خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في محاولة إردوغانية للتمويه على إحدى مخططاته للإلتفاف على الوضع المتأزم بينه وبين المعارضة، أكد الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، أمس، استعداده للاستقالة مباشرة من رئاسة الجمهورية، في حال أثبت زعيم “حزب الشعب الجمهوري”، صحة إدعاءات لقائه مع نائب من الحزب المعارض.
وتحدى “إردوغان”، في خطاب أمام حشد من أنصاره، زعيم المعارضة بالقول: “إنني مستعد للاستقالة من رئاسة الجمهورية مباشرة في حال أثبتَّ صحة مزاعم لقائي بنائب من حزبك، فإن لم تستطع إثبات ذلك، فهل تتعهد بالاستقالة من رئاسة حزبك كما أتعهد أنا ؟”.
رد “إردوغان” جاء بعدما كشف تقرير تركي عن خطة الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، لاختراق “حزب الشعب الجمهوري”، أكبر أحزاب المعارضة، في وقت يتزايد فيه الحديث عن الدعوة لانتخابات مبكرة، تتلازم مع عصيان مدني.
محاولات لتفتيت “حزب الشعب الجمهوري”..
وجاء في تقرير نشره موقع (توكنماز خبر)، أنّ واحدًا من قيادات “حزب الشعب الجمهوري” التقى “إردوغان” في القصر الجمهوري، ووعده بأن يكون هو رئيس الحزب، وهو ما أكده الرئيس العام للحزب، “كليغدار أوغلو”، الذي قال إنّ: “إردوغان يبذل قصارى جهده لتفتيت الحزب”.
وقال “كليغدار أوغلو”: إنه يمتلك معلومات عن تكليف أسماء في مفاصل الدولة للقيام بهذه المهمة، (تفتيت الحزب)، وذلك في سياق تعليقه على أنباء تداولت عن اجتماع للرئيس التركي بأحد قيادات الحزب المعارض.
ويتهم النظام التركي على نطاق واسع بالتضييق الممنهج على خصومه السياسيين، وعلى الأصوات الإعلامية التي لا تسير في فلكه، خاصة منذ محاولة الانقلاب التي استهدفته عام 2016.
ولدى سؤاله عن المعلومات المتداولة، قال رئيس “حزب الشعب”: “هذا صحيح ولا أريد أن أعطي اسمًا”، متابعًا: “لم أتفاجأ. هناك فرق أنشأها إردوغان بنفسه لتفتيت حزب الشعب الجمهوري، وكيف يحدث صراعًا داخليًا فيه”.
وعن تفاصيل مخطط “إردغان”، تابع: “لقد قلت مرارًا لرفاقي وأعضاء الحزب، تم استئجار أشخاص وأعطيت لهم الأموال، حيث كانت عملية، (نبع السلام)، ماثلة، وهو، (إردغان)، يفكر كيف يفكك تحالف الأمة”.
صراع داخلي..
ولفت إلى أن “إردغان” يريد أن يخلق تصورًا بأن “حزب الشعب الجمهوري” يعيش صراعًا داخليًا، قائلًا: “لا يمكنه، (إردغان)، إدارة الدولة لكي يقوم بتفتيت حزب الشعب الجمهوري”.
واستكمل: “أنا أعلم أنه قام بتكليف أشخاص في أهم مفاصل الدولة. لا أريد أن أعطي اسمًا لكن الجميع يعرف. كل شخص يعرف الدولة يفهم ذلك”.
اللجوء إلى انتخابات مبكرة..
وتطرق “كليغدار أوغلو” إلى احتمال اللجوء لانتخابات مبكرة؛ بقوله: “نحن لا ندعو إلى انتخابات مبكرة، لكن إذا تم طرحها نقول نعم”.
وفي وقت سابق؛ دعا “حزب الشعوب الديمقراطي” المعارض إلى انتخابات مبكرة؛ احتجاجًا على عزل الحكومة لعشرات من رؤساء البلديات المنتخبين، لافتًا إلى أن “حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه إردوغان، وحزب الحركة القومية المتحالف معه، يسرقان إرادة الشعب بتعيين أوصياء”.
وقال رئيس “حزب الشعب الجمهوري”: إن الأولية حاليًا هي الاستقرار، لكنه أستدرك بأنّ “الصحة النفسية لإردوغان ليست جيدة”، واصفًا إياه بالشخص “العدائي”، متابعًا: “لا أعرف متى ستكون الانتخابات في أجواء كهذه”.
ووجه “حزب الشعب الجمهوري” ضربة قاسية للحزب الحاكم في “تركيا”، عندما أقتنص السياسي المخضرم، “أكرم إمام أوغلو”، رئاسة بليدة “إسطنبول”، من مرشح “إردوغان”.
تضامن أحزاب المعارضة لتغيير النظام الرئاسي لبرلماني..
كما أنضم “حزب السعادة” التركي إلى قائمة المطالبين بعقد انتخابات برلمانية مبكرة، متوقعًا أن يتم ذلك خلال عامين.
ونظم الأربعاء الماضي، رئيس حزب السعادة، “تامال كارامولا أوغلو”، الذي انتخب للمرة الثانية على التوالي رئيسًا للحزب، مؤتمرًا صحافيًا لإعلان التشكيلة الجديدة لقيادات حزبه، دعا خلاله إلى تبكير موعد عقد الانتخابات.
وفاز “كارامولا أوغلو”، الأسبوع الماضي، بالمنصب بأغلبية 962 صوتًا.
رئيس “حزب السعادة” أوضح أن “تركيا” قد تتجه إلى عقد انتخابات مبكرة بنسبة كبيرة، قائلًا: “الظروف الحالية تظهر لنا أن الانتخابات قد تعقد خلال عامين. نحن ملزمون بتسريع وتيرة أعمالنا، وتحديد أهدافنا لكيفية حل كافة المشكلات التي تواجه الدولة، وبعدها نضع خطتنا لتنفيذ هذه الأهداف”.
ومن المفترض عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، في عام 2023، لكن الانتخابات السابقة تم تبكيرها عن موعدها بعام بقرار من “إردوغان”.
وأكد “تامال كارامولا أوغلو” أن العدالة هي أهم المشكلات التي تواجه “تركيا”، قائلًا: “دون وجود عدالة، لن يقوم أحد بضخ استثمارات في هذا البلد. ولن ترغب العقول والأشخاص الماهرين في البقاء هنا؛ لأن الأشخاص المهرة يجب أن يكونوا قادرين على التعبير عن آرائهم بحرية وضوح”.
يتبع أساليب انقلابية..
بالإضافة إلى هذا، دعا “حزب الشعوب الديمقراطي” الكُردي، في بيان، الأربعاء الماضي، إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، وقال إن حكومة “حزب العدالة والتنمية”؛ التي تتبع “أساليب سياسية انقلابية، مثل عزل رؤساء البلديات. لا يمكنها أن تدير المجتمع، أكثر من ذلك بالطرق غير القانونية وغير المشروعة”.
ودعا النائب بـ”حزب الخير” التركي المعارض، “لطفو تاركان”، الرئيس “إردوغان”، لعقد انتخابات رئاسية مبكرة من أجل الانتقال من النظام الرئاسي إلى البرلماني.
وقال خلال كلمته باجتماع “حزب الخير” بمدينة “بورصا”، إن الوضع الاقتصادي الذي تشهده “تركيا” الفترة الأخيرة؛ أصبح واضحًا أمام الجميع، لكن يمكننا إعادة إعمار البلاد مرة أخرى، عبر تقديم بعض التضحيات، إذا وقع “إردوغان” مذكرة تفاهم لعقد انتخابات مبكرة، في العام 2020، للعودة إلى النظام البرلماني.
وأوضح النائب في البرلمان عن “حزب الخير”، عدم وجود أي علاقة بين حزبه و”حزب العدالة والتنمية” الحاكم، مؤكدًا على أن “حزب الخير” لم يسلك ذلك الطريق أبدًا: لن نتخلى عن كفاحنا حتى تعود “تركيا” إلى النظام البرلماني.