9 أبريل، 2024 5:28 ص
Search
Close this search box.

بين الرفض الفلسطيني والانقسام الإسرائيلي .. هل تنجح خطة “اليوم التالي” لغالانت وجولة بلينكن في المنطقة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في الوقت الذي دخل فيه العدوان الإسرائيلي على “قطاع غزة”؛ يومه الـ (91)، تصاعدت وتيرة التصريحات الأميركية والإسرائيلية بشأن خطط اليوم التالي للحرب، وذلك بالتزامن مع بدء وزير الخارجية الأميركي؛ “أنتوني بلينكن”، جولة جديدة في منطقة الشرق الأوسط؛ هي الرابعة له منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

الخطة الإسرائيلية لما بعد الحرب..

وزير الدفاع الإسرائيلي؛ “يوآف غالانت”، استّبق زيارة “بلينكن” المرتقبة لـ”إسرائيل”، بإعلانه للمرة الأولى عن ملامح خطة ما بعد انتهاء الحرب في “غزة”، والتي كانت مثّار تساؤلات خلال الأسابيع الماضية، لا سيما شّكل إدارة القطاع، وبخاصة الشّق المتعلق بالمسؤولية الأمنية.

وبموجب الخطة التي كشف عنها “غالانت”؛ لن تكون في القطاع الفلسطيني بعد انتهاء القتال: “لا (حماس) ولا إدارة مدنية إسرائيلية”، على حد قوله.

وقال “غالانت”؛ أمام الصحافيين، الخميس الماضي، إنه وفقًا لهذه الخطة فإن العمليات العسكرية: “ستستمر” في “قطاع غزة” إلى حين: “عودة الرهائن” و”تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لـ (حماس)” و”القضاء على التهديدات العسكرية في قطاع غزة”، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.

مضيفًا أنه بعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة؛ أسماها بمرحلة: “اليوم التالي” للحرب والتي بموجبها: “لن تُسيّطر (حماس) على غزة”، على حد قوله.

وأكد “غالانت” أنه بموجب الخطة: “لن يكون هناك وجود مدني إسرائيلي في قطاع غزة بعد تحقيق أهداف الحرب”، وأن هذه الخطة تقضي مع ذلك بأن يحتفظ جيش الاحتلال: بـ”حرية التحرك” في القطاع للحد من أي: “تهديد” محتمل، على حد تعبيره.

الوزير الإسرائيلي شّدد أيضًا على أن: “كيانات فلسطينية ستتولى (الإدارة)؛ بشرط ألا يكون هناك أي عمل عدائي أو تهديد ضد إسرائيل”، على حد قوله.

الجهة الفلسطينية التي ستتولى إدارة القطاع..

ولم يُحدد “غالانت” من هي الجهة الفلسطينية التي يتعين عليها إدارة القطاع. وكانت قناة (كان)؛ التابعة لـ”هيئة البث الإسرائيلية” الرسّمية قد أفادت؛ في وقتٍ سابق، بأن الخطة التي أعدها جيش الاحتلال لما بعد الحرب فى “قطاع غزة”، تتضمن تقسّيم القطاع إلى مناطق تحكمها العشائر، وتتولى مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية.

وزعمت أن: “هذه العشائر المعروفة لدى الجيش وجهاز الأمن العام؛ (شاباك)، ستقوم بإدارة الحياة المدنية فى غزة لفترة مؤقتة (دون تحديد المدة)”، بحسّب ما نقلته وكالة (الأناضول) للأنباء.

ورددت تقارير إعلامية إسرائيلية؛ قبل أيام، ترشيّح دبلوماسيين غربيين لرئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق؛ “سلام فياض”، لإدارة “قطاع غزة” بعد الحرب، لكن “فياض” نفى ذلك الأمر بشكلٍ قاطع، مؤكدًا: “لست جزءًا من هذا النقاش أو طرفًا فيه، ولن أكون”، مشّددًا على أن إدارة القطاع شأن فلسطيني داخلي يسّتند للإجماع الوطني.

رؤية أميركية لتوحيد “الضفة” و”غزة”.. 

وبالتزامن مع تلك الخطة التي أعلنها “غالانت”؛ أكدت “واشنطن” بدورها أنه ينبغي مناقشة نموذج إدارة من شأنه توحيد “الضفة الغربية” و”قطاع غزة”؛ تحت إدارة واحدة في المستقبل.

وقال المتحدث باسم “وزارة الخارجية” الأميركية؛ “ماثيو ميلر”، في مؤتمر صحافي، إن بلاده ستُناقش الحاجة إلى إدارة توحد “الضفة الغربية” و”قطاع غزة” تحت قيادة فلسطينية، لكن “ميلر” امتنع عن تقديم مزيد من التفاصيل حول هذا المقترح، مكتفيًا بالقول: “يجب إجراء المناقشات حول هذا الأمر في اجتماعات دبلوماسية خاصة”، وفقًا لوكالة (الأناضول) للأنباء.

وفي الأسابيع الأخيرة؛ ناقش محللون سيناريوهات عدة لما ينبغي أن يكون عليه الوضع في “غزة” بعد انتهاء الحرب. ومن بين هذه السيناريوهات عودة “السلطة الفلسطينية”؛ بقيادة الرئيس “محمود عباس”؛ (أبومازن)، إلى حُكم القطاع، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، أكد مرارًا رفضه عودة “السلطة الفلسطينية” إلى إدارة القطاع بعد انتهاء الحرب.

كما أظهرت نتائج استطلاعًا للرأي أجراه أخيرًا “المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسّحية”؛ (مركز بحثي مستقل مقره في رام الله)، أن ما يقرب من ثُلثي الفلسطينيين الذين شملهم الاستطلاع: (64%) يعتقدون أن حركة (حماس) ستحتفظ بالسّيطرة على القطاع بعد الحرب، وأن “السلطة الفلسطينية” لا تحظى بشعّبية واسعة في القطاع.

حل سياسي لـ”فلسطين” بالكامل..

بدوره؛ دعا رئيس الوزراء الفلسطيني؛ “محمد أشتية”، في مقابلة نشرتها صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية؛ إلى: “حل سياسي لفلسطين بأكملها” وليس لـ”قطاع غزة” فحسّب.

وقال “أشتية”: “الناس بدأوا يتحدثون عن اليوم التالي، عن السلطة الفلسطينية التي ستحكم غزة مجدّدًا، لكن إسرائيل تُريد أن تفصل سياسيًا قطاع غزة عن الضفّة الغربية”.

رفض فلسطيني..

رفض الفلسطينيون؛ أمس الأول، خطط “إسرائيل” للمرحلة التالية، وحذّرت “وزارة الخارجية” الفلسطينية مما وصفتها: بـ”ملهاة اليوم التالي للحرب”، بما فيها من ترتيبات لإدارة شؤون القطاع. وأضافت في بيان أن: “هذه الملهاة لا تعدو كونها استكمالاً لحرب الإبادة الجماعية وتصفية القضية الفلسطينية؛ وإقحام إسرائيل لنفسها كقوة احتلال في شأن داخلي يخص الشعب الفلسطيني فقط”. وأكدت أولوية وقف النار و”وقف حرب الإبادة الجماعية” في “غزة”.

يُحدده الفلسطينيون..

وسبق وأن قال مسؤول في (حماس)؛ لـ (رويترز)، إن مستقبل “غزة” لا يمكن أن يُحدده سوى الفلسطينيين أنفسهم مما يجعل أي تنازل عن السلطة تحت تهديد إسرائيلي غير مقبول.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)؛ “إسماعيل هنية”، في خطاب بثه التلفزيون الشهر الماضي: “أي ترتيب في غزة أو في شأن القضية الفلسطينية من دون (حماس) أو فصائل المقاومة هو وهم وسراب”.

وقالت (حماس)؛ إنها ستُرحب بحكومة وحدة وطنية مع حركة (فتح) والفصائل الفلسطينية الأخرى، لكن زعماءها رفضوا هذا الأمر في الآونة الأخيرة؛ كشرط لوقف إطلاق النار، وبالتأكيد ليس شرطًا تُمليه “إسرائيل والولايات المتحدة”.

“السلطة الفلسطينية” تُطالب بوقف فوري للحرب..

دعا الرئيس الفلسطيني؛ “محمود عباس”، إلى وقف فوري للحرب في “قطاع غزة”، وعقد مؤتمر دولي للسلام للتوصل إلى حل سياسي دائم يُفضي إلى إقامة “دولة فلسطينية”؛ في “قطاع غزة” و”الضفة الغربية” و”القدس الشرقية”.

وجدّد “عباس”؛ في مقابلة أجرتها معه (رويترز)، في الثامن من كانون أول/ديسمبر 2023، تأكيد موقفه الثابت لصالح التفاوض بدلاً من: “المقاومة المسّلحة لإنهاء الاحتلال الذي طال أمده”.

وأشار مسؤول أميركي كبير إلى مناقشة فكرة عقد مؤتمر دولي بين شركاء مختلفين، لكن الاقتراح لا يزال في مرحلة أولية للغاية.

وقال “عباس” إنه بناءً على اتفاق دولي مُلزم؛ فإنه سيعمل على إحياء “السلطة الفلسطينية” الضعيفة وتنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تم تعليقها بعد فوز (حماس) في عام 2006؛ وإبعاد “السلطة الفلسطينية” بعدها من “غزة”.

ولم يطرح “عباس” رؤية ملمّوسة لخطة ما بعد الحرب التي تمت مناقشتها مع المسؤولين الأميركيين، والتي بموجبها ستتولى “السلطة الفلسطينية” السّيطرة على القطاع.

وقال “نتانياهو”؛ إن “إسرائيل” لن تقبل بحكم “السلطة الفلسطينية”؛ لـ”قطاع غزة”، بالصورة الحالية.

اشتباكات بـ”الكابينت” الإسرائيلي..

إلى ذلك؛ تحول اجتماع للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية؛ (الكابينت)، إلى ما يُشّبه: “السيرك”؛ بعدما شّن عدد من الوزراء هجومًا عنيفًا على رئيس أركان الجيش؛ “هرتسي هليفي”، ما دفع رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”، إلى فض الاجتماع فجر أمس الأول الجمعة، بعد ثلاث ساعات من انعقاده.

وكان يفترض أن يبحث اجتماع (الكابينت) مستقبل “غزة”، تحت عنوان: “اليوم التالي”. لكن وزراء اليمين الحاكم جادلوا بأن هذا الموضوع سابق لأوانه، باعتبار أن الحرب لم تنتهِ بعد، وشنوا هجومًا عنيفًا على رئيس الأركان على خلفية قرار الجيش تشكيل فريق خارجي من الجنرالات المتقاعدين للتحقيق في الإخفاقات التي تزامنت مع هجوم (حماس)؛ في تشرين أول/أكتوبر الماضي.

انقسّام إسرائيلي..

وانتقد وزير المالية الإسرائيلي؛ “بتسلئيل سموتريش”، الخطة التي طرحها وزير الدفاع؛ “يوآف غالانت”، الخميس، والتي يرى فيها أن “غزة” لم تُعد تحت سّيطرة (حماس)، وأنها لن تُشّكل بعد الآن: “تهديدًا أمنيًا لمواطني إسرائيل”.

لكن زعيم المسّتوطنين اليميني المتطرف؛ “سموتريش”، رفض الخطة التي طرحها زميله.

وكتب “سموتريتش”؛ على (فيس بوك): “خطة غالانت لـ (اليوم التالي)، هي إعادة عرض لليوم السابق في 07 تشرين أول/أكتوبر”.

وأضاف “سموتريتش”: “الحل في غزة يتطلب التفكير خارج الصندوق، وتغيّير المفهوم من خلال تشجيع الهجرة الطوعية والسّيطرة الأمنية الكاملة، بما في ذلك تجديد الاستيطان”.

ودافع “سموتريش” عن فكرة خروج الفلسطينيين من “غزة”. وأثار هو ووزير الأمن القومي اليميني المتطرف؛ “إيتمار بن غفير”، الغضب، عندما دعيا إلى إعادة توطين سكان “غزة” خارج القطاع.

وقال “سموتريش” إن إبعاد سكان “غزة” من المنطقة يمكن أن يُمهد الطريق للإسرائيليين: “لجعل الصحراء تزدهر”، من خلال إعادة الاستيطان، مضيفًا في وقتٍ لاحق، أن تصور لعملية نقل سكان “غزة” تتم على أساس طوعي.

وقال المفوض السّامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة؛ “فولكر تورك”، الخميس، إنه: “منزعج للغاية” من التصريحات التي أدلى بها “سموتريش” و”بن غفير”، والتي دعت إلى إعادة الاستيطان في القطاع.

جولة لـ”بلينكن” في الشرق الأوسط..

ويأتي الإعلان عن ملامح الخطة الإسرائيلية مع زيارة يُجريها وزير الخارجية الأميركي؛ “أنتوني بلينكن”، إلى “تل أبيب” وهي الخامسة منذ بدء الحرب في السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وتندرج تلك الزيارة ضمن جولة خارجية موسّعة للوزير الأميركي تبدأ من “تركيا” وتشمل “الضفة الغربية” المحتلة، و”مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات، واليونان”.

وأكد متحدث باسم “الخارجية الأميركية”؛ أن “بلينكن” سيُناقش مسائل من بينها: “إجراءات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكلٍ كبير”. كما سيبحث: “منع اتساع رقعة النزاع”.

وازدادت الخشّية من اتساع النزاع بعد سلسلة ضربات في الأيام الماضية، أبرزها اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)؛ “صالح العاروري”، بضربة في الضاحية الجنوبية لـ”بيروت”. كما قُتل قيادي عسكري وعنصر في فصيل حليف لـ”إيران”؛ في: “قصف أميركي” استهدف مقرًا لـ (الحشد الشعبي)، في “بغداد”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب