25 أبريل، 2024 8:14 م
Search
Close this search box.

تحت شعار “المعونات للأصدقاء فقط” .. هل تنجح سياسة ترامب الخارجية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

اتفق مؤخراً الرئيس، “دونالد ترامب”، و”نيكي هالي”، السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، على مبدأ أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تحجب المساعدات الخارجية للبلدان التي لا تدعم الأهداف العالمية لواشنطن.

كان هذا النوع من النفوذ الجديد؛ هو جوهر التهديد الذي أطلقته، “هالي”، بأن الولايات المتحدة سوف تراعي في اعتبارها أسماء الدول التي ستصوت ضد قرارها في الأمم المتحدة بنقل السفارة الأميركية إلى “القدس”.

وفي خطاب الاتحاد الذي القاه في 30 كانون ثان/يناير الماضي، أوضح “ترامب” أن المساعدات الخارجية الأميركية “يجب أن تخدم دائماً المصالح الأميركية، وأن تذهب فقط إلى أصدقاء أميركا”، وهذا يضعنا أمام سؤال طرحته صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية.. “من هم الأصدقاء الذين تدرجهم واشنطن في قائمتها ولن توقف المساعدات لبلدانهم ؟”.

هل يمكن للمعونات الخارجية أن تؤثر على عملية التصويت في الأمم المتحدة ؟

سياسة “الأصدقاء فقط” ليست جديدة على أميركا.. وقد أتبع الرئيس، “رونالد ريغان”، والسفير “غين كيركباتريك”، سياسة مماثلة في الثمانينيات لأسباب مماثلة. وخلال جلسة إستماع لمجلس الشيوخ عام 1983، قال “كيركباتريك” إنه يتعين على الولايات المتحدة “أن تبلغ الدول بإن تصويتها ومواقفها وأفعالها داخل منظومة الأمم المتحدة يجب أن يكون لها عواقب على علاقاتها مع الولايات المتحدة خارج منظومة الأمم المتحدة”.

وعلى الرغم من هذا الحديث ذو اللهجة الحادة، لم تطبق الإدارة نهج “كيركباتريك” بالكامل. ودفعت إدارة “ريغان” بتخفيضات عامة في المساعدات الخارجية، تم تطبيقها حتى على البلدان التي دعمت الولايات المتحدة في “الجمعية العامة للأمم المتحدة”. بيد أن التهديدات ربما تكون قد حققت أثرها المرغوب في تصويتات الأمم المتحدة ذات الأهمية الخاصة بالولايات المتحدة.

من خلال الأبحاث، تبين أن بعض المساعدات الأجنبية تؤثر في الواقع على كيفية تصويت البلدان في الجمعية العامة. وعلى وجه الخصوص، تشير إحدى الدراسات إلى أن دعم الميزانية العامة والمنح التي تمولها الولايات المتحدة تحفز البلدان على التصويت بما يتماشى مع الولايات المتحدة. وتصوت الدول لصالح الولايات المتحدة لأسباب أخرى أيضاً، بما فى ذلك موقفها من النظام العالمي، وتأثير دور الولايات المتحدة فيه. وعموماً، فإن الإرتباط بين المساعدات الخارجية وأصوات “الجمعية العامة” يعتبر ضعيف نسبياً، وفقاً للصحيفة الأميركية.

الأمم المتحدة ليست صديق..

لمعرفة مفهوم سلوك، “الصديق”، في سياق موقف الأمم المتحدة من أميركا، فإن الصحيفة الأميركية حللت أنماط التصويت خلال الإدارتين الرئاسيتين السابقتين. من عام 2001 إلى عام 2015، فإن عدداً قليلاً نسبياً من البلدان كان يصوت لصالح الولايات المتحدة، حيث تم حصر البلدان إلى ثلاث فئات: “معادية” و”ذو وجهتي نظر” و”صديقة”.

وقد أظهرت “الدول المعادية” معارضتها المستمرة للولايات المتحدة، حيث صوتت تلك البلدان لصالح الولايات المتحدة بنسبة أقل من 12 في المئة من إجمالي تلك السنوات. وهناك مجموعة فرعية من البلدان “المعادية”، ويشار إليهم عموماً بـ “الشركاء الاستراتيجيين”، تشمل البلدان التي كثيراً ما تكون معادية سياسياً للمواقف الأميركية في الجمعية العامة، ولكنها تشترك مع الولايات المتحدة في مجالات أخرى، بما في ذلك العمليات العسكرية.

وعلى الرغم من أن متوسط حجم المساعدات الخارجية الأميركية يصل إلى 1.5 مليار دولار، إلا أن “مصر” صوتت بنفس النسبة؛ مثل “إيران” في الجمعية العامة للأمم المتحدة في منتصف العقد الأول من القرن الماضي، حيث إن المبالغ الهائلة من المساعدات الخارجية الأميركية لـ”مصر”، التي تلت اتفاقات “كامب ديفيد”، قد تكون قد أشترت في البداية بعض النوايا الحسنة في الأمم المتحدة، ولكن نفوذها تراجع بشكل واضح مع مرور الوقت.

وتميل البلدان “ذات وجهتي نظر”، أو البلدان “المترددة” في قرارها، إلى التصويت لصالح الولايات المتحدة بين 12 في المئة و22 في المئة من الوقت. وبالمقارنة مع “باكستان”، على سبيل المثال، تمنح الولايات المتحدة “بنغلاديش” القليل جداً من المساعدات. ولكن “بنغلاديش” و”باكستان” تقدمان مستويات مماثلة من الدعم السياسي للولايات المتحدة. ومنذ عام 2001 صوتت “بنغلاديش” لصالح الولايات المتحدة بمعدل 12 في المئة في المتوسط؛ مقابل 11 في المئة لـ”باكستان”.

إن الدعم الأميركي لـ”إسرائيل” يفسر أحياناً مستويات الدعم المنخفضة لبعض الدول حيال واشنطن، حيث أن أصوات الجمعية العامة دائماً ما تكون مكدسة ضد “إسرائيل”. وتميل الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى التصويت ككتلة حول القضايا المتعلقة بإسرائيل وفلسطين، بينما تصوت الولايات المتحدة لصالح إسرائيل حوالي 90 في المئة من الوقت. ومنذ نهاية الحرب الباردة تحولت الدول الإسلامية إلى كتلة غير غربية في تصويت الأمم المتحدة.

وعلى جانب “الأصدقاء”، تستمر “إسرائيل” و”كندا” في أن تكون الدول التي تصوت لصالح الولايات المتحدة معظم الوقت، وفي فئة البلدان الأصغر، تبدو “ميكرونيزيا” مؤيد دائم لصالح واشنطن في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتحسب الولايات المتحدة “البلدان الصديقة” وفقاً لمدى دعم مواقف واشنطن في الجمعية العامة للأمم المتحدة على الأقل بصوت واحد من كل 4 أصوات.

هل يحدد نهج الأصدقاء وحده نفقات المساعدة الخارجية لأميركا ؟

لا شك أن خطة “ترامب” تركز فقط على مجازاة الأصدقاء على نواياهم الحسنة، ولكن معظم هؤلاء الأصدقاء لا يحتاجون إلى مساعدة أجنبية – بإستثناء إسرائيل – أو لأنهم دول تفتقر إلى الأهمية السياسية والتكتيكية كشركاء استراتيجيين.

ترى الصحيفة الأميركية أنه حتى لو أتبعت إدارة “ترامب” تحولاً جذرياً في الدعم طويل الأمد لدولة “باكستان”، على سبيل المثال، فمن غير المحتمل أن يؤثر التغيير على سلوكها في عمليات التصويت.

على جانب آخر، أوضح “ترامب” رغبته في مواصلة تقديم المساعدات للشركاء الاستراتيجيين؛ مثل “الأردن” و”مصر”، حيث تحتاج الولايات المتحدة إلى التعاون معهما في مجالات محددة مثل مكافحة الإرهاب.

على المدى الطويل، إن فعالية السياسة الخارجية لـ”ترامب” لن تؤتي ثمارها من خلال فرز تصويت البلدان على قرارات غير ملزمة في مؤسسة لم تظهر وديتها لواشنطن تاريخياً، والمقصود بها “الأمم المتحدة”، ولكن سيتم قياسها من خلال كيفية تطور الولايات المتحدة للعلاقات مع الحلفاء والشركاء الرئيسيين، وقدرة إدارة “ترامب” على تشكيل أحداث في العالم الحقيقي لصالح الولايات المتحدة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب