24 نوفمبر، 2024 9:27 م
Search
Close this search box.

بين “الحلبوسي” و”أبوريشة” .. معارك تكسير عظام “العراق” أم تناحرات على منصب ؟

بين “الحلبوسي” و”أبوريشة” .. معارك تكسير عظام “العراق” أم تناحرات على منصب ؟

خاص : كتبت – هانم التمساح :

قديمًا درجنا على القول أن العقاب ينزل قاسيًا بفقير يسرق رغيف خبز في حين ينال الغني والمتنفذ، الذي يسرق قوت الشعب ودواء مرضاه وحليب أطفاله، الثواب والمكافأة والتبجيل.. ولعل ما وصل إليه “العراق” من تصارع الساسة على المناصب متغاضين عن فسادهم والاتهامات الموجهة لبعضهم البعض تحت دعاوى المصالحة والعشائرية وتقسيم الغنائم، ليضيع المواطن العراقي بين هذه الفصائل وتلك.

معارك طاحنة تدور رحاها علنًا وفي الخفاء؛ بين “أحمد أبوريشة” و”محمد الحلبوسي”، تمهيدًا لإقالة “الحلبوسي” والتصويت على “سعدون الدليمي”، رئيسًا للبرلمان، بدلًا عن “الحلبوسي”.

وإينما يولي العراقيون وجوههم يجدون الفساد الإداري والمالي وهو ينتشر في جميع أوصال الوزارات والمؤسسات العراقية، ولم تُعصم أي وزارة أو مؤسسة حكومية أو مرتبطة بالحكومة من هذه الآفة التي ترسخت في الذهنية الجمعية الحكومية، فالوزير الذي ينأى عن الفساد يُطلق العنان لأشقائه وأقاربه ليفسدوا في الأرض، والمستفيد هو في نهاية المطاف.

فمنذ البداية؛ كان واضحًا أن الحكومة، التي تشكلت، حكومة ضعيفة و”أميركا” سمحت برئيس برلمان  ضعيف ورئيس وزراء مهزوز ورئيس جمهورية يعشق السفر، وميليشيات تتناحر فيما ببنها وبرلمان يتناحر فيما بينه، لتظل سيادتها جاسمة على قلب “العراق” أبد الدهر.

اتهامات لـ”الحلبوسي”..

وجه الكاتب العراقي، “علي السوداني”، نداء إلى رئيس مجلس النواب، “محمد الحلبوسي”، محذرًا أياه من مغبة تنويم القضايا التي لن تنفعه طويلًا، وطالبًا من متابعيه على موقع التواصل الاجتماعي، (فيس بوك)، مشاركة هذا النداء المُلحَّ، بكلِّ وسيلةٍ، قائلًا: “السيد محمد الحلبوسي؛ رئيس النواب في العراق، ومن معك تحت السقف :

“الزيارات الإستعراضية حسنة النوايا، أو التي تدخل بباب الترقيع والتخدير والتجميل، لن تفضي إلى حلِّ أيّ معضلة، ومنها هذه المصيبة المسكوت عنها، بطريقة مخزية مخجلة. إفتحْ فورًا ملفّ حشود المغيّبين والمعذَّبين الأبرياء في سجون الموت والكراهية والجهل، وقضايا الوشاية والمكيدة وتشابه الأسماء، مع استثناء المجرم الحقيقي، وليس الإفتراضي الذي لم يُبَتْ بتهمته بعد طول سنين، وما زال نائمًا ببطن سجن حرارته تموزية قاتلة، تنبعث منها رائحة الأجساد، المكوّمة بالباطل أو بالشُبهة الطويلة. إفعلها تنجو من غضب الله، وحوبة المظلومين”.

وتستغل الجبهة المناوئة، لـ”الحلبوسي”، الأخطاء التي وقع فيها، في الوقت القصير جدًا الذي تولى فيه منصب رئيس البرلمان. وبالرغم من اتهام الشيخ “أحمد أبوريشة”، رئيس (الصحوة)، لـ”الحلبوسي”، بأن “أميركا” قبلت به رئيسًا للبرلمان لأنه رجل ضعيف، إلا أن واقع الحال يؤكد أن معظم المتصارعون على المناصب هم رجالات “أميركا” وصنيعتها.. فـ”سعدون الدليمي” هو من أوائل الذين ساندو “الولايات المتحدة” وأحتموا بها قبل الغزو وبعد سقوط نظام، “صدام حسين”.

وكان “حذاء” رئيس البرلمان العراقي، “محمد الحلبوسي”، قد أثار غضب واستهجان العديد من الناشطون العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب غلاء سعره، في حين يعاني ملايين العراقيين ضنك الحياة ومئات ألوف الشباب عاطلون عن العمل.

وضجت مواقع التواصل بالعديد من التعليقات، بعضها ساخرة وأخرى غاضبة وساخطة بسبب إرتداء المسؤول البرلماني حذاءٍ من ماركة “ليويس فيتون” العالمية، يُقدر سعره بـ 950 دولارًا.

انقسام سُني بشأن “الحلبوسي”..

وقالت مصادر سياسية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن انقسامًا حادًا لم تشهده الجبهة السياسية السُنية من قبل، أحدثه “محمد الحلبوسي” منذ توليه المنصب؛ وأن تحالف (البناء)، الذي يضم ائتلاف (دولة القانون) بزعامة، “نوري المالكي”، وتحالف (الفتح) بقيادة، “هادي العامري”، ويطلق عليه (المحور الإيراني)، قد دعموا بقوة ترشح “الحلبوسي” لرئاسة البرلمان، ثم عادوا ليعملوا ضده في الخفاء داعمين موقف “أبوريشة” و”سعدون الدليمي”.

وأشارت مصادر إلى أن نحو 40 نائبًا سُنيًا من تحالف (المحور)، الذي تدعمه “السعودية”، قد رشحوا “الحلبوسي” على الرغم من قناعة البعض منهم بالتهم التي توجه له بشأن تزوير الانتخابات، لكن عددًا منهم تم شراء ذمته بملايين الدولارات وآخرون وعدوا بوزارات ومناصب في الحكومة، ولم يحصلوا عليها، مما جعلهم ينقلبون ضده أيضًا.

“سعدون الدليمي” صنيعة أميركا..

و”سعدون الدليمي”، الذي عمل مدرسًا في جامعة “بغداد” بعد الحصول على الماجستير، إلى جانب عمله في الأمن، ثم أبتعث إلى “لندن” لإكمال دراسته بالحصول على درجة الدكتوراه، عام 1986. عمل كمحاضر في الجامعات البريطانية ثم في جامعات عربية عديدة، في “المملكة العربية السعودية” و”الأردن”. أنضم إلى معارضة حكم الرئيس العراقي السابق، “صدام حسين”، بعد غزو الكويت؛ وكان قد صُدر بحقه – غيابيًا – حكم بالإعدام لمشاركته في محاولة انقلابية. وشارك في مؤتمرات المعارضة في الخارج؛ واختير في لجنة التنسيق والمتابعة في “مؤتمر لندن”، 2002.

اتهامات لـ”أبوريشة” بالإرهاب..

كما أن الشيخ “أحمد أبوريشة”، الذي يدعم “الدليمي”، قد سبق وصُدر بحقه أمر ومذكرة قبض، بحسب وثيقة صادرة من “مجلس القضاء الأعلى”، صُدرت بناءً على إعترافات متهمين آخرين من قِبل “محكمة الخالدية”، بتهمة الإرهاب؛ لأنهم قاموا بأستجواب متهمين ودونوا أقوالهم فذكروا اسم “أبوريشة” متهمين أياه  بتقديم العون للإرهابيين الدواعش في “الأنبار”.

يُذكر أن “أحمد أبوريشة”، قد تولى قيادة صحوات العراق التي استطاعت طرد تنظيم (القاعدة) من “الأنبار”، ونجحت “قوات الصحوة”، التي تشكلت من عشائر محافظة “الأنبار”، بعد أشهر، في تحقيق الاستقرار الأمني في المحافظة بعد طرد غالبية عناصر تنظيم (القاعدة) منها.

الكربولي” بعد إسقاط التهم عنه..

ويدعم “سعدون الدليمي” أيضًا؛ الدكتور “جمال الكربولي”، والمتهم في سبع قضايا فساد وإستيلاء على أموال تبرعات وأموال “الهلال الأحمر”، وكان مطلوبًا من قِبل “الإنتربول”، حتى سافر إلى “الأردن ” وتوسط له إيرانيون لإسقاط التهم عنه بدعوى المصالحة والعشائرية.

 

 

المالكي” يُحرض في الخفاء !

وفي الخفاء؛ يعمل “نوري المالكي”، القيادي الشيعي، والذي تولى رئاسة الوزراء لدورتين، ضد “الحلبوسي” لإزاحته من المنصب، وقد بدأ “المالكي”، في زمن الرئيس العراقي السابق، “صدام حسين”، في أواخر السبعينيات، وفر من حكم الإعدام إلى “سوريا” ثم “إيران”؛ ثم عاد إلى “سوريا” بسبب خلافات. منذ وخلال فترة عمله في الخارج، أصبح أحد كبار قادة (حزب الدعوة الإسلامية)، قام بتنسيق أنشطة مناهضة للنظام السابق وأقام علاقات مع مسؤولين إيرانيين وتعاون “المالكي” مع “الولايات المتحدة” و”قوات التحالف”، ولم يدخر جهدًا ليصل به لمنصب رئيس وزراء العراق، ورغم دعم “إيران”، لـ”الحلبوسي”، إلا أن “المالكي” لم يجد ما كان ينتظره من “الحلبوسي”. علاوة على ضعف الأخير الذي جعله هدفًا سهلًا لكل طامع في منصب “رئيس البرلمان”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة