20 أبريل، 2024 8:29 ص
Search
Close this search box.

تبحث لنفسها عن مكان .. “إيران” ومنافسات الفضاء الجيوسياسية في الشرق الأوسط !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

الفضاء الخارجي للكرة الأرضية أجبر الإنسان على التحول باتجاه التقنيات والعلوم الرائدة، بشكل انعكس على تكنولوجيا الصواريخ، والأقمار الصناعية، والرحلات البشرية للفضاء، والمحطات الفضائية؛ وغيرها من فروع التكنولوجيا الفضائية، وتحفز الإنسان على تكوين رؤية أفضل للكون. بحسب “سعيد رمضاني”، الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط، في موقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من “وزارة الخارجية”.

إنطلاق المنافسات الفضائية على الساحة الدولية..

كانت المنافسات الأميركية مع “الاتحاد السوفياتي”، إبان الحرب الباردة، نموذج على منافسات الفضاء الجيوسياسية، آنذاك، خلاف تنافسهما في جميع المجالات.

لكن منافسات الفضاء الجيوسياسية؛ كانت مجالًا للإعتزاز الوطني الممتزج بالتقدم التكنولوجي.

بدأت هذه المنافسات بإطلاق “الاتحاد السوفياتي”، القمر الصناعي، (اسبوتنيك 1)، إلى الفضاء، ولم يتأخر رد فعل “الولايات المتحدة الأميركية”؛ التي سارعت إلى إطلاق القمر الصناعي، (إکسپلورر)، إلى الفضاء.

فما كان من “الاتحاد السوفياتي” إلا أن،أطلق “يوري ألكسيافيتش جاغارين”، إلى الفضاء، بتاريخ 1 نيسان/أبريل 1961م، كأول إنسان يصل الفضاء.

في المقابل؛ كان “نيل آرمسترونغ” الأميركي؛ أول إنسان يخطو على القمر، بتاريخ 21 حزيران/يوليو 1969. وحتى تلك الفترة؛ كانت البرامج الفصائية تقتصر على “موسكو” و”واشنطن”.

وبعد سقوط “الاتحاد السوفياتي”، وتحديدًا من العام 2000م، إنضمت العديد من الدول إلى “منظمة الفضاء” لأسباب تجارية وجيوسياسية.

منافسات الفضاء الجيوسياسية بالشرق الأوسط..

1 – إيران :

لـ”الجمهورية الإيرانية”؛ تطلعات وأهداف فضائية، باعتبارها القوى الأكبر إقليميًا، وقد أطلقت، رغم “العقوبات الأميركية” المستمرة والقيود الغربية، برنامجها الفضائي بدايات الألفينيات بصورة قوية.

ويختلف برنامج الفضاء الإيراني عن سائر دول الشرق الأوسط، في اعتماد “طهران” على القدرات والإمكانيات والتكنولوجيا الوطنية. وتحتل “إيران” حاليًا مكانة بين الدول العشر التي تمتلك تكنولوجيا فضائية محلية قوية، وتحتل المرتبة الأولى إقليميًا.

وقد أحرزت “إيران” نجاحًا باهرًا، في إطلاق الأقمار الصناعية. وقد بدأت “وكالة الفضاء الإيرانية” نشاطها الرسمي، في العام 2004م، وأنضمت، في العام 2008م، إلى “منتدى الفضاء للدول التي تستفيد من صواريخ الأقمار الصناعية المحلية”.

وكان قمر الأبحاث، (أميد)، أول قمر صناعي إيراني بالكامل؛ تم إطلاقه، في العام 2008م، وحتى الآن نجحت “إيران” في تنفيذ عشر عمليات إطلاق أقمار صناعية.

2 – الإمارات العربية المتحدة :

لا تمتلك “الإمارات” سوابق كبيرة في مجال الفضاء الجيوسياسي، وإنما أطلقت للمرة الأولى، في العام 2009م، قمر صناعي بالتعاون مع “كوريا الجنوبية”، ثم أطلقت، في العام 2018م، قمر رصد باسم: (خليفة)، ومؤخرًا تمكنت، في العام 2020م، من إطلاق (مسبار الأمل) إلى المريخ؛ بتكلفة 200 مليون دولار، وبالتعان مع “اليابان” و”الولايات المتحدة”.

و”الإمارات” هي أول دولة عربية تنجح في أن تخطو أبعد من الكرة الأرضية. وأكد المسؤولون الإمارتيون أن هذه الخطوة العلمية البارزة نجاح لكل الدول العربية.

3 – المملكة العربية السعودية :

أطلقت “السعودية”؛ أول أقمارها الصناعية إلى الفضاء، عام 2000م، بالتعاون مع “روسيا”.

وبعد صعود، “محمد بن سلمان”، إلى السلطة، أعد برنامج خاص للأنشطة الفضائية، وأوكل إلى شقيقه غير الشقيق، “سلطان بن عبدالعزيز”، مسؤولية إدارة برنامج الفضاء السعودي.

وكان “سلطان”، أول رائد فضاء مسلم يدور حول الكرة الأرضية. وأطلقت “السعودية”، في العام 2017م، قمر آخر بالتعاون مع “إفريقيا الجنوبية” و”روسيا”.

وتولي “السعودية”، في (رؤية 2030)، اهتمامًا خاصًا ببرنامج الفضاء. وأسس “محمد بن سلمان”، “وكالة الفضاء السعودية”، في العام 2020م، وجعل من إنتاج تكنولوجيا فضائية محلية؛ وبناء بنية تحتية متقدمة، أحد أهم إستراتيجيات مدينة “الملك عبدالعزيز” للعلوم والتكنولوجيا، مع ميزانية 2 مليار دولار.

4 – مصر :

بذلت “مصر”، حتى الآن، مساعي متفرقة للقيام بأنشطة فضائية، مع التركيز مؤخرًا على هذه الجهود.

وقد تأسست “وكالة الفضاء المصرية”، في العام 2018م، وأطلقت في، العام 2020م، الأقمار الصناعية: (فارس 1 و2).

كما أطلقت بنهاية العام 2019م؛ أول قمر صناعي عسكري. ووفق التوقعات قد يتمكن البرنامج المصري من إرسال أول رائد إلى الفضاء، بالعام 2026م، ولذلك تطور مثير من تعاونها مع “ألمانيا” و”الصين”.

كل هذا بخلاف البرامج الفضائية القطرية، والتركية، والعراقية والإسرائيلية.

وعليه؛ وبالتوزاي مع تطورات منطقة “غرب آسيا”، تتغير موازنة القوة على كافة الأصعدة، لاسيما مجال الفضاء الجيوسياسي.

ولو لم تمتلك “إيران” إستراتيجية مناسبة، في هذا المجال، فقد يتفوق علينا جميع المنافسين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب