أقل من مليون”.

وكانت صحيفة (دنيا الاقتصاد) قد تعرضت لمسألة إخفاء إحصائيات السياحة الأجنبية؛ تحت عنوان: (وبدأ العد التنازلي للسياحة).. لكن على كل حال، تواجه صناعة السياحة في “إيران” أزمة خطيرة. فالكثير من دول العالم تخشى نقل المسافرين بسبب احتمالات الإصابة بفيروس “كورونا”. فضلاً عن سبب آخر يتعلق بـ”العقوبات الأميركية” على “إيران”.

أسباب غير معلومة .. ومستقبل غامض !

وخلال الأسابيع الماضية؛ تم تعليق كل الرحلات الجوية الإيرانية إلى “أوروبا”. وساد تصور في البداية أن السبب فيروس “كورونا”، حتى أعلنت شركة “هما” للطيران أن الأسباب: “غير معلومة”.. وعليه فقد تركت كل هذه العوامل تأثيرًا سلبيًا على صناعة السياحة الإيرانية، (الداخلية والخارجية).. وكما يُشاع، فقد عانت شركات السياحة الإيرانية عمومًا، خلال الأشهر الأخيرة، من الأضرار البالغة بسبب مجموعة التطورات السياسية، لكن السياحة الداخلية توفر لهم بعض المال ويأملون في تعويض خسائر، العام الماضي، بالتطلع إلى إجازة “النيروز”، لكن وبعد تعطيل السياحة الوافدة تراجع الكثير من المواطنين عن زيارات “النيروز” استجابة للتوصيات الطبية، وهذا يعني مستقبل مظلم للسياحة الإيرانية.

من جهة أخرى، ومع الأخذ في الاعتبار لتعطيل العملية الدراسية، فالمتوقع استمرار الدراسة أثناء العطلة الصيفية.

وعليه، ومع مراعاة تصريحات وزير الصحة الإيراني؛ والتي نوه خلالها لإمكانية صراع “إيران” ضد الفيروس، حتى حزيران/يونيو المقبل، يمكن القول: من المستبعد أن تنتعش صناعة السياحة الإيرانية خلال فصل الصيف.

ورغم الحديث عن إجازة تحفيزية، بعد إنتهاء الوباء، لكن يُجدر الإنتباه إلى قضية أخرى، وهى أن المشكلة الرئيسة في “إيران” لا تتعلق بالتوصيات الطبية فقط، ولكن بالمشكلات المالية بسبب التعطيل. وقد خسر الجزء الأكبر من سوق العمل الإيراني رونقه، ويواجه استعداد السوق لمبيعات “ليلة العيد” عائقًا كبيرًا.

وعليه لن يكون النصف الأول من العام الميلادي الحالي جيدًا، بالنسبة لأسواق العمل الإيرانية. ومعظم المعاملات المالية حاليًا تتم بواسطة الشيكات، والواقع سوف تتحول سيول الشيكات المرتجعة أزمة للاقتصاد الإيراني، خلال الأشهر القليلة المُقبلة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب