26 أبريل، 2024 8:21 ص
Search
Close this search box.

تثير الريبة والقلق .. سر تواجد القوات الأجنبية داخل “طهران” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

منذ شهر؛ تواجه “إيران” فيضانات ضربت 24 من أصل 31 محافظة؛ دخلت على إثرها ميليشياتها الأجنبية في محاولة تبدو ظاهريًا أنها للمساعدة في إغاثة المناطق المنكوبة، إلا أن ذلك لم يلقى الترحاب على العديد من المستويات.

فقد أصدرت أربعة أحزاب إيرانية معارضة في الخارج، بيانًا مشتركًا يدعو إلى إخراج قوات “الحشد الشعبي” العراقية، و”حزب الله” ‏اللبناني، و”حركة النجباء”، و”لواء فاطميون”، من “إيران”‎.‎

وجاء في البيان، الذي أصدرته أحزاب “اتحاد الجمهوريين الإيرانيين”، وحزب اليسار الإيراني، (فدائيان خلق)، ‏و”الجبهة الوطنية الإيرانية”، وتضامن دعاة الجمهورية في إيران، أنه: “بالنظر إلى تاريخ هذه الجماعات العسکرية ‏الإيديولوجية وبرنامج الحرس الثوري والجماعات السياسية المقربة، فإن تنظيم هذه القوى يأتي لتعزيز الموقف الداخلي ‏والإقليمي لإيران‎”.

وأفادت هذه الأحزاب الأربعة المعارضة، في بيانها، بأن الدافع وراء دخول هذه القوات الأجنبية، المدعومة من “الحرس ‏الثوري” والموالية للنظام الإيراني، هو محاولة لتحقيق أهداف سياسية وليس لتقديم مساعدات إنسانية لمنكوبي الفيضانات‎، وأيضًا فيها عصابات “متهمة بإرتكاب جرائم حرب”، وأن وجودها في “إيران”؛ “يهدد المصالح الوطنية”.

وأضاف البيان؛ أن النظام الإيراني فرض قيودًا على المشاركة التطوعية للشعب الإيراني والرياضيين والمجتمع المدني في جهود الإغاثة، وحتى اعتقل بعض عمال الإغاثة.

بالمقابل استدعى جماعات ليست ذو خبرة أو قدرة أو إدراك في مجال الإغاثة من الفيضانات، وهو “أمر يثير الريبة”.

علامة على مأزق النظام وضعف “الحرس الثوري”..

كما اعتبرت منظمة “مجاهدي خلق”؛ دخول قوات “الحشد الشعبي” و”حزب الله” و”فاطميون” لـ”إيران”، علامة على مأزق النظام وضعف قوات “الحرس الثوري” في مواجهة الشعب الإيراني.

قائلة المنظمة، إن هذه الميليشيات التي وصفتها، بـ”المرتزقة”، عملت على قتل وذبح الشعب السوري، والعراقي، واليمني، واللبناني؛ وتم إرسالها للمناطق المنكوبة بناءً على أوامر “قاسم سليماني”، الإرهابي، قائد قوات “قوة القدس” الإرهابية، لقمع الشعب وخلق مناخ الرعب والخوف، ومنع حدوث ثورات من قِبل الشعب المنكوب بالسيل، خاصة إلى مناطق “الأهواز” و”لورستان”.

دفاع وسائل الإعلام الرسمية..

وأثار وجود هذه الميليشيات الكثير من الجدل، إلا أن وسائل الإعلام الرسمية شنت حملة واسعة للدفاع عن دخولهم إلى المناطق المتضررة من الفيضانات في “غرب إيران”.

كما أشعلت حفاوة وسائل إعلام “الحرس الثوري”؛ باستعراض مركبات “الحشد”، شبكات التواصل الاجتماعي، فيما دافعت صحيفة (كيهان)، المقربة من مكتب المرشد الإيراني، وعلى صفحتها الأولى، عن انتشار الميليشيات الأفغانية والباكستانية والعراقية بالمحافظات الغربية.

ومن جانبها؛ واصلت الحكومة الصمت عن قرار دخول فصائل “الحشد الشعبي” العراقي من منفذي “مهران” و”الشلامجة”، رغم الانتقادات، فيما قالت صحيفة (كيهان) إنه بطلب من “قاسم سليماني”، قائد “فيلق القدس”.

وفرض توقيت استعراض الميليشيات الأجنبية في البلاد، نفسه على مناوشات الأوساط السياسية بعد أيام قليلة من إدراج “الحرس الثوري” في قائمة الإرهاب؛ بموازاة اللهجة المتصلبة من “طهران” مع الدول الأوروبية المتبقية في “الاتفاق النووي”.

بدعوة من “قاسم سليماني”..

ونقلت وكالات إيرانية، عن القيادي في “الحشد الشعبي” العراقي، “أبومهدي المهندس”، استقرار وحدات “الحشد” في مركز المحافظة الغنية بالنفط في جنوب غربي “إيران”، وسط استياء سكانها العرب من سوء إدارة المياه في سدود المحافظات الغربية؛ مما أدى إلى فيضانات واسعة تسببت في نزوح 500 ألف شخص، بحسب الوكالات الإيرانية. وأشار “المهندس” إلى أن قواته دخلت الأراضي الإيرانية لمساعدة المتضررين من الفيضانات، مشيرًا إلى دخول جزء من المعدات واستمرار وصول معدات أخرى.

وجاء حضور الميليشيات بعد أيام قليلة من جولة تفقدية لقائد فيلق القدس، “قاسم سليماني”، للمناطق الحدودية التي غمرتها الفيضانات، ودعا إلى الدفاع عن الحرم هناك، في إشارة إلى عبارة يستخدمها “فيلق القدس” لوصف دوره في “سوريا”. وعُدّت تصريحات “سليماني” نقطة البداية في تدفق حلفائه إلى المنطقة المتأزمة جراء الفيضانات.

الناشطون الإيرانيون شككوا، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، في الأسباب التي جرى تناقلها عن مسؤولين بشأن انتشار الفصائل المتحالفة مع “الحرس”، وقمع المواطنين المعارضين لسياسات النظام، كما تجدد الانقسام بين الإيرانيين حول رعاية نظامهم الجماعات الخارجية، وخوض حروب خارج الأراضي الإيرانية؛ الأمر الذي أثار سخطًا واسعًا بسبب الغموض حول حجم الخسائر في الأرواح وما يترتب على الاقتصاد الإيراني المتداعي رغم التوصل لـ”الاتفاق النووي”.

إنتهاك للدستور..

واعتبر عدد من نواب البرلمان، هذا الإجراء، “إنتهاكًا للدستور”؛ فيما رأى آخرون أن وجودهم في “إيران” لقمع الاحتجاجات الشعبية.

ويقول نائبان من نواب البرلمان الإيراني احتجاجًا على طريقة دخول هذه القوات إلى “إيران”؛ أنه يمكن فقط تبرير وجود القوات الأجنبية في البلاد بإذن من الحكومة والبرلمان.

وتساءل النائب، “عبدالكريم حسين زاده”، في تغريدة كتبها على موقع (تويتر)، قائلًا: “هل الجيش والحرس الثوري ليس لديهم ما يكفي من القوات ؟.. هل لدينا حشد شعبي، ولم يأت أحد حتى يدخل الحشد الشعبي ولواء فاطميون المناطق المنكوبة إثر السيول ؟.. لنقل إنه كان هناك حاجة لها، ولكن لماذا بدون علم وموافقة الحكومة والبرلمان ؟”.

كما اعتبر هذا النائب الإصلاحي في البرلمان؛ أن الطريقة التي دخلت بها قوات أجنبية في “إيران” بمثابة إنتهاك للدستور الإيراني، مضيفًا: “على أي حال، لم يتم الإلتزام بالمباديء 125 و146، وقد تجاهلوا الوحدة الوطنية والدستور في إجراء واحد”.

كما أكد نائب “شيراز” في البرلمان الإيراني، “بهرام بارسائي”، عبر نشر تغريدة في موقع (تويتر)، على “حُرمة” الحدود الإيرانية أن عبور القوات العسكرية الأميركية منها حتى لو من أجل المساعدة؛ أمرًا غير مقبول، وقد وصف مثل هذا الإجراء بأنه إنتهاك للدستور الإيراني.

وذكر المتحدث باسم “كتلة أميد” البرلمانية؛ أنه إذا تم نشر هذه القوات “بطابع عسكري في البلاد”، فهذا يُعد إنتهاكًا للمادة 146 من الدستور، وإذا أرادوا أن يعملوا في إطار التعاون بين البلدين، فوفقًا للمادة 125 من الدستور يجب تنفيذ اتفاقياتها بعد موافقة البرلمان وبتوقيع الرئيس.

تشكيك حول مساعدة الحشد..

ومن جانبه؛ أعرب نائب “تبريز”؛ وهو عضو آخر من “كتلة أميد” البرلمانية، “شهاب الدين بمقدار”، عن شكوكه حول “مساعدة” الحشد الشعبي في المناطق المنكوبة إثر السيول في “خوزستان”، وقال: “جاء الحشد الشعبي للمساعدة، ولكن الشائعات تنتشر الآن بخصوص أي مدى يمكنهم أن يساعدوا ؟.. وفي نهاية المطاف، إذا أعطوا الأموال للقوات المحلية لكان أفضل بكثير لأنهم لم يجلبوا سوى بضع شاحنات. وإذا قدم أصدقاؤنا الأعزاء في العراق مساعدتهم للحرس الثوري والهلال الأحمر لكان ذلك أفضل، لأنه في الواقع هناك شائعات تنتشر في مواقع الإنترنت، وهي ليست في مصلحة البلاد، فضلًا عن أنه من الناحية الأمنية أيضًا من المحتمل أن تتسبب حالات الذهاب والعودة هذه في حال لم يتم مراقبتها في ظهور بعض المخاوف”.

بينما دعا عضو آخر من كتلة أميد، “علي رضا رحيمي”، إلى تقديم تقرير من وزير الداخلية وتفسير من وزير الخارجية الإيراني حول تواجد القوات الأجنبية في المناطق التي إجتاحتها السيول. وصرح “رحيمي”، في إشارة إلى دخول قوات “الحشد الشعبي”: “باعتبارها مليشيات عسكرية”، إلى “ايران”: “ليس من الواضح حتى الآن، بالنسبة للبرلمان الإيراني، ما إذا كانت هناك سيطرة على تواجد هذه القوات أم لا !.. وإذا لم يتم عرض القضية بصورة شفافة في تقرير من قِبل وزير الداخلية؛ فسيتم القيام بطرح سؤال”.

لا يحق لأحد التشكيك في دخول الحشد وغيره..

في حين أن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، “حشمت الله فلاحت بيشه”، قد أكد على أنه ليس من حق أي شخص أن يُشكك في دخول قوات “الحشد الشعبي” وغيره من جماعات الإغاثة إلى البلاد. وقال “فلاحت بيشه”، في مقابلة مع وكالة (رسا)، حول “الهوامش الناتجة عن دخول قوات الحشد الشعبي إلى داخل البلاد”: “لقد نشطت العديد من القوات الإقليمية في حرب ضد الجماعات الإرهابية واليوم، نرى أيضًا أن جزءًا من نفس القوات دخلوا بلادنا من أجل مساعدة المناطق التي إجتاحتها السيول”.

ويقول “فلاحت بيشه” إن القوات المتطوعة التي دخلت البلاد من دول أخرى، دخلوا في إطار مباديء وحقوق حماية “وزارة الداخلية”؛ وليس هناك أي مخاوف أو قلق في هذا الصدد. وتجدر الإشارة إلى أنه تم إصدار تصريح دخول هذه القوات عبر السيادة، ولم تقم أي مؤسسة أو جماعة بدعوة هؤلاء الأشخاص.

تم التصريح لها من قِبل الحكومة..

ومن ناحية أخرى؛ ذكر عضو الهيئة الرئاسية للجنة الأمن القومي البرلمانية، “محمد جواد جمالي نوبندكاني”، أن دخول قوات “الحشد الشعبي” إلى البلاد تم بتصريح من الحكومة الإيرانية، وأن سبب دخولهم الأراضي الإيرانية مساعدة المناطق المنكوبة جراء السيول.

مضيفًا “نوبندكاني”: “لقد قام الحشد الشعبي بمساعدة المناطق المنكوبة جراء السيول بناءً على اقتراحه على الحكومة الإيرانية، ولم يحدث طلب من قِبل إيران في هذا الشأن. كما أنهم لم يدخلوا البلاد دون موافقة الحكومة”.

ودفاعًا عن موقفهم، أعلن أحد قادة الحشد الشعبي، “أبومهدي المهندس”، الاثنين الماضي، أنه جاء إلى “خوزستان” مع عدد من قوات “الحشد الشعبي”، لافتًا إلى أن قوات هذه المليشيات العراقية تتمركز في “خوزستان”.

وقد ذكر “المهندس” أن سبب حضور هذه القوات، في الأراضي الإيرانية، هو مساعدة منكوبي السيول.

والخميس الماضي؛ نشرت صور لـ”قاسم سليماني”، حيث يظهر قائد “فيلق القدس”، التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، إلى جانب “أبوالمهدي المهندس” في اجتماع “لجنة إدارة الأزمة” في محافظة “خوزستان”، في حين أن نطاق نشاط ومسؤولية قائد “فيلق القدس”، باعتباره ذراع “الحرس الثوري” الإيراني خارج الحدود؛ هو خارج الحدود الإيرانية.

بدعوة من “قاسم سليماني”..

وكان موقع (رويداد 24) الإخباري؛ قد ذكر الأربعاء الماضي، في إشارة إلى خبر صحيفة (كيهان)، حول أن حضور قوات “الحشد الشعبي” في “إيران” كان بدعوة من “قاسم سليماني”، وفي أعقاب خبر (كيهان) أُثيرت هذه الأسئلة؛ أولًا ما هو مركز اللواء “قاسم سليماني”، ليدعو حضور قوات شبه عسكرية في “إيران” ؟.. وثانيًا؛ هل قدرة “إيران” على مواجهة الأزمة كان في مستوى أنه من الضروري استخدام قوات الميليشيات الأجنبية ؟

للتعامل مع الاحتجاجات الداخلية..

ومع بداية دخول هذه القوات إلى “إيران”، عبر بعض المسؤولين الإيرانيين عن قلقهم إزاء استخدام القوات الأجنبية تحت تأثير “إيران” من أجل التعامل مع الاحتجاجات المحلية المحتملة.

وقال رئيس محاكم الثورة الإسلامية في طهران، “موسى غضنفر أبادي”، في آذار/مارس الماضي، في تصريحات مثيرة للجدل: إذا لم نساعد “الثورة” فإن “الحشد الشعبي” العراقي و”فاطميون” الأفغاني و”زينبيون” الباكستاني و”الحوثيين” اليمنيين؛ سوف يأتوا وسوف يساعدون “الثورة”.

وقد أدت التصريحات، من هذا القبيل، وتحذيرات وتهديدات العديد من المسؤولين الحكوميين – العسكريين الإيرانيين حول “التصدي الحاسم مع مثيري الشغب” في المناطق المنكوبة جراء السيول، إلى أن يواجه دخول قوات الميليشيات الأجنبية إلى “إيران” والتي ذُكر أن الهدف منها مساعدة متضرري السيول؛ انتقادات حادة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب