17 أبريل، 2024 9:17 ص
Search
Close this search box.

تجاربه السابقة علمته .. “العراق” يصنع ثقله العالمي بتوازن سياساته الخارجية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تبنى “العراق”، منذ العام 2003، سياسة مستقلة تتسم بالثبات والهدوء والعقلانية واحترام سيادة الدول. وهذا الأمر كان سببًا في بلورة نوع من الموازنة في السياسة الخارجية العراقية، وهيأ المسار المناسب أمام تحقيق “العراق” الأهداف المرجوة من سياسات الحكومة الخارجية.

ولذلك ثمة إتجاه لبورة تصوير إيجابي عن دبلوماسية وعلاقات ووساطات “العراق” في المنطقة، بل والخارج. بحسب (مركز دراسات السلام الدولي) الإيراني.

التوازن العراقي..

تقول “مریم خالقي نجاد”، خبير شؤون الشرق الأوسط: “تسببت التطورات والإستراتيجيات الإقليمية الراهنة من جهة، ومساعي العراق مجددًا للبقاء ضمن محيط القوى الإقليمية من جهة أخرى، في دفع سياسة “العراق” الخارجية بإتجاه مختلف عن الماضي، إذ ليس بمقدور العراق البقاء في حلقات الصراعات والأزمات الإقليمية المتتالية”.

وخلال الأعوام الماضية، وبخاصة بعد التغلب على أزمة (داعش) والتنظيمات الإرهابية، لفت “العراق” إنتباه عدد من القوى الإقليمية والعالمية، التي كان لها دور مهم في تأمين “العراق” بالمساهمة في القضاء على التنظيمات الإرهابية، وسعى في إثر علاقات متوزانة، بعيدة عن أي صراعات، والحيلولة دون إندلاع الأزمة مجددًا.

وتبنى “العراق”، في محيط الدول الأقليمية، إسترايتيجية وسطية للبقاء ضمن مثلث القوة في المنطقة، (إيران، وتركيا، والمملكة العربية السعودية)، ربما يتمكن بهذه الطريقة من استعادة مكانته السابقة في المنطقة. والبُعد عن المشاحنات الإقليمية والخروج من دائرة التبعية الإقليمية والتأثير في الأزمات الراهنة؛ هو دليل حاسم وقاطع على سياسات “العراق” المتوازنة.

بين خبرة التجارب السابقة وسياسات المواءمة..

وتوضح “خالقي نجاد”؛ ونحن نشاهد كيف نأى “العراق” بنفسه عن الحرب والصراعات الإقليمية، لأنه سبق وخاض كل أنواع الحروب الداخلية والخارجية على مدى تاريخه، وقد استفاد من هذه التجارب في عدم التورط بأي حروب داخلية أو خارجية جديدة.

جدير بالذكر؛ أن الحكومة العراقية تدرك حقيقة أن إندلاع الحرب مجددًا سوف يقضي على ما بقي من قوة عراقية، وسيكون “العراق” الخاسر بلا شك في أي نزاع، الأمر الذي سيترتب عليه تراجع مكانة “العراق” في المنطقة، وسوف يحتاج إلى سنوات طويلة لإكتساب قدرات جديدة وكسب الاستقلال.

من ثم فالمدارة، حتى مع الدول والحكومات التي تتبنى منهج مختلف، والبحث عن سُبل إقامة الصداقة من أهم متطلبات السياسة الحارجية العراقية. كذا فإن مشاركة “العراق” بمكافحة الإرهاب و(داعش)، في “سوريا”، إنما يعكس احترام هذا البلد للقوانين الدولية وإتزان سياسته الخارجية.

خلق ثقل عالمي بين واشنطن وموسكو..

كما يجدر الإنتباه إلى أن “العراق” ربما يبحث، بهذه الموازنة، عن حلول سلمية لإخراج القوات الأميركية من البلاد. لذا نتابع حالياً رغبة “العراق” إلى توطيد العلاقات مع دول المنطقة؛ حتى أن “العراق” تغاضى عن خصوماته القديمة مع الكثير من الدول، وتوفير علاقات قوية؛ الأمر الذي قد يتبعه تحرك عراقي شديد الإيجابية لإكتساب القوة في المنطقة واستعادة مكانته السابقة.

ولذلك رأينا كيف نهض “العراق”، بشكل غير محسوس، للمحافظة على مسافة وعلاقات مع القوى الإقليمية، ويبدو أن هذه العلاقات قد إتخذت شكلاً موحدًا مع كل القوى الإقليمية، حتى يتمكن “العراق” من التحول إلى ثقل موازنة في المنطقة. ورغم أنه يصعب تأكيد هكذا أمر مستقبلاً، إلا ان هذا المسار يلبي مصالح “العراق” في الوقت الحالي. ويمكننا استنباط هكذا أمر من خلال متابعة أداء “العراق” حيال القوى الإقليمية.

والقضية الأخرى في سياسة “العراق” الخارجية، تتعلق بالانتقال من مسار التعامل إلى العلاقات الإقليمية بغرض السلام؛ وهو ناجم عن تراجع مكانة “العراق” في الماضي بسبب الحروب والأزمات.

ويمكن تسمية “روسيا” و”أميركا” باعتبارها قوى خارجية مؤثرة في المنطقة، و”العراق” يعمل بذكاء شديد في مواجهة هاتين القوتين. إذ يسعى للمحافظة على العلاقات مع الدولتين والحد من عداءهما في المنطقة؛ ثم الاقتراب نسبيًا من مواقف البلدين.

ويبدو أن “العراق” أحد أهم الأطراف المؤثرة على “روسيا” و”أميركا” إذ يعتبر طرف إسترايتجي ذهبي لكلاهما.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب