28 أكتوبر، 2024 2:26 م
Search
Close this search box.

“بيجن عبد الكريمي” : نحتاج إلى خلق خطابٍ جديد !

“بيجن عبد الكريمي” : نحتاج إلى خلق خطابٍ جديد !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

يقف المجتمع الإيراني أمام منعطف تاريخي ومصيري؛ وعليه الاختيار بين خطاب يدفع باتجاه استمرار الوضع الراهن، وآخر يدعو للتغيّير. في غضون ذلك، يُمثل انخفاض أعداد الأصوات في الجولة الأولى من انتخابات رئاسة الجمهورية؛ والتي كانت أقل من جميع الدورات الانتخابية السابقة، عقبة رئيسة بالنسبة للانتخابات.

ولتحليل هذه المسألة أجرت صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية؛ الحوار التالي مع الدكتور “بيجن عبد الكريمي”، أستاذ الفلسفة المعاصرة…

رسالة الأصوات الصامتة في الانتخابات..

“آرمان ملي” : لماذا كانت نسّب المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات أقل مقارنة بالدورات السابقة ؟.. ما هي رسائل هذه النسّب ؟

“بيجن عبد الكريمي” : ما يحوز الأهمية؛ هو سّماع صوت الآراء الصامتة. لو يتمكنوا في الدورة الثانية من الانتخابات من إيجاد اختلاف في الفضاء الانتخابي، فسوف تُسمع أصواتهم مرة أخرى.

وقد سمع أهل التفسّير جيدًا رسالة أصوات المجتمع الصامتة. وهذه الرسالة مفهومة بالنسبة لكل من يريد معرفة أسباب انحسّار نسّب الأصوات في الانتخابات إلى هذه الدرجة.

ورسالة الأصوات الصامتة في هذه الانتخابات؛ هي أنها تُمثل قطاع كبير من الكتلة المسُّتاءة. وفي الجولة الأولى من الانتخابات لم يُشارك: (60%) ممن يحق لهم التصّويت. والتحدي الرئيس لهؤلاء الأفراد هو الاعتراض على الوضع القائم.

الملاحظة الأخرى أن نسّبة: (40%) لم تُشارك في الانتخابات بسبب رضاها عن الأوضاع؛ وإنما على أمل حدوث تغييّر في إدارة الدولة. وهو ما يعكس بوضوح أن التغيّير مطلب وطني، وهو ما يُفرض على الهيكل السياسي ضرورة التغيّير، رغم قناعتي بأن التغيير في ظل الأوضاع الراهنة لن يكون سهلًا. لذلك نحن بحاجة إلى شخصية سياسة تهتم بالتغيير.

إرادة التغيير في برامج المتأهلين للجولة الثانية..

“آرمان ملي” : هل من وجود لإرادة التغييّر في برامج المتأهلين للجولة الثانية من الانتخابات ؟

“بيجن عبد الكريمي” : أعتقد أن المُرشح الإصلاحي كان ضعيفًا في نقطتين، الأولى: كان عليه التأكيد بقوة على المقاومة في مواجهة مهيّمن.

الثانية: كان المتوقع أن يكون صوت الطبقات المُّهملة من المجتمع؛ وفي رأيي أنه لم يفعل حتى الآن. يجب أن تشعر هذه الطبقات أن هذا المرشح يُمثل صوتهم، وأن يوضح تحدياتهم ومطالبهم. والمؤكد أن الجمع بين النقطتين صعب. وعليه ألا يكرر تجربته السابقة فيما يخص التقصّير في مواجهة “الولايات المتحدة الأميركية”، مع العلم بحاجة “إيران” إلى نوع من العقلانية في العلاقات الخارجية.

لا يجب أن نهرب من المفاوضات بحيث تزداد الأوضاع سوءًا.

لكن إذا كان المرشح الأصولي يعتزم المُّضي على نفس المسّار السابق، كذلك هو لا يسمع أصوات الطبقات غير المسموعة، ويتجاهل الطبقة المتوسطة، ويظن أنه يستطيع التقدم بالدولة بالتعاون مع القوى التي تسُّانده، فقد يواجه التحديات.

وإذا يظنون أنه بالإمكان التقدم للإمام عبر استمرار الخطابات السابقة، فأنا لا أتفاؤل بموقفه، لأننا بحاجة إلى خلق خطاب جديد. وللأسف لم أرى في المرشحين المتأهلين القدرة على خلق هكذا خطاب.

الطريق إلى كسب الأصوات الصامتة..

“آرمان ملي” : للفوز في الانتخابات يحتاج المرشحان لكسّب الصوات الصامتة. ماذا عليهم أن يفعلوا لكسّب هذه الأصوات ؟

“بيجن عبد الكريمي” : يتعين على كلا المرشحين القيام بخطوتين بشكلٍ متزامن، الأولى: جذب جزء من قوى الخطاب الثوري، مع ضرورة الإلتفات إلى أنه لن يستطيع النظر إلى الأمام دون مسُّاندة ومساعدة قوى الخطاب الثوري.

الثانية: يجب أن يكون صوت الطبقة المجتمعية غير المسّموعة، وإعلان هذا الموضوع بصوت مسّموع.

فإذا تقدما في هاتين الخطوتين بالتوازي، فهذا سيعني ظهور خطاب جديد يجاهد سواءً للتأكيد على أسس الخطاب الثوري، أو التحول إلى صوت القطاعات غير المسّموعة. لأن هكذا خطاب سوف يخرج عن الخطاب المعروف باسم الإصلاحي والأصولي.

فإذا كان يعتزم أيًا من المرشحين الفوز في الانتخابات، ثم النجاح في حل مشكلات الدولة بعد ذلك، فإن عليه الإيمان بهاتين الخطوتين التي أشرت إليهما بشكلٍ حقيقي وليس ظاهري.

وفي الحقيقة الخطاب المعني الأصولي يجب أن يؤكد بشكلٍ أكبر على الطبقات المجتمعية غير المسّموعة، وأن يؤكد الخطاب باسم الإصلاحي على مسألة المقاومة مع الاعتدال بالوقت نفسه، ويجب أن يكون صوت أعلى للطبقات المجتمعية غير المسّموعة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة