تباينت مواقف القوى الشيعية والسنية العراقية بين منتقد ومؤيد لقرار العاهل الاردني الملك عبد الله بتسليح العشائر السنية العراقية في غرب البلاد معتبرا ان العالم يدرك اهمية دور الاردن في حل المشاكل في سوريا والعراق وضمان استقرار وامن المنطقة.
ترحيب سني
فقد اشاد تحالف القوى العراقية السنية بتصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني التي أكد فيها دعم بلاده لعشائر المحافظات الغربية العراقية في تصديها لتنظيم “داعش” وتحرير مدنها من سيطرتها. وقال احمد المساري رئيس الكتلة النيابية لتحالف القوى العراقية في بيان حصلت “أيلاف” على نصه اليوم الثلاثاء “اننا ننظر بعين الاحترام والتقدير للمواقف القومية الشجاعة للأردن الشقيق شعبا وملكا وحكومة وماقدموه من دعم ومساندة للشعب العراقي في محنته العصيبه ومواجهته للارهاب بكل اشكاله وما يشكله من مخاطر على عموم المنطقة والعالم”.
وأضاف ان العشائر العراقية في المحافظات الغربية والتي تربطها وشائج القربة والمصاهرة مع العشائر الاردنية بحاجة حقيقية الى دعم كل الاشقاء والاصدقاء لتزويدها بالسلاح وبما يمكنها من تطهير مدنها من دنس “داعش” وإعادة المهجرين والنازحين الى ديارهم خاصة بعد تاكيد الحكومة المركزية عجزها عن تزويدهم بالسلاح وضرورة اعتمادهم على إمكانياتهم الذاتية التي يتصدون بها لـ”داعش” على مدى اكثر من عام ونصف على الرغم من تفوقها النوعي بالسلاح.
ويعد تحالف القوى العراقية ابرز ممثل سياسي للسنة في العراق ويحظى بالعدد الاكبر لممثليهم في مجلس النواب. ويضم سياسيين بارزين كنائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري.
يذكر ان العشائر العراقية المواجهة للتنظيم في المحافظات الغربية والشمالية الغربية العراقية التي تتشارك حدودا مع سوريا والاردن والسعودية تشكو من نقص الدعم والتسليح الذي تتلقاه من حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي لمواجهة التنظيم الذي يسيطر على مناطق من محافظة الانبار التي تعتبر الاكبر في العراق منذ مطلع 2014.
ويوم امس ابلغ رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري عشائر محافظة الانبار الغربية بضرورة المباشرة بتسجيل اسماء المتطوعين المستعدين لحمل السلاح من اهالي المحافظة للمشاركة بتحرير مدينتهم الرمادي متوقعا ان يصل عددهم الى عشرة الاف رجل سيتم تدريبهم بالاتفاق مع الادارة الاميركية.
وقال عماد الخفاجي المتحدث الرسمي بأسم رئيس مجلس النواب العراقي اليوم ان الجبوري اجرى اتصالات مع القيادات المحلية وشيوخ العشائر في محافظة الانبار لبدء عمليات اعداد قوائم باسماء المتطوعين والمستعدين لحمل السلاح من اهالي المحافظة بهدف المشاركة في عملية تحرير مدينتهم الرمادي عاصمة المحافظة من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”.
ويأتي قرار بدء تسجيل متطوعي العشائر السنية بمحافظة الانبار اثر مباحثات اجراها رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري مع القادة الاميركان خلال الايام الثلاثة الاخيرة شملت الرئيس باراك اوباما ونائبه جو بايدن ووزير الدفاع آشتون كارتر اضافة الى مسؤولين كبار في الكونغرس الاميركي.
انتقاد شيعي
وعلى العكس من هذا الترحيب السني بتصريحات العاهل الاردني فقد انتقدها عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي النائب عن التحالف الوطني العراقي الشيعي هلال السهلاني الناطق الرسمي باسم حركة الاصلاح الوطني برئاسة وزير الخارجية ابراهيم الجعفري واصفا اياها بالاستفزازية والمتجاوزة على السيادة العراقية. ودعا الأردن الى استغلال علاقته مع العراق لتلبية احتياجاتها لاقتصادية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
واضاف السهلاني في تصريح صحافي اطلعت على نصه “أيلاف” أن إصرار بعض الدول العربية على التدخل بشؤون العراق وبحجج مختلفة يكشف عن رغبة تلك الدول في إطالة أمد الصراع داخل العراق وعدم استقراره. وقال ان تصريحات ملك الأردن عبد الله الثاني بأن من واجب دولته دعم العشائر في شرقي سوريا وغربي العراق تجاوز على السيادة العراقية .
وشدد النائب الشيعي على أن العراق يتطلع لبناء علاقات متينة مع الجميع على أساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار والمصالح المشتركة لا على أسس طائفية ومذهبية .. واشار الى ان الحكومة العراقية تثمن جميع الجهود في مساعدة العراق في حربه ضد تنظيم “داعش” شرط ان تمرر هذه المساعدات عبر القنوات الرسمية العراقية.
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قال الأحد الماضي إن من واجب دولته دعم العشائر في شرقي سوريا وغربي العراق مشيراً إلى إدراك العالم لأهمية الأردن في حل المشاكل بسوريا والعراق وضمان استقرار وأمن المنطقة وذلك خلال زيارة قام بها الاحد لشيوخ ووجهاء في البادية الشمالية. واعتبر الملك ان العالم يدرك اهمية دور الاردن في حل المشاكل في سوريا والعراق وضمان استقرار وامن المنطقة .
معروف ان الاردن يشارك في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم “داعش” والذي يشن ضربات جوية ضده في مناطق تواجده بسوريا والعراق. وعلى الرغم من هذه الضربات فقد وسع التنظيم سيطرته في محافظة الانبار الشهر الماضي بالسيطرة على عاصمتها الرمادي في ابرز تقدم ميداني له في العراق منذ هجومه الكاسح في شمال البلاد وغربها في حزيران (يونيو) عام 2014 حين فرض سيطرته على مدينة الموصل الشمالية ثاني اكبر المدن العراقية بعد العاصمة بغداد.