بين غبار المعارك وقرار هش لوقف إطلاق النار “اعتماد” الإيرانية ترصد أسئلة عن .. المستقبل ؟

بين غبار المعارك وقرار هش لوقف إطلاق النار “اعتماد” الإيرانية ترصد أسئلة عن .. المستقبل ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

يبدو أن العمليات العسكرية للمعتدي قد توقفت دون اكتتاب؛ وعاد المواطنون إلى بيوتهم، وعادت الأمور الإدارية والإنتاجية والخدمية إلى مسّارها العادي بعد تشيّيع جنازات الشهداء. لكن الشيء المختلف تمامًا عما قبل الحرب، هو فهمنا للمستقبل. بحسّب ما استهل “عباس عبدي”؛ مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

قرار هش لوقف إطلاق النار..

والطبيعي أن ينظر المواطنون وأغلبهم إلى المستقبل، ويتساءلون: كيف سيكون المستقبل ؟.. وقرار وقف إطلاق النار الهش والذي لم يُكن حتى رسميًا، وحتى لو كان رسميًا، لأن وقف إطلاق النار لا يحمل في ذاته أهمية، وإنما هو وقف للحرب لحل القضايا العالقة، ولو لم يُفضّي لذلك فسوف ينهار عاجلًا أو آجلًا، إما بحسّب إرادة أحد الطرفين، أو وقوع أحداث غير متوقعة وهو احتمال وارد.

و”إيران” تعتبر هذا الهجوم هو اعتداء واضح ومخالف للقانونين الدولية. لكن ما يجب أن ننُاقش الآن، ما هي طبيعة المشاكل التي أوصلت الطرفين إلى هذه النقطة ؟.. لأنه لا شك في أننا وصلنا إلى هذه النقطة، وقد تنبأ البعض بذلك.

والأكثر من ذلك، ادعاء بعض المنابر والمتشدَّدين انعدام الجرأة على القيام بمثل هذا العدوان ضد “إيران”، وبطبيعة الحال، معظم الناس، بما فيهم أنا، لم نستطع لا نفي ذلك ولا تأكيده.

إعادة الكّرة..

لم نتمكن من رفض هذا الادعاء، لأننا كنا نفتقر إلى معلومات عسكرية دقيقة وهامة، ولم نؤكد لأن القرائن الموجودة والتجارب السابقة كانت تتعارض وهذا الادعاء.

لكن بالنهاية اتضح أن هذا التحليل كان خاطيء تمامًا. والآن هناك تحليل آخر صحيح أنه كان خاطئًا، لكن حين رأوا قدرة الرد الإيراني، طلبوا هم أنفسهم وقف إطلاق النار. لكن التحليل الأكثر تفاؤلًا أن الطرف الآخر لن يُقدّم على شيء إطلاقًا، والتحليل الأسوأ أن يُعيّد الكرة مرة أخرى، وأنا شخصيًا أي أن إمكانية حدوث ذلك كبيرة.

على كل حال يؤسس المستثمر ومستشرف المستقبل عمله على افتراض الأسوء. وقد أثبتت التجربة السابقة أن هذا الوضع غير مستَّقر، ولذلك شرعوا في إعلان الحرب.

ولا ننسى أنهم دفعوا تكلفة اطلاق الحرب، مثل المجرم الذي يدخل السجن للمرة الأولى؛ حيث تُحذف تكلفة الذهاب إلى السجن من قائمة تكاليف الجريمة، ويُصبح الذهاب إلى السجن أمرًا عاديًا وغير مكلف بالنسبة له.

أسئلة المستقبل..

وبالنظر إلى جميع الأوضاع؛ فالشعب الذي أبدى تأييدًا كبيرًا خلال هذه الحرب، يستحق أن يسأل الحكومة والدولة عن المستقبل.

فإذا تتصورون إمكانية استمرار هكذا وضع، هل ستُعلنون ذلك بشكلٍ صريح ؟.. وإذا تتصورون ضرورة استمرار الحرب، فلماذا وافقتم على وقف إطلاق النار ؟.. وما هي أفكاركم إذا كان لا بُدّ من تجفيف المصادر التي تؤدي للحرب ؟.. وإذا لا تملكون إجابات على أسئلة الشعب؛ فأي سلوك سوف تتبعون ؟.. سيدري رئيس الجمهورية؛ بصفتك رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، عليك أن تجيب على هذه الأسئلة باتخاذ التدابير والتنسيقات اللازمة.

فإذا لا تملك الإمكانية، أخبر المواطنين والمنتجين والمستثمرين أن الاستمرار في طريقكم بغض النظر عن الإجابات، ولا تتسبوا في تعطيل المباحثات أو تغييّر الأوضاع. ربما تكون قد اتُخذت قرارات واضحة، لا أعلم. رغم أنني أشك في حدوث مثل هذا الأمر في الظروف الراهنة، لكني آمل أن تكون القرارات الجديدة؛ (إن وُجدت)، تتناسب مع الوضع الحالي.

إذا كان الأمر كذلك، فنحن بالتأكيد بحاجة إلى إعلانها للنقاش العام والحوار حولها. والسؤال: ما الذي يمكن أن تكون عليه هذه القرارات ؟

أولًا: في مجال السياسة الداخلية. إذا كان المقصود حقًا استمرار سياسات الماضي وهيمنة مجموعة متشدَّدة وأقلية على الشعب، فلا بُدّ من إعلان ذلك بوضوح، لأن استمرار تلك السياسات؛ (سواء في مجال الإعلام أو القوى البشرية أو قضية المرأة)، يقوض أمن البلاد. بل المعتدي يعول على ذلك بشكلٍ أساس، وقد نجح في مجال الإعلام، لكن فشل في الجانبين الآخرين، وبقيت أهداف العدوان الرئيسة غير محققة. إذا لم تظهر أدلة على تغييّرات ملموسة في السياسة الداخلية والإعلامية، فإن الانسحابات ستكون حتمية.

ثانيًا: في المجال الدولي؛ لا أريد أن أقول إن السياسات الحالية صحيحة أم خاطئة، فالإجابة على هذا السؤال تعتمد على قيم ومعتقدات الأفراد. لكن من الناحية التنفيذية، يمكن القول: إن هذه السياسات قد أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن، وبالطبع ستمضي في المستقبل بنفس المسار.

إذا كان هذا المسار مرغوبًا فيه، فليستمر، وإلا فلا بُدّ من تغييّره. المستقبل هو لمن يتخذون القرارات في الوقت المناسب وبشكل جيد وبما يتوافق مع الأهداف والادعاءات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة