26 أبريل، 2024 5:52 م
Search
Close this search box.

تحت شعار “أميركا موحدة” .. تنصيب لم يسبق له مثيل لـ”بايدن” وترقب لعصر جديد للولايات المتحدة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في حفل لم يسبق له مثيل، بدا تنصيب الرئيس المنتخب “جو بايدن”، الأربعاء، وكأنه لم يتم تنصيب قبله في التاريخ الأميركي، إذ أدى “بايدن” اليمين الدستورية أمام حشد متناثر وسط جائحة عالمية ومع تعبئة عسكرية غير مسبوقة في “واشنطن” العاصمة، بهدف تأمين مبنى (الكابيتول)، الذي تعرض لإقتحام من المحتجين قبل أسبوعين فقط من تنصيبه.

وبدا التنصيب بشكل مختلف حتى قبل الأحداث الكارثية، في 6 كانون ثان/يناير 2021، نظرًا لمخاطر (COVID-19)..

وحث فريق “بايدن”، الناس، على البقاء في منازلهم، وتم تقليص التذاكر من 200 ألف تذكرة تم طرحها، إلى نحو 1000 تذكرة فقط، لأعضاء “الكونغرس” والرؤساء السابقين وكبار الشخصيات.

لكن التنصيب اتخذ نبرة أكثر قتامة منذ إقتحام مبنى (الكابيتول)، والذي كشف مرة أخرى الانقسامات السياسية العميقة في البلاد، بينما زاد من صعوبة التحديات التي سوف يواجهها “بايدن”.

وأصبح الرئيس، “دونالد ترمب”، الذي يواجه محاكمة ثانية في “مجلس الشيوخ” بشأن دوره في أعمال الشغب، أول رئيس حالي، منذ عام 1869، لا يحضر حفل التنصيب.

رسالة سرية..

إلا أنه وعلى غير المتوقع، ترك رسالة سرية لخلفه، قال عنها “بايدن”، إن الرئيس السابق، “دونالد ترامب”، ترك له رسالة: “ودية جدًا، وكان سخيًا للغاية”.

وأضاف، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام أميركية، أنه لن يتحدث في الوقت الحالي عن مضمون رسالة “ترامب”؛ إلا بعد أن يتحدث إليه.

وكان كل من “باراك أوباما” و”جورج بوش” و”بيل كلينتون”، في الصفوف الأمامية خلال حفل تنصيب الرئيس الديمقراطي، وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية في العاصمة الفيدرالية.

ودخل كتب التاريخ في “الولايات المتحدة”، وصول امرأة إلى منصب نائب الرئيس للمرة الأولى في تاريخ أكبر قوة في العالم.

وأصبحت “كامالا هاريس”، (56 عامًا)، أول امرأة سوداء من أصول هندية تتولى هذا المنصب.

إقامة “منطقة خضراء”..

المؤرخون قالوا إنه لم يكن هناك قط حفل تنصيب يتم في ظل هذه الظروف القاسية في العصر السياسي الحديث.

وأشاروا إلى تنصيب، “أبراهام لنكولن”، خلال الحرب الأهلية، وأداء “فرانكلين روزفلت”، اليمين خلال فترة الكساد الكبير باعتبارها المرة الأخيرة التي أدى فيها رئيس قادم اليمين في مواجهة هذه المستويات من الخلاف وعدم اليقين.

وقال “جوليان زيليزر”، أستاذ التاريخ السياسي في جامعة “برينستون”: “لا يوجد شيء فريد من نوعه أكثر من هذا”.

وتواجد 21 ألف جندي من “الحرس الوطني”، في “واشنطن” العاصمة في يوم التنصيب، كثير منهم مسلحون.

وأقام الجيش: “منطقة خضراء”؛ حول مبنى (الكابيتول) إذ أقام العمال سياجًا بأسلاك شائكة.

وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، “كريستوفر راي”، إن وكالته، قد التقطت أحاديث “واسعة النطاق” عبر الإنترنت حول الاحتجاجات والتجمعات التي يحتمل أن تكون عنيفة في كل من العاصمة والولايات في جميع أنحاء البلاد.

وتم تقليص وسائل النقل إلى “واشنطن” بشكل حاد، وإغلاق ” National Mall”، الذي عادة ما يكون موقعًا للتجمعات الضخمة للأميركيين العاديين الذين يسافرون إلى “واشنطن” للاحتفال باليوم التاريخي.

عن التأمين، قال السيناتور الديموقراطي السابق، “دينيس ديكونسيني”، الذي عمل مع “بايدن”، لمدة 16 عامًا، في “مجلس الشيوخ”: “الجزء العسكري من هذا يبدو فظيعًا؛ إنه أمر غير معهود على الإطلاق بالنسبة للولايات المتحدة، ومن الصعب قبول وجود 20 ألف جندي هناك في مبنى (الكابيتول) هذا لم يسمع به من قبل”.

لكن فريق “بايدن” مضى قدمًا ببعض التقاليد واللحظات المميزة التي ترمز إلى الانتقال السلمي للسلطة.

كلمة “بايدن”..

وفي كلمته، أكد “بايدن”، بعد أداء اليمين الدستورية، أن “الولايات المتحدة” تمر “بلحظة تاريخية” للوصول إلى وحدة البلاد.

وأكد أنه لا يمكن أن تكون السياسة سببًا في “حربًا شعواء” في “الولايات المتحدة”.

وأشار إلى أنه من المفترض أن تكون: “الولايات المتحدة أفضل مما هو عليه”.

وشدد الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، على أهمية القضاء على: “إرهاب ذوي البشرة البيضاء”، والإرهاب المحلي.

وأكد على أن “الولايات المتحدة” فقدت الكثير من الأرواح، خلال تفشي جائحة (كورونا)، أكثر مما فقدت في الحرب العالمية الثانية.

وأكد أن: “حلم العدالة للجميع لا يمكن أن يؤجل بعد اليوم”.

وقال “بايدن”، إن الديمقراطية انتصرت في “الولايات المتحدة”، بعد أدائه اليمين الدستورية.

وأكد “بايدن”، أن الحضور لا يحتفلون اليوم بفوز مرشح، ولكن بانتصار الديمقراطية.

توقيع 15 أمر تنفيذي..

وبعدما أدى اليمين، وقع “بايدن” على عدة أوامر تنفيذية، تلغي سياسات اتخذها الرئيس السابق، “دونالد ترامب”، بشأن الصحة والهجرة والمناخ، وقضايا أخرى.

وقالت وسائل إعلام أميركية، إن “بايدن” وقع في يومه الأول من توليه السلطة على: “تعليق بناء جدار المكسيك، وإعادة الإنضمام إلى اتفاق باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية”.

وأضافت أن: “بايدن أصدر 15 أمرًا تنفيذيًا بينها، إلغاء الحظر المفروض على السفر من الدول ذات الأغلبية المسلمة”.

يواجه مزيج مقلق..

حول ما هو قادم، يقول المراقبون السياسيون القدامى إن على “بايدن” أن يستجمع كل غرائزه وبصيرة من حياته في السياسة لمواجهة اللحظة.

وقال “بيل غالستون”، زميل بارز في معهد “بروكينغز”: “يواجه بايدن مزيجًا مقلقًا من عامي 1861 و1933 – أزمة اقتصادية تفاقمت بسبب الانقسامات السياسية والديموغرافية العميقة ويتمثل التحدي الذي يواجه بايدن في إتباع سياسات متساوية في نطاق المشكلات التي يعالجها مع خفض درجة الحرارة وتضييق الكراهية الحزبية. وستكون هذه محل اختبار لخبرة بايدن؛ التي اكتسبها في ما يقرب من نصف قرن من الحياة العامة في واشنطن”.

“إنجيل” يحمل إرث عائلته..

وأدى “بايدن”، اليمين الدستورية واضعًا يده على إنجيل يحمل إرث عائلته، منذ عام 1893، وتبلغ سماكته أكثر من 12 سنتيمترًا.

وتأتي نسخة الكتاب المقدس هذه من جانب “بايدن”؛ من العائلة ذات الجذور الإنكليزية والإيرلندية، بحسب قوله خلال لقائه في برنامج (ذا ليت شو) مع المذيع، “ستيفن كولبير”، على شبكة (سي. بي. إس)، الشهر الماضي.

وأضاف الرئيس المنتخب أن الكتاب: “إرث عائلي”، وأن: “كل محطة مهمة” في تاريخ العائلة موجودة في طيات هذا الكتاب المقدس، بما في ذلك جميع المرات التي أدى فيها اليمين كعضو في “مجلس الشيوخ”، وكذلك كنائب للرئيس.

هذه النسخة من الإنجيل، التي حملتها السيدة الأولى، “جيل بايدن”، خلال مراسم التنصيب، ظهرت خلال لحظات مهمة في الحياة السياسية لـ”بايدن”، الذي سيكون الرئيس الأميركي الكاثوليكي الثاني.

ولا يشترط الدستور الأميركي على السياسيين أداء القسم على كتاب معين، فقد استخدم المسؤولون العموميون القرآن أو التوراة أو الإنجيل، وحتى نسخة “كيندل” إلكترونية من الدستور، مثلما فعلت السفيرة الأميركية السابقة إلى سويسرا، “سوزي ليفين”، أثناء أدائها القسم، قبل توليها منصبها عام 2014.

يُذكر أن أول رئيس أميركي كاثوليكي، وهو “جون ف. كينيدي”، كان قد استخدم أيضًا إنجيل العائلة، لأداء القسم أثناء تنصيبه عام 1961.

وفي حضور جمهور محدود، أدى الرئيس المنتخب اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة العليا، “جون روبرتس”.

أوروبا لديها “صديق” في البيت الأبيض !

ومن ردود الأفعال، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، “أورسولا فون دير لايين”، أن “أوروبا” لديها “صديق” في “البيت الأبيض”؛ متمثل بـ”جو بايدن”، بينما أعلن رئيس المجلس الأوروبي، “شارل ميشال”، أن “الاتحاد الأوروبي” يقترح على الرئيس الأميركي الجديد: “بناء ميثاق تأسيسي جديد معًا” للعلاقات عبر المحيط الأطلسي.

وأكدت “فون دير لايين”، في جلسة لـ”البرلمان الأوروبي”؛ أن أوروبا “لديها من جديد صديق في البيت الأبيض، بعد أربع سنوات طويلة” من عهد الرئيس، “دونالد ترامب”.

وأضافت: “الولايات المتحدة تعود وأوروبا مستعدة لاستئناف، (التواصل)، مع شريك قديم موثوق لإعطاء حياة جديدة لتحالفنا الثمين”.

من جهته، قال “ميشال”، أمام “البرلمان الأوروبي”: “أريد أن أوجّه بشكل رسمي، دعوة إلى أن نبني معًا ميثاقًا تأسيسيًا جديدًا من أجل أوروبا أقوى ومن أجل ولايات متحدة أقوى ومن أجل عالم أفضل”.

وتابع: “هذه الأجندة الجديدة لأوروبا والولايات المتحدة؛ التي نرغب في وضعها على الطاولة هي برنامج طموح، لذلك أرغب في دعوة الرئيس، بايدن، في أول يوم من ولايته، إلى أوروبا للمشاركة في اجتماع استثنائي للمجلس الأوروبي في بروكسل، اجتماع يمكن أن يُعقد بالتوازي مع قمة حلف الأطلسي”.

فصل جديد ..

وعبر “يانس ستولتنبرغ”، الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي، (ناتو)، عن ترحيبه بتنصيب، “جو بايدن”، رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، و”كامالا هاريس”، نائبة له، مشيرًا إلى أن الأمر يُشكل بداية فصل جديد للتحالف عبر الأطلسي.

كما أكد الرئيس الأميركي الأسبق، “باراك أوباما”، أن حفل تنصيب الرئيس “بايدن” كان جيدًا للغاية بفضل تصويت الأميركيين في الانتخابات الرئاسية من أجل الدفاع عن الديمقراطية لمدة أربع سنوات قادمة، معبرًا عن أمله أن تدخل “الولايات المتحدة” يومًا جديدًا الآن بعد وصول “بايدن” إلى رئاسة “الولايات المتحدة”.

وأشادت المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، بمراسم أداء الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، ونائبته، “كامالا هاريس”، اليمين الدستورية، ووصفته بأنه: “احتفال حقيقي بالديمقراطية الأميركية”.

وكتب “ستيفن زايبرت”، المتحدث باسم “ميركل”، على (تويتر)، نقلاً عنها: “أتطلع إلى فصل جديد من الصداقة والتعاون (الألماني-الأميركي)”.

ردود أفعال الصحف العالمية..

وتصدرت صور تنصيب الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، ونائبته “كمالا هاريس”، أغلفة الصحف العالمية، التي ركزت على خطاب التنصيب وما فيه من أمل وتفاؤل، ودعوته لإنهاء: “الحرب غير المدنية” في أميركا.

إعلان “بايدن”، في خطابه الافتتاحي؛ أن الديمقراطية كانت الفائز الحقيقي في الانتخابات الرئاسية؛ استُخدمت من قبل العديد من الصحف للاحتفال بوصوله إلى “المكتب البيضاوي”.

فاستخدمت صحيفة (الغارديان) البريطانية صورة الرئيس، وهو يلقي خطابه من أمام مبنى (الكابيتول)، ليتصدر غلافها وعنونت: “لقد سادت الديمقراطية”، وهو نفس العنوان الذي استخدمته صحيفة (فاينانشيال تايمز)؛ مع صورة ضخمة لـ”بايدن”.

أما عنوان صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية؛ كان: “بايدن: الوحدة هي الطريق”، فوق صورة الرئيس السادس والأربعين وهو يؤدي اليمين الدستورية.

فيما أقتبست صخيفة (التليغراف) عنوانها من كلمات “بايدن”: “ضعوا حدًا لهذه الحرب غير المدنية”، في حين استخدمت (التايمز): “حان وقت الوحدة”.

وعنونت صحيفة (ميرور) افتتاحيتها: بـ”يوم من التاريخ.. يوم أمل”، واستخدمت صور الرئيس ونائبته، “كمالا هاريس”، التي صنعت التاريخ.

أما صحيفة (ديلي ميل)؛ فاستخدمت صور “ترامب” وهو يغادر، و”بايدن” وهو يحتفل بتنصيبه، وعنونت: “فجر جديد لأميركا”.

وأقتبست صحيفة (أكسبريس) عبارة: “الحرب غير المدنية” لبايدن؛ في أحد عناوينها الفرعية، وكان عنوانها الرئيس يرمي إلى ما قد تكون عليه علاقة الرئيس الجديد مع، “بوريس غونسون”: “لحظة كبيرة للولايات المتحدة وبريطانيا”.

أما صحيفة (مترو)؛ فقد استخدمت كلمات، “دونالد ترامب”، ضده في العنوان الرئيس: “الآن أجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”.

وفي “أوروبا”، عنونت أهم صحيفة إسبانية، (الموندو)، صفحتها الرئيسة: بـ”لدينا الكثير لنتعافى”، فيما كان عنوان صحيفة (بيلد) الألمانية، أكبر الصحف مبيعًا في أوروبا، العنوان الرئيس: “مرحبًا بعودة أميركا”، بينما تصدر عنوان: “عصر جديد في أميركا”، صدارة الصحف الأخرى.

أما صحيفة (ساوث تشاينا مورنينغ بوست) الآسيوية؛ فكان عنوانها: “العالم يستيقظ على زعيم أميركي جديد”، ومرفق بها صورة لـ”بايدن” وزوجته، و”هاريس” وزوجها وهم يلوحون.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب