26 أبريل، 2024 8:00 ص
Search
Close this search box.

“بي. بي. سي” ترصد .. مدى استفادة “داعش” و”طهران” من إنهاء الدور القتالي لأميركا في العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

اعتبرت “هيئة الإذاعة البريطانية”، (بي. بي. سي)؛ أن الإعلان في “واشنطن”، خلال زيارة رئيس الحكومة العراقي، “مصطفى الكاظمي”، عن مغادرة القوات القتالية الأميركية، “العراق”، بحلول نهاية العام 2021، يطرح تساؤلين أساسيين: أولاً، ما هو الفارق الذي يُشكله هذا على الوضع ميدانيًا ؟.. وثانيًا، هل تفتح هذه الخطوة الباب أمام عودة تنظيم (داعش)، الذي أرهب مناطق واسعة من الشرق الأوسط واستقطاب مقاتلين من أراض بعيدة من: “لندن” إلى “ترينيداد” و”أستراليا” ؟

وجود مثير للجدل..     

وفي تقرير كتبه مراسل الشؤون الأمنية، “فرانك غاردنر”؛ قالت (بي. بي. سي)؛ إن القوات الأميركية، المؤلفة من: 2500 جندي عادي؛ وبعض القوات الخاصة المحدودة وغير المعروفة العدد، بعد: 18 سنة على الغزو الأميركي لـ”العراق”، تتمركز في ثلاثة قواعد، وهم لا يُمثلون سوى جزءًا ضئيلاً من الـ 160 ألف جندي، الذين كانوا في “العراق”، ومع ذلك فإنهم عرضة بشكل مستمر لهجمات الصواريخ والطائرات المُسيرة من ما يٌشتبه أنها الميليشيات المدعومة من “إيران”.

وتتلخص مهمة هذه القوة بتدريب ودعم قوات الأمن العراقية، التي لا تزال تقاتل تمردًا متفرقًا، لكن مميتًا من جانب مسلحي (داعش). لكن الوجود العسكري الأميركي في البلد يُثير جدلاً.

وأوضح أن السياسيين والميليشيات المدعومين من “إيران”؛ يُريدون مغادرة هذه القوات، خاصة منذ اغتيال قائد (قوة القدس)، الجنرال “قاسم سليماني”، والقائد العراقي، “أبومهدي المهندس”، قرب “مطار بغداد”، في بداية العام 2020. وتابع أنه حتى العراقيين، غير المنحازين سياسيًا؛ يودون أن يروا بلدهم يتخلص من القوات الأجنبية.

مخاوف من أن يعيد التاريخ نفسه..

واعتبرت (بي. بي. سي)؛ أن هذا الوضع يلائم البعض في “واشنطن”؛ وإنما ليس على حساب تسليم “العراق” إلى “إيران”.

وأوضحت أن “الولايات المتحدة” تُحاول، منذ مدة طويلة، انتشال نفسها مما يسميه الرئيس، “بايدن”: “الحروب اللانهائية” في الشرق الاوسط. وبالتالي فإن القوات الأميركية تستعجل بانسحابها من “أفغانستان”؛ فيما يتزايد اهتمامها مع حلفائها باتجاه منطقة “آسيا-الهاديء” و”بحر الصين” الجنوبي.

وفي خلفية هذا المشهد، شبح إحياء (داعش)؛ واحتمال أن يُكرر التاريخ نفسه. ففي العام 2011، أعلن الرئيس الأميركي، “باراك أوباما”، انسحاب القوات العسكرية من “العراق”. وبرغم أن عددًا محدودًا من الجنود بقوا هناك، منذ ذلك القوت، فإن الانسحاب، بالترافق مع خليط السياسة العراقية المسمومة والحرب الأهلية المشتعلة عبر الحدود في “سوريا”، خلقت كلها المساحة الملائمة لـ (داعش)، للسيطرة على “الموصل”، ثاني أكبر المدن، ثم احتلال أراضٍ بمساحة دولة أوروبية.

ولهذا، تساءلت (بي. بي. سي)، هل من الممكن أن يحدث هذا مجددًا ؟.. وهل من الممكن أن تكتسح (داعش) جديدة، الجيش العراقي، المحبط معنويًا والمحروم من الدعم العسكري الأميركي ؟

وقالت: “أنه أقل احتمالاً بكثير لعدة أسباب”، موضحة (داعش) تمكنت، في ذلك الوقت؛ من استغلال الاستياء السُني الواسع إزاء حكومة، “نوري المالكي”، الذي أدار البلد، بين عامي: 2006 و2014، وهمش السُنة بدرجة كبيرة، ودفع العديد منهم إلى أحضان (داعش).

والآن، فإن المعادلة السياسية؛ وبرغم أنها بعيدة عن كونها مثالية، لا أنها مقبولة أكثر من المكونات العرقية العراقية المتنافسة.

ومنذ هزيمة (داعش)، فإن “الولايات المتحدة” و”بريطانيا” أمضت الكثير من الوقت والجهود لتدريب قوات الأمن العراقية على مكافحة التمرد؛ وهذا التدريب سيستمر بدعم من حلف الـ (ناتو).

تسوية المشكلات السنُية مفتاح هزيمة “داعش” النهائية..

وثالثًا؛ يبدو أن القيادة الإستراتيجية لـ (داعش)، أو ما تبقى منها، تركز بشكل أكبر على استغلال المساحات غير الخاضعة لسلطة حكم في “إفريقيا” و”أفغانستان”؛ عوضًا عن محاربة قوات الأمن المسلحة تسليحًا جيدًا في قلب المناطق العربية.

ونقلت عن المحلل العسكري، “بين باري”، الذي خدم في الجيش البريطاني؛ قوله أن: “الهجمات من جانب متمردي (داعش) تبدو قابلة للإحتواء من جانب قوات الحكومة العراقية”. لكنه أضاف: “أنه من دون تسوية سياسية مع السُنة العراقيين، فإن جذور أصل التمرد ستظل قائمة”.

وتابع التقرير؛ أن (داعش) كان قادرًا على شن حملته في أنحاء المنطقة، في صيف العام 2014، لسبب جزئي يتمثل بأن الغرب أشاح بنظره عن الوضع في “العراق”. وتطلب الأمر إحتشاد: 80 دولة طوال خمسة أعوام؛ وإنفاق مليارات الدولارات لإلحاق الهزيمة بـ (داعش)، وما من أحد يريد خوض ذلك مجددًا.

ولهذا، فإنه برغم تخفيض حجم القوات الأميركية، واحتمال بقاء عدد صغير من الجنود في “العراق”، فإن الغرب سيظل يُراقب ليرى ما إذا كان (داعش) أو غيره من التنظيمات الجهادية؛ ستُحاول استخدام “العراق” كمنصة لشن هجمات خارجية، خاصة ضد الغرب.

وقال “بيري” أنه إذا ما علمت “واشنطن”؛ بأن (داعش)، في “العراق”، يستعد لمهاجمة المصالح الأميركية خارج “العراق”، فإن “الولايات المتحدة” ستعمد على الأرجح إلى المبادرة بالهجوم من طرف واحد.

وفي ظل توفر الموارد في المنطقة وفي الخليج، فإن لدى (البنتاغون) الوسائل للقيام بذلك، بحسب (بي. بي. سي).

استفادة إيران..

واعتبرت أن الصورة الأكبر والأبعد مدى هنا، هي لصالح “إيران”. وأوضحت أنه منذ “الثورة الإسلامية”، العام 1979، فإنها تحاول إخراج القوات الأميركية من عند: “جيرانها”، وأصبحت القوى الرئيسة في المنطقة.

إلا أن (بي. بي. سي)؛ اعتبرت أن “طهران” لم تحقق سوى نجاحًا محدودًا في دول الخليج، حيث يسود إنعدام الثقة إزاء “إيران”، وحيث تتمتع القوات المسلحة الأميركية بتسهيلات في الدول الست، بما في ذلك مقر الأسطول الخامس الأميركي، في “البحرين”.

لكن إطاحة الغزو، الذي قادته “واشنطن”، بنظام “صدام حسين”، في العام 2003، أزالت العقبة الرئيسة الفعالة للتوسع الإيراني، ولم تفوت “طهران” الفرصة المتاحة، منذ ذلك الوقت، ونجحت في إدماج ميليشياتها العراقية في نسيج المؤسسات العسكرية في “العراق”، وأصبح لحلفائها صوت قوي داخل البرلمان.

أما الحرب في “سوريا”، فقد فتحت الأبواب لوجود عسكري قوي هناك، في حين أنه في “لبنان”، أصبح (حزب الله) القوة الأكبر في البلد.

وتابع التقرير أن: “إيران تُمارس لعبة على المدى البعيد. ويأمل قادتها، من خلال مواصلة الضغط، فإنها في نهاية الأمر ستجعل الشرق الأوسط منطقة لا تستحق جهد الولايات المتحدة للبقاء والإنخراط فيها، عسكريًا”.

ولهذا تقع الهجمات المتواصلة على القواعد الأميركية؛ ويتواصل دعم “إيران”، للاحتجاجات التي تطالب بمغادرة القوات الأميركية.

والاتفاق الذي ينص على إنهاء العمليات القتالية، في “العراق”، سيتم النظر إليه من جانب كثيرين في “طهران”، على أنه خطوة في الاتجاه الصحيح.

ترجمة: شفق نيوز

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب