30 أبريل، 2025 11:08 ص

تأييده المطلق للعدوان الإسرائيلي على غزة يضرب شعبيته .. فهل يتراجع “بايدن” لإنقاذ ماء وجهه ؟

تأييده المطلق للعدوان الإسرائيلي على غزة يضرب شعبيته .. فهل يتراجع “بايدن” لإنقاذ ماء وجهه ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني:

بدأت عواقب وتبعات استماتة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، في تأييده للهجوم الإسرائيلي الإجرامي على “قطاع غزة”، تُظهر تأثيراتها في الداخل الأميركي، خاصة فيما يتعلق بترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.

صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية؛ قالت إن مجموعات شبابية حذرت الرئيس؛ “جو بايدن”، من: “تبّخر” دعمهم خلال الانتخابات المقبلة، بسبب موقفه في الحرب الدائرة في “قطاع غزة”.

وذكرت الصحيفة أن الرسالة التي وقّعها قادة حاليون وسابقون لأربع مجموعات شبابية، حذرت من أن سياسة “بايدن” تجاه “إسرائيل” والحرب في “غزة”، ستؤدي إلى خسّارته الأصوات اللازمة لتحقيق النصر في الانتخابات.

دعم المنظمات الشبابية..

وتُعد خسّارة الانتخابات المقبلة؛ من أكثر المخاوف التي يخشاها الرئيس الديمقراطي، في ظل لا مبالاة الناخبين الشباب، وإصرار المنظمات الشبابية على الترويج لقوتها، مسّتغلة الإحباط المتزايد بين هذه الفئة من استبعادهم عن المناصب الحكومية لصالح كبار السّن، بحسّب (واشنطن بوست).

وأشارت الصحيفة الأميركية؛ إلى أن نسّبة المشاركة بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن: (30 عامًا)؛ قد زادت في الدورات القليلة الماضية.

وبحسّب تقديرات “مايكل ماكدونالد”؛ أستاذ العلوم السياسية في جامعة “فلوريدا”، فإن عامي: 2020 و2018، شهدا إقبالًا مرتفعًا بشكلٍ غير عادي بين هؤلاء الناخبين الأصغر سنًا.

وقال “ماكدونالد”؛ إن نسّبة الإقبال بين الشباب في عام 2020، كانت أعلى من تلك التي أوصلت “باراك أوباما” إلى السلطة؛ في 2008، وهي الفترة التي لعب الشباب فيها دورًا مهمًا بالانتخابات.

وأشار التقرير إلى أن “أوباما” تمتع أيضًا بهامش دعم أوسع بين هؤلاء الناخبين مقارنة بما تمتع به “بايدن” في عام 2020، وفقًا لاستطلاعات الرأي، إذ شكل الناخبون الأصغر سنًا عددًا أكبر قليلاً من الأصوات التي حصل عليها “أوباما” مقارنة بأصوات “بايدن”.

وحتى مع هذه الزيادات في نسّبة الإقبال بين الناخبين الأصغر سنًا، تقول الصحيفة الأميركية إن هذه الفئة العمرية لا تزال تُشكل عددًا أقل من الناخبين.

ضغط على “بايدن” والديمقراطيين..

ورُغم ذلك؛ يؤكد التقرير أن الموقف الشبابي قد يُشكل ضغطًا على “بايدن” وغيره من الديمقراطيين، خصوصًا أن الحزب يضم نسّبة أكبر من الشباب مقارنة بالحزب (الجمهوري).

ومنذ بدء الحرب؛ في 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي، سارع الرئيس؛ “جو بايدن”، إلى إدانة هجوم (حماس)، وقدم دعمًا عسكريًا غير مسّبوق لـ”إسرائيل”، بداية من شُحنات الأسلحة والذخائر، وصولاً إلى إرسّال حاملتي طائرات وسفن عسكرية للمنطقة لردع: “أعداء” إسرائيل، في إشارة إلى “إيران” وميليشياتها.

وخلفت الحرب نحو: 37 ألف قتيل وجريح؛ معظمهم من الأطفال، وفق آخر إحصائية للسلطات في “غزة”، الخميس، وسط أزمة صحية وإنسانية جراء تشّديد الحصار ومنع دخول المواد الإغاثية.

نصف الديمقراطيين غير راضين..

في دليل جديد على الانقسام؛ كشف استطلاع للرأي “عيني”؛ أن نصف الديمقراطيين الأميركيين لا يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها “بايدن” مع حرب “غزة”.

وأظهرت نتائج استطلاع جديد أجرته وكالة (آسوشيتد برس) بالتعاون مع مركز (NORC) لأبحاث الشؤون العامة، أن ما يقرب من نصف الديمقراطيين لا يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها الرئيس؛ “جو بايدن”، مع الحرب.

وكشف الاستطلاع أن: 50% من الديمقراطيين يوافقون على الطريقة التي أدار بها “بايدن” الصراع، بينما يُعارضها: 46%، فيما تتباعد المجموعتان إلى حدٍ بعيد في وجهات نظرهما حول الدعم الأميركي لـ”إسرائيل”.

وانخفض الدعم الذي يحظى به “بايدن” بشأن هذه القضية بين الديمقراطيين قليلاً؛ عن شهر آب/أغسطس الماضي، حين كشف استطلاع سابق عن موافقة: 57% من الديمقراطيين على تعامله مع الصراع “الفلسطيني-الإسرائيلي”، بينما رفضه: 40%.

تعقيد جهود إعادة انتخاب “بايدن”..

وقالت وكالة (آسوشيتد برس)؛ إن الحرب يمكن أن تؤدي إلى تعقيد جهود إعادة انتخاب “بايدن”، لأنه مضطر للموازنة بين وجهات النظر المختلفة للغاية داخل الحزب (الديمقراطي)، حول الصراع ومن يتحمل مسؤوليته.

ومن بين كل: 10 يوافقون على إدارة “بايدن” للصراع، يعتقد: 07 ديمقراطيين أن “الولايات المتحدة” تُقدم القدر المناسب من الدعم لـ”إسرائيل” حاليًا.

ويقول: 65% من المعترضين على سياسة “بايدن”؛ إن “الولايات المتحدة” تدعم “إسرائيل” أكثر مما يجب.

بينما يعتقد: 76% من بين الديمقراطيين الذين يوافقون على تعامل “بايدن” مع الحرب، أن (حماس) تتحمل مسؤولية كبيرة عن الحرب، مقابل: 32% يقولون الشيء نفسه عن الحكومة الإسرائيلية.

أما الديمقراطيون الذين لا يوافقون على طريقة تعامل “بايدن” مع الحرب، فيقول: 56% منهم إن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية، مقابل: 55% يُحّملون (حماس) المسؤولية.

ومعظم معارضي سياسة “بايدن” تقل أعمارهم عن: (45 عامًا)، ويُمثلون نسّبة: 65%، كما أن غالبيتهم من غير البيض بنسّبة: 58%.

في حين يؤيد سياسة “بايدن”؛ الديمقراطيون الذين تبلغ أعمارهم: (45 عامًا) فما فوق بنسّبة: 67% والديمقراطيون البيض بنسّبة: 62%.

ونتائج الاستطلاع هي أحدث انعكاس للانقسّام الذي خلفته الحرب في “غزة” بين الديمقراطيين؛ في “واشنطن”، وفي جميع أنحاء البلاد.

ووجّه: 26 سيناتورًا أميركيًا ديمقراطيًا رسالة إلى “بايدن” تُطالبه بحماية المدنييّن في “غزة”، وإلزام “إسرائيل” باحترام قواعد الحرب، مطالبين بتقديم ضمانات بشأن تنفيذ العملية العسكرية الإسرائيلية في “غزة” وفق القانون الإنساني الدولي.

ثُلثي الأميركيين لا يوافقون..

وسبق وأن أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة (آسوشييتد برس)، أن ما يُقارب من ثُلثي الأميركيين لا يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها الرئيس؛ “جو بايدن”، مع الحرب الحالية بين “إسرائيل” و(حماس).

ومع دخول الحرب شهرها الثاني؛ يقول: 63% من الأميركيين إنّ “بايدن” لا يبذل ما يكفي، لإدارة الصراع بشكلٍ مناسب أو إحلال السلام أو الحد من الخسائر في صفوف المدنيين.

ووجد الاستطلاع؛ الذي أجري في الفترة من: 02 إلى 06 تشرين ثان/نوفمبر الحالي، أنّ الأميركيين أصبحوا أكثر ميلاً إلى وصف “إسرائيل” كحليف يُشارك “الولايات المتحدة” المصالح منذ بدء الحرب مع (حماس)، لكنهم منقسّمون بشأن ما إذا كانت “إسرائيل” قد ذهبت بعيدًا في ردها على هجوم الشهر الماضي.

كذلك؛ وجد الاستطلاع أنّ: 40% من الأميركيين، قالوا إنّ الرد العسكري الإسرائيلي في “قطاع غزة”؛ قد ذهب إلى أبعد مما هو لازم.

وقبل أيام؛ شهدت العاصمة الأميركية؛ “واشنطن”، تظاهرة حاشدة لآلاف المحتجين الذين طالبوا بوقف إطلاق النار في “قطاع غزّة”، وللتّنديد بسياسة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، الداعمة للاعتداءات المستمرة التي تُشّنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على “قطاع غزة”.

انقسّام آراء المؤسسات الأميركية..

وفي السّياق؛ كشف موقع (أكسيوس) الأميركي؛ عن انقسّام آراءٍ في المؤسّسات الأميركية بشأن العدوان الإسرائيلي على “غزّة”، مشيرًا إلى أنّ الانقسّامات تتسّع في الجامعات، وفي أماكن العمل، وفي شوارع المدن، وداخل “الكونغرس” وفي “البيت الأبيض”، وهي تُعكّر صفو المجتمع الأميركي، ولديها القُدرة على إعادة تشّكيل السياسة الأميركية؛ بحسب مزاعم الموقع الأميركي.

وقبل أيام؛ أظهر استطلاع للرأي أنّ أكثر من: 80% من الأميركيين، يشعرون بالقلق من إمكانية جر “الولايات المتحدة” إلى الحرب بين “إسرائيل” وحركة (حماس)؛ في “غزة”.

تراجع تأييد العرب الأميركيين..

وفي حديث لـ (العين) الإخبارية الإماراتي، قال عضو الحزب (الديمقراطي) الأميركي؛ “نعمان أبو عيسى”، إن: “الحزب مهدد بالانقسّام السياسي، مع تصاعد الأصوات الداعية للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، داخله، وعدم رضاهم عن الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل”، مشيرًا إلى تراجع تأييد أصوات العرب الأميركيين لـ”بايدن” في استطلاعات الرأي.

وفي تقديره؛ فإن الإدارة الأميركية: “ستتحول من الدعم المطلق لإسرائيل إلى موقف يُراعي الجناح التقدمي في الحزب (الديمقراطي)”؛ كما يدعي.

ومع تأييده المطلق لـ”إسرائيل”؛ منذ بداية الحرب، انخفض معدل شعبية الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، بين الديمقراطيين إلى مستوى قياسي بلغ: 75%، بانخفاض قدره: 11 نقطة مئوية مقارنة بالشهر الماضي فقط، وفقًا لاستطلاع جديد أجرته مؤسسة (غالوب)؛ في الفترة ما بين: 02 و23 تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وأعرب العديد من الأميركيين المسلمين والعرب، الذين يعتبرون أنفسهم ناخبين ديمقراطيين مخلصين، عن شعورهم: بـ”الخيانة” بسبب دعم “بايدن” للحملة العسكرية الإسرائيلية، وفق ما ذكر موقع (أكسيوس) الأميركي.

وقال النائب الديمقراطي عن ولاية ميشيغان؛ “العباس فرحات”، لشبكة (إن. بي. سي نيوز) قبل أيام: “لقد أدى؛ جو بايدن، بمفرده إلى نفور كل ناخب أميركي عربي ومسلم تقريبًا في ميشيغان”.

كما أبلغت قيادات الجالية العربية والمسلمة الأميركية، بولاية “ميشيغان”، قيادة الحزب (الديمقراطي) المحلية والوطنية، بعدم رضاهم على موقف الدعم الكامل، الذي أعلنته إدارة “بايدن”؛ لـ”إسرائيل”، في الحرب الجارية حاليًا في “قطاع غزة”.

وضع بعض الشروط..

وحول تأثير تغييّر مواقف عدد من النواب الديمقراطيين لصالح وقف إطلاق النار، على المساعدات الأميركية لـ”إسرائيل”، قال “أبو عيسى”: “نعم.. من الممكن أن تضع واشنطن بعض الشروط على المساعدة، لكنها لن تتخلى كلية بالطبع عن تل أبيب”.

تغييّر مواقف بعض النواب..

ويرى الدكتور “مهدي عفيفي”؛ العضو في الحزب (الديمقراطي) الأميركي، والكاتب والمحلل السياسي والاقتصادي، في حديث خاص من “واشنطن”؛ لـ (العين) الإخبارية، أن: “هناك تغييّر في موقف بعض نواب الحزب، حتى في الخطاب السياسي، لكن الإدارة الأميركية لم تُغّير رأيها حتى اللحظة، وهو ما ظهر مؤخرًا خلال لقاء وزير الخارجية؛ أنتوني بلينكن، بوزراء الخارجية العرب”، حيث عبّر عن رفضه لدعوات: “وقف إطلاق النار”.

لكن “بلينكن” أكد في الوقت ذاته، أن “الولايات المتحدة” تدعم: “هدنات إنسانية” في النزاع المستمر بين “إسرائيل” وحركة (حماس).

لن يحدث تغيّير من قبل إدارة “بايدن”..

“عفيفي”؛ أوضح أن: “إدارة بايدن؛ تدعم إسرائيل دعمًا كاملاً، باعتبار الأخيرة أهم شريك لواشنطن”، مضيفًا: “تغيّر مواقف: 10 أو 20 نائبًا ديمقراطيًا في الكونغرس؛ (من بين: 535 عضوًا؛ بينهم: 100 بمجلس الشيوخ)، لن يُغيّر كثيرًا في الموقف الأميركي”.

وتابع: “هناك تصميم أميركي على دعم إسرائيل مهما كان الثمن، ولا يوجد تغيّير في المساعدات العسكرية المقدمة لتل أبيب”.

“غبريال صوما”، عضو المجلس الاستشاري للرئيس السابق؛ “دونالد ترامب”، قال إنه: “مع ارتفاع أعداد الضحايا في صفوف المدنييّن بغزة، بات هناك شبه انقسّام في الحزب (الديمقراطي) فيما يتعلق بالوضع في فلسطين، وموقف الإدارة الأميركية، في ظل وجود عدد من أعضاء الحزب (الديمقراطي) يميلون إلى مساعدة أو دعم الفلسطينيين”.

وقال “صوما”: “لن يحدث تغييّر كبير في الموقف الأميركي، ولن تخفض الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية لإسرائيل”.

وفسّر ذلك بالقول: “نحن على أعتاب انتخابات رئاسية في العام المقبل، ما يعني أن المرشحين للرئاسة سوف يتنافسون على من سيقدم مساعدات أكبر لإسرائيل.. وهناك أكثر من: 80% من الشعب الأميركي يُريد مساعدة إسرائيل”.

ولفت إلى أن “مجلس النواب” الأميركي، الذي يُسّيطر عليه الجمهوريون بأغلبية ضئيلة للغاية، وافق الأسبوع الماضي؛ على تخصيص ما يقرب من: 14.3 مليار دولار كمساعدات لـ”إسرائيل”.

حالة واحدة تُغيّر موقف “بايدن” !

بينما يرى الدكتور “نبيل ميخائيل”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة “جورج واشنطن”، أن هناك إمكانية لتغيّر موقف “بايدن” في الحرب على “غزة”.

“ميخائيل”؛ شرح الحالة التي يمكن أن تُحدث تغيّرًا في موقف “بايدن”، بقوله: “تتمثل هذه الحالة في تغيّير موقف النواب الأميركيين من أصول إفريقية من الحرب لصالح دعم فلسطين.. وهذه نقطة حرجة بالنسبة للرئيس الأميركي”؛ بحسب مزاعمه.

ومضى موضحًا: “بايدن؛ يخشى أن يفقد تأييد الأميركيين من أصول عربية وإفريقية، لأنه يحتاج إلى أصواتهم في الانتخابات المقبلة، حيث فاز في السّباق الرئاسي ضد؛ دونالد ترامب، بعد حصوله على أصوات نحو عشرين مليون مواطن أميركي من أصل إفريقي وعربي”.

تقدم “ترامب” في خمس ولايات..

وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) وكلية “سيينا”، الأحد، أن الرئيس “بايدن” يتخلف عن المرشح الجمهوري؛ “دونالد ترامب”، في خمس من أصل ست: “ولايات حاسّمة”، قبل عام بالضبط من الانتخابات الرئاسية.

ويتقدم “ترامب” في: “أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وبنسلفانيا”، بينما يتقدم “بايدن” في: “ويسكونسن”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة