لا تزال القمة الثلاثية الذي كان مقررا عقدها الشهر الماضي بين العراق ومصر والأردن بعيدة المنال، بعد أن أعلنت بغداد عن تأجيل انعقادها للمرة الثانية. وهذه هي المرة الثانية التي تتأجل فيها القمة بعد أن أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي شهر مارس الماضي تأخيرها لوقت لاحق، إثر سقوط قتلى وجرحى في فاجعة اصطدام قطارين في محافظة سوهاج بمصر
ولكن هذه المرة رجع المتحدث باسم مجلس الوزراء العراقي حسن الناظم تأجيل القمة إلى الظروف الأمنية في الأردن، مؤكدا أن بغداد تقدر هذه الظروف وتقف مع استقرار الأردن وأمنه، مشددا على أن “كل من يهدد أمن واستقرار الأردن سيعتبر تهديداً لاتفاقياتنا وأمننا واستقرارنا”
ووفقا لصحيفة اندبندنت فإن الدول الثلاث تسعى لرسم خريطة تحالفات سياسية – اقتصادية، بدأت ملامحها تتضح، فيما يتبلور في الأثناء “محور أردني- مصري- عراقي”، ترجم على أرض الواقع بزيارات متبادلة ومكثفة بين مسؤولي البلدان الثلاثة
وأطلقت الصحيفة اسم المحور الأردني- المصري- العراقي على هذا التحالف، الذي سيحقق مصالح استراتيجية ويعيد الاعتبار لقوة العلاقات العربية بعد سنوات طويلة من الخلافات السياسية، ووفقا لنفس الصحيفة فإن هناك أطرافا يهمها إعاقة رسم الخريطة الجديدة من التحالفات بين كل من مصر والعراق والأردن، في إشارة إلى أن إيران لن تألوا جهداً لتثبيط هذا العمل العربي المشترك، حيث أن من بين الأهداف السياسية لهذا المحور، إدانة التدخل الخارجي بشؤون الدول العربية، في إشارة إلى النفوذين الإيراني والتركي في المنطقة . وانطلقت أولى جولات هذه القمة التي جمعت العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء العراق حينها عادل عبدالمهدي في القاهرة شهر مارس عام 2019 .
ويتطلع الشارع المصري لعودة العلاقات الطبيعية مع العراق، ويرغب العشرات من الالاف من المصريين الذين كانت لهم أعمال سابقة في العراق للعودة لاستئناف أعمالهم هناك، كما يتطلع الرأى العام في مصر لعودة العلاقات بين مصر والعراق لطبيعتها السابقة في فترة التسعينييات من القرن الماضي بالنظر إلى حجم التجارة والعدد الكبير من المصريين الذين حصلوا على فرص عمل وتجارة مع السوق العراقي.