25 ديسمبر، 2024 4:44 ص

بين الترغيب والترهيب .. الحكومة العراقية تستنفذ كل حيلها لمنع الطلاب من التظاهر !

بين الترغيب والترهيب .. الحكومة العراقية تستنفذ كل حيلها لمنع الطلاب من التظاهر !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

لم تدع الحكومة العراقية، وميليشياتها التابعة لـ”إيران”، وسيلة لمنع طلاب المدارس والجامعات من المشاركة في الاحتجاجات ضمن الحراك الشعبي إلا وفعلتها.. تارة تنادي مكبرات الصوت في الشوارع وتدعوا الطلاب للرجوع إلى المدارس والجامعات بدعوى الحرص على مستقبلهم؛ وتارة أخرى تحاصر قوات (الحشد الشعبي)، المدارس، لتمنع خروج الطلاب بتظاهرات جماعية من داخل المدارس، حتى أنهم وصلوا لدرجة اقتحام محاريب العلم ودخولهم للتفتيش عن طلاب ومعلمين زعمت أنهم مطلوبون !.. لكن هذه الشريحة المجتمعية، التي عانت أشد المعاناة في مدارس غير صالحة للتعليم لا علميًا ولا على مستوى البنايات، يعرفون جيدًا أن هناك من سلب حقوقهم وتسبب في تسرب الآلاف من زملائهم من التعليم ونهب خيرات بلادهم ليلقى بهم في مدارس طينية وكرافانات وصفوف دراسية مزدحمة قد يفترشون فيها الأرض أحيانًا.. طلاب المدارس والجامعات هم الفئة الأكثر تضررًا في بلد لا نبالغ حين نقول أنهم قضوا كل حياتهم في ظل حكومات الاحتلال تارة والتبعية لـ”إيران” تارة أخرى؛ وأصبحوا لا يحملون أي ذكريات جميلة لبلد كان من أغنى وأرقى الدول.. لا تحمل ذاكرتهم سوى الحرب والخراب والجوع وحياة التشرد.

“التعليم العالي” تحذر الطلاب من المشاركة وتخلي مسؤوليتها عنهم !

ربما لا تفهم “وزارة التعليم العالي” ووزيرها، الذي هو جزء من نظام يطالبون بإسقاطه؛ أن طلاب الجامعات الذين خرجوا لمشاركة شعبهم مدركون جيدًا أنهم قد يدفعون أرواحهم فداءً للوطن وليسوا بحاجة لحماية وزارته، وقد حذرت “وزارة التعليم العالي والبحث العلمي” وأصدرت تعليماتها إلى الجامعات من تلك التظاهرات التي إجتاحت صفوف الطلاب بشكل خاص، وجموع الشعب بشكل عام، في ظل ما تشهده البلاد من تراجع.

شملت وثيقة “وزارة التعليم العالي” أنه وفقًا للمقتضيات التي تفرضها الأوضاع الأمنية، فإن الجامعات ستقوم بفتح سجلات لحضور الطلبة داخل الأقسام والمحاضرات، وذلك لإخلاء مسؤولية الوزارة ومؤسساتها التعليمية مما قد يلحق بالطلاب أثناء تواجدهم بالإعتصامات.

جاء ذلك على خلفية الاحتجاجات التي شارك بها الطلاب على مستوى واسع في أنحاء “العراق”، وإضرابهم عن الدوام بالجامعات، والسير في المظاهرات والنداء بما يطالب به الشعب.

الأجهزة الأمنية تقتحم المدارس تهدد وتحاسب..

أفادت مصادر ميدانية أن وحدات من الجيش العراقي انتشرت قرب المدارس في العاصمة، “بغداد”، لمنع الطلبة من المشاركة في المظاهرات المتواصلة في مدن عدة من البلاد، منذ نحو شهرين، وأن عناصر من الاستخبارات العراقية تجبر إدارات المدارس على تزويدها بسجل حضور المدرسين وتلتقط صورًا للمدارس التي تغيب طلابها عن الدوام استجابة لدعوات الإضراب العام.

كما حاصرت قوات من (الحشد الشعبي)، المدارس، أيضًا وهددت الطلاب والمعلمين بل أقتحم بعضهم المدارس بدعوى البحث عن مطلوبين !

وزارة التربية” تُحذر عناصر الأمن من إقتحام المدارس..

من جانبها؛ أعلنت “وزارة التربية” العراقية، إنه لا يحق لأجهزة الأمن أن تدخل المدارس حتى تحاسب وتهدد الكوادر، فى ردٍ على إقتحام مؤسسات تعليمية بالبلاد. وجاء في البيان الصادر عن الوزارة؛ أن هذا الإنتهاك تشكل جريمة كبرى، مؤكدًة على أن الوزارة تتحمل مسؤوليتها تجاه الموظفين والطلبة، وأضافت أنه يمنع دخول أي منتسب من الأمن إلى المدرسة وعلى إدارة المدرسة عدم السماح والاستجابة لهم.

وكانت قد انتشرت وحدات من الجيش العراقى قرب المدارس فى العاصمة، “بغداد”، لمنع الطلبة من المشاركة في المظاهرات المتواصلة في مدن عدة من البلاد منذ نحو شهرين.

ودأب طلاب المدارس، على مدار الأيام القليلة الماضية؛ على الخروج في مظاهرات للساحات العامة في العاصمة، “بغداد”، في تحدٍ لقرار “وزارة التربية والتعليم” الذي دعا الطلاب إلى استئناف الدراسة.

وتوقفت الدراسة في عدد كبير من مدارس “العراق”، كما تعطلت الدراسة في غالبية الجامعات، على إثر الاحتجاجات التى تجتاح “العراق”، منذ مطلع تشرين أول/أكتوبر الماضي. في محاولة لإعطاء دفعة أخرى للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تعيشها البلاد منذ أسابيع.

وخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع، احتجاجًا على ما يعتبرونه من انتشار الفساد واسع النطاق ونقص في فرص العمل وضعف الخدمات الأساسية، بالرغم من ثروة البلاد النفطية.

وأغلقت المدارس والمؤسسات الجامعية، في جنوب “العراق”، أبوابها بموجب إضراب عام لـ”نقابة المعلمين”، دعمًا للاحتجاجات. ويواصل العراقيون احتجاجاتهم مطالبين برحيل الطبقة السياسية وإقرار نظام حكم جديد. وفي العاصمة، “بغداد”، تستمر المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في الشوارع المتاخمة لـ”ساحة التحرير”.

وواصل المتظاهرون احتجاجاتهم برغم دعوات السلطات لـ”العودة إلى الحياة الطبيعية”، ويطالب المتظاهرون بنظام حكم جديد وتغيير الطبقة السياسية في بلد يُعد من الدول النفطية في العالم، وبين الدول الأكثر فسادًا على حدٍ سواء.

وتظاهر المئات، الثلاثاء، في مدن: “الكوت، والناصرية والديوانية”، وقاموا بإغلاق المدارس والإدارات الرسمية. وفي “الحلة” أيضًا، جنوب “بغداد”، لم تفتح المدارس أبوابها لغياب المعلمين، فيما قلصت الدوائر العامة عدد ساعات العمل.

سد الطرق بكتل إسمنتية..

ويبدو أن القمع والقتل والترهيب وحده لم يُعد كافيًا في نظر الحكومة لوقف فيضان الشعب الغاضب ووقف تدفقه نحو ميادين الاحتجاجات، ففي العاصمة، “بغداد”، يستمر المتظاهرون الشبان بخوض مواجهات مع القوات الأمنية في الشوارع التجارية المتاخمة لـ”ساحة التحرير”.

وتحاول القوات الأمنية مجددًا سد كل الطرقات المؤدية إلى “ساحة التحرير” بالكتل الإسمنتية، بعدما أقدم المتظاهرون على إسقاطها أول مرة. وخلف تلك الكتل، تتمركز قوات مكافحة الشغب التي تواصل إطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، بحسب ما أفاد مراسلون من وكالة الأنباء الفرنسية.

ومنذ الأول من تشربن أول/أكتوبر الماضي، أسفرت الاحتجاجات الدامية عن مقتل أكثر من 319 شخصًا، بحسب أرقام رسمية. ومنذ نهاية تشرين أول/أكتوبر، تحول الحراك في جنوب البلاد، ذات الغالبية الشيعية، إلى موجة عصيان مدني.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة