29 مارس، 2024 11:15 ص
Search
Close this search box.

بين روسيا وبريطانيا .. هل يصلح “المونديال” ما أفسدته السياسة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

تحاول “موسكو” إغراء رئيسة الوزراء البريطانية، “تيريزا ماي”، بالتخلي عن مقاطعة ما بعد “سالزبري”، بعد نجاح إنكلترا في “مونديال كأس العالم 2018”.

وقد أرسلت “روسيا” دعوة جديدة إلى “تيريزا ماي” لرفع المقاطعة الوزارية لكأس العالم؛ بعد أن تغلبت “إنكلترا” على “كولومبيا” لتصل إلى الربع النهائي، حسبما أفادت صحيفة (الغارديان) البريطانية.

وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية، في تصريحات لوكالة أنباء (تاس) الروسية، أن رئيسة الوزراء البريطانية كانت واضحة بشأن تفضيل بريطانيا لوجود شريك بناء لها في روسيا، إلا أن حادث “سالزبري” يعد جزءًا من نمط سلوكها العدواني المتزايد.

وقد تزايدت التوترات بين روسيا وبريطانيا بعد تسميم ضابط المخابرات الروسي السابق، الكولونيل “سيرغي سكريبال”، المتهم بالتجسس لصالح بريطانيا، وابنته “يوليا، باستخدام غاز أعصاب غير مشروع. وزعمت لندن أن تلك المادة السامة تم تطويرها في روسيا، واتهمت موسكو بتدبير ذلك الحادث، إلا أن روسيا رفضت تلك الاتهامات؛ وقالت إن برنامج تطوير مثل تلك المادة لم يكن موجودًا في الاتحاد السوفياتي ولا في روسيا.

ومؤخرًا؛ طردت بريطانيا، 23 دبلوماسيًا روسيًا، وأعلنت تدابير أخرى ضد روسيا، مما أجبر موسكو على الإستجابة بشكل مماثل وطرد نفس العدد من الدبلوماسيين البريطانيين، وأغلقت القنصلية البريطانية العامة، في “سانت بطرسبرغ”، وأنهت أعمال “المجلس الثقافي البريطاني” في روسيا.

ووفقًا للصحيفة البريطانية؛ هناك تكهنات عديدة حول ما قد تفعله “ماي” إذا وصلت إنكلترا إلى النهائي، وقد ساعدت مصادر في “داونينغ ستريت”؛ في توسيع نطاق أساليب التفاوض الخاصة بها في منطقة “بريكسيت” إلى حقل أوسع.

وقد ثبت أن “السويد”، التي من المقرر أن تجتمع مع إنكلترا في “سامارا”، يوم السبت، أقل صلابة، وكانت الحكومة البريطانية قد اعتقدت أن رئيس الوزراء السويدي، “ستيفان لوفين”، قد أعطى إلتزامًا بعدم حضور أي وزراء سويديين لأية مباريات في فريقهم طوال فترة البطولة.

“تريزا ماي” وكرة القدم..

اهتمام “ماي” بكرة القدم هو أمر لا يبعث على الغرابة، حيث يلعب فريقها المحلي، “مايدهيد يونايتد”، في دوري “فاناراما” الوطني.

يُشار إلى أن “بريطانيا” و”فرنسا” عقدوا مباراة ودية، كنوع من أعمال التضامن السياسي في أعقاب الهجمات الإرهابية في فرنسا، في عام 2015. ومن منطلق هذا تسعى “روسيا” إلى عودة المياه إلى مجاريها مع “بريطانيا” عن طريق “مونديال كأس العالم”.

وقالت صحيفة (اكسبرسن) السويدية: “كرة القدم هي الشيء الوحيد الذي يوحد الشعوب، فلن تجد الدنمارك أدنى مشكلة في إرسال الأشخاص إلى روسيا، ولن تعترض المملكة المتحدة على السفر إلى هناك”. موضحة إن الحكومة بأكملها تريد أن تكون في روسيا.

في وقت سابق؛ قالت وزيرة الرياضة السويدية، “أنيكا ستراندهال”، إنها لم تخطط لحضور أي مباريات في روسيا.

متابعة: “أشعر بقلق عميق إزاء الوضع السياسي في روسيا، خاصة فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان”.

وكشفت أن “الحكومة السويدية لن تشارك في حفل الافتتاح، ولن تخطط لحضور مباراة في روسيا”.

في الوقت الذي ابتعدت فيه الحكومة السويدية عن حضور مباريات كأس العالم، المنعقدة في رويسا، حضر السفير البريطاني، “لوري بريستو”، المباراة ضد “كولومبيا”، مساء الثلاثاء الماضي، بالإضافة إلى مباراة مرحلة المجموعات ضد “بنما” في “نيغني نوفغورود”.

كأس العالم دعوة للتسامح..

منذ أن بدأ ماراثون “كأس العالم” لعام 2018، حذرت السفارة البريطانية في موسكو من محاولة إنخراط الرياضة بالسياسة، وشددت على احترام الموقف الرسمي.

وقبل مباراة “إنكلترا” الأولى ضد “تونس” في “فولغوغراد”، قد انضمت “ليندساي سكول”، نائبة السفير، إلى المشجعين في احتفال وضع إكليل الزهور في نصب تذكاري للحرب في المدينة، وتحدثت بشكل إيجابي عن جهود “روسيا” في “كأس العالم”.

وقبل مباراة “كولومبيا”، استضاف “Bristow” و”Skoll” إثنين من أعضاء مجموعة من محبي “LGBT”، في منزلهم لتناول الإفطار. وقد نشروا صورة رسمية عبر حسابهم الرسمي بموقع التدوين العالمي، (تويتر)، علقوا عليها: “كرة القدم هي للجميع، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو التوجه الجنسي”.

يذكر أن “روسيا”، التي تشرف على حملة قصف مميت في جنوب غرب “سوريا”، أبدت سعادتها بكأس العالم، وبالحشود الوطنية على أراضيها، كما أبدت سعادتها بوصولها إلى الدور ربع النهائي.

وقالت الصحيفة البريطانية، أنه من المقرر أن يعود الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، إلى روسيا للنهائي في 15 تموز/يوليو 2018، بعد عقد اجتماع ثنائي مع “دونالد ترامب”، في “هلسنكي”.

السياسة تفقد روسيا ولندن لذة الإستمتاع بالمونديال..

يبدو أن التحذيرات المسبقة من وزارة الخارجية البريطانية، بشأن العنف ضد المشجعين البريطانيين، قد قللت من عدد مشجعي كرة القدم الإنكليز الذين يسافرون إلى روسيا.

وقد توجه دبلوماسيون بريطانيون إلى موسكو، في وقت مبكر من كأس العالم، لتقديم المشورة لمواطنيهم بأن عليهم واجب رعاية المشجعين الإنكليز، وخاصة الرجال والنساء الذين قد يكونون أهدافًا للهجمات.

روسيا ولندن تاريخ من العداء..

في صباح باكر؛ وجدت “بريطانيا” نفسها متهمة بتسميم العميل الروسي المزدوج السابق، “سيرغي سكريبال” بجنوب إنكلترا، في إطار عملية خاصة تستهدف إفساد استضافة “روسيا” لكأس العالم لكرة القدم هذا الصيف.

وقال “ديمتري كيسليوف”، المعروف بأنه أكثر مقدمي البرامج تأييدًا للكرملين: “حاولوا إلقاء اللوم على روسيا، لكن إذا فكرت في الأمر مليًا فإن تسميم عقيد المخابرات الحربية يصب في مصلحة البريطانيين فقط”.

وأضافت مصادر مطلعة كان “سكريبال” منتهيًا تمامًا بلا أهمية تذكر. لكن عندما يتحول إلى ضحية، (حادث)، تسميم تكون له فائدة كبيرة.

وقال إن محاولة اغتيال “سكريبال” فتحت الأبواب أمام احتمال تنظيم “بريطانيا” لحملة مقاطعة دولية لـ”كأس العالم”، ما يفسد الحدث الرياضي الكبير الذي تنتظره “موسكو” منذ سنوات طويلة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب