17 أغسطس، 2025 11:24 م

تجدد الاحتجاجات ودعوات لابعادها عن الطائفية 

تجدد الاحتجاجات ودعوات لابعادها عن الطائفية 

فيما يحشد ناشطون عراقيون استعدادا للخروج في تظاهرات احتجاج في العاصمة ومدن البلاد الاخرى ضد الفساد وتردي الخدمات ونقص الطاقة الكهربائية غدا الجمعة فقد انطلقت دعوات لابعادها عن اي توجهات طائفية فيما حذر وزير الداخلية من عمليات لتخريب الممتلكات العامة موضحا ان العراق يخوض حرب استنزاف ضد الارهاب مؤكدا مصرع الف شرطي فيها .
وأعلن ناشطون عراقيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي اليوم استعدادهم للخروج مساء غد الجمعة في ساحة التحرير وسط بغداد وفي عواصم المحافظات الاخرى لتأكيد مطاليبهم التي اطلقوها الجمعة الماضي بمواجهة الفساد وتردي الخدمات واصلاح المنظومة الكهربائية العاجزة عن توفير الكهرباء الى المواطنين الذين يعيشون هذه الايام تحت درجات حرارة مرتفعة وغير مسبوقة لامست 53 درجة مئوية.
واكد الناشطون في بيانات وتوضيحات على صفحات الفيسبوك استمرارهم في التظاهر حتى تنفيذ مطاليبهم .. مشيرين الى ان  “اثنتا عشرة سنة مرتْ مظلمة عجافاً انشغل فيها السياسيون من شتى الكتل والتيارات بمصالحهم الشخصية الضيقة وظل العراقي على حاله ينزف شبابه دماً في جبهات القتال”.
وحذر الناشطون من تحويل الاحتجاجات الى صراع طائفي بعد ان اعلنت منظمات شيعية لها اذرع مسلحة بأن الاحتجاجات قد خرجت بتوجيه منها وان عناصرها سيشاركون فيها حيث تثار مخاوف من رفع صور زعماء هذه المنظمات وشعاراتها بشكل يقود الى صدامات فيما بينها.
ومن الواضح ان الوعود التي قدمتها الرئاسات العراقية الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة خلال اجتماعها امس لبحث مطالب المتظاهرين لم تقنع المحتجين بجديتها حيث وعدت الرئاسات  بأصلاحات أمنية وخدمية جريئة وعاجلة و حازمة وأكدت على ضرورة اتخاذ الاجراءات العاجلة والقرارات الكفيلة بالشروع بمعالجات حقيقية وسريعة وفعالة تخدم البلاد وتعزز الحرية والعدالة وتوفر فرص الحياة الانسانية الكريمة لكافة العراقيين” . وشددت على ضرورة العمل على “اصلاح جميع مؤسسات واجهزة الدولة” .. منوهة الى ان “الزخم الشعبي الراهن يمنح المزيد من الثقة والقوة في اتخاذ قرارات جريئة وحازمة في هذا الاتجاه وفي مكافحة الفساد ومعالجة ترهل بعض المرافق الحكومية وسواها من النواقص”. واقرّت الرئاسات بان ضمان الامن والاستقرار وسيادة القانون وحماية النظام الديمقراطي هي معاً الاساس الصلب والامين الذي ينبغي انطلاق الجميع منه لتلبية المطالب الجماهيرية المشروعة في الجانبين الامني والخدمي خاصة دون اغفال ان البلاد في ذروة الحرب ضد الارهاب الذي يستهدف تدمير حياة العراقيين كافة.
 
الداخلية تحذر من تخريب الممتلكات العامة
ومن جهته حذر وزير الداخلية محمد سالم الغبان من استغلال الاحتجاجات لتخريب الممتلكات العامة وقال خلال جلسة حوارية مع رؤساء وممثلي ومراسلي المؤسسات الإعلامية العراقية إن هناك معاناة يعيشها العراقيون بسبب حالات الفساد والنقص في الخدمات موضحا ان جميع ما تم طرحه في التظاهرات هو أمر حقيقي وإن القانون والدستور كفل حرية التعبير عن الرأي في التظاهر .
 واكد العمل على حماية المتظاهرين وكشف المندسين. وشدد على حماية الممتلكات العامة والخاصة منوها الى ان بعض الدعوات تنطلق حاليا لتخريب شبكات الاتصال وهذا أمر سلبي لأنه يعود بالضرر على البنى التحتية للبلد ما يرغم الشرطة على التصدي لهما. ورفض تسمية عمليات ردع التخريب بأنه قمع .. وقال ان “مسؤوليتنا أن نقف بوجه المخربين مادام التخريب وصل الى ممتلكات المواطنين والدولة”.  
وأشار الى الفساد في مفاصل الدولة وهو أمر كما اوضح يتطلب وقفة جادة من الجميع للحد من الفساد ومحاربته، مؤكدا أنه على استعداد تام للتعامل مع حالات الفساد والقضاء عليها من خلال فتح قنوات الاتصال مع المواطنين وفتح قنوات الشكاوى كما تعمل الوزارة على حماية المشتكي.

الحرب ضد داعش استنزافية
وعن العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من العراق ضد تنظيم “داش” اشار الى ان البلاد تخوض  حاليا حرب استنزاف مع تنظيمات ارهابية وفي مقدمتها هذا التنظيم ومن يتحالف معه .
واضاف ان هذه الحرب انعكست بشكل قوي على واقع الدولة وعلى أداء الأجهزة الأمنية “لأنها حرب استنزافية يخوضها العراقيون جميعا حيث أن هناك من يدعم هذه الحرب ويمولها سواء كان دعما سياسيا أم إعلاميا وهذا يتطلب توفير كل ما تحتاجه القواتنا العراقية لادامة زخم المعركة بشكل طبيعي ويعززقدراتها العسكرية ويختصر الطريق أمام تحقيق النصر . 
واضاف وزير الداخلية إن الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع مع الجيش العراقي والحشد الشعبي يعملون بخط واحد ويقاتلون من أجل ردع وطرد العدوان الإرهابي من ارض العراق مشيرا الى أن على الإعلام أن يأخذ دوره في التخفيف من الكثير من التوترات والتأكيد على الأحداث من خلال كشف الحقائق دون التستر على الأخطاء أو تجاهلها. 

الحرب ضد داعش حصدت أرواح الف شرطي
واوضح وزير الداخلية ان الشرطة الاتحادية قدمت خلال الحرب ضد داعش أكثر من ألف شهيد وألف وخمسمائة  جريح.. مبينا أن خط الدفاع شرق الرمادي قد تشكل من قبل الشرطة والحشد الشعبي ومازال الدواعش يحاولون تجاوز هذه الخط الصد الا ان المقاتلين العراقيين تصدوا لهذه المحاولات وافشلوها.
أما فيما يتعلق بأمن بغداد فقد اكد الغبان ان وزارته رفعت قبل ستة أشهر خطة للتعامل الأمني الداخلي في العاصمة .. مبينا أن تسع محافظات تدار من قبل الداخلية حاليا .. وقال “أننا لا نحتاج اليوم الى سيطرات داخلية بل نحتاج الى جعل المسؤولية بيد جهة واحدة للسيطرة على موقع الجريمة سواء كان إرهابا او عصابات او جريمة منظمة لأن الجندي الذي يقف في السيطرة هو غير فعال ولا يقدم شيئا يساوي الوقت الذي يقضيه في مكان عمله”.
واكد الغبان العمل على تسهيل مهمة الإعلاميين لكنه اعترض على المطالبات بإصدار هويات السلاح لجميع الاعلاميين موضحا انه أمر في غاية الصعوبة وخصوصا في الظرف الراهن .. وقال “لا يمكن أن نعطي لكل من يعمل بالصحافة قطعة سلاح لأن ذلك قد يستغل من أكثر من جهة او شخص” ..  مشددا على أن الإعلامي لا يقل دوره عن المقاتل في أرض المعركة ولابد من تنظيم هذه العملية.
وأمس الاربعاء اكد مصدر مقرب من حيدر العبادي “ان رئيس الوزراء لن يسمح لاحد بعرقلة الاجراءات الاخيرة التي اتخذها والمتعلقة بتخفيضات رواتب الرئاسات الثلاث والقطع المبرمج بالطاقة الكهربائية على جميع مسؤولي الدولة . واوضح المصدر “انه تم فرض القطع المبرمج للكهرباء على جميع مسؤولي الدولة اسوة بباقي المواطنين كما تم المضي باجراءات تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث والدرجات الخاصة حسب الامر الذي اصدره العبادي .
 
 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة