9 أبريل، 2024 2:17 ص
Search
Close this search box.

بين الاسلامي والعلماني .. اندية وملاهي بغداد تصارع وسط ضبابية هوية البلاد

Facebook
Twitter
LinkedIn

يقول ملاك ومشروف على اندية وملاه ليلية ومخازن خمور في بغداد إنهم تعرضوا لمداهمات من قوات عسكرية تقودها عناصر من فرق العمليات الخاصة في خطوة ربما تدل على تزايد تشدد الحكومة. ويقول شهود إن مسلحين في ملابس عسكرية اقتحموا منشآت في شارع السعدون وبعثروا أثاثها وسبوا روادها. ودعا أبو جيفارا الذي يملك ناديا ليليا في بغداد والذي طلب عدم الكشف عن هويته المسؤولين إلى تحديد موقفهم بوضوح من الحانات ومتاجر الخمور.

وقال “لماذا يضايقونا عدة مرات، ماهو السبب،هل نحن دولة اسلامية.. أذن اعترفوا اننا دولة إسلامية وكل واحد يتوجه إلى اتجاه آخر… أم نحن دولة علمانية ديمقراطية… أنتم تريدون تشريع حرية… وحقوق إنسان وغيرها. المفروض الدولة تساهم في هذه الأمور لا أن يأتي شخص لا يعرف دلالة النادي الترفيهي ويشتم الرواد وبينهم أكفاء… أطباء… صيادلة وأصحاب مهن وتجار.. “.
والعراق أقل تشددا من دول إسلامية مجاورة مثل السعودية وإيران ويصعب فيه فرض نمط واحد من القواعد على جميع المواطنين لاتساع نطاق التنوع الديني والعرقي.
وكان العراق على مر تاريخه المعاصر يعيش انفتاحا اجتماعيا، لكن بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين سعت أحزاب سياسية دينية سواء سنية أو شيعية مدعومة من ايران إلى فرض الرؤية المتشددة للدين على الحياة اليومية وعلى السياسة في العراق.
وقتل متشددون من الشيعة في وقت سابق من الشهر الجاري 14 شابا في حملة فيما يبدو على الملابس وقصات الشعر الغربية العصرية . كما تعرضت نوادي ليلة ومتاجر لبيع الخمور لهجمات بقنابل في أوقات سابقة.
لكن رجل الدين الشيعي العراقي سيد عباس قال إن هذه الأعمال لم تحظ بموافقة الزعماء الدينيين. وأضاف “بطبيعة الحال الإسلام من قوانينه وإرشاداته الشرائع التي وضعت أنه ينهي عن هذه المسألة.. مسالة شرب الخمر والنوادي الليلية وأماكن الدعارة لأنها تنافي الشرع والدين. لكن لو أننا قلنا إن هذا الفعل الذي تقوم به هذه الجماعات.. مداهمة هذه الأماكن أو هكذا أماكن إنها راجعة إلى الشرع.. إلى الدين.. هذه الجماعات التي تقوم بهذا الفعل.. لقلنا لا.. لأنه ليس لدينا الآن لا من الحوزة ولا من رجال الدين ولا من أي مجتهد أنه أمر بمداهمة هذه الأماكن والتدخل في حريات الناس. أبدا ما عندنا هكذا فعل”.
وقال عباس إن الحكومة العراقية تواجه خيارين شديدي الصعوبة .. موضحا “فانهم بين أمرين إما يعلنون ويوافقون ويسمحون للناس فتح هكذا حانات للخمور و فتح ملاهي ليلية.. لكن يكشفون من قبل الآخر ويعرفون أنهم على هذا الحال. فلعله لا أحد يصدق قولهم ولا أحد ينتخبهم وهم في حالة انتخابات مستمرة كما تعلمون ولا يريدون أن يغلقوا هذه الأماكن لأنه كما تعلمون هناك حرية الرأي وحرية التعبير والحريات العامة للناس”.
ويشعر الذين انتقدوا المداهمات بالقلق ويقولون إنها قد تكون مؤشرا إلى تحول العراق إلى بلد أكثر تشددا.
ووصف ابراهيم الخياط المتحدث باسم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق مداهمة النوادي الليلية ومتاجر الخمور بأنها اعتداء على الحرية الخاصة.
وقال “النوادي والمنتديات هي قاعات الأعراس.. هي القاعات الثقافية.. هي أماكن الترفيه التي على شحتها تعبر عن وجه بغداد المدني. فأي تجاوز على هذه القاعات هي تجاوز على الحريات العامة قبل أن تكون تجاوزا على الحريات الخاصة ولا يمكن أن يبرر هذا”.
وكانت ميليشيات شيعية متشددة وجماعات سنية متطرفة قد فرضت سيطرتها على بعض أنحاء العراق في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وفرضت الشريعة الإسلامية بصرامة في تلك المناطق. لكن رغم انتهاء هذا الوضع إلى حد بعيد في الوقت الحالي لا يزال كثيرون يخشون التعبير عن آرائهم بطريقة ربما تلفت أنظار المتشددين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب