خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في خضم الأزمة المشتعلة في “مضيق هرمز”، قامت “إيران” بسكب الزيت على النيران لتزيد الوضع اشتعالًا بهدف زيادة ضغوطها على أطراف “الاتفاق النووي” لإجبارهم على تنفيذ شروطها ورغباتها، حيث أعلنت الحكومة الإيرانية، الخميس الماضي، عن نجاحها في اختبار صاروخ (باليستي) بحري، خلال الأسبوع الجاري، مشيرًة إلى أنه تمكّن من تدمير هدف بحري على بُعد 250 كم.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية، (تسنيم)، عن “أمير عالي حاجي زاده”، قائد القوة الجوفضائية لـ”الحرس الثوري” الإيراني، أن: “بلاده نجحت في إطلاق صاروخ (هرمز-2)، خلال الأسبوع الجاري”.
“زاده” لم يحدد اليوم الذي تمت فيه التجربة، لكنه أكد أنه تمكّن من تدمير هدف بحري على بُعد 250 كم، بحسب (الأناضول).
محاولة لتحسين مدى ودقة منظومة الأسلحة..
من جهتها؛ ذكرت وسائل إعلام أميركية أن “إيران” اختبرت صاروخًا (باليستيًا) وصل مداه إلى ألف كم.
ونقلت “بربارا ستار”، مراسلة شبكة (سي. سي. إن) الإخبارية الأميركية، على صفحتها في (تويتر)،أمس الأول الجمعة، عن مسؤول في “البنتاغون”، (لم تسمه)، قوله إن “إيران” أطلقت، ليلة الأربعاء/الخميس، صاروخًا (باليستيًا) متوسط المدى يحمل اسم (شهاب 3)، والذي وصل مداه إلى ألف كم.
ويُعتقد، بحسب (سي. إن. إن)، أن “إيران” اختبرت الصاروخ متوسط المدى، يوم الأربعاء؛ في محاولة لتحسين “مدى ودقة” منظومة الأسلحة التي تمتلكها.
وفي حين لم يشكل الصاروخ (شهاب 3) تهديدًا لملاحة السفن أو القواعد الأميركية، إلا أن تقييم الاستخبارات للاختبار أنه جزء من محاولات “إيران” لتحسين المدى والدقة.
كما نقلت وكالة (بلومبيرغ) الأميركية عن مسؤول رفيع في إدارة الرئيس، “دونالد ترامب”، قوله إن “الولايات المتحدة” على علم بالتقارير التي تتحدث عن إطلاق “إيران” صاروخًا (باليستيًا)، دون مزيد من التفاصيل.
لا حاجة للإذن من أحد..
في حين نقلت وكالة أنباء (فارس) الإيرانية شبه الرسمية، أمس، عن مصدر عسكري إيراني، قوله إن التجارب الصاروخية التي تجريها بلاده تندرج تحت إطار حاجاتها الدفاعية؛ وليست موجهة إلى أي دولة، مؤكدًا على أن “طهران” لا تحتاج إذنًا من أي قوة.
وأوضح المصدر أن تجارب “طهران” الصاروخية أمر طبيعي في نطاق حاجاتها الدفاعية، وأن هذه القدرة الصاروخية، تهدف فقط للرد على أي عدوان محتمل.
ونقلت الوكالة عن المصدر العسكري المطلع قوله: “لا تحتاج إيران إذن أي قوة في العالم لتدافع عن نفسها”.
تطور قدرات إيران الصاروخية..
وهذا الصاروخ هو الأحدث في منافسة مستمرة طال أمدها بين، “إيران” و”الولايات المتحدة”، على “مضيق هرمز”، الذي تمر من خلاله 40% من صادرات “النفط” في العالم.
و(هرمز-2)، هو صاروخ (باليستي) بحري قادر على إصابة الأهداف المتحركة على سطح البحر، ويتمتع بدقة عالية، ويبلغ مداه قرابة 300 كم.
وبدأت “طهران” بتطوير برنامجها الصاروخي بين أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي، بإنتاج صواريخ قصيرة المدى تضمنت صواريخ (فجر) من 1 إلى 5، يصل مداها إلى نحو 80 كيلومترًا.
وعقب ذلك؛ طورت “إيران” صواريخ (زلزال) من 1 إلى 3، بمدى يتراوح ما بين 150 و250 كيلومترًا، ثم أنتجت صواريخ (فاتح 110)، التي يتراوح مداها بين 200 و300 كيلومتر، وصاروخي (شهاب) 1 و2 بمدى يتراوح بين 300 و500 كيلومتر.
أما أول صاروخ (باليستي) طويل المدى في “إيران”، فكان (شهاب 3)، ويبلغ مداه نحو 1300 كيلومتر، ثم (شهاب 1) المطور الذي يصل مداه إلى ألفي كيلومتر.
وعقب ذلك؛ أضافت “إيران” إلى ترسانتها صاروخ (سفير) الذي يبلغ مداه حوالي ألفي كيلومتر، و(بي. إم. 25) بمدى 2500 كيلومتر، و(سجيل) بمدى يصل إلى 2400 كيلومتر.
لكن البرنامج الأهم بالنسبة لـ”إيران”، كان تطوير سلسلة من صواريخ (كروز)، وعلى رأسها (سومار)؛ الذي يُعد واحدًا من أوائل الصواريخ “الأرض-أرض” في “إيران”، بمدى يصل إلى 700 كيلومتر.
وأنضم عدد آخر من الصواريخ لاحقًا، آخرها (هويزة) بمدى 1200 كيلومتر، بالإضافة إلى ذلك طورت “إيران” أنظمة دفاعٍ صاروخي مثل (مرصاد) و(زهراء 3).
وكانت قد كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية عن فشل محاولتين إيرانيتين لإطلاق الصواريخ؛ فشلت في شهر آذار/مارس الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى قيام إدارة الرئيس، “دونالد ترامب”، بتسريع برنامج سري للقيام بعمليات تخريب ضد الصواريخ الإيرانية.
ووصف مسؤولون أميركيون، البرنامج، بأنه جزء من حملة موسعة من “الولايات المتحدة”، لتقويض قدرات “إيران” وعزلها.
وبحسب الصحيفة الأميركية؛ فإن البرنامج تم تدشينه في عهد الرئيس الأسبق، “جورج بوش” الابن، وتم من خلاله تسريب قطع غيار ومواد فاسدة لبرنامج “إيران” الصاروخي.
ويثير تطوير “إيران” السريع لمجموعة واسعة من الصواريخ (الباليستية) وصواريخ (كروز)، القلق في المنطقة وخارجها، كما يهدد السلام الإقليمي والدولي.
وتعد ميليشيات “الحوثي” الانقلابية، في “اليمن”، من بين أكثر المستفيدين من الصواريخ الإيرانية، حيث أطلقت المئات منها إلى “السعودية” مستهدفة مناطق مأهولة بالسكان، فيما نجح الدفاع الجوي لـ”المملكة السعودية” في إسقاط معظمها.
إنشاء محطة نووية ثانية..
بالتزامن مع تجربة الأداء الصاروخي، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، “علي أكبر صالحي”، أن “طهران” ستبدأ بإنشاء محطة نووية ثانية في “بوشهر”، في غضون أسبوعين، على أن يتم الإنتهاء من إنشاء المحطة الجديدة في غضون 6 سنوات، وتليها الثالثة في غضون 8 سنوات.
وكشف “صالحي” أن إنشاء مفاعل “أراك” يسير بسرعة، بعدما كان يتم ببطء في الفترة السابقة، مشيرًا إلى أن إنشاء المفاعل يتم بالتعاون مع “بريطانيا” و”الصين”، و”طهران” راضية عن هذا التعاون.
وبخصوص الإجراءات التي إتخذت لإعادة تصميم “أراك”؛ قال “صالحي”: إنه “تم الإنتهاء من تصميم الجوانب المختلفة لتحديث المفاعل، ومن ضمن ذلك التصاميم المفهومية والتفصيلية والجزئية والخرائط”، منوهًا بأنه: “حاليًا يتم إعداد طلب توريد المعدات من خلال تحديد أبعادها”.
وتشهد المنطقة توترًا متصاعدًا بين “الولايات المتحدة” ودول خليجية من جهة، و”إيران” من جهة أخرى؛ من جراء تخلي “طهران” عن بعض إلتزاماتها المنصوص عليها في البرنامج النووي، (المبرم في 2015)، على أثر انسحاب “واشنطن” منه.
وتصاعد التوتر بين “طهران” والغرب بشكل متزايد بعد احتجاز “بريطانيا” ناقلة نفط إيرانية في “جبل طارق”، منذ أسبوعين، وبعدها قالت “لندن” إن سفنًا إيرانية إقتربت من سفينة بريطانية، في المضيق الواقع بين “إيران” و”شبه الجزيرة العربية”.
ينتهك قرارات مجلس الأمن..
ودائمًا ما تؤكد “واشنطن”، وحلفاؤها، مرارًا على أن إطلاق (شهاب 3) ينتهك العقوبات، وكذلك القرار الأممي 2231 الصادر عن “مجلس الأمن”، بشأن “إيران”، عام 2015.
وينص القرار على تجميد “إيران” تطوير واختبار الصواريخ (الباليستية) القادرة على حمل رؤوس نووية لمدة 8 سنوات.
كما قال الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، في وقت سابق، إنه يفضل الإبقاء على “الاتفاق النووي”، لكنه يريد إجراء محادثات جديدة لتشمل أنشطة الصواريخ (الباليستية) الإيرانية.
بالون اختبار للغرب..
تعليقًا على اختبار “إيران” الصاروخي، قال موقع إلكتروني عبري إن اختبار “إيران” لصاروخ (باليستي) بمدى 1000 كم؛ هو “بالون اختبار” للغرب.
وأفاد الموقع الإلكتروني الإخباري العبري، (نتسيف نت)، مساء أمس السبت، بأن إطلاق “إيران” لصاروخ (باليستي)، من نوع (شهاب 3)، قبل يومين، متوسط المدى، بطول 1000 كم، هو بالون اختبار إيراني أمام الغرب، خاصة وأنه يمكن لهذا الصاروخ أن يحمل رأس نووي.
وأورد الموقع الإلكتروني أن الاختبار الإيراني موجه بشكل محدد للغرب، خاصة في ظل توتر العلاقات بين الطرفين، الأميركي والبريطاني، من جانب، والإيراني من جانب آخر، وهو ما يشير بحسب المعلق العسكري للموقع، “غاي أ”، أن “إيران” تريد التعرف عن قُرب على مدى رد فعل الغرب تجاه إطلاق مثل هذا الصاروخ، الذي يُعد بمثابة تغير نوعي في القدرات الصاروخية الإيرانية.
وأوضح الموقع العبري أن مدى الصاروخ الإيراني، (شهاب 3)، يصل إلى 1000 كم، وهو ما يعني استهداف أي قواعد عسكرية أميركية في هذا المحيط، الذي يشمل جزء كبير من منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن الصاروخ الإيراني بإمكانه حمل رأس نووية. في وقت نشر الموقع العبري خريطة لمدى 1000 كم حول “إيران”.