بين “إردوغان” و”أوغلو” تتأرجح تركيا اليوم .. انطلاق الجولة الحاسمة من “الانتخابات التركية 2023” !

بين “إردوغان” و”أوغلو” تتأرجح تركيا اليوم .. انطلاق الجولة الحاسمة من “الانتخابات التركية 2023” !

وكالات – كتابات :

فتحت مراكز الاقتراع في أنحاء “تركيا” أبوابها، اليوم الأحد، لإجراء جولة ثانية حاسّمة من الانتخابات الرئاسية التي ستُقرر الرئيس المقبل لثاني أكبر دولة في “أوروبا” من حيث عدد السكان.

ويُعد هذا التصويت الأكثر أهمية منذ أن وصل إلى الحكم قبل عقدين، الرئيس الحالي؛ “رجب طيب إردوغان”، الذي يخوض المنافسّة ضد مرشح المعارضة المشترك، زعيم حزب (الشعب الجمهوري)؛ “كمال كليتشدار أوغلو”.

ومن المقرر أن يستمر التصويت حتى الخامسة مساء (14:00 بتوقيت غرينيتش).

ويُنظر إلى “إردوغان”؛ على أنه المرشح الأوفر حظًا، حيث كان متقدمًا بنسّبة: 4.7 نقطة مئوية على “كليتشدار أوغلو”؛ في الجولة الأولى التي جرت قبل أسبوعين.

وعلى الناخبين البالغ عددهم: 60 مليونًا، الاختيار بين رؤيتين للبلاد. فإما يختارون الاستمرارية مع الرئيس الحالي المحافظ؛ البالغ: (69 عامًا)، أو العودة إلى الديمقراطية الهادئة، بحسّب كلام خصمه وهو موظف عمومي سابق يبلغ: الـ (74).

وتشهد نسّبة: 49.5 في المئة من الأصوات التي حصل عليها “إردوغان”، وهو رئيس بلدية “إسطنبول” سابقًا، بالجولة الأولى في 14 آيار/مايو، على الدعم الواسع الذي لا يزال يلقاه في صفوف المحافظين، رغم التضخم الجامح في البلاد. وقد تجلى هذا الدعم حتى في المناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال العنيف؛ في 06 شباط/فبراير، وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن: 50 ألف قتيل وتشرد: 03 ملايين آخرين.

يُنافس “إردوغان”؛ في هذه الجولة الثانية، “كمال كليتشدار أغلو”، “الجد الديمقراطي”، كما يحلو لخبير الاقتصاد أن يقدم نفسه، الذي عجز عن استغلال الأزمة الاقتصادية الخطرة التي تُثقل كاهل الأسر والشباب للتفوق على الرئيس الحالي.

ووعد “كليتشدار أوغلو”، وهو زعيم حزب (الشعب الجمهوري)، الذي أنشأه “مصطفى كمال أتاتورك”، مؤسس الجمهورية التركية، “بعودة الربيع” والنظام البرلماني واستقلالية القضاء والصحافة. وقال المدرس “أوغور برلاس”؛ البالغ: (39 عامًا)، الذي سيُصوت للمرشح المعارض و”التغيير”: “سئمنا من قمع النظام وسياسته”.

إلا أن “كليتشدار أوغلو”؛ ليس الأوفر حظًا في الجولة الثانية بعدما حصل على: 45 في المئة من الأصوات قبل أسبوعين. فرغم الدعم المتجّدد لحزب (الشعوب الديمقراطي) المؤيد للأكراد، تظهر استطلاعات الرأي تخلفه: 05 نقاط مئوية عن رئيس البلاد الذي حاز أغلبية برلمانية بالانتخابات التشريعية؛ في 14 آيار/مايو.

أصيب “كليتشدار أوغلو”؛ بصدمة بعدم فوزه في الانتخابات الرئاسية من الدورة الأولى، كما كان يتوقع معسكره، إلا أنه عاد لموقع الهجوم بعد 04 أيام على ذلك. بسبب عجزه عن الوصول إلى وسائل الإعلام الرئيسة، خصوصًا محطات التلفزيون الرسمية المكرسّة لحملة “إردوغان”، شن “كليتشدار أوغلو” حملته، خصوصًا عبر (تويتر)، فيما كان أنصاره يُحاولون حشد الناخبين مجددًا من خلال زيارات منزلية في المدن الكبرى. والهدف استقطاب: 8.3 مليون ناخب مسّجل لم يصوتوا في الانتخابات في 14 آيار/مايو، رغم نسّبة المشاركة العالية التي بلغت: 87 في المئة.

في المقابل؛ كثف “إردوغان” من تجمعاته الانتخابية، مسّتندًا إلى التغيرات التي فرضها في البلاد منذ توليه السلطة رئيسًا للوزراء؛ في 2003، ومن ثم رئيسًا بدءًا من 2014. وأكثر “إردوغان” الذي رفع الحد الأدنى للأجور 03 مرات في غضون سنة، من الوعود السّخية خلال الحملة، ومنها تقديم منح للطلاب الذي فقدوا أقارب جراء الزلزال.

وقال “إردوغان”؛ السبت: “الأحد؛ يوم مميز لنا جميعًا. لقد ولى زمن الانقلابات والحكم العسكري”. وفي آخر نشاط له بالحملة الانتخابية، توجه السبت إلى ضريح مرجعه السياسي رئيس الوزراء القومي-الإسلامي السابق؛ “عدنان مندريس”، الذي أطاح به عسكريون وأعدموه في عام 1961.

ويحل موعد الجولة الثانية من الانتخابات في الذكرى العاشرة لانطلاق مظاهرات “غيزي”؛ التي بدأت في “إسطنبول” وعمّت البلاد. وشكلت هذه المظاهرات أول موجة احتجاج على حكم “إردوغان” وقُمعت بشدة.

وقالت المتقاعدة؛ “زيرين التيالي”، البالغة: (60 عامًا)، الأحد، إن الأهم أن يكون الاقتراع “نزيهًا”، وألا يشوبه: “أي تزوير”. لهذه الغاية، قررت المعارضة نشر: “05 مراقبين لكل صندوق اقتراع”، أي ما مجموعه مليون شخص لمراقبة مجريات التصويت.

وخلصت بعثة مشتركة لـ”‍منظمة الأمن والتعاون في أوروبا” و”مجلس أوروبا”، إلى أن الدورة الأولى جرت في: “أجواء تنافسّية”، وإن كانت محدودة بسّبب التقدم غير المبرر الذي منحته وسائل الإعلام الرسّمية لـ”إردوغان”.

ويتابع حلفاء “تركيا”، لا سيما في “حلف شمال الأطلسي”، عن كثب؛ نتائج الانتخابات التي يفترض أن تصدر مساء الأحد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة