20 أبريل، 2024 4:20 ص
Search
Close this search box.

تجسيد لاستثمار الشعائر الدينية .. “شمسا” الإيرانية تحتكر عوائد مواكب السير إلى “كربلاء” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أي الجهات تستفيد بشكل أكبر من إزدهار “مسيرات الأربعين” في “العراق” ؟.. ما هي الآلية الرسمية والقانونية للمشاركة في “مسيرات الأربعين” ؟.. وماذا تعرف، عزيزي القاريء، عن الماهية غير المعلنة للمسؤولين عن تنظيم وتنسيق هذه المراسم في “إيران” ؟!..

أداة سياسية ودعائية للجمهورية الإيرانية..

يقول “بهنام قلی پور”، الكاتب الصحافي الإيراني، في مقاله المنشور على موقع (إيران واير) المعارض: “بعد سقوط، “صدام حسين”، في العراق إزدهرت هذه المراسم المذهبية، التي كانت مهمشة مدة سنوات بدعم من الحكومة الشيعية الإيرانية، وتحولت إلى أداة سياسية ودعائية لصالح الجمهورية الإيرانية”.

إن إقامة مثل هذه المسيرات، التي تشبه المشاركة في مراسم الحج، هو أحد المطالب الأساسية للمرشد الإيراني، “علي خامنئي”، ولذلك تُكلف الكثير من المؤسسات الحكومية بتقديم الدعم الشامل لتلكم المسيرات.

وعند إنطلاق هذه المسيرات في السنوات الأولى؛ التي تلت سقوط “صدام حسين”، كان الكثير من الأفراد يشارك في هذه المراسم بشكل فردي؛ بسبب ضعف البنية التحتيتة العمرانية والسياحية في البلدين المتجاورين. لكن وبعد سنوات وفي ضوء إزدهار هذه المسيرات بين الكثير من القوى الدينية في “إيران” وتصاعد دورتها المالية، عهد “علي خامنئي” إلى “منظمة الحج والزيارة” بتنظيم هذه المراسم.

من جهتها؛ سارعت “منظمة الحج والزيارة”، (التي كانت تترصد هكذا قرار حتى تحتكر هذه المراسم بكل عوائدها)، إلى العمل وتنفيذ القرار واحتكرت الإعداد لتكلم المراسم. وتعللت “منظمة الحج والزيارة” بالمشاركة المفرطة وغير المنظمة من جانب الإيرانيين في “مراسم الأربعين” بـ”العراق”؛ لاحتكار المسألة.

شركة “شمسا”..

وبهذه العلة؛ بدأت مقدمات تنظيم المسيرات بإتجاه “كربلاء” من جنوب “إيران”، حيث يشارك الزوار الإيرانيون باليوم الأربعين للذكرى السنوية لمقتل “الإمام الحسين” في “واقعة عاشوراء” في المراسم بجوار مرقد الإمام الثالث للطائفة الشيعية.

وفي أول إجراء لها، عام 2005م، سارعت “منظمة الحج والزيارة” إلى تأسيس شركة خاصة باسم “الشركة المركزية لمكاتب خدمات الزيارة على مستوى إيران”، والمعروفة اختصارًا باسم (شمسا)، وكانت تتولى هذه الشركة مسؤولية تسجيل أسماء الزوار الإيرانيين. وتم إشهار هذه الشركة برقم 249873، وكانت في الحقيقة تعمل كـ”مندوب” لـ 32 شركة مركزية بالأقاليم وأكثر من 2400 مكتب خدمات زيارة في عموم “إيران”.

وبعد إطلاق شركة (شمسا)؛ صدقت “منظمة الحج والزيارة”، بتاريخ 18 تموز/يوليو 2005م، على أول برتوكول تعاون بشأن إيفاد الزوار الإيرانيين إلى “العراق” مع وزير السياحة والآثار العراقي آنذاك.

وعقب التوقيع؛ قُدمت شركة (شمسا)، إلى الأطراف العراقية باعتبارها مندوب عن جميع مكاتب خدمات الزيارة في عموم “إيران”، وعقدت اتفاقيات مع الشركات العراقية المرخصة لإيفاد الزوار الإيرانيين.

وتكفلت الشركة، باعتبارها مندوب عن “منظمة الحج والزيارة”، بإتخاذ الإجراءات التنفيذية لـ”مسيرات الأربعين”، مع التأكيد على ضرورة أن تحصل كل اتفاقيات الشركة ونشاطاتها على تأييد المسؤولين بـ”منظمة الحج والزيارة”.

وفي إطار نشاطاتها؛ حصلت الشركة على احتكار إيفاد الزوار الإيرانيين إلى “سوريا”. في المقابل تشرف “منظمة الحج والزيارة” على توزيع نصاب إيفاد الزوار بين المحافظات، وتحديد التكلفة النهائية للزيارة ودورة (شمسا) المالية.

وينقل الموقع الإيراني المعارض، (إيران واير)؛ عن “بهنام قلي پور”، قوله: “تحتكر (شمسا)، والشركات التابعة لها، في الحقيقة إصدار التأشيرات العراقية للزوار الإيرانيين، وتقديم الخدمات الثابتة والمتحركة. كما يُعهد إلى الشركة بإنشاء مكاتب تمثيل على حدود خسروی، مهران، چذابه وشلمچه؛ للسيطرة على مواعيد القوافل وآخر إحصائيات الخروج من إيران إلى العراق”.

ومن مهام (شمسا) الأخرى؛ تدشين مكاتب تمثيل ثابتة ومتحركة في مدن “كربلاء، والنجف، والكاظمين”، ومكاتب تمثيل سيارة في مسارات الزوار. هذا بخلاف توقيع اتفاقيات مع شركات الطيران.

وطبقًا للتقارير الإعلامية؛ يشارك في “مسيرات الأربعين” العراقية سنويًا حوالي 2 إلى 3 مليون إيراني. وتُحصّل “منظمة الحج والزيارة”، بعد إطلاق شركة “شمسا”، (بخلاف المساعدات النقدية والعينة من مؤسسات الدولة)، على مبالغ مالية من الزوار الإيرانيين مقابل تسجيل الأسماء والفيزا والنقل والتأمينات والإسكان.

وربما كانت تكلفة الزيارة بمعدل 300 إلى 400% للعام الجاري سببًا في تسليط الضوء على مراسم الأربعين. وكانت حكومة “حسن روحاني”؛ قد خصصت مبلغ 17 مليار طومان في ميزانية العام الجاري كمساعدات لإقامة مراسم الأربعين وتتحمل “منظمة الحج والزيارة” جزء من هذه المخصصات. إن زيادة تكلفة المشاركة في مراسم الأربعين قد يكون بمثابة زيادة عوائد ومكاسب “منظمة الحج والزيارة”، وهي مكاسب لا توجد أي معلومات عن دورتها المالية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب