بحث مسؤول اميركي في بغداد الثلاثاء مع مسؤولين عراقيين تطورات الاوضاع في محافظة الانبار الغربية حيث اشتكى النجيفي من قصف الجيش لسكانها الابرياء وتهجيرهم فيما رد المالكي ان حرصه على حياة المدنيين يؤخر حسم المعركة فيه تواصلت فيها الاشتباكات اليوم .. وكذلك مجريات محادثات جنيف 2 بين ممثلين عن المعارضة السورية والنظام لحل الازمة الخطيرة في البلاد.
ولدى اجتماعه مع رئيس الوزراء نوري المالكي بحث نائب وزير الخارجية الأميركي وليم بيرينز جرى التأكيد على دعم الحرب على الارهاب وتبادل الآراء حول مختلف الأزمات والتحديات التي تواجه المنطقة. واكد المالكي ان العراق يخوض الان معركة مع الارهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار ليس في العراق فحسب بل في كل العالم وقال “ان حرصنا على عدم الحاق الأذى بالمدنيين قد يؤخر حسم المعركة” داعيا الى تعاون دولي أكبر لكسر شوكة الارهاب. وأضاف ان الارهاب والجرائم التي يرتكبها هي التي تعكر أجواء العراقيين ولهذا فان تكاتف العراقيين وتوحدهم سيزداد ويتعمق في حالة دحر الارهاب والقضاء عليه. وثمن المواقف الاميركية الداعمة للعراق في مواجهة الإرهاب والتطرف داعيا الى تنمية العلاقات الثنائية في جميع المستويات.
من جانبه اكد بيرنز ان الولايات المتحدة تقف الى جانب العراق في هذه المواجهة وهي مستعدة لدعمه بكل ما يحتاج اليه لدحر الارهاب والتطرف. وقال ان المواجهة الحالية في المنطقة هي مواجهة بين التطرف والاعتدال لا بين المذاهب كما يجري تصويرها.
وخلال اجتماعه مع رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي بحث بيل برنز وبحث الطرفان تداعيات الأزمة في محافظة الأنبار بعد ارتفاع العمليات المسلحة التي تشهدها منذ 21 من الشهر الماضي. وأكد النجيفي خلال ااجتماع على اهمية الحل السياسي للازمة في الانبار وايقاف القصف وعودة المهجرين الى ديارهم مشددا على إن الوضع المأساوي في الفلوجة وما يتعرض له الابرياء العزل يوميا نتيجة القصف العشوائي يمثل خرقا صارخا لحقوق الانسان.
كما ناقش الجانبان الانتخابات البرلمانية في العراق المقررة في 30 نيسان (ابريل) المقبل واتفقا على ضرورة اجراؤها في موعدها المحدد.
كما اجرى بيرنز مباحثات مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تناولت اخر تطورات الاوضاع السياسية والامنية في العراق والمنطقة اضافة الى الازمة السورية. واكد المسؤول الاميركي دعم الولايات المتحدة للعملية السياسية في العراق وللجهد الامني والتسليحي للأجهزة الامنية العراقية لمواجهة الارهاب والتطرف. كما جرى تقييم مساهمات العراق في مؤتمر جنيف2 لتحقيق السلام في سوريا كما قال بيان رسمي عراقي.
وكان زيباري القى كلمة العراق خلال افتتاح مؤتمر جنيف الاربعاء الماضي اكد فيها ان الازمة السورية دخلت في منعطف خطير نتيجة لنزوح الملايين السوريين الى دول الجوار وداخل سوريا تجسد في تنامي الارهاب المتمثل بالقاعدة وفروعها وانعكاساتها الخطيرة على الوضع الامني والانساني في العراق.
وشدد على ان للعراق مصلحة حقيقية في ايجاد حل للازمة السورية في اسرع وقت ممكن .. واشار الى مبادرات وموقف العراق الرافض منذ البداية للتدخلات الخارجية ووقوفه ضد عسكرة النزاع في سوريا والشروع في عملية الانتقال السياسي الديمقراطي بأدارة سورية مشددا على أهمية الالتزام بمقررات ومبادئ مؤتمر جنيف1، والقرارات الاممية الصادرة بهذا الصدد.
وحول مسألة تسليح الولايات المتحدة للعراق فقد ابلغت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) امس الكونغرس بمشروع بيع 24 مروحية قتالية من نوع اباتشي للعراق بقيمة 4,8 مليارات دولار، حسب ما ذكرت الوكالة المكلفة بيع اسلحة للخارج. وقالت وكالة التعاون من اجل الدفاع والامن المكلفة بيع اسلحة الى الخارج في بيان ان “مشروع البيع هذا يدعم المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة من خلال تزويد العراق وسائل اساسية ليحمي نفسه من التهديدات الارهابية والتقليدية وتحسين حماية المنشآت النفطية الاساسية”.
وكانت بغداد طلبت منذ اشهر من واشنطن تزويدها بهذه الطائرات لكن عددا من البرلمانيين الاميركيين كان يعترض على الصفقة خشية ان يستعملها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لمهاجمة مجموعات معارضة له من غير القاعدة. وامام الكونغرس 30 يوما ليقدم اعتراضات محتملة والا تصبح الصفقة سارية المفعول.
يأتي ذلك في وقت واصلت قوات عراقية اليوم تنفيذ عمليات ضد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش” التابع للقاعدة في محافظة الانبار حيث ما زال مسلحون يسيطرون على وسط مدينة الفلوجة فيما ينتشر اخرون من ابناء العشائر حول المدينة. وتواصل قوات من الجيش والشرطة وابناء العشائر والصحوات الانتشار حولها.
وشهدت الرمادي عاصمة محافظة الانبار (100 كلم غرب بغداد) خلال الساعات الاخيرة اشتباكات بين القوات العراقية ومسلحين من تنظيم داعش من جهة اخرى فيما تواصل آليات تابعة للجيش الانتشار بشكل مكثف في وسط الرمادي حيث يسيطر مسلحون من تنظيم داعش على بعض الاحياء في وسط وجنوب المدينة.
ودفعت الاشتباكات اكثر من 140 الف شخص من اهالي الانبار الى الفرار منذ اندلاعها نهاية العام الماضي، وفقا للامم المتحدة. واكد متحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الجمعة ان “هذا اعلى عدد للنازحين منذ الصراع الطائفي بين عامي 2006-2008” التي شهدها العراق.
وقتل اكثر من 850 شخص في اشتباكات وهجمات منذ بداية الشهر الحالي في عموم العراق وفقا لحصيلة تستند الى مصادر رسمية.