27 أبريل، 2024 9:47 ص
Search
Close this search box.

“تبيين” الإيراني يرصد .. نظرة تحليلية على إنجازات زيارة رئيس الجمهورية إلى “باكستان” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

سياسة الجوار من المنظور الإعلامي؛ تندرج في الحلقة الأولى من عقيدة السياسة الخارجية الإيرانية، مع هذا لم تتّبنى على مدار العقود الماضية استراتيجية واضحة. بحسب ما استهل مركز (تبيين) للفكر الاستراتيجي الإيراني تقريره المنشور على موقعه.

وقد أولت الحكومة الثالثة عشر مزيد من الاهتمام بدول الجوار، وأبرز نموذج على ذلك زيارة رئيس الجمهورية الإيرانية الأخيرة إلى “باكستان”. وبالنظر إلى توقيع عدد: (08) اتفاقيات تعاون في المجالات الاقتصادية، والثقافية، والأمنية، والسياسية في النظر التي لم تسّتغرق سوى ثلاثة أيام، فإن المقالة الحالية تبحث في إنجازات ورسائل هذه الزيارة:

تأمين الحدود والإرهاب..

أول وأهم مجالات التعاون بين “إيران” و”باكستان”، مشكلة تأمين الحدود والإرهاب. واستيطان تنظيمات (جيش العدل) و(أنصار الفرقان) في “باكستان”، هو أهم التحديات الأمنية في جنوب شرق “إيران”، ذلك أن استقرار هذه التنظيمات في المناطق الجبلية من ولاية “بلوشستان” الباكستانية، وعدم التعاون، وانعدام الرقابة الباكستانية الدقيقة على هذه المناطق، زاد من صعوبة القاء القبض على عناصر هذه التنظيمات.

والتوتر في العلاقات “الإيرانية-الباكستانية”، على خلفية تبادل البلدين القصف الصاروخي، دفع تنظيم (جيش العدل) إلى استغلال هذه الفرصة في تكثيف هجماته في المناطق الحدودية بين البلدين؛ وبخاصة محافظة “سيستان وبلوشستان”.

بعبارة أخرى، التوتر في علاقات البلدين أثبت صعوبة احتواء هذا التنظيم دون تنسّيق. وكان أحد محاور زيارة الرئيس الإيراني؛ آية الله “إبراهيم رئيسي”، إلى “باكستان”، تطوير التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود؛ حيث أجرى خلال اجتماع منفصل مع “عاصم منير”؛ رئيس أركان الجيش الباكستاني، حوارًا حول هذا الموضوع. وبعد اللقاءات الرسّمية بين مسؤولي البلدين السياسيين والأمنيين، أصدر مكتب رئيس الوزراء الباكستاني بيانًا يؤكد عزم “طهران” و”إسلام آباد” تشّريك المسّاعي في مجال مكافحة الإرهاب.

والجيش في “باكستان” هو اللاعب الأهم، ويعتبر نفسه فوق المؤسسات السياسية والحكومة. وأهم إنجازات الجيش في “باكستان”، توفير الردع والأمن في الداخل. والقصف الصاروخي الإيراني لمقرات (جيش العدل) في منطقة “الجبل الأخضر”، بتاريخ 16 كانون ثان/يناير 2024م، كان سببًا في بلورة رؤية في الأوساط والمحافل الأمنية الباكستانية تُشّكك في قدرة الردع الباكستانية.

والرد الصاروخي الباكستاني على “إيران” واستهداف منطقة “سراوان”؛ كان يهدف بالأساس إلى إحياء الردع الباكستاني. وفي هذه الصّدد كان من الضروري خفض مستوى التوتر والقضاء على سوء الفهم للحيلولة دون غلبة النظرة الأمنية على علاقات البلدين.

وقد هيأت زيارة الرئيس الإيراني إلى “باكستان” فرصة القضاء على سوء الفهم. وفي هذا الصّدد أكد بيان؛ “شهباز شريف”، رئيس الوزراء الباكستاني، أن الوقت قد حان لتحقيق الاستقرار في علاقات البلدين.

التوازن في العلاقات مع الهند وباكستان..

من الإنجازات الهامة الأخرى لتلك الزيارة، إحياء التوازن في العلاقات الإيرانية مع “الهند وباكستان”. وقد توطد التعاون الإيراني في ظل الحكومات الحادية عشر والثانية عشر من خلال “اتفاقية ميناء تشابهار” في العام 2016م.

ووجود العدو الهندي على حدود “باكستان” الغربية، يُثير قلق المسؤولين في “إسلام آباد”، ومع استثمار “الهند” في “ميناء تشابهار” بالتوازي مع استثمار “الصين” في “ميناء جوادر” الباكستاني، تعاظمت رؤية أن “إيران” تخلت عن سياساتها المتوازنة بين “الهند وباكستان”، وفتحت مجالها الجيوسياسي أمام “الهند”.

وقضية الجاسوس الهندي المعروف: “كلبهوشن ياديف”، والذي دخل “باكستان” بتأشيرة إيرانية مزورة، قوض ثقة المسؤولين الباكستانيين في حياد “إيران” فيما يخص الخلافات “الباكستانية-الهندية”. لذا كان تبنّي الحكومة الثالثة عشر سياسة الجوار وتطوير التعاون مع “باكستان” بمختلف المجالات من أهم إنجازات زيارة الرئيس الإيراني الأخيرة إلى “باكستان”.

زيادة التبادل التجاري بين البلدين..

من الإنجازات الإيجابية أيضًا، اتفاق البلدين على زيادة التبادل التجاري إلى: (10) مليار دولار سنويًا. وكانت التجارة بين “إيران” و”باكستان” قد تضاعفت بمقدار: (2.07%) في العام 2023م، وحققت أعلى حجم تجاري في تاريخ علاقات البلدين بقيمة: (2.5) مليار دولار.

وللبلدين تكامل اقتصادي، فـ”إيران” تستطيع تصدير منتجاتها من “البتروكيماويات، والتشّييد، والطاقة” وغيرها، فيما تحظى الصادرات الزراعية الباكستانية بميزة نسبية. وتستطيع البلدان تطوير العلاقات التجارية عبر الأسواق الحدودية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب