بين قصر صدام المهجور وبوابة عشتار .. يد الإهمال تغتال بابل

بين قصر صدام المهجور وبوابة عشتار .. يد الإهمال تغتال بابل

في المسافة بين القصر الرئاسي الذي المهجور الذي شيده صدام حسين لنفسه على نهر الفرات وبين بوابة عشتار أحد أشهر الملامح الأثرية في بابل عاصمة البابليين أيام حكم حمورابي، يظل عدد غير محدود من الآثار التي لا تقدر بمال عرضة للنهب بواسطة المغامرين وتجار الآثار، ويتحدى هؤلاء كل الجهود التي تبذلها هيئة التراث بالتعاون مع محافظة بابل وبتوجيه من منظمة “يونيسكو” في أن تتحول المدينة إلى متحف عالمي مفتوح بعد أن أعلنت منظمة الأمم المتحدة والثقافة والعلوم إدراج المدينة بالإجماع للمدينة ضمن لائحة تراث العالم .
وبخلاف محاولات بعثات أثرية أجنبية فإن يد الإهمال هى اليد الطولى في بابل التي لم يتم ترميم آثارها بشكل منهجي وضمن خطة شاملة منذ عام 1964 م إلى اليوم ، وحتى فريق التنقيب العراقي الأشهر الذي عرفته بابل في عام 1978 وانتهى عمله عام 1989 فلم يحقق إنجازات يمكن التعويل عليها لاستعادة مجد المدينة.
من ناحيتها حذرت منظمة مسافرون المتخصصة في السياحة التاريخية من أنه بعد سنوات من النهب الاستعماري، إلى جانب الدمار الذي خلقه الجيش الأمريكي عندما اتخذ من مدينة بابل قاعدة عسكرية له، فإن مدينة بابل التاريخية الأسطورية قد اختفت تقريبا. وأشار تقرير للمنظمة إلى أن بابل كانت من أهم الممالك التي شهدها تاريخ العالم على الإطلاق ، والمكان الذي توفي فيه الإسكندر الأكبر عن عمر يناهز 32 عامًا، وأنه من بين جميع مدن العالم القديمة، لا يمكن لأي منها منافسة مدينة بابل القديمة الأسطورية.
يذكر أن بابل عاشت فترات طويلة تحت سيطرة الآشوريين والكاسيين والعيلاميين بعد أن دمرها الآشوريون ثم أعادوا بنائها ، وبعد ذلك أصبحت بابل عاصمة الإمبراطورية البابلية الجديدة التي لم تدم طويلاً، وهي دولة خلفت الآشوريين الجدد، في الفترة بين عامي 609 إلى 539 قبل الميلاد. كما صنفت حدائق بابل المعلقة كواحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم والتي لم تعرف الإنسانية مثلها أبدا. وبعد سقوط الإمبراطورية البابلية الجديدة ، أصبحت المدينة تحت حكم الإمبراطوريات الأخمينية والسلوقية والبارثية والرومانية والساسانية.
 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة