بُركَان سُوريا لَمْ يَثُرْ بَعد .. بُوتين لـ”روحاني” : لَن يُعيدوا لَنا الشَام كَما كَان وَعَلينا التَصرف !

بُركَان سُوريا لَمْ يَثُرْ بَعد .. بُوتين لـ”روحاني” : لَن يُعيدوا لَنا الشَام كَما كَان وَعَلينا التَصرف !

خاص – كتابات :

ارتبط اسمهما ببعض لسنوات رغم اختلاف الأيديولوجيا والدين والمذهبية.. لكن ربما جمعهما الطموح والرغبة في التمدد من أحدهما؛ والآخر يسعى للسيطرة على نسبة من موارد الشرق الأوسط أو على الأقل تأمين خطوط إمداد الغاز إلى البحر المتوسط.

بينهما تقارب عده البعض تقارب الجغرافيا والتاريخ.. ومؤخراً تقارب الضرورة والمصالح، ذاك القائم بين “طهران” و”موسكو” في الشرق الأوسط لسنوات.

حلف استراتيجي أم شراكة مؤقتة تتحكم فيها المصالح ؟.. يتساءل المتسائلون؛ ووحدهما “موسكو” و”طهران” تملكان الإجابة، وأياً كانت فإن العلاقة بينهما ماضية في البحث عن مزيد من التوثيق والثقة.. وهو ربما ما سعت إليه زيارة الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى إيران مطلع تشرين ثان/نوفمبر 2017.

تعاون في خطوط نقل الطاقة والتسليح والنووي..

يُدرك “بوتين”، وكبار مضيفيه في طهران، أن العلاقة بين البلدين بلغت في إطارها الثنائي حد التميز.. وجرى ترجمة ذلك بشراكات اقتصادية تُعني أساساً بخطوط نقل الطاقة، ثم تعاون في مجال التسلح.. وقبل الإثنين.. تعاون في المجال النووي لم يبدأ اليوم !

فحين كانت إيران “منبوذة” في الساحة العالمية، تولت روسيا في أواسط تسعينيات القرن الماضي عقد بناء محطة “بوشهر” جنوب طهران، بعد تخلي ألمانيا عنها، والآن مع بدايات تشرين ثان/نوفمبر لعام 2017.. تتزامن زيارة “بوتين” الأحدث لإيران مع التوافق على إقامة مفاعلين جديدين في المحطة النووية الإيرانية الشهيرة.

علاقات متوترة مع الغرب تدفع في اتجاه ترسيخ التحالف الاستراتيجي بينهما..

لكن ثمة رأي يقول إن ما يسميه البعض تقارب ضرورة، تُعجل به علاقة الطرفين المتوترة مع الغرب، إذ إن الإجراءات الأميركية العقابية الجديدة ضد من تصفهما واشنطن بغريمتيها، حملتهما كما يبدو على نسج علاقات استراتيجية، وذهب “بوتين” للقاء نظيره الإيراني للحديث معه وجهاً لوجه في أمور لا تُناقش عبر الهواتف الرئاسية التي قد تستطيع اعتراضها ومعرفة فحواها.

إذ لا تنزعج روسيا من أن تجاورها دولة إسلامية لها نفوذ في آسيا الوسطى والقوقاز وطموحات نووية كبيرة، وقد يفترض محللون أن تطوير العلاقة مع طهران، سيكون على حساب العلاقة مع دول أخرى وازنة في المنطقة.

بوابة للشرق الأوسط وورقة مساومة في وجه الغرب..

غير أن موسكو، ومن منطلق براغماتي، ترى في إيران بوابتها إلى الشرق الأوسط، كما أنها وفق بعض التحليلات لا تتوانى عن إشهارها ورقة مساومة في وجه الغرب كلما ضُيق عليها ولوح بعقوبات من هنا أو هناك !

حتى إيران تجدها أقرب ما تكون من موسكو، كلما ازدادت عليها الضغوط الأميركية، عدا عن ذلك ثمة بين البلدين في سياق إقليمي نقاط اتفاق كثيرة، لعل أبرزها “الملف السوري”، الذي عجل من زيارة “بوتين” لمواجهة مساعي أميركا والغرب في وضع أياديهم على نفط دير الزور والرقة خاصة بالسيطرة على حقل “العمر” النفطي الأهم على كامل الأراضي السورية.

أبرز داعمين لـ”بشار الأسد” نجحا في تقريب “أردوغان” إليهما !

يُقاتل الروس والإيرانيون هناك جنباً إلى جنب تحت عنوان فضفاض هو: “مكافحة الإرهاب”، لكنهما قبل ذلك من أبرز داعمين نظام الرئيس “بشار الأسد” سياسياً وعسكرياً.

كما تتشاطر طهران وموسكو الرؤية إزاء بقاء “الأسد” وحماية نظامه، تنسقان وجهات النظر فيما يتعلق بالدور التركي وبتموضعهما المحتمل في مرحلة ما بعد الحرب، التي دخلت عامها السادس، وتجمعهما أيضاً الرغبة في تحجيم الدور الأميركي هناك !

محاولة سحب الملف السوري من الغرب..

الآن فإن روسيا والإيرانيين يشكلون مع الأتراك، الأطراف الضامنة لمحادثات “أستانة”، لكنهما وحدهما يدفعان باتجاه تنظيم مؤتمر في “سوتشي”، موازي لمسار “جنيف”.. ترفضه المعارضة السورية وتراه لقاءاً بين “نظام الأسد” ونفسه.

إن هذا التطابق الإيراني الروسي بشأن سوريا، قد ينسحب إلى حد كبير على ملفات إقليمية أخرى ملتهبة كالعراق واليمن، وليست تلك الملفات هي كل ما قرب المسافة بين طهران وموسكو؛ وليس تقارباً بين الإثنين فقط.

القمة الروسية الإيرانية الأذرية – أذربيغان – بعد قمة “باكو” عام 2016، تعطي لتنقل “بوتين” بعداً آخر، إذ نتحدث هنا عن ثلاثة من اللاعبين الأساسيين في أسواق النفط والغاز العالمية، وثلاثتها تتقاسم الجرف القاري في “بحر قزوين” الغني جداً بتلك الثروات.. فما الخطر الذي استشعروه يدنو منهم جعلهم يتحسسون الرقاب ويسارعون إلى التحالف !

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة