29 مارس، 2024 10:30 ص
Search
Close this search box.

تحتضنها القاهرة .. المصالحة الفلسطينية بين المصالح المصرية والإسرائيلية وانفراجة الوضع الإنساني في القطاع !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

احتضنت القاهرة، منذ يومين لقاء الفرقاء الفلسطينيين، لإنجاز المصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس”، بعد أيام من إنجاز تاريخي، بعقد حكومة الوفاق أول اجتماعاتها، في قطاع غزة، برعاية مصرية.

وبحث وفدا “فتح” و”حماس”، في القاهرة، ملفات: “تمكين حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني من العمل في قطاع غزة”، وأبرزها “الانتخابات، القضاء، والأمن، والسلاح، والرؤية السياسية لمنظمة التحرير”. وترأس وفد حركة (فتح)، “عزام الأحمد”، فيما ترأس وفد (حماس)، نائب رئيس المكتب السياسي، “صالح العاروري”.

واهتمت الصحف العربية بتناول مستقبل المصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس” تزامناً مع مباحثات  القاهرة.

تحقيق رغبة الشعب الفلسطيني..

فيرى “محمد عبد المقصود” في صحيفة (الأهرام): “إن الإلتزام باتفاق القاهرة الموقع في الرابع من آيار/مايو 2011، سيجعلنا نسير بنجاح من مرحلة إلى أخرى، يتم خلالها حل القضايا العالقة تدريجياً، ومن ثم إعادة هيكلة وتنظيم أجهزة الأمن على أساس من الاحتراف والمهنية بعيداً عن الاعتبارات الفصائلية، وصولاً لإجراء انتخابات المجلس الوطني والانتخابات التشريعية والرئاسية”.

داعياً “عبد المقصود” إلى “الحذر، هذه المرة، من إحباط الشعب الفلسطيني الذي يتطلع للوحدة وإنهاء الانقسام، ولذلك ينبغي على المتحاورين أخذ هذا الموضوع في الحسبان، وأنه لا خيار لهم سوى طريق الوحدة”.

وتجدر الإشارة إلى حرص قيادة حركة “حماس” على تغطية مواقفها المعلنة إزاء جديتها في إنهاء الانقسام إعلامياً سواء عبر الوسائل التقليدية، أو شبكات التواصل الاجتماعي لضمان عدم تحميلها مسؤولية الإخفاق في تحقيقه، انطلاقاً من إدراكها لطبيعة المتغيرات الدولية والإقليمية التي يمكن أن تشكل تهديداً لمكانتها الداخلية وسياساتها الخارجية.

ترسيخ الاتهامات..

من جهته، يقول “يوسف مكي”، في صحيفة (الخليج) الإماراتية، إن نقطة الضعف لدى الحركتين هي أن أحداث أفغانستان وبروز تنظيم “القاعدة”، منذ التسعينيات، والعمليات التي نفذها هذا التنظيم على مستوى العالم، والموقف الأميركي المعادي للقضية الفلسطينية، والمتسم بالخروج على الأعراف والقوانين الدولية، أسهمت في ترسيخ هذه الاتهامات، بحق الفلسطينيين في الإعلام الأميركي والأوروبي، بشكل خاص.

ويرى الكاتب أن “التسليم بوجود دولتين على أرض فلسطين التاريخية، ينهي الخلاف الأيديولوجي بين حركتي فتح وحماس، ويفتح الأبواب لمصالحة حقيقية بين السلطة في رام الله وسلطة حماس في قطاع غزة”.

الاتفاق بقناعات أفضل من الاضطرار..

أما الكاتب الصحافي “ماجد كيالي” فيقول، في صحيفة (الحياة) اللندنية، إن “الأفضل لو أن الحركتين الكبريين والمهيمنتين، في الساحة الفلسطينية، أي فتح وحماس، توافقتا على إنهاء انقسام كيان السلطة (بين الضفة والقطاع) نتيجة تولّد قناعات سياسية لديهما، بإدراك أخطار الانقسام على المصلحة الوطنية ووحدة الشعب الفلسطيني والجهود الرامية لتأطير طاقاته لصدّ سياسات إسرائيل، ولرفع الحصار عن مليونين من الفلسطينيين في قطاع غزة بدلاً من أن تذهبا نحو الاتفاق مضطرّتين بدفع من ضغوطات داخلية وتدخّلات خارجية أيضاً”.

مضيفاً: “على رغم الحماسة الشعبية، يخشى أننا إزاء اتفاق هشّ وسطحي، بحيث يمكن لأي من الطرفين أن يتحلّل منه في أية لحظة، وهذا ما اختبرناه بانهيار الاتفاقات السابقة”.

استجابة لصفقة مخادعة..

يكتب “مازن حماد”، في صحيفة (الوطن) القطرية، قائلاً: “ما زلنا نأمل ألا تتلطخ حماس وألا تكون قد وضعت قدمها على عتبة الخنوع، في وقت بدأت فيه الصحف الإسرائيلية تفاضل بين حسنات المصالحة الفلسطينية وسيئاتها. وإذ يعتبر بعض المحللين أي مصالحة سيئة لإسرائيل حتى لو استسلمت حماس بالكامل، يرى آخرون مكسباً كبيراً في مصالحة تفقد فيها الحركة سلاحها وهيبتها ومسارها النضالي”.

مضيفاً: أنه “إذا كانت (الصفقة الكبرى) التي تفاهم حولها ترامب وسلمان في الرياض وتدعو إلى تسوية تاريخية للصراع في الشرق الأوسط، لا تعدو كونها أكثر من خدعة وعنوان مضلل، فإن سلسلة المصالحات الفاشلة بين فتح وحماس والتي جرت في ظروف أفضل بكثير من الظرف الحالي، تعني أن المحاولة الراهنة هي استجابة لبنود تلك الصفقة، وليس لتحولات طرأت على مفاهيم هذا الطرف أو ذاك”.

تحديات المحادثات..

مثلما اهتمت الصحف العربية، اهتمت أيضاً وسائل الإعلام الأجنية، حيث قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إنه مع بدء الفصائل الفلسطينية جولة جديد من المحادثات في القاهرة، ظهر أحد التفاصيل كدليل على التحديات التي يواجهونها، حيث يقود الوفد، الذي يمثل حركة (حماس) “صلاح العاروري”، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، واتهم بالتأمر للإطاحة بالرئيس “محمود عباس”.

وإذا أمكن التغلب على هذه العقبة المحرجة، فإن المحادثات ستكون لها على الأقل القدرة على إنهاء الانقسام الدموي الذي دام عقداً وإعادة تشكيل خريطة المنطقة السياسية، ومع ذلك، يعتقد خبراء أن المصالحة سوف تتم للنهاية.

ويأمل الرئيس “محمود عباس” أن يعيد السيطرة على قطاع غزة بعد غياب دام 10 سنوات، حيث يرى الوحدة فرصة لاستعادة موطئ قدم في غزة.

ومن النقاط الشائكة في المصالحة ملف الأمن، حيث قام الجناح العسكري لـ”حماس” ببناء ترسانة هائلة من الصواريخ والطائرات بدون طيار، فضلاً عن شبكة من الأنفاق المحصنة، وخاضت ثلاث حروب ضد إسرائيل.

وتقول “حماس” إن احتفاظها بـ”أسلحة المقاومة” أمر غير قابل للتفاوض، لكن الرئيس “عباس” قال إنه لن يقبل تكرار “نموذج حزب الله في لبنان”.

لا يمكن تحمل المصالحة..

قال “غسان الخطيب”، خبير سياسي فلسطيني: “المصالحة أمر لا يمكن لأي من الطرفين تحمله، لا يمكن لحماس تغيير سياستها لكي تكون جزءاً من منظمة التحرير الفلسطينية، ولا لمنظمة التحرير قبول حماس دون تغيير سياساتها”.

وبحسب “الخطيب”: “حماس لن تتخلى عن قدراتها العسكرية، ولا يستطيع الرئيس عباس قبول النموذج اللبناني، لكن الطرفين في النهاية يحرصان على نجاح المصالحة”.

المحاولة الأكثر خطورة..

مع ذلك، في حين أن المحاولات العديدة للوحدة الفلسطينية فشلت في الماضي، فإن خبراء في الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل يقولون إن هذه المحاولة تبدو أكثر خطورة.. “حماس” تحت قيادة جديدة، وتريد الولايات المتحدة، وغيرها من اللاعبين الدوليين، رؤية السلطة الفلسطينية تتولى مسؤولية “غزة” قبل استئناف محتمل لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وجميع الأطراف، بما فيها إسرائيل، تتزايد قلقها إزاء الحالة الإنسانية في القطاع المحاصر.

ولا يمكن أن تتدفق المساعدات إلى المنطقة طالما أن “حماس”، التي تعتبر جماعة إرهابية من إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تسيطر على القطاع.

وقال المحللون إن تدفق المساعدات الخارجية من خلال السلطة الفلسطينية، ونظام جديد لمعابر “غزة” مع إسرائيل ومصر يسمح بزيادة حركة الناس والبضائع ويمكن أن يخفف المعاناة ويمنع وقوع انفجار سكاني.

وقال “الخطيب”: “القاسم المشترك الأدنى الذي يتفق عليه الجميع، هو تدهور الوضع في غزة.. ما سيحدث على الأرجح هو أقل بكثير من المصالحة، ولكن بعض التقدم لا يتجاوز الواقع الحالي”.

وكانت إسرائيل قد سمحت، الأسبوع الماضي، لوفد كبير من المسؤولين الحكوميين والأمنيين في السلطة الفلسطينية برئاسة رئيس الوزراء “رامي الحمد الله” بالمرور عبر أراضيها لعقد اجتماع حكومي رسمي في “غزة” كعرض مبكر للوحدة.

وقال بعض المحللين إن أي احتفالات حول وصول “حمد الله” إلى “غزة” قد تكون سابقة لأوانها، وقال “زكريا القاق”، الخبير الفلسطيني: إن “رامي حمد الله ذهب إلى هناك كنوع من الزيارة، مثل بان كي مون”.

مضيفاً أن الرئيس “عباس” طالب في البداية بتفكيك حكومة الظل في “حماس”.. وحالياً يقول إنهم يجب التفاوض على كل شيء.

“ولكن حتى لو كان الرئيس عباس متردداً في العمل كمقاول من الباطن في حل مشاكل غزة، فقد طالب الشعب الفلسطيني منذ فترة طويلة بالوحدة، وإلتزم الرئيس عباس علناً ​​بمحاولة تحقيقها”.

ترتيب مؤقت مع بعض التغييرات في المعابر..

قال “شالوم هراري”، خبير إسرائيلي: “حتى إذا لم تنجح المحادثات، فإنها لا تزال تستحق المتابعة.. لا توجد ضريبة على الكلام، لكن الحد الاقصى الذى يمكن تحقيقه ترتيب مؤقت مع بعض التغييرات في المعابر”.

وقال “طلال عوكل”، المحلل السياسي في غزة: “حماس تحاول القيام بدور وطني أكبر وتعزيز علاقاتها مع مصر.. وأعتقد أن حماس مستعدة للتفاهم.. لا احد يستطيع نزع أسلحتهم لكنهم سيجدون وسيلة لوضع هذا جانباً لفترة من الوقت”.

تقوم على اتفاق 2011..

تقول “حماس” إن المحادثات الحالية يجب أن تقوم على اتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه في القاهرة عام 2011، ودعا لـ”تشكيل حكومة وحدة وانتخابات تشريعية ورئاسية فى غضون عام”.

وقال “مايكل هيرزوغ”، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، “حماس وفتح يدخلان المفاوضات ولكل فصيل رؤى مختلفة، وبالنسبة للرئيس عباس، فإن ذلك يتعلق بتخلي حماس عن السلطة في غزة.. ولكن بالنسبة لحماس فإن هذه المصالحة تفتح الطريق للعمل في الضفة”.

وبالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة والجهات الدولية الأخرى، فإن آفاق أي عملية سلام ستعتمد على النتيجة، وقال “هرزوغ”: “إذا كانت السلطة تسيطر تماماً على غزة، فهذا أمر جيد.. وإذا أصبحت حماس في نهاية المطاف طرفاً مهيمناً في القرارات السياسية فهذا أمر سيء، لكن كلا الطرفين يحرص على نجاح هذه الجولة من المصالحة”.

الصحافة الإسرائيلية تعبر عن ارتياحها..

كما تتابع وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية عن كثب محادثات المصالحة، فأعربت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن إرتياحها وأملها بنجاح المصالحة قائلة، في عنوان لها: “بدأت محادثات الوحدة بين فتح وحماس في القاهرة في جو من التفاؤل”.

وقال وزير الأمن الداخلي في إسرائيل “جلعاد أردان”، في حوار له على قناة الكنيست “عاروتس هاكنيست”، إن حكومة المصالحة هذه تشبه ممارسة “أبو مازن” والسلطة الفلسطينية.

مضيفاً أنه إذا أصبحت “حماس” عضواً في الحكومة الفلسطينية فإنها تلزم إسرائيل بتغيير نهجها ضد السلطة الفلسطينية، سواء من حيث تعويض الإيرادات الضريبية وفرض عقوبات بسبب رفض “حماس” الاعتراف بإسرائيل، ومحاولاتها المستمرة لقبولها في المحافل الدولية والإضرار بإسرائيل.

ومن جانبها أعربت صحيفة “معاريف” العبرية عن أملها في نجاح المصالحة، قائلة: “نحن نجتمع على أمل أن نتمكن من رسم خارطة طريق بعنوان المصالحة الوطنية ووحدة الشعب الفلسطيني هي خيارنا الاستراتيجي للمضي قدماً”. حسبما ذكرت الصحيفة.

وقف مساعدة الإرهاب..

بينما جاء علي موقع “المركز الأورشاليمي للدراسات الإستراتيجية والسياسية” العبري: “صحيح أن مصر تريد أن تبعد حماس عن المنظمة الأم، لكن من الصعب أن نصدق أنها تخدع نفسها بأنها ستفعل ذلك، فالهدف الأكثر واقعية هو وقف مساعدتهم للعناصر الإرهابية في سيناء وبقية مصر. وهذا هدف معقول”. علي حد وصفه.

تتبع سياسة الانتظار..

قال موقع “هامكور” الإسرائيلي، أن تل أبيب تتبع حالياً سياسة الانتظار بصبر ورؤية إذا كانت هذه المصالحة مجرد مصالحة أخرى مصيرها سلة النفاية التاريخية أم أنها ستحقق تقدماً ملحوظاً، مضيفاً أن جهات استخباراتية إسرائيلية تتابع باهتمام كبير ما يحدث في المحور الثلاثي “غزة – رام الله – القاهرة”، مضيفاً: “جهاز الاستخبارات وتقدير الأوضاع في إسرائيل باهتمام الأحداث في محور القاهرة”.

وتابع “هامكور”: “تقدر جهات إسرائيلية أن في هذه المرة هناك احتمال لحدوث تغيير في ظل حقيقة أن الجانبين ضعيفين، خاصة مع الوضع الاقتصادي والإنساني الصعب في غزة في ظل حكم حماس إلى وضع شبيه بالوضع في بعض دول إفريقيا، قبل أن يوقف أبو مازن نقل الأموال بات الوضع لا يحتمل حالياً”.

تل أبيب تشكو مصر..

في السياق ذاته، أكد موقع “ديبكا” الاستخباراتي الصهيوني، أن تصريحات الرئيس “عبد الفتاح السيسي” الأخيرة حول المصالحة الفلسطينية وحديثه عن قيام دولة فلسطينية يعني أنه لا يطلع إسرائيل على الخطوات التي يتخذها.

مضيفاً الموقع العبري أن الأجهزة الأمنية المصرية التي تدير الاتصالات بين حركتي “فتح” و”حماس” لا تبلغ إسرائيل بخطواتها ونواياها على الرغم من التعهد بذلك.

ولفت “ديبكا” إلى أن إسرائيل توجهت إلى واشنطن ولفتت انتباها إلى ما يجري في “القاهرة ورام الله وغزة”، وأنها غير مستعدة للاعتماد أكثر على مصر.

وكان “السيسي” قد طالب في بيان رئاسي، بمواصلة تلك التحرّكات التي “ستساعد على إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، بما يلبي طموحات الشعب الفلسطيني المشروعة في حياة أمنة ومستقرة ومزدهرة”.

ترتيبات خلف الأبواب..

ترغب إسرائيل في تحقيق أرباح جراء أي تطورات تحدث في المنطقة، لذا لا يعني الصمت المطبق من جهة تل أبيب تجاه المصالحة الفلسطينية الداخلية أنها تبارك الأمر، بل في أغلب الأحوال هو صمت يصاحبه ترتيبات إسرائيلية خلف الأبواب المغلقة، تهدف إلى الحصول على أكبر قدر من المكاسب لدولة الاحتلال من خلال المصالحة الفلسطينية.

قرارات اليونسكو..

أبرز المكاسب ما سلطت صحيفة “هاأرتس” العبرية الضوء عليه، وهو أن الدول العربية وكذلك السلطة الفلسطينية تراجعت عن نية تصويتها لصالح قرارات ضد إسرائيل في منظمة التعليم والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو)، التي ستفتتح أعمالها في باريس الأسبوع الجاري.

وبحسب تقرير صحيفة “هاأرتس” العبرية، فإن هناك مشاريع قرار ينتقد سياسة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن موظف رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله: “إن الدول العربية قررت سحب مشاريع قرار في أعقاب اتصالات دبلوماسية، جرت الأسبوع الماضي، بين رئيس اللجنة الإدارية لليونسكو (مايكل ووربس)، والسفير الإسرائيلي في هذه المنظمة، (كرمل شاما هكوهين)، والسفير الأردني في اليونسكو، (مكرم قيسي)”.

تطبيع العلاقات..

يعد تطبيع العلاقات مع الدول العربية حلماً ترغب إسرائيل في تحقيقه على أرض الواقع، ومن خلال إبداء عدم رفضها للمصالحة، فإن ذلك يسهل لها فتح قنوات اتصال مع الدول العربية، حتى التي لا يوجد بينهما علاقات دبلوماسية.

وتواصل إسرائيل التمسك بموقفها بالحديث العلني عن العلاقات مع الدول العربية، المعتدلة، رغم إنكار بعضها لهذه العلاقة أو صمت البعض الآخر، ويتصدر “بنيامين نتنياهو” حملة الترويج لهذه العلاقات وأهميتها، انطلاقًا من أن هذه الدول ترى إسرائيل حليفًا قويًا لمواجهة إيران والإسلام المتطرف.

تجميل وجهها..

تمرير المصالحة يعني أن إسرائيل لا تعارض توحيد الصف الفلسطيني وبالتالي قبولها، فهى تريد أن تظهر أن لديها رغبة في تحقيق السلام وتريد فقط أن يقف الفلسطينيون في صف واحد، حتى يتاح لها الفرصة أن تجد ممثلاً موحداً للشعب الفلسطيني يمكنها الوصول معه للخطوط العريضة للمفاوضات، لإنهاء أزمة الشعب الفلسطيني حتى تظهر أمام العالم حمامة سلام من أجل تحسين وجهها القبيح.

معالجة القطاع..

إسرائيل هي المسؤولة الأولى عن وصول “غزة” إلى حدود الكارثة، والمصلحة هي ليست فقط مصلحة الفلسطينيين، أيضاً لإسرائيل هناك مصلحة في أن تتم معالجة مجاري قطاع غزة وتوقف تدفقها إلى البحر، وألا ينهار خزانها الأرضي من المياه بصورة كاملة، وأن يكون العلاج الطبي لسكانها مناسباً، وكذلك من مصلحة إسرائيل عدم انتشار الأوبئة والأمراض في القطاع.

علاقات اقتصادية..

كما ترغب إسرائيل في انعاش خزائنها بأموال العرب، وهى على يقين أن ذلك لن يتم إلا من خلال استئناف المفاوضات التي ستتقدم بمجرد الوصول إلى مصالحة حقيقية، ورغم أن إسرائيل أقامت علاقات دبلوماسية أو تجارية مع عدة دول عربية وإسلامية، إلا أنها تريد هذه العلاقات علنية أمام العالم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب