25 أبريل، 2024 8:05 ص
Search
Close this search box.

بين تفجيرات داعشية وصواريخ ميليشياوية .. دماء العراقيون تسيل على أرض وطن محاصر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات : كتابات – بغداد :

حدثان لا يفصل بينهما سوى أقل من 48 ساعة، حادث تفجير إرهابي، هو الأول من نوعه منذ سنوات، في “ساحة الطيران”، في قلب “بغداد”، الخميس، وإطلاق 3 صواريخ باتجاه “مطار بغداد الدولي”، الجمعة.

ورغم الفارق الكبير في الضحايا بين الحدثين، (32 قتيلاً و110 جرحى) في تفجير “ساحة الطيران” الانتحاري، وتحطم جدار أحد منازل المواطنين في “حي الجهاد” على طريق المطار بسبب سقوط أحد الصواريخ الثلاثة على المنزل، فإن الدلالة الرمزية لكل من الواقعتين تكاد تقلب المعادلة.

فتنظيم (داعش) قطع نزاع القوم، في أقل من 24 ساعة، حين أعلن تبنيه لتفجير “ساحة الطيران”؛ قائلاً في بيان له؛ إن الحرب ستبقى مفتوحة مع من عدهم أعداءه في “العراق”، وفي غير “العراق” ممن يتمكن من إرسال انتحارييه بأحزمتهم الناسفة إليهم.

أما مطلقو الصواريخ فكالعادة لم يُعلن أحد منهم تبنيه للصواريخ، التي لا تزال “يتيمة الأب”. الجهات الأمنية العراقية سرعان ما تُعلن، بعد إطلاق الصواريخ، أنها عثرت على منصات إطلاقها، لكنها هذه المرة لم تتمكن من الوصول إلى مطلقيها أو على الأقل لم تُعلن أنها توصلت إليهم.

“الكاظمي” ومطلقي الصواريخ..

وحسب المعلومات المتداولة؛ هناك عدد من مطلقي هذه الصواريخ، هم الآن في قبضة السلطة وتحقق معهم. والجميع يتذكر حادثة اعتقال أحد مطلقي الصواريخ، قبل نحو شهر تقريبًا، الأمر الذي كاد يؤدي إلى مواجهة بين رئيس الوزراء، “مصطفى الكاظمي”، وأحد الفصائل المسلحة، (عصائب أهل الحق)، التي اعترضت على اعتقال منتسب في (الحشد الشعبي) ينتمي إليها.

وبعكس حادثة “البوعيثة”، التي حدثت خلال شهر آب/أغسطس 2020، عندما تراجع “الكاظمي” عن مواجهة بدت غير متكافئة، فإنه بدا في حادثة اعتقال عنصر (العصائب) مستعدًا للمواجهة، الأمر الذي أدى في النهاية إلى حصول تسوية، لكنها لم تُسفر عن إطلاق سراح المنتسب.

الصراع “الأميركي-الإيراني” على أرض العراق..

وإذا كانت حادثة “ساحة الطيران” مؤشرًا على استئناف تنظيم (داعش) عملياته الانتحارية في العاصمة؛ مثلما كان عليه الحال قبل أربع أو خمس سنوات، فإن حوادث الصواريخ ليست شأنًا عراقيًا داخليًا بل هي ملف مرتبط بملفات خارجية؛ عنوانها الأهم: الصراع بين الإيرانيين والأميركيين. بحسب ما ترى صحيفة (الشرق الأوسط).

فالإيرانيون كانوا انتظروا أواخر أيام إدارة الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترمب”، رحيله، خصوصًا بعد ظهور أن نتائج الانتخابات الأميركية ليست لصالحه. وحيث إن “ترمب” لم يعترف بالهزيمة حتى اللحظات الأخيرة؛ فإن خطر المواجهة بين “واشنطن” و”طهران”، ودائمًا في “العراق”، بقي قائمًا.

وفي الوقت الذي جرى فيه الاتفاق على هدنة بين الطرفين؛ فإن تلك الهدنة، التي كان يشرف عليها قائد (فيلق القدس)، في “الحرس الثوري” الإيراني، “إسماعيل قاآني”، تم خرقها مرتين على الأقل، وفي كلتا المرتين كان “قاآني” يزور العراق في اليوم التالي لإطلاق الصواريخ على “المنطقة الخضراء”، حيث السفارة الأميركية.

ضابط إيقاع وليس قائدًا !

وبعكس سلفه الجنرال، “قاسم سليماني”، الذي اغتيل بغارة أميركية على “مطار بغداد”، أوائل شهر كانون ثان/يناير عام 2020، فإن “قاآني” يبدو متوسلاً لا ضابطًا لإيقاع الفصائل الموالية لهم في “العراق”.

المصادر العراقية تقول إن “قاآني” كان في المرتين اللتين جاء بهما إلى “بغداد”، والتقى “الكاظمي”، منزعجًا من إطلاق الصواريخ على السفارة الأميركية؛ لأن “طهران” تخشى رد فعل حاسمًا من قبل “ترامب”.

مع ذلك، مضت الأوضاع في إيقاع بطيء وثقيل حتى غادر “ترامب” وجاء “بايدن”، البيت الأبيض. وحيث لم يمض على وجود “بايدن” أكثر من ثلاثة أيام، لم ينته فيها من ترتيب حقائبه وتغيير ديكورات “البيت الأبيض” للسنوات الأربع المقبلة، جاءته أولى رسائل التحذير أو المماحكة، وذلك باستهداف أرتال “التحالف الدولي” في “العراق” بالعبوات الناسفة.

ومع أن استهداف هذه الأرتال لا يبدو تحرشًا كبيرًا بـ”الولايات المتحدة الأميركية”؛ لأن “التحالف الدولي” في العراق يتكون من أكثر من 60 دولة، فإن دم العبوة الناسفة يضيع بين قبائل (الناتو) و”التحالف الدولي”.

الحرب المفتوحة..

الجديد هذه المرة؛ أنه في غضون اليوميين الماضيين بدت الحرب وكأنها مفتوحة بين أصحاب العبوات الناسفة الذين هم ليسوا أكثر من ذراع من أذرع جماعة الصواريخ وبين أرتال التحالف الدولي الخاصة بالدعم اللوجيستي لهذا التحالف.

ولما لم يكن هناك رد أو موقف سواء من “التحالف الدولي” أو السفارة الأميركية، فإن التطور الجديد هو العودة إلى سياسة حافة الهاوية عبر إطلاق الصواريخ العشوائية.

وزير الدفاع العراقي، “جمعة عناد”، كان قلل من عمليات إطلاق الصواريخ لجهة كونها تمثل استهدافًا لسيادة الدولة، لكن عودتها وبهذه السرعة في بدء تسلم “بايدن” السلطة؛ يعني أن هناك مرحلة جديدة في سياق تصفية الحسابات المؤجلة منذ عهد “ترامب” بين “واشنطن” و”طهران”.

صحيح أن الصواريخ هذه المرة لم تستهدف السفارة الأميركية في “المنطقة الخضراء”، بل “مطار بغداد”، الذي لم يُعد يحتوي على وجود أميركي مهم، لكن الجديد هذه المرة أن المضادات في قاعدة (فيكتوريا) في المطار، التي يوجد فيها أميركيون هي التي تصدت لهذه الصواريخ.

الانتظار الآن هو سيد الموقف. مطلقو الصواريخ الذين لا يتركون دليلاً عليهم، إلا منصات الإطلاق، ينتظرون رد الفعل الأميركي لكي يتصرفوا بموجبه. وفي حال كان هناك رد فعل سريع فإن قواعد اللعبة ستتغير في ضوء رد الفعل هذا. أما في حال سكت الأميركيون لهذا السبب أو ذاك فلن يطول الوقت حتى تستهدف الصواريخ المقبلة السفارة مجددًا؛ مستأنفة حربًا سيدفع المواطنون العراقيون الذين يحيطون بالسفارة على ضفتي “دجلة” ثمنها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب