بين العسكرة الإسرائيلية والتسيس المصري .. الإعلام العبري يكشف تفاصيل “حرب على الورق وفوق الأرض”

بين العسكرة الإسرائيلية والتسيس المصري .. الإعلام العبري يكشف تفاصيل “حرب على الورق وفوق الأرض”

وكالات- كتابات:

أفاد موقع (ناتسيف نت) الإخباري الإسرائيلي، اليوم الخميس، بأن العلاقات بين “القاهرة” و”تل أبيب” تشهد تحولًا يتجاوز الأزمات العابرة، مؤكدًا أن: “السلام البارد” على مدى العقود الأربعة الماضية انتهى وأصبحت: “المواجهة مفتوحة”.

وذكر الموقع؛ المحسّوب على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ويُديره؛ جنرال سابق في المخابرات العسكرية، في تقريرٍ له، أن: “التصريحات والمواقف المتزايدة بين الجانبين تُشير إلى تغييّر نوعي”.

وأبرز التقرير: “تطورًا بالغ الأهمية يتمثّل في استخدام مصر، ولأول مرة منذ اتفاقية السلام عام 1979، لكلمة العدو للإشارة إلى إسرائيل؛ خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، عقب القصف الإسرائيلي لوفد (حماس)”.

وأكد أن: “غياب السفراء بين البلدين لسنوات؛ وعدم رغبة القاهرة في تنصيب السفير الإسرائيلي الجديد، يُمثّلان مؤشرًا عمليًا على فتور العلاقات وضيق قنوات الاتصال المباشر”.

أوضح التقرير أن: “هذا الوضع يُضعف آليات حل الأزمات التقليدية”، مشيرًا إلى أن: “الأزمة الراهنة تحولت إلى حرب سياسية؛ بينما تقف العلاقات الأمنية على شفا الهاوية”.

ولفت الموقع إلى أن: “المواجهة بين القاهرة وتل أبيب تتسّم بأوجه متعدَّدة، ولم تُعدّ تقتصّر على الجانب العسكري التقليدي، بل أصبحت معركة سياسية وإعلامية وأمنية معقدَّة”.

وأضاف أنه: “إلى جانب الاتهامات المتعلقة بالحشد العسكري، توسّع إسرائيل نطاق اتهاماتها لمصر، حيث تظهر مزاعم حول تهريب أسلحة عبر الحدود”، مشيرًا إلى: “تقارير إسرائيلية تدعي عبور أكثر من: (100) طائرة بدون طيار الحدود المصرية خلال شهر واحد”.

ويرى المحللون؛ بحسّب التقرير، أن هذه الاتهامات تُستخدم: كـ”ذريعة” لعدة أغراض، منها إيجاد مبَّرر علني لتعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي على طول الحدود مع “مصر” استعدادًا لأي سيناريو محتمل.

والغرض الثاني هو الضغط على “مصر” أمنيًا ودبلوماسيًا من خلال تصويرها كجهة غير قادرة أو غير راغبة في السيّطرة على حدودها، مما يُسهّل على “إسرائيل” طلب التدخل الأميركي نيابة عنها.

في المقابل؛ أشار التقرير إلى أن: “مصر تتبّنى استراتيجية ترتكز على ركيزتين: وهي الشرعية الدولية حيث أكدت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية بشكلٍ قاطع أن جميع التحركات العسكرية في سيناء تتم في إطار تنسيّق مسبَّق مع أطراف اتفاقية السلام”.

والثانية: “رفض التهجير كخط أحمر؛ حيث يظل الرفض القاطع لخطة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء جوهر الاستراتيجية الدفاعية المصرية، حيث تعتبر ذلك أمرًا يُعادل إعلان الحرب على السيادة المصرية. لذلك، يُفسر التعزيز الأمني على أنه استعداد للدفاع عن الحدود ضد أي عواقب قد تترتب على استمرار الحرب في غزة”.

وكشف التقرير عن: “الطبيعة المثُلثية للعلاقات بين: مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، حيث سعت إسرائيل إلى تدخل أميركي للضغط على القاهرة، وقد تدفع هذه الديناميكية مصر إلى تعزيز تحالفاتها الإقليمية والدولية الأخرى لتحقيق التوازن الاستراتيجي”.

ولخص التقرير المشهد الحالي بأنه: “حرب على الورق وعلى الأرض، حيث تسعى الاستراتيجية الإسرائيلية إلى عسكرة الأزمة من خلال تضخيم التهديدات، بينما تنتهج مصر استراتيجية تسيّيس الدفاع من خلال الالتزام بالاتفاقيات الدولية”.

ويعتمد نجاح كل استراتيجية على قدرة كل طرف على حشد الدعم الدولي وإدارة التوترات دون انزلاق كامل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة