خاص : ترجمة – محمد بناية :
دعا “غوردن جیمس براون”، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق؛ المجتمع الدولي، إلى بذل كل الجهود ودعم مساعي الحكومة النيجيرية في إنقاذ 110 فتاة؛ كانت جماعة “بوكو حرام” الإرهابية قد اختطفهم مؤخراً. والعمل كذلك على الحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث مجدداً من خلال مضاعفة الاستثمارات في بناء المدارس الآمنة تماماً. وهذا يعني زيادة الدعم الدولي في عملية هزيمة “بوكوحرام” وإيديولوجيتها التخريبية.
مساعي شعبية ضعيفة أمام الفشل الحكومي..
تقع مدينتي “تشيبوك” و”دابغي” في غابة واسعة؛ ويفصل بينهما 150 ميل، لكن ترتبط كلا المدينتين بعلاقة محزنة. كلا المدينتين هدفاً لعمليات خطف الطالبات من جانب جماعة “بوكو حرام”؛ حيث خطفت الجماعة الإرهابية، (في خطة وحشية لفتت إنتباه العالم)، 110 فتاة في “دابغي” الشهر الماضي، وذلك بعد الحركة العالمية، في العام 2014، لتحرير 276 طالبة. وفي كلا المدينتين، تجرم عناصر “بوكو حرام” التعليم الغربي بشكل عام، فأغلقوا إحدى المدارس تحت وابل من النيران وأغاروا على فناء المدرسة بغرض سرقة المواد الغذائية وسائر الأداوات.
وكانت مساعي هذه الجماعة، لإنشاء حكومة إسلامية بالكامل شمال شرق نيجيريا، قد أسفرت منذ العام 2009 وحتى الآن عن مصرع ما لا يقل عن 20 ألف قتيل وأكثر من 6,2 مليون مشرد. كذا تتشابه العمليتان في غموض مصير المخطوفات مدة أيام. ففي “تشيبوك” اتضح بالنهاية أختفاء 276 فتاة داخل عدد من الشاحنات. وقد أثارت الصورة، (بالأبيض والأسود)، التي كان أحد الإرهابيين قد التقطها للمخطوفات، الغضب العالمي وتدشنت حملة “أعيدوا بناتنا”.
وفي “دابغي”، وبعد الهجوم على الجامعة العلمية والفنية الحكومية، وفي البداية لم توجد أي إحصائيات عن مصير 50 فتاة. ثم أعلنت الحكومة المحلية في البيانات التالية أن الجيش النيجيري نجح في إنقاذ هؤلاء الفتيات. لكن حين تم تكذيب هذا الخبر بشكل رسمي واتضح أنه لم يُعثر على الفتيات استحال كل التشجيع إلى بكاء. والأسوأ ما أعلنه مساعد مسؤول الحاكم المحلي، من إنعدام معلومات الحكومة الموثقة عن مصير الطالبات المخطوفات من جانب الجماعة الإرهابية. ووصف الرئيس النيجيري، “محمد بوهاري”، الحادث بالكارثة الوطنية ووعد بإيفاد جنود وطيارة مسيرة للعثور على المختفيات. ودشن آباء الأطفال، (مثل والد “فاطمه منزو” ذات الـ 16 عاماً)، منتدى باسم “إيجاد الفتيات”.
مشروع المدارس الآمنة..
يقول “غوردن جیمس براون”، بحسب موقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية؛ نقلاً عن (پراغکتس یندیکیت)، “كنت قبل أربع سنوات عضو تحرير فتيات تشيبوک. وطالبنا فور جمع مليون توقيع إلى الحكومات الغربية مساندة عمليات التجسس والإستطلاع في محاولة لإنقاذ الضحايا المختفين في نيجيريا ودول الجوار. حينها نشر التحالف العالمي للعمل من أجل التعليم تقريراً عن المدارس الآمنة في نيجيريا”.
وأضاف: “كذلك عمل التحالف على مشاركة تجار نيجيريا مع الحكومة وأهل الخير على الصعيد الدولي بالتعاون مع اليونيسيف؛ في تنفيذ برامج تأمين مدارس أطفال نيجيريا. وتأسست الحملات باعبتارها جزء من تحالف مشروع المدارس الآمنة، ونُفذت إصلاحات البنية التحتية وقُدمت للفتيات خيارات المدارس الآمنة. وفي أيار/مايو الماضي تحررت 82 فتاة من تشيبوک وإستعادة 5 من قيادات بوكو حرام”.
مشيراً “براون” إلى أنه: “بعد سنوات من الخوف الشديد حتى من مجرد العبور من ملعب المدرسة، شرعت الفتيات في العودة إلى الفصول مجدداً. ويبدو مشروع المدارس الآمنة، (فكرة جديدة وناجحة في المنطقة التي تقع تحت حصار بوكو حرام)، في طور التنمية التدريجي. حيث بُنيت الحصون والعقبات الفيزيائية الأخرى للحيلولة دون الهجمات الشديدة، وكذلك يُستخدم الاتصال عبر التليفون المحمول باعبتاره نظام تحذير سريع”.
موضحاً: “لكن الحقيقة ما تزال أكثر من 100 فتاة، من مدينة تشيبوك، أسرى بوكوحرام، ومكان إحتجازهن مايزال مجهولاً. علاوة على ذلك تحجم حتى الآن 6 مليون فتاة نيجيرية عن الذهاب إلى المدرسة. وخطف 110 طالبة ربما يستدعي تدهور الأوضاع؛ ليس فقط بالنسبة للطالبات والأسر، وإنما لكل من بلغ خوفه من عدم تأمين المدارس ذروته. وبالنسبة للمختطفات الجدد، ربما نعلم مصيرهن إذا لم يتم إنقاذهم سريعاً. وقد اعترفت فتيات تشيبوک الهاربات أو المحررات، في حوار إعلامي، بالتعرض للجلد لإجبارهن على الزواج، وبعضهن أصبحن جواري لأعضاء التنظيم الإرهابي. وربما تعجز المجبرات على الزواج مطلقاً عن الفرار من الأسر”.