25 أبريل، 2024 8:15 م
Search
Close this search box.

بين الدوحة والرياض .. “الكرة” العراقية حائرة بين شباك السياسة العربية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتابات – بغداد :

فرح العراقيون بقرار انتظروه طويلاً.. له دلالات كثيرة أبرزها على الإطلاق أنه يؤشر لعودة الاستقرار إلى بلاد الرافدين.. فهل أنصف جميع العراقيين أم جاء غير عادل لرغبة في نفوس بعض من دعموا ذاك القرار بسحب البساط الجماهيري من إيران والأكراد في تلك المناطق ؟!

تغطية إعلامية للقرار..

قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” برفع الحظر عن ملاعب كرة القدم في العراق.. نال تغطية كبيرة من وسائل الإعلام المقروئة والمرئية في العراق.. لكن أُخذ عليه أنه تحيز لمناطق ومكونات على حساب أخرى على ذات الأرض العراقية، وهو ما رآه البعض سعياً من الدول الخليجية لإعادة اللعبة الشعبية الأولى في العالم بقوة إلى مناطق تحت التأثير الإيراني والكردي؛ في خطوة ربما تليها خطوات أخرى، لإحداث التأثير العربي في تلك المناطق من أجل إستعادة عراق عربي خالص.. !

ورغم ذلك، بإرتياح كبير وسعادة غامرة، استقبلت الأوساط الرياضية وحتى السياسية متمثلة في الرئاسات الثلاثة، (الرئاسة العراقية، رئاسة الحكومة ورئيس البرلمان العراقي)، قرار “الفيفا” الأخير رفع الحظر عن الملاعب العراقية.. ولما لا فهو حظر استمر سنوات طويلة وحرم بموجبه العراق والعراقيون من استضافة المباريات الدولية على الملاعب العراقية.

فقط “كربلاء” و”البصرة” في الجنوب و”أربيل” في الشمال..

لكن على جانب آخر تمنى العراقيون أن يرفع الحظر بشكل كامل، فاليوم ومع الأسبوع الثالث من آذار/مارس 2018؛ رفع الحظر عن “البصرة وكربلاء وأربيل”، لكنه لم يرفع عن العاصمة العراقية، “بغداد”، والتي يرى المسؤولون العراقيون أنفسهم أنها بأمس الحاجة إلى شمولها ضمن هذا القرار؛ كونه يؤشر على استقرار العاصمة سياسياً وأمنياً قبل الشأن الرياضي نفسه !

استثناء العاصمة !

لعلها فرحة غير مكتملة إذاً؛ وفق ما ذكر أهل الرياضة والسياسة في العراق، إذ إن استثناء “بغداد” ترك غضباً وحزناً لدى العراقيين الذين يرغبون في أن تستقبل عاصمتهم مباريات كرة القدم !

يقول المسؤولون في كرة القدم العراقية إن أمامهم خطوات ليست بالصعبة، لكنها بالتأكيد في حاجة إلى تنظيم وإلى عمل دؤوب، وتحتاج إلى ذات القدر من المسؤولية والنشاط والتنسيق ما بين كل المؤسسات في العراق، كي يتمكن العراقيون من الحصول على رفع حظر كامل عن جميع الملاعب في شتى المحافظات العراقية.

تدخلات عربية لدعم العراق..

يعترف العراق أخيراً ويثمن الدور العربي المساند والداعم لهذا القرار.. لكنه أي دور عربي؛ ولماذا تدخل من تدخل ؟!

قبل أسابيع من رفع الحظر عن الملاعب العراقية في بعض المحافظات، حضر إلى “بغداد” وفد رياضي من دولة “قطر”؛ يتراسه “خليفة بن حمد آل ثاني”، رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، ليؤكد ويعلن موقف قطر المساند والداعم للعراق، وهو ما دفع “اتحاد الكرة العراقي” إلى إصدار بيان عبر فيه عن تقديره العالي للمساعي القطرية !

“الدوحة” تتجه إلى “بغداد”..

هو ما دفع متابعون للشأن العراقي والخليجي إلى القول بأن “الدوحة” تحاول، وهي المفروض عليها حصار رباعي من “الإمارات والسعودية والبحرين ومصر”، أن تتحرك في مناطق أخرى نكاية في دول المقاطعة من ناحية، ولتعويض بعض الخسارات السياسية والاقتصادية من ناحية أخرى عبر فتح بوابة تنسيق بين “الدوحة” و”بغداد” في شتى المجالات.

في المقابل، فإن “بغداد”؛ العاصمة التي تحاول إستعادة دورها من بوابة الرياضة، لازالت تنتظر من جيرانها العرب دوراً أكبر في المرحلة المقبلة !

حدث سياسي بنكهة رياضية..

فما جرى من رفع الحظر عن الملاعب العراقية، ليس حدثاً رياضياً فحسب، كما يتصور البعض، بل هو حدث سياسي بالدرجة الأولى كذلك، والدليل ما تقوله “بغداد” من أنها تسعى إلى إعادة نسج خيوط علاقتها الخارجية بعناية كبيرة مع الجميع؛ وتحديداً مع محيطها العربي بعيداً عن التخندقات وسياسة المحاور والتحالفات التي لا تأتي إلا بالضرر ويخرج منها الجميع حاملاً خساراته !

بطولة تعلن إنضمام “الدوحة” لتحالفات “طهران” !

لكن أولى البطولات الرياضية الدولية الودية؛ التي يستضيفها العراق خلال أيام، تقول إن الأمر برمته يسير في إتجاه إنضمام “قطر” إلى “حلف إيران”؛ فالبطولة ستستضيف المنتخب العراقي والسوري وكلاهما في القلب من طهران ودعمها ودولتيهما تحت تأثير مباشر وربما سيطرة على القرارات من طهران، وإنضمام قطر لتلك البطولة الودية يعني إعلاناً رسمياً بنكهة رياضية وبفعل سياسي بإمتياز..

العراق أمام حدث رياضي طالما انتظره منذ تسعينيات القرن الماضي، ولن ينسى العراقيون ما أعلنه مساء الجمعة، 16 آذار/مارس 2018، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، “غاني انفاتينو”، حول إعادة اللعب الدولي إلى 3 محافظات “كربلاء والبصرة”، والتي تتمتع بأغلبية من المكون الشيعي في الجنوب، و”أربيل”، “الكردية”، في شمال العراق.

يدعم محافظات تتلقى دعماً من إيران والغرب..

لكنه قرار جاء ليدخل البهجة ويحقق دعماً سياسياً واقتصادياً، قبل الرياضي، على محافظات تتلقى دعماً مباشراً من إيران في جنوب العراق، والثالثة تتلقى دعماً قوياً من الغرب وإسرائيل، لتبقى المحافظات ذات الأغلبية السنية خارج التغطية الرياضية والسياسية، وكأنها غير موضوعة على خريطة التأثير العربي.. !

الجميع يسعى إلى “بغداد” !

يبقى العراق تحت محاولات التأثير الخليجية بين قطبي المقاطعة، فـ”الدوحة” تحاول إستمالة “بغداد” والدخول معها ضمن تحالفاتها، بينما “السعودية”، وملكها “سلمان” وولده الأمير الطامح للسلطة ولي العهد، “محمد”، يتجهان بقوة إلى العراق رغبة في أخذه بعيداً عن التدخلات الإيرانية وإعادته إلى محيطه العربي، “السني”، بعد نصيحة “مصرية”، وتنضم إلى الرياض “البحرين” كذلك؛ في دعم إعادة الرياضة للعراق من أجل إبعاده عن “قطر”، التي وقف معها في أزمة المقاطعة.

هو دعم للعراق بشكل وصيغة رياضية في العلن، لكنه وفق المراقبين للأوضاع في الخليج خلفه تدخلات سياسية تحاول بقوة إستعادة “بغداد” وضمها إلى الرباعي المقاطع لقطر من جانب وإستعادته كقوة عربية لها موارد ضخمة من النفط، بينما تحاول “الدوحة” عكس ذلك.. ورغم كل هذه المحاولات ربما تظل “إيران”، حتى لحظة كتابة هذه السطور، هي المنتصر الوحيد كونها من يتحكم على الأرض في قيادات ومسؤولين كثر بالعراق !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب