24 أبريل، 2024 11:15 م
Search
Close this search box.

تتصدر قائمة الاتهام .. الشكوك تحوم حول “إسرائيل” في ضرب معسكر الحشد الشعبي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في ضربة جوية لم يعلن حتى الآن الجهة المسؤولة عنها، إلا أنها تسببت في خلق العديد من علامات الاستفهام ووضعها داخل دائرة التحليل لمعرفة أسبابها وما هو متوقع مستقبلًا بعدها، تعرض معسكر لـ”الحشد الشعبي” في “العراق”، فجر الجمعة الماضية، لقصف بطائرتين مُسيرتين “مجهولتين”، ما أدى إلى سقوط قتلى من “حزب الله” اللبناني و”الحرس الثوري” الإيراني.

وكشف رئيس مجلس العشائر العربية في العراق، الشيخ “ثائر البياتي”، عن مقتل وإصابة عدد من عناصر تابعة لـ”حزب الله”؛ وكذلك عناصر من “الحرس الثوري” الإيراني، جراء القصف الذي استهدف معسكرًا لـ”الحشد الشعبي”، المدعومة إيرانيًا، شرق محافظة “صلاح الدين” العراقية.

وقال “البياتي” إن المعسكر يضم صواريخ (باليستية) إيرانية الصنع؛ نقلتها “طهران” مؤخرًا إلى المعسكر عبر شاحنات تستخدم لنقل المواد الغذائية المبردة.

في الوقت ذاته؛ تحدثت مصادر عراقية عن مقتل مستشارين إيرانيين بالغارة الجوية، التي استهدفت المعسكر، وفيه 460 مختطفًا ما يزال مصيرهم مجهولاً.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني في “العراق” عن إصابة عناصر من “الحشد الشعبي” بقصف من طائرة مجهولة لمعسكر للحشد، في قضاء “آمرلي”، بمحافظة “صلاح الدين”.

وأكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد “يحيى رسول”، استهداف طائرة مجهولة لمواقع لـ”كتائب حزب الله العراق”، وتحديدًا معسكر “الشهداء”، التابع لقوات “الحشد الشعبي”، وأن القصف تم على مرحلتين.

وأضاف أن: “القصف الأول تم في الساعة الواحدة و50 دقيقة بالتوقيت المحلي، والضربة الثانية وجهت في الساعة الثانية و20 دقيقة، وأدت إلى إصابة عنصرين إثنين من الحشد الشعبي”.

نفي أميركي..

ونفت “وزارة الدفاع الأميركية”، (البنتاغون)، صلتها بالقصف، وقالت: “نحن على علم بتقارير المصادر المفتوحة حول أعمال عدائية محتملة ضد وحدة للحشد الشعبي في صلاح الدين بالعراق”.

وأكد (البنتاغون) على أن: “القوات الأميركية لم تكن لها أي صلة بذلك، وليس لدينا مزيد من المعلومات بهذا الشأن”.

ليس لدينا مستشارين إيرانيين ولا نتهم أحد..

فيما نفى المتحدث باسم هيئة “الحشد الشعبي”، محور الشمال، “علي الحسيني”، وجود أي مستشارين إيرانيين أو عناصر تابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني داخل المعسكر.

وأضاف “الحسيني”، لموقع (بغداد اليوم): “لا نستطيع توجيه الاتهام لجهة معينة، طالبنا بلجنة خاصة من العمليات المشتركة لتطلع على الحادثة عن قرب وتسجل ملاحظاتها”.

موضحًا أنه: “قبل تقرير اللجنة لا نستطيع أتهام أحد بالقصف الذي تعرض له معسكر الحشد الشعبي في آمرلي؛ شمالي محافظة صلاح الدين”.

وأستدرك بالقول: “الحشد لديه أعداء كثُر بينهم، تنظيم (داعش) والأميركان والدول التي أفسد الحشد مخططاتها في العراق”، مبينُا أن: “المعسكر الذي تم قصفه، هو معسكر، (إداري لوجيستي)، تابع لهيئة الحشد الشعبي”.

ملف الأمن المشترك يؤدي إلى هذه الخروقات..

تعليقًا على الحادث؛ قال الباحث الأمني والمستشار الإعلامي لمؤسسة التنمية الإعلامية، “علي فضل الله”، أن: “المشكلة في الموضوع؛ أنه لدينا شراكة في إدارة الملف الأمني، وهذا يؤدي إلى فشل كبير فيه، أن يكون هناك أكثر من جهة ودولة تشارك العراق في ملفه الأمني، يجعل من الصعوبة بمكان السيطرة على هذا الملف، لذلك فإن هذه الخروقات تُعد حالة طبيعية ومتوقعة، وأحد أسباب هذه الخروقات هي فقدان السيطرة على أجوائنا، خصوصًا في المناطق الشمالية والشمالية الغربية، وهذا التقييد قد يعطي ميزة للمجاميع الإرهابية للتحرك، شاهدنا ذلك من خلال الضربة التي وجهت للحشد الشعبي في منطقة (آمرلي)، وهذا يدل على أن معسكراتنا في تلك الأماكن باتت مكشوفة وقد تستهدف من قِبل المجاميع الإرهابية”.

وأضاف “فضل الله”؛ أنه: “قد تكون المجاميع الإرهابية في مدينة إدلب السورية قد طورت ما يقارب خمسمائة طائرة، (الدرون)، وحولتها من طائرة رصد واستكشاف إلى طائرة معالجة وقصف، بالتعاون مع أحد الخبراء البريطانيين، لذلك أعتقد أن هذه الطائرات سوف تصل إلى الأراضي العراقية، في ظل وجود ضغوط كبيرة من الجانب الأميركي على القوات العراقية وعلى الحشد الشعبي”.

يحتاج من الحكومة العراقية معالجة الملف..

لافتًا إلى أنه: “نحتاج إلى وقفة من الحكومة العراقية لمعالجة هذا الملف، ونحن سبق وأن اعترضنا على عملية (إرادة النصر) العراقية، التي مثلت استنزاف للموارد البشرية العراقية، حيث أن الجيل الخامس من الحروب يحتاج معها تطوير إمكانيات وزارتي الداخلية والدفاع العراقيتين، من خلال تحديث سلاح الجو وإدخال الطائرات المُسيرة، ومراقبة الفضاء العراقي، خصوصًا في المناطق الشمالية والشمالية الغربية”.

نظريات وتفسيرات متباينة للحادث..

ورأى موقع (سكاي نيوز عربية) الإماراتي؛ أن هناك تفسيرات عدة ونظريات متباينة حملتها حادثة قصف الطائرة المُسيرة المجهولة لمعسكر “الشهداء”، التابع لميليشيات “الحشد الشعبي”، في “صلاح الدين”، بوسط “العراق”، حيث أن التفسيرات أربكت المسؤولين، الذين لم يعلنوا من أين جاءت الضربة الخاطفة التي قُتل وجُرح فيها العشرات، بينهم مسؤولون من “حزب الله” اللبناني، و”الحرس الثوري” الإيراني، حسب مصادر محلية.

وأوضح الموقع أن النظرية الأولى تذهب بإتجاه أن تكون الطائرة مرسلة من قِبل تنظيم (داعش) الإرهابي، لكن التفجيرات التي ظهرت أكبر من قدرة حمل (الدرونز) الداعشية؛ التي لا تحمل أكثر من قنبلتين بزنة أقل من 500 غرام، وهو ما قامت به في معارك الساحل الأيمن العراقية، عام 2017.

أما النظرية الثانية؛ فتتحدث عن ضلوع “إسرائيل” في تنفيذ الهجوم، خصوصًا، أنها هددت في وقت سابق باستهداف مصانع ومقرات القوة التصنيعية والتطويرية العسكرية الخاصة بميليشيات “الحشد الشعبي”.

هذا الحشد اتهم بدوره، “الولايات المتحدة”، وقال إن الطائرة المُسيرة أميركية واستهدفت المعسكر، ورغم نفي “واشنطن” قيامها بهذه العملية، إلا أن هذا الاتهام شكل النظرية الثالثة.

مضيفًا الموقع الإماراتي أنه في كل الأحوال تؤكد النظريات الثلاث حدوث اختراق واضح للسيادة الجوية العراقية، سواء بطائرات مُسيرة أو بقصف جوي تركي يتكرر بشكل يومي.

لافتًا إلى أن المصادر الرسمية العراقية، من ناحيتها، أكتفت بالإعلان عن الهجوم، دون أن تكشف مصدر الطائرة المُسيرة، فيما يرى متابعون أن الحادث يُعد إعلانًا رسميًا لدخول “العراق”، بشكل مباشر، ضمن دائرة الضربات الجوية لقطع الأذرع الإيرانية التي تتمدد وتعبث في المنطقة.

سيكون الأمر أكثر خطورة إذا كانت إسرائيل !

من جانبها؛ قالت الكاتبة، “موناليزا فريحة”، على موقع (النهار)، أنه ليست واضحة بعد الجهة التي تقف وراء قصف قاعدة عسكرية لقوات “الحشد الشعبي”، في محافظة “صلاح الدين” بوسط “العراق”، لكن إذا ثبت أن “إسرائيل” هي الفاعل، تكون المرة الأولى، منذ 38 سنة، تنفذ فيها الدولة العبرية غارة ضد موقع في “العراق”، وهو ما يشكل توسيعًا خطيرًا لحملتها ضد مواقع إيرانية كانت تقتصر، حتى الآن، على “سوريا”.

وتذكر أنه سبق لـ”إسرائيل” أن اتهمت، “طهران”، مرارًا بنقل صواريخ إلى “العراق” عبر جهات مسلحة موالية لها تعمل على الأراضي العراقية. وعندما نسبت (رويترز)، في آب/أغسطس الماضي، إلى مصادر إيرانية وعراقية وغربية؛ أن “إيران” نقلت صواريخ (باليستية) قصيرة المدى إلى حلفاء شيعة لها في “العراق”، سارعت “إسرائيل” إلى التلويح بمهاجمة مثل هذه المواقع في “العراق”، في ما اعتبر في حينه توسيعًا محتملاً لحملتها التي تركز على “سوريا”.

وتؤكد “إيران” رسميًا أنه لا وجود عسكريًا لها في “العراق”. لكن العديد من الخبراء يشيرون إلى وجود مستشارين عسكريين يدربون مقاتلين عراقيين، خصوصًا من فصائل “الحشد الشعبي” التي كانت مشاركتها حاسمة في دحر تنظيم (داعش).

مطالب لموسكو بوقف نفوذ إيران..

وأضافت أنه؛ بعد اجتماع “القدس”، الذي ضم مستشاري الأمن القومي الأميركي، “جون بولتون”، والإسرائيلي، “مئير بن شابات”، والروسي، “نيكولاي باتروشيف”، أواخر حزيران/يونيو الماضي، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجانبين الأميركي والإسرائيلي طلبا من “موسكو” وقف نفوذ “إيران” في “لبنان” و”العراق”، في إطار أية تسوية مستقبلية للحرب السورية.

ونسبت القناة (13) الإسرائيلية إلى مسؤول رفيع في “البيت الأبيض” قوله؛ إن الجانب الإسرائيلي شدد، أثناء اللقاء، على أن خروج “إيران” من “سوريا” بذاته؛ “لن يحل شيئًا إذا كانت المشكلة الإيرانية قد انتقلت ببساطة إلى لبنان أو العراق”.

وحسب القناة العبرية، طالب المستشاران الأميركي والإسرائيلي، نظيرهما الروسي، بأن يتضمن أي اتفاق بشأن مستقبل “سوريا”، تفكيك مصانع الصواريخ الدقيقة التي تطورها “إيران”، لـ”حزب الله” في “لبنان”، ووقف إمداد “طهران” للفصائل الموالية لها في “العراق” بصواريخ بعيدة المدى قد تطال “إسرائيل”.

وأكدت القناة على أن الخطوة الأولى التي طلب الجانب الأميركي، من “روسيا”، إتخاذها في هذا السبيل هي؛ إزالة جميع الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها الإيرانيون في “سوريا”، مثل الصواريخ طويلة المدى.

طائرة إسرائيلية هي التي قامت بضرب المعسكر..

وأكد الخبير العسكري والمؤلف المتخصص بشؤون مكافحة الإرهاب عبر الضربات الجوية، “باباك تيغيفي”، أن طائرة إسرائيلية من طراز (إف-35) هي التي ضربت معسكر كتائب “حزب الله”، في محافظة “صلاح الدين” العراقية.

وقال “تيغيفي”، في تغريدة له على (تويتر)، إنه وبعد ثمانية وثلاثين عامًا يشن الطيران الإسرائيلي ضربات في “العراق”، حيث قامت طائرة إسرائيلية من طراز (إف-35) بضرب معسكر كتائب “حزب الله”، في “صلاح الدين”، وقتلت ستة من “الحرس الثوري” الايراني والكتائب؛ ودمرت صواريخهم (الباليستية) من نوع “فاتح”.

كما أكد مصدر في “فيلق القدس”، المكلف بالعمليات الخارجية لـ”الحرس الثوري” الإيراني، لـ (الجريدة)، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن “إسرائيل” هي التي شنت الهجوم.

وبحسب المصدر؛ فإن طائرات مُسيرة، (درون)، إسرائيلية إنطلقت من قاعدة “التنف” الأميركية في “سوريا”، الواقعة في المثلث الحدودي “السوري-العراقي-الأردني”، هاجمت الثكنة التي تضم مخازن صواريخ صغيرة ومتوسطة المدى.

ولفت إلى أن “الحرس الثوري” توصل إلى هذا الاستنتاج؛ لأن نوع الصواريخ المستخدمة في قصف المعسكر، هو نفس النوع الذي تستخدمه قوات الجو الإسرائيلية عادة، خلال عملياتها في “سوريا”.

الحكومة العراقية في موقف حرج..

وفي “بغداد”، استبعدت مصادر عراقية أن تعترف الحكومة بمسؤولية “إسرائيل” عن الغارة، مرجحة أن تخفف السلطات من أهمية الحادث، مضيفة أن الحكومة في موقف صعب، فلو أقرت بمسؤولية “إسرائيل” فسيكون ذلك اختراقًا كبيرًا وستتعرض لانتقادات حول دور القوات الأميركية الموجودة في البلاد في هذا الخرق.

وتابعت المصادر: “من جهة أخرى، إذا اتهمت الحكومة، تنظيم (داعش) بتنفيذ الهجوم، فستتعرض لضغوط من الحشد الذي اعتبر أن عملية إعادة هيكلته ودمجه بالجيش، التي أمر بها، عبدالمهدي، مستعجلة وتتغاضى عن خطر (داعش)”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب