14 أبريل، 2024 1:57 م
Search
Close this search box.

بين همجية رعاع وانتفاضة سلمية مشروعة .. “مسيرة العودة” الفلسطينية بعيون إسرائيلية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

يرى معظم المحللين والكٌتاب الإسرائيليين أن «مسيرة العودة» تهدف إلى تأجيج الأوضاع وزيادة حدة التوتر؛ للتغطية على إخفاقات “حركة حماس” وفشلها في إدارة شؤون “قطاع غزة”.

وأن المسيرة هي محاولة خبيثة لاختراق السياج الأمني والدفع بمئات آلاف من الفلسطينيين إلى داخل إسرائيل أو ما يُسمى بـ”الخط الاخضر”.

العودة إلى أين !

ينتقد الكاتب الإسرائيلي، “بوعز هعتسني”، تلك المسيرة متسائلاً: “إلى أين يريد أهالى قطاع غزة أن يعودوا, بعد أن سلمتهم إسرائيل كل شيء ؟.. فقبل نحو ثلاث عشرة عاماً إنسحبت إسرائيل من قطاع غزة، ودمرت 21 مستوطنة يهودية وطردت بالقوة نحو 8 آلاف يهودي من بيوتهم. بل وتم إخراج رفاة الموتى اليهود من قبورهم؛ مُلبية بذلك مطلب شاعر الكراهية (محمود درويش) عندما قال: «إرحلوا عنا وخذوا معكم موتاكم». وكان الهدف المنطقي من الإنسحاب الإسرائيلي هو فك الإرتباط عن قطاع غزة, بمعنى ترك القطاع بمشاكله وإرهابه وسكانه العرب. ووقتها هلل اليسار الإسرائيلي زاعماً أن جيش إسرائيل سيحظى بالشرعية الدولية لضرب الإرهاب دون تحمل المسؤولية عن سكان غزة؛ الذين يعيشون تحت الحكم الإسرائيلي، وكأنما الحديث عن دولة مجاورة”.

إشادة بمجازر الاحتلال..

يوجه “هعتسني” انتقاده للمجتمع الدولي لأنه أشاد بالإنسحاب من “قطاع غزة”، لكنه سرعان ما عاد إلى إطلاق بيانات التنديد بإسرائيل لمجرد أنها قامت بالرد على صواريخ “حماس” التي شكلت تهديداً لأمنها.

وينتقد “هعتسني”، أيضاً، “مسيرة العودة”، متسائلاً: “هل يريد الفلسطينيون العودة إلى عسقلان ويافا وحيفا وعكا, بعد أن قدم لهم، “أرئيل شارون”، بالمجان الخطوة الأولى ؟.. لقد بدأ الفلسطينيون مرحلة جديدة ضمن «خطة المراحل» العربية، ألا وهي الوصول إلى حدود عام 1967، في ظل تصفيق من معسكر اليسار”.

وهنا يشيد “هعتسني” بالمجازر التي إرتكبها الجيش الإسرائيلي في حق المتظاهرين السلميين، فيقول: “لقد كان للقناصة والنيران الحية الفضل في ردع الرعاع الجهاديين ومنعهم من إجتياح دولة إسرائيل الصغيرة”.

ويزعم “هعتسني” أن نتائج الأحداث في “قطاع غزة” توضح لمواطني إسرائيل النوايا الخبيثة للعرب، لأنهم حتى لو تمكنوا من العودة إلى حدود عام 1967؛ فلن يؤدي ذلك إلى زوال الإرهاب ولن يخفف من الضغوط الدولية. فبعد الإنسحاب الإسرائيلي من الملليمتر الأخير في “قطاع غزة”؛ لم يتوقف إطلاق النار من هناك، ولم تحظى إسرائيل بالشرعية الدولية لضرب الإرهاب الصادر من هناك.

عدالة القضية الفلسطينية..

على الجانب الآخر؛ هناك قليل من الكٌتاب الإسرائيليين يشيدون بالحراك السلمي في “مسيرة العودة”, معتبرين أن إصرار الفلسطينيين على السلمية سيجعلهم الطرف الأقوى مهما إمتلكت إسرائيل من أسلحة متطورة. مؤكدين على أن عدم استخدام العنف من جانب الفلسطينيين؛ سيُسقط إدعاءات “نتانياهو” واليمين المتطرف، بأن طبيعة الفلسطينيين هي العنف.

حيث اعتبرت الكاتبة والصحافية الإسرائيلية، “كارولينا لندسمان”، أن المسيرة السلمية للفلسطينيين تخدم قضيتهم العادلة لنيل حقوقهم المشروعة, طالما تحكموا في غضبهم والإحباط الذي ألم بهم جراء سوء المعيشة في “قطاع غزة”, وطالما تمسكوا بالسلمية حتى في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

وتتخيل “لندسمان” الأثر الإيجابي لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يسيرون نحو السياج الحدودي وهم مسلحون بعدالة قضيتهم. مؤكدة على أن الجيش الإسرائيلي لا يمتلك الأدوات اللازمة للتصدي للمقاومة الشعبية المدنية غير المسلحة، لا سيما في وقت يمتلك فيه كل شخص كاميرا شخصية ووسيلة للاتصال بشبكة الإنترنت. وكلما تمسك الفلسطينيون بالكفاح السلمي كلما ظهر ميزان القوى الحقيقي بين الإسرائيليين والفلسطينيين وكلما تبين مدى عجز ترسانة الأسلحة الإسرائيلية.

سلمية المسيرة تهدد الاحتلال..

ترى “لندسمان”: أنه ليس العنف الفلسطيني، بل عدم وجوده، هو ما يشكل تهديداً حقيقيا لاستمرار الاحتلال, لأنه كلما تصاعد العنف واستهدف المدنيين، كلما ترسخ الإنطباع الذي روجه “نتانياهو” بأن الفلسطينيين بمثابة “حيوانات مفترسات” يستحيل الجلوس معهم حول طاولة المفاوضات السياسية.

لذلك، تُعد “مسيرة العودة”، التي بدأت الجمعة، (30 آذار/مارس الماضي)، – في ظل فشل الكفاح المسلح والصعوبات التي تكتنف المسار الدبلوماسي – خطوة هامة في مسيرة النضال الفلسطيني. ويجب على كل من يعنيه مستقبل الدولة الإسرائيلية ومصير الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني أن يسعد بتلك الخطوة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب