22 أبريل، 2024 10:33 ص
Search
Close this search box.

“بيولسي” رئيسة للكونغرس من جديد .. عارضت غزو “العراق” وقادت المعارضة ضد “ترامب” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

أعيد انتخاب زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب الأميركي، “نانسي بيلوسي”، رئيسة لـ”الكونغرس”، أمس الأحد.

فوز “بيلوسي”، برئاسة “مجلس النواب”، جاء بفارق ضئيل، حيث حصلت على 216 صوتًا؛ مقابل 209 أصوات، لـ”كيفن مكارثي”، من ولاية “كاليفورنيا”، والذي سيكون مرة أخرى زعيم الأقلية الجمهورية في المجلس، حسبما أظهرت نتائج التصويت.

نالت “بيلوسي” استحسان العديد من الديمقراطيين، لمدة عامين؛ لقيادتها معارضتهم للرئيس المنتهية ولايته، “دونالد ترامب”، مما أدى إلى حد كبير إلى توحيد المعتدلين والتقدميين في حزبها لتحقيق هدفهم المشترك المتمثل في هزيمته؛ وجمع كميات ضخمة من أموال الحملة، وفقًا لوكالة (أسوشيتد برس).

ولم يحاول أي ديمقراطي تحديها، مما يؤكد التصور القائل بأن من شبه المستحيل الإطاحة بها من هذا المنصب.

ولكن واجهت، أول سيدة في تاريخ الولايات المتحدة تتولى رئاسة “مجلس النواب” الأميركي، حملة معارضة شرسة، في تلك المرة، داخل “الكونغرس”، قبل الجلسة الافتتاحية لـ”مجلس النواب”، حيث سعى 15 نائبًا ديمقراطيًا لعدم ترشحها مرة ثانية.

وهو ما حدث بالفعل، حيث صوت 5 نواب ديمقراطيين ضدها، وهو ما جعلها تحسم مقعد الرئاسة بفارق ضئيل.

يُذكر أن “بيلوسي”، (80 عامًا)، هي زعيمة “الحزب الديمقراطي”، في “مجلس النواب”، منذ عام 2003. وتشغل منصب رئيس مجلس النواب، منذ عام 2019، وقبل ذلك من عام 2007 إلى عام 2011.

إجراءات عزل “ترامب..

وخلال مسيرتها السياسية سيحتفظ لها التاريخ بلحظة إعلانها، أن رئيس البلاد يواجه محاكمة قد تفضي إلى عزله، وهي تضرب بمطرقتها ناظرة بسخط نحو النواب المهللين في المجلس بعد سماعهم هذه النتيحة. مشيرة لهم بأن يتوقفوا.

فقد قالت في افتتاح جلسة “مجلس النواب” للتصويت على التهمتين الموجهتين للرئيس، “دونالد ترامب”: “أفتتح بكل أسف المداولات بشأن مساءلة رئيس الولايات المتحدة. وإن لم نتحرك الآن فسيكون ذلك إهمالاً في أداء واجبنا”.

وكان “ترامب” قد وجّه لها خطابًا حاد اللهجة، جاء في ست صفحات؛ اتهمها فيه بأنها: “تشن حربًا مفتوحة على النظام الديمقراطي الأميركي”.

فما الطريق الذي أوصل “بيلوسي”، الزعيمة في “الحزب الديمقراطي”، لأن تصبح أول امرأة ترأس “مجلس النواب” في الولايات المتحدة، وبالتالي لأن تشغل ثالث أهم منصب في هرم السلطة في “الولايات المتحدة الأميركية” بعد الرئيس ونائبه ؟

سياسية من الدرجة الثالثة..

خلال شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي، انتشرت صورة تظهر فيها رئيسة مجلس النواب، “نانسي بيلوسي”، وهي تقف وراء طاولة واسعة مستديرة، وهي محاطة بعدد من زملائها الرجال أعضاء “الكونغرس”، وآخرين يشغلون أعلى المناصب العسكرية. كانت تشير بأصبعها نحو “ترامب” الجالس قبالتها؛ وكان يبدو مذهولاً في تلك اللحظة من الاجتماع الدائر حول الوضع في “سوريا”.

حول هذه اللقطة، غرّد “ترامب” قائلاً؛ إن نانسي “إنهارت” في الاجتماع، ونُقل أنه وصفها بأنها: “سياسية من درجة ثالثة”، فردت رئيسة المجلس بأن “ترامب” هو من “أنهار”، وقررت جعل تلك الصورة، صورة غلاف، لحساباتها على موقعي (تويتر) و(فيس بوك).

وأصبحت تلك الصورة رمزا لمدى عمق الخلاف في “واشنطن”.

في بداية شهر كانون أول/ديسمبر، قالت “بيلوسي” إنها: “تدعو دائمًا للرئيس”، وذلك ردًا على صحافي سألها عما إذا كانت تكره الرئيس، “دونالد ترامب” – كما يقال غالبًا عنها بسبب مواجهاتها الكثيرة له.

فـ”بيلوسي”؛ التي أدت يمين القسم، في كانون ثان/يناير عام 2019، لتصبح للمرة الثانية رئيسة لـ”مجلس النواب”، لم تصبح بذلك ثالث أقوى شخص سياسي في “أميركا” فقط، بل أيضًا قائدة للفريق المعارض للرئيس “ترامب”.

وكرئيسة “مجلس النواب”، ينبغي عليها وعلى نوابها ورؤساء اللجان؛ تقرير أي من مشاريع القرار سينظر فيها ويصوّت عليها.

رحلة استثنائية في عالم السياسة..

وكانت قصة عودتها بزخم وقوة إلى المشهد السياسي؛ قصة رحلة استثنائية في عالم السياسة.

ففي عام 2007، دخلت العضوة في “الحزب الديمقراطي”، عن ولاية “كاليفورنيا”، التاريخ عندما أصبحت أول رئيسة لـ”مجلس النواب” – لكن ولايتها لم تدم طويلاً.

ومع عودتها إلى المنصب ذاته عام 2019، كانت على رأس قائمة مسؤولياتها إدارة جملة من التحقيقات الموجهة ضد الرئيس، “ترامب”. وقد تمكنت من القيام بمسؤولياتها رغم العراقيل وعدم شعبيتها بين الجمهوريين.

قالت عنها الصحافية، “إيلين بوفيتش”، التي كتبت سيرة حياتها: “أخطأ الناس بالاستخفاف بقدرتها لسنوات طويلة. لا تراهن أبدًا ضدها. ستكون بيلوسي دائمًا الأكثر عملاً وأكثر تنظيمًا”.

من أهم معارضي قرار غزو العراق..

يُذكر أن “بيلوسي”؛ نشأت في مدينة “بالتيمور” لعائلة سياسية؛ وكانت هي الفتاة الوحيدة والأصغر بين الأطفال السبعة، وكان والدها عمدة.

التحقت بجامعة في “واشنطن”، حيث التقت بـ”باول بلوسي”، الذي أصبح زوجها، وأصبحت هي ربة منزل ورزقت بأربعة بنات وابن خلال ست سنوات.

عام 1978، انخرطت في السياسة، واستفادت من معارف عائلتها لتساعد حاكم “كاليفورنيا” حينها، “غيري براون”، الذي كان مرشحًا رئاسيًا، للفوز في “ميريلاند”. وبعدها ترقّت في صفوف حزبها “الديمقراطي” حتى ترأسته. وفي عام 1988؛ حصلت على كرسي في “الكونغرس”. وفي هذا المجلس تابعت طريقها صعودًا.

وكانت “بيلوسي” واحدة من أبرز المعارضين لقرار غزو العراق، عام 2003.

وساعدت عام 2005؛ بوقف دعوة للرئيس، “جورج بوش” الابن، لخصخصة جزئية لبرنامج تقاعد تديره الحكومة، أما عام 2008؛ فدفعت لصالح إقرار قانون الرعاية الصحية، الذي طرحه الرئيس، “باراك أوباما” – في وضع كان أشبه بالمعركة.

بعدها تسمم الجو السياسي تجاهها، وفي ذاك العام؛ عرض الجمهوريون أكثر من 150000 دعاية تلفزيونية حولها، وأصبحت الهدف المفضّل لتوجيه سهام الهجوم والانتقاد.

وكان هذا أحد الأسباب التي دفعت الصحافيين، عام 2015، لترجيح انعدام أية فرصة لها لتصبح رئيسة “مجلس نواب” مرة ثانية. لكنهم كانوا مخطئين.

سياستها المحنكة ساعدتها في تفكيك التمرد عليها..

إلا أنها خرجت يوم الحادي عشر من كانون أول/ديسمبر لعام 2018، من “البيت الأبيض” مرتدية معطفًا أحمر فاقع اللون، وكان مستقبلها، الذي بدا غير واضح قبل أشهر، مشرقًا مرة أخرى.

وكانت قد أنهت لتوّها، ومعها السيناتور الديمقراطي، “تشاك شومر”، مناظرة تلفزيونية ضد الرئيس، “دونالد ترامب”، حول أمن الحدود وأزمة التمويل الحكومي الوشيكة.

وعندما لمّح “ترامب” إلى انخفاض شعبيتها بين أعضاء حزبها، ردت عليه: “سيدي الرئيس، من فضلك لا تستخدم أوصافًا لقوتي التي أجلبها إلى هذا الاجتماع باعتباري زعيمة للديمقراطيين في مجلس النواب، والذين حققوا فوزًا كبيرًا”.

وحينها لم يكن “ترامب” مخطئًا، في الإشارة إلى عدم ‘رتياح عدد من أعضاء حزبها منها. فخلال انتخابات التجديد النصفي، شن أكثر من 60 مرشحًا ديموقراطيًا حملة تعارض محاولتها الوصول لرئاسة “مجلس النواب”.

ثم أصدرت مجموعة مؤلفة من 16 ديمقراطيًا؛ رسالة يطالبون فيها بقيادة جديدة للحزب؛ قائلين إنه على “بيلوسي”، ذات الـ (78 عامًا)، تسليم السلطة لجيل جديد.

لكنها، وخلال الأسابيع التالية؛ تمكنت من تفكيك ذاك التمرد، ببطء؛ وتواصلت مع الموقعين على الرسالة ووعدتهم بتوزيع المسؤوليات وبإعطاء الأولوية لقضاياهم.

وعندها علّقت: “أوضحت أنني أرى نفسي بمثابة الجسر لعبور الجيل القادم من قادة البلاد إلى سدة الحكم. وهذا اعتراف بمسؤوليتي المستمرة في الإشراف على الأعضاء الجدد الطامحين للوصول إلى مناصب السلطة والمسؤولية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب