خاص : كتبت – نشوى الحفني :
تبدو ملامح التخبط واضحة في السياسات الأميركية، فبعدما وصف الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، نظيره الروسي، “فلاديمير بوتين”؛ بأنه: “قاتل”، أكد “بايدن”، الثلاثاء، في اتصال هاتفي مع “بوتين”، أن “الولايات المتحدة”: “ستتصرف بحزم” للدفاع عن مصالحها، ردًا على تصرفات “روسيا”.
وكان “بايدن” قد وصف، “بوتين”، منذ نحو شهر؛ بـ”القاتل”، حينما قال الرئيس الأميركي، في مقابلة مع قناة (ABC News)؛ إن “بوتين”: “سيدفع ثمنًا” بسبب محاولاته لتقويض الانتخابات الأميركية، وبسؤاله عما إذا كان يعتقد إذا كان “بوتين”: “قاتلاً”، أجاب “بايدن”: “نعم، أعتقد”.
وأفاد بيان لـ”البيت الأبيض”، الثلاثاء، بأن “بايدن” تحدث مع “بوتين”، وناقشا عددًا من القضايا الإقليمية والعالمية، بما في ذلك نية “الولايات المتحدة” و”روسيا”؛ متابعة حوار الاستقرار الإستراتيجي حول مجموعة من قضايا الحد من التسلح والقضايا الأمنية، بناءً على تمديد معاهدة (ستارت) الجديدة.
التصرف بحزم أمام تصرفات روسيا..
وأضاف البيان أن: “الرئيس بايدن؛ أوضح أيضًا أن الولايات المتحدة ستتصرف بحزم للدفاع عن مصالحها الوطنية ردًا على تصرفات روسيا، مثل الاختراقات الإلكترونية والتدخل في الانتخابات”.
وأكد “بايدن”؛ على: “إلتزام الولايات المتحدة الثابت بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها”، وأعرب عن قلق “الولايات المتحدة”؛ إزاء: “الحشود العسكرية الروسية المفاجئة في شبه جزيرة القرم المحتلة، وعلى حدود أوكرانيا”، داعيًا، “روسيا”، إلى تهدئة التوترات، بحسب البيان.
وقال “بايد”؛ إنه يسعى إلى: “بناء علاقة مستقرة، ويمكن التنبؤ بها مع روسيا بما يتفق مع المصالح الأميركية”، واقترح الرئيس الأميركي: “عقد اجتماع قمة، في دولة ثالثة في الأشهر المقبلة، لمناقشة النطاق الكامل للقضايا التي تواجه الولايات المتحدة وروسيا”.
“الكرملين” يدرس مقترح عقد القمة..
من جهته، قال “الكرملين”، الأربعاء، إنه سيدرس المقترح الأميركي، بشأن عقد قمة؛ تجمع بين الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، والأميركي، “جو بايدن”، مشيرًا إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن أي تفاصيل تخص القمة المحتملة.
وعلى الفور، وجه “يان غاماتشيك”، النائب الأول لرئيس الحكومة التشيكية ووزير الخارجية بالنيابة، سفيرى “التشيك”، لدى “موسكو” و”واشنطن”؛ بعرض عاصمة بلاده مكانًا لإجراء قمة “بوتين-بايدن” المحتملة.
وكتب “غاماتشيك”، على صفحته فى (تويتر): “استجبت لإفادة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي اقترح إجراء لقاء شخصي مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أراضي دولة ثالثة، ووجهت سفيرينا في كل من، واشنطن وموسكو، بعرض براغ التي سبق أن استضافت قمة، (أوباما-مدفيديف)، مكانًا محتملاً لهذا اللقاء”.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أكد مكتب الرئيس الفنلندي، “ساولي نينيستو”، استعداد “فنلندا” لاستضافة لقاء محتمل بين الرئيسين، الروسي والأميركي.
فرض عقوبات وطرد دبلوماسيين..
وإلى تناقض قد يعصف بفكرة عقد القمة، انتقلت إدارة “بايدن” إلى هجوم مضاد لـ”موسكو”؛ ترجمته حزمة من العقوبات المالية وطرد دبلوماسيين روس.
وهو ما يُعتبر إيفاء، من جانب “بايدن”؛ بوعده بأن يكون أكثر حزمًا مع “موسكو” على خلفية اتهامات موجهة للأخيرة؛ بينها القرصنة والتدخل في الانتخابات الأميركية المقامة، العام الماضي، علاوة على ملف شبه “جزيرة القرم”.
وأعلن “البيت الأبيض”، في بيان يوم الخميس، أن “بايدن”؛ وقع مرسومًا أتبعه بإجراءات فورية تتيح معاقبة “روسيا” مجددًا بشكل يؤدي إلى: “عواقب إستراتيجية واقتصادية في حال واصلت أو شجعت تصعيد أعمالها المزعزعة للاستقرار الدولي”.
وتشمل العقوبات؛ إجراءات تستهدف 32 شخصًا وكيانًا وتطبيق حظر على شراء سندات الحكومة الروسية، بدءًا من 14 حزيران/يونيو 2021، وطرد 10 دبلوماسيين روس.
وبموجب المرسوم، منعت “وزارة الخزانة” الأميركية، المؤسسات المالية المحلية، من أن تشتري مباشرة سندات خزينة تصدرها “روسيا”، بعد 14 حزيران/يونيو المقبل.
وفرضت عقوبات أيضًا على 6 شركات تكنولوجيا روسية؛ متهمة بدعم أنشطة القرصنة التي تقوم بها استخبارات “موسكو”، في رد على هجوم معلوماتي، في 2020، استخدم ناقل أحد منتجات شركة البرمجيات الأميركية، “سولارويندز”، لزرع ثغرة أمنية في أجهزة مستخدميه، بينهم هيئات فيدرالية أميركية.
اللقاء أمر حاسم..
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس الخميس؛ بعد إعلان “الولايات المتحدة” فرض عقوبات واسعة على الطرف الروسي: “لقد أكدنا أننا نريد علاقات مستقرة وقابلة للتنبؤ مع روسيا. لا نريد ولا نتوقع أن تنحدر… لكننا سنحمي مصالحنا القومية وسنعاقب الحكومة الروسية على الإجراءات، التي تضر سيادتنا”.
وأضاف المسؤول: “نعتقد أن إجراء لقاء بين الزعيمين، خلال الأشهر القريبة، مع مناقشة الدائرة الكاملة للعلاقات الثنائية؛ سيكون أمرًا حاسمًا لإيجاد سبيل مستدام وفعال للمضي قدمًا ووقف التصعيد”.
وشدد المصدر ذاته؛ على أن الطرف الأميركي يحتفظ بحقه في اتخاذ إجراءات جديدة، في حال رد “روسيا” على عقوبات اليوم (الخميس).
كما أضاف أن “بايدن” أبلغ، “بوتين”، خلال اتصال جرى بينهما، في وقت سابق من هذا الأسبوع؛ بأن “الولايات المتحدة” ستفرض عقوبات على “روسيا” على خلفية الهجوم السيبراني على “SolarWind” ، وما تصفه “واشنطن” بالتدخل في الانتخابات الأميركية، عام 2020.
وتضاف هذه العقوبات إلى سلسلة أولى من الإجراءات العقابية المعلنة، في آذار/مارس الماضي، استهدفت سبعة مسؤولين روس بارزين، ردًا على تسميم المعارض، “أليكسي نافالني”، وحبسه، غير أن عقوبات الخميس؛ تُعتبر “الأقسى” وفق مراقبين، وذلك منذ طرد العديد من الدبلوماسيين في نهاية ولاية، “باراك أوباما”.
من جهتها؛ أكدت “وزارة الخارجية” الروسية؛ أن رد “موسكو” على هذه العقوبات: “سيكون حتميًا ومدروسًا” ليتم إعلانه في أقرب وقت.
لن تحل جميع الخلافات..
حول هذا الموضوع؛ قال المحلل السياسي الروسي، “دميتري يفستافييف”؛ أن: “هذه المبادرة، من بايدن، تدل على أن القيادة الروسية نجحت في إقناع الإدارة الأميركية، بالوسائل السياسية والعسكرية، للتخلي عن مزيد من التصعيد في أوكرانيا، كما وتشير إلى أن هناك بعض العقلاء في واشنطن ممن يدركون تكلفة المواجهة (الروسية-الأميركية) المحتملة، والذين لن يسمحوا للأقزام الجيوسياسيين بصدام بين الجانبين”.
من جانبه؛ علق المحلل السياسي، “مالك دوداكوف”، على هذه القمة المرتقبة؛ قائلاً: “لن تحل القِمة جميع الخلافات، لكنها على الأقل وسيلة للحد من الصراع وتهدئة التوتر بشكل عام في العلاقات بين البلدين”.