24 نوفمبر، 2024 8:29 م
Search
Close this search box.

بين أميركا وإيران .. “فرنسا” مفاوض وشرطي سيء للمنطقة !

بين أميركا وإيران .. “فرنسا” مفاوض وشرطي سيء للمنطقة !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تطرح الإدارة الفرنسية سلة مقترحات جديدة تستهدف إنقاذ حياة “الاتفاق النووي” الإيراني، (الذي سمع المراقبون قبل فترة جرس وفاته)، بعد فشل مشروعها المعروف بـ”الجمود في مقابل الجمود”.

وقد التقى الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، في قصر “الإليزيه”، وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، وعرض عليه مقترحات “باريس” الجديدة، وأهم بنودها رفع القيود على الصادرات النفطية إزاء قبول “إيران” الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع “واشنطن”.

وتعهد “ظريف”، الذي وصف المباحثات مع، “ماكرون”، بـ”البناءة”؛ بعرض المقترحات الفرنسية على المسئولين في “إيران”.

وبحسب تقرير صحيفة (غوان) الإيرانية؛ التابعة لـ”الحرس الثوري”، تسارع الدول الأوروبية إلى تقديم مقترحات جديدة مع إقتراب موعد خطوة “إيران” الثالثة للتخلص من عبء تعهداتها المنصوص عليها في “الاتفاق النووي”.

في قصر “الإليزيه”..

وكان وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، قد التقى، (بعد زيارة الدول الإسكندنافية)، في قصر “الإليزيه”، “إيمانويل ماكرون”، للحديث عن “الاتفاق النووي” الإيراني مع مجموعة الست.

وقد أعلنت “باريس” طرح سلة جديدة من المقترحات للإبقاء على “الاتفاق النووي”؛ بدون “الولايات المتحدة الأميركية”. وبحسب وكالة أنباء (رويترز)؛ فقد وصف “ظريف” المباحثات، بـ”البناءة”، وقال: “مباحثاتي مع الرئيس الفرنسي؛ هي نتاج الاتصالات الهاتفية بين الرئيسين، “حسن روحاني” و”إيمانويل ماكرون”، خلال الأسابيع الماضية. وقد قدمت فرنسا مجموعة من المقترحات نحو كيفية تطبيق الاتفاق النووي والخطوات التي يحتاج إليها الطرفين.. وسوف نستمر في المباحثات؛ فرؤيتنا واضحة تمامًا. فالاتفاق النووي غير قابل للتفاوض مجددًا”.

وتحدث “ظريف” عن استعداد بلاده للاستمرار في المفاوضات، وأضاف: “أجرينا مباحثات دائمة في اللجنة المشتركة لمناقشة كيفية تطبيق الاتفاق النووي، ونحن مستعدون للتفاوض على المستويات المختلفة”.

وتعليقًا على المقترحات الفرنسية للحد من التوتر “الإيراني-الأميركي”؛ علق: “المقترحات تتعلق بكيفية التعهدات الأوروبية لتنفيذ الاتفاق النووي، أو بعبارة أخرى، حصول الشعب الإيراني على المكاسب الاقتصادية للاتفاق النووي، وسوف يتم الإعلان عن التفاصيل حالما تصل المباحثات إلى نتائج”.

سلة مقترحات باريس..

رغم عدم الإعلان عن تفاصيل المقترحات الفرنسية، لكن بعض الوسائل الإعلامية نشرت بعض أجزاء هذه المقترحات.

وبموجب تقرير صحيفة (المانيتور)؛ فقد أعلن “ماكرون”، في مؤتمر صحافي: “طرحنا مقترحات تستهدف الحد من العقوبات أو إقرار آلية من شأنها تعويض الإيرانيين للحصول على حياة أفضل.. وعلينا انتظار الرد الإيراني في الساعات المقبلة؛ وكذلك مدى استعداد الأميركيين للتقدم في المباحثات”.

دون المزيد من التفاصيل عن هذه المقترحات، لكن الصحيفة الأميركية نقلت عن خبراء ودبلوماسيون قولهم: “تتطلع فرنسا للحصول على الضوء الأخضر من إدارة، دونالد ترامب، بتجديد الإعفاءات على صادرات النفط الإيراني مقابل إقناع طهران بالجلوس إلى طاولة المفاوضات. ووصف مصدر بالاتحاد الأوروبي، رفض الإفصاح عن هويته، المقترحات، بالمؤقتة، للتفاوض بشأن موضوعات محددة ومحفزات محددة تستهدف اختبار الموقف فقط. إذ يعتقد المسؤولون أن الضغوط لن تجبر إيران وحدها على الإستسلام”.

جدير بالذكر؛ أن الرئيس الفرنسي كان قد طرح، في اتصال هاتفي، على نظيره الإيراني فتح حد ائتمان لـ”إيران” بقيمة 15 مليار دولار.. تأتي هذه المساعي الفرنسية لإحياء “الاتفاق النووي”، في حين، لم تلتزم الدول الأوروبية بتوقيت تنفيذ تعهداتها المنصوص عليها في “الاتفاق النووي”، وإنما فقط يستهلكون الوقت؛ مثل إطلاق آليات مالية مثل (اينستكس).

ويتخوف الأوروبيون من انسحاب “إيران” من “الاتفاق النووي”، ويسعون إلى شراء المزيد من الوقت بمثل هذه المقترحات واستمرار إلتزام “طهران” ببنود الاتفاق، لا سيما مع إقتراب موعد الخطوة الإيرانية الثالثة لخفض تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق.

ولقد أعلنت الدول الأوروبية، مرارًا، عجزها عن المحافظة على الاتفاق بدون “الولايات المتحدة الأميركية”. ورغم رغبة الشركات الأوروبية في التبادل التجاري مع “إيران”؛ إلا أنها ترفض دخول السوق الإيرانية خوفًا من “العقوبات الأميركية”.

وهذا ما دفع وزير الخارجية الإيرانية، وباقي المسؤولون، للإعتراف بعدم تحقيق أي إنجازات “تقريبًا” من “الاتفاق النووي”.

وسيط غير مطلوب..

أستبقت مقترحات “ماكرون” اجتماع “مجموعة السبع”، في “باريس”، بساعات. وسوف يطرح الرئيس الفرنسي على نظيره الأميركي هذه المقترحات.

وكان “ترامب” قد أعرب، خلال الأشهر الماضية، عن استعداده للتفاوض، لكن النظام الإيراني رفض هذه المقترحات؛ طالما لم تتلزم “واشنطن” بتعهداتها.

في غضون ذلك؛ لم يتخذ الرئيس الأميركي أي خطوات من شأنها خفض الضغوط على “إيران”. وتسعى “فرنسا”، بالوساطة، إلى الانفصال عن “البيت الأبيض”، وتحسس نبض الحوار السياسي، (بالمفاوضات الثنائية مع إيران)، حيال الموضوعات التي تتطلع إليها “الولايات المتحدة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة