تحت غطاء الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. “داعش” ينشط أوروبيًا ويستغل “رمضان” عربيًا لشن هجمات انتقامية !

تحت غطاء الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. “داعش” ينشط أوروبيًا ويستغل “رمضان” عربيًا لشن هجمات انتقامية !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بات (داعش) في طريقه لاستعادة نشاطه دوليًا وعربيًا؛ فمؤخرًا، أعلن تنظيم (داعش) الإرهابي، في تسجيل صوتي نُسب إلى المتحدث باسمه إطلاق حملة “ثأرًا” لزعيمه السابق؛ الذي قُتل في شباط/فبراير 2022، خلال عملية أميركية في شمال غرب “سوريا”، داعيًا إلى استغلال انشغال “أوروبا” بالحرب الدائرة في “أوكرانيا”.

وكان التنظيم المتطرف أكد؛ في 10 آذار/مارس الماضي، مقتل زعيمه السابق؛ “أبوإبراهيم القرشي”، والمتحدث الرسمي السابق؛ “أبوحمزة القرشي”، وعُرف عن زعيمه الجديد باسم: “أبوالحسن الهاشمي القرشي”، ليكون الزعيم الثالث للتنظيم؛ منذ العام 2014، حين أعلن “دولة الخلافة” وسيطر على مساحات واسعة في “سوريا” و”العراق” المجاور.

الزعيم الجديد؛ وهو الثالث منذ نشأة التنظيم المتطرف، غير معروف نسبيًا ولم يكشف التسجيل الصوتي تفاصيل حوله.

وقال المتحدث الرسمي؛ “أبوعمر المهاجر”، في تسجيل بثته حسابات تابعة للتنظيم على تطبيق (تليغرام): “نُعلن مستعينين بالله متوكلين عليه… عن غزوة مباركة غزوة الثأر للشيخين: الشيخ أبي إبراهيم الهاشمي القرشي والشيخ المهاجر: أبي حمزة القرشي”.

وفي الثالث من شباط/فبراير، أعلن الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، أن الزعيم السابق لتنظيم (داعش) فجّر نفسه خلال عملية شنتها قوات خاصة أميركية في بلدة “أطمة”؛ في شمال غرب “سوريا”، في منطقة تُسيطر عليها “هيئة تحرير الشام”؛ (جبهة النصرة سابقًا).

و”أبوإبراهيم القرشي”؛ المتحدر من “تلعفر” الواقعة على مسافة: 70 كيلومترًا غرب “الموصل” في “العراق”، تولى زعامة التنظيم في تشرين أول/أكتوبر 2019؛ بعد مقتل سلفه؛ “أبوبكر البغدادي”، في الشهر نفسه؛ في عملية أميركية استهدفته في محافظة “إدلب”.

استغلال الوضع الأوروبي..

ودعا المتحدث الرسمي في التسجيل الجديد؛ مناصري التنظيم، إلى استغلال: “الفرصة المتاحة.. فأوروبا على صفيح ساخن”؛ في إشارة إلى العملية الروسية العسكرية الخاصة في “أوكرانيا”، لاستئناف شن عمليات في “أوروبا”.

وتبنى التنظيم؛ خلال السنوات الماضية، اعتداءات في دول أوروبية عدة إن كانت تفجيرات أو هجمات بالسكين أو دهسًا أو بإطلاق نار.

استنفار أمني عراقي..

بالتزامن مع ذلك؛ تسود حالة من القلق والإرتياب الشارع العراقي، تحسبًا لهجمات اعتاد تنظيم (داعش) الإرهابي على شنها خلال “شهر رمضان”، أو في الأيام الأخيرة منه.

وتشهد العاصمة؛ “بغداد”، احترازات أمنية مكثفة في المناطق الحيوية والشوارع الرئيسة، فيما أغلقت السلطات المعنية أجزاء واسعة من منطقة “الكرادة” التجارية.

وفي ليالي رمضان، ينتشر عناصر الأمن العراقيين، في عدة مواقع، ويقيمون حواجز التفتيش المفاجئة، فضلاً عن قطوعات يشهدها عدد من الشوارع.

إطلاق “الإرادة الصلبة” و”أسود الصحراء” ضد “داعش”..

ومطلع “شهر رمضان” الحالي، أعلنت القوات العراقية إحباط مخطط واسع لتنظيم (داعش)؛ يستهدف مدنًا وبلدات عديدة، إذ تم الإيقاع بعدد من خلايا التنظيم، وفق تصريحات رسمية.

وأطلقت السلطات الأمنية، مؤخرًا؛ عمليتين عسكريتين بالتزامن، حملت الأولى اسم: “الإرادة الصلبة”، والأخرى: “أسود الصحراء”، استهدفتا عناصر التنظيم في: “صلاح الدين ونينوى والأنبار”.

تلك العمليات جاءت بعد أنباء عن وجود مخطط لتنظيم (داعش) لاستهداف عدة مناطق في العاصمة؛ “بغداد”، عبر انتحاريين وأحزمة ناسفة وسيارة مفخخة.

ونقلت وسائل إعلام عراقية عن مصادر أمنية قولها، إن: “معلومات توفرت عن نية عصابات (داعش)؛ في بغداد، تنفيذ عمليات إرهابية تُسمى: بـ (غزوة)، تستهدف مناطق الباب الشرقي، ومنطقة بغداد الجديدة، والكرادة، بالإضافة إلى المناطق التي تشهد اكتظاظًا وزخمًا؛ وذلك بواسطة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة أو من خلال قيادة أحدهم سيارة مفخخة خلال الأيام المقبلة”.

هجمات انتقامية سابقة خلال “شهر رمضان”..

ومنذ سنوات؛ سعى التنظيم المتطرف، إلى شن هجمات انتقامية في “شهر رمضان”، تستهدف عادة عناصر في قوات الأمن العراقية، مستغلاً بذلك التجمعات البشرية داخل الأسواق.

ففي “رمضان 2019″، قُتل: 08 أشخاص على الأقل وأصيب: 15 آخرون بجروح في هجوم نفذه انتحاري، بحزام ناسف في سوق تجارية، بمدينة “الصدر”؛ في العاصمة “بغداد”.

وفي “رمضان 2020″، شن التنظيم الإرهابي عدة هجمات ضد القوات العراقية، في “شهر رمضان”، كان أبرزها الهجوم الذي استهدف قوة لـ (الحشد الشعبي)، في محافظة “صلاح الدين”، وأدى إلى مقتل: 11 عنصرًا، وذلك بعد أسبوع على هجوم انتحاري؛ خلّف: 04 جرحى خارج مقر استخبارات محافظة “كركوك”؛ شمالي “بغداد”.

وتُشير إحصائيات إلى مقتل أكثر من: 40 عنصرًا؛ في العام 2020، بسبب هجمات تنظيم (داعش)، في مختلف مناطق البلاد.

كذلك، شهد “رمضان” العام الماضي، هجومًا على قوات الأمن العراقية، في منطقة “الطارمية”؛ شمالي العاصمة؛ “بغداد”، مما أدى إلى مقتل وإصابة: 10 عناصر، عندما انفجرت عبوتان ناسفتان على عجلتين من طراز (همر).

من جهته؛ قال ضابط في قيادة العمليات المشتركة العراقية، طلب عدم الكشف عن اسمه؛ إن: “سلسلة اجتماعات أمنية عُقدت خلال الأيام الماضية، بهدف وضع خطط لعمليات استباقية، تحسبًا من تنفيذ التنظيم أي هجمات سواءً في المدن أو على القوات الأمنية في المواقع الساخنة”، لافتًا إلى: “تكثيف الجهد الاستخباري، وتفعيل دور المخبرين، في المناطق الصحراوية، والمواقع المؤشرة باللون الأحمر”.

مضيفًا أن: “تحركات التنظيم باتت محدودة ومعروفة لقوات الأمن بسبب الضعف الذي يُعاني منه حاليًا، لكن القلق من الهجمات الانتحارية، أو الاختراقات غير المحسوبة، خاصة وأن مناطق البلاد تشهد بشكل يومي زحامات بشرية خانقة، للتبضع خلال شهر رمضان”.

وكان “العراق”؛ قد أعلن في العام 2017، طرد عناصر (داعش) وفرض السيطرة الكاملة على جميع الأراضي العراقية، لكن خلايا نائمة تابعة للتنظيم الإرهابي لاتزال تنشط في بعض مناطق البلاد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة