“بومبيو” في بغداد فجأة .. إنذار للعراق بإتخاذ موقف حازم تجاه “إيران” وقوات “الحشد الشعبي” !

“بومبيو” في بغداد فجأة .. إنذار للعراق بإتخاذ موقف حازم تجاه “إيران” وقوات “الحشد الشعبي” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في زيارة مفاجئة؛ لم تستغرق سوى 4 ساعات فقط، أجرى وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، أمس الأول الثلاثاء، زيارة لم يعلن عنها مسبقًا، إلى “بغداد”، بهدف التصدّي “للتصعيد” الإيراني، انتزع خلالها من المسؤولين العراقيين تعهّدًا بتوفير “الحماية المناسبة” لمصالح “الولايات المتحدة” في بلدهم.

وبسبب هذه الزيارة؛ ألغى “بومبيو” زيارته إلى “ألمانيا”، والتقى الوزير الأميركي في العاصمة العراقية، خلال الزيارة، كلًا من الرئيس، “برهم صالح”، ورئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”.

وفي تصريحات صحافية، أدلى بها قبل اجتماعه مع “عبدالمهدي”، أعرب الوزير الأميركي عن قلق “واشنطن” إزاء سيادة “العراق” بسبب “نشاطات إيران” في المنطقة. وقال “بومبيو”: “أردت أن أتوجه إلى بغداد لأتحدث مع القادة هناك، وأن أؤكد لهم أننا مستعدون لضمان بقاء العراق دولة مستقلة ذات سيادة”.

وقال “بومبيو”، للصحافيين الذين رافقوه في رحلته: “لقد تحدّثنا عن أهميّة أن يضمن العراق قدرته على توفير الحماية المناسبة للأميركيين في بلدهم”، مشيرًا إلى أنّ المسؤولين العراقيين “أظهروا لي أنّهم يدركون أن هذه مسؤوليتهم”.

وأضاف أنّه قام بهذه الزيارة إلى “العراق” لأنّ إيران “تصعّد نشاطها”، على الرغم من رفضه مناقشة المعلومات الاستخبارية بالتفصيل.

وقال “بومبيو”: “أردنا أن نطلعهم على سيل التهديدات المتزايد الذي رأيناه وإعطاءهم خلفية أكثر قليلاً حول ذلك حتى يتمكّنوا من تأكيد أن يقوموا بكل ما بوسعهم لتأمين الحماية لفريقنا”.

ودعا “بومبيو”، الحكومة العراقية، إلى المسارعة في وضع الميليشيات الموالية لـ”إيران” تحت سيطرة الدولة، لضمان أمن الأميركيين في “العراق”.

بغداد وإرضاء الطرفين..

من جهته؛ قال بيان صادر عن مكتب “عبدالمهدي”، أمس الأربعاء، إن “الولايات المتحدة” شريك إستراتيجي مهم لـ”العراق”، لكنه شدد على أن “العراق مستمر بسياسته المتوازنة التي تبني جسور الصداقة والتعاون مع جميع الأصدقاء والجيران، ومنهم الجارة إيران”، مضيفًا أن: “العراق يبني علاقاته بالجميع على أساس وضع مصالح العراق أولاً”.

وجاءت الزيارة بعد يومين على تحذير “الولايات المتحدة”، “إيران”، من أنّها ستردّ بـ”قوة شديدة” على أي هجوم، واعتبارها أن إرسال حاملة الطائرات (يو. إس. إس. إبراهام لينكولن) يعني بعث “رسالة واضحة لا لبس فيها” إلى “طهران”.

خفايا الزيارة..

عن خفايا زيارة “بومبيو”، كشف مصدر مسؤول، إن “الزيارة كانت مفاجئة للحكومة العراقية”، مبينًا أن: “الهدف الرئيس منها هو إبلاغ بغداد أن أي إعتداء يطاول القوات الأميركية في العراق سيفهم على أنه من أذرع إيران، كما أبلغهم بإمكانية منح العراق استثناءًا جديدًا في ما يتعلق بالعقوبات على إيران”.

وأضاف المصدر إن: “بومبيو أكد أنّ العراق سيكون في دائرة الخطر، إذا لم يلتزم الحيادية في هذا الملف”، مشيرًاً إلى أنّ: “عبدالمهدي قدّم تعهدات لبومبيو بإلتزامه بكل ذلك، وإبعاد العراق عن هذا الصراع”.

إنذار للعراق..

من جانبه؛ اعتبر نائب رئيس الوزراء السابق، “بهاء الأعرجي”، أن زيارة وزير الخارجية الأميركيّة، “مايك بومبيو”، إلى “بغداد”؛ بمثابة إنذار لـ”العراق” لوقوفه مع “إيران”، وإلاّ ما معنى تصريحه: بـ”أننا نريد عراقًا مستقلًا”.

مضيفًا أن الأميركيين “يعتقدون أن القرار الإيرانيّ هو المُسيطر في المشهد السياسيّ والحكوميّ العراقيّ، وهنا نقول إن مطلب بومبيو بأن يكون العراق مع القرارات الأميركيّة ضد إيران، مُنافيًا لاستقلال العراق الذي يدعو له بومبيو”.

زيارة غير موفقة..

ورأى النائب عن تحالف (الفتح)، “كريم عليوي”، أن زيارة وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، إلى “بغداد”؛ “غير موفقة”، وغير مرحب بها، فيما أكد على أن “العراق” لن يكون جزءًا من المشروع الأميركي بالمنطقة، كما لن تكون أراضيه منطلقًا للإعتداء على دول الجوار، أو تنفيذ أجندات “واشنطن” بالمنطقة.

وأضاف “عليوي”؛ أن: “هكذا زيارات، غير معلنة، لا يعتمد عليها العراق في خدمة مصالحه، ونعلم جيدًا إنها مقتصرة على خدمة أهداف ومخططات أميركا فقط”، لافتًا إلى أن: “العراق تربطه علاقات سياسية وجغرافية واقتصادية واجتماعية وثقافية مع إيران، ولا يمكن أن نكون جزء من أدوات واشنطن للتأثير سلبًا على دول الجوار”.

وسلطت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية الضوء على الزيارة المفاجئة، في الوقت الذي حذر فيه مسؤولون أميركيون من أن “إيران” كانت تقوم بوضع صواريخ من شأنها أن تُستخدم ضد القوات الأميركية في المنطقة.

ولاحظت الصحيفة الأميركية – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني – إن زيارة “بومبيو” المفاجئة إلى “بغداد”؛ جاءت عشية الذكرى الأولى على انسحاب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، من “الاتفاق النووي” مع “إيران”، حتى أن “واشنطن” و”طهران” بدأتا في تبادل الخطاب العدائي بشكل متزايد مع اقتراب هذه الذكرى.

وأوضحت الصحيفة أن وزارة الدفاع الأميركية، (البنتاغون)، أمرت بنشر حاملة طائرات وقاذفات تابعة للقوات الجوية في منطقة الخليج.. محذرةً من تهديد القوارب الإيرانية الصغيرة المشتبه في أنها تحمل صواريخ.

وأبرزت أن: “قرار بومبيو، بإلغاء رحلة أوروبية والقيام، بدلًا منها، بزيارة للشرق الأوسط، تم إخفاؤه في سرية تامة لأسباب أمنية. فقد ألغى بومبيو فجأة زيارة له إلى ألمانيا، حيث كان من المقرر أن يجتمع مع المستشارة، أنغيلا ميركل، ووزير الخارجية، هايكو ماس، لتكتفي وزارة الخارجية فقط بالقول إن: ثمة قضايا ملحة، تبلورت مؤخرًا”.

وبعد خروجه من “بغداد”، في وقت متأخر من الليلة الماضية، قال “بومبيو” إنه أبلغ الرئيس العراقي، “برهم صالح”، ورئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، أنهما مسؤولان عن حماية الأميركيين في بلدهما، وأطلعهما على معلومات استخبارية تشير إلى أن “إيران” تشكل تهديدًا أكبر على المنطقة برمتها.

وقال “بومبيو”، في تصريح للصحافيين في هذا الشأن: “إننا أردنا أن نُعلمهم بمجموعة التهديدات المتزايدة التي رأيناها ونعطيهم خلفية أكثر قليلاً عن ذلك، حتى يتمكنوا من بذل قصارى جهدهم لتوفير الحماية لفريقنا.. لقد تفهموا الأمر، فهو مهم أيضًا بالنسبة لبلادهم، نحن لا نريد أي شخص أن يتدخل في بلادهم. وكان هناك اتفاق كامل”.

تحذير للميليشيات التابعة لإيران..

وأشارت (واشنطن بوست) إلى أن ما يقرب من 5 آلاف جندي أميركي يتواجدون حاليًا في “العراق”، فضلًا عن أن “الولايات المتحدة” تحتفظ بوجود دبلوماسي كبير. وفي هذا، حذر “بومبيو” ومستشار الأمن القومي، “جون بولتون”، من أن “إيران” أو الميليشيات التابعة لها يمكن أن تخطط لشن هجوم على القوات الأميركية أو المصالح الأميركية، على الرغم من أنهما قدما تفاصيل قليلة.

وأشار مسؤولون عسكريون إلى معلومات استخباراتية أثارت قلقهم؛ وشملت صور “حاويات” على ظهر مركب شراعي واحد على الأقل، وهو سفينة شراعية يعتقد أنها تحتوي على صواريخ (باليستية) مجمعة من “إيران”. وقد تم الإبلاغ أولاً عن معلومات المخابرات المتعلقة بشحنات الصواريخ المشتبه فيها.

توقعات بفرض مزيد من العقوبات..

وتابعت (واشنطن بوست) تقول؛ إنه من المتوقع أن تفرض إدارة “ترامب” المزيد من العقوبات على “طهران”، التي تعاني بالفعل من بعض العقوبات الأشد على الإطلاق. ويقول مسؤولون أميركيون إن إستراتيجيتهم تهدف إلى جعل “إيران” تنهي دعمها للجماعات المسلحة في المنطقة ووقف اختبار الصواريخ.

بدورها؛ قالت “إيران” إنها ستحمي نفسها مما أسمته بـ”الإرهاب الاقتصادي”، وعلى الرغم من أن “بومبيو” توقف عن المطالبة بتغيير النظام؛ لكن قائمته، المؤلفة من 12 مطلبًا؛ والتي تهدف إلى جعل “إيران” تتصرف كـ”دولة طبيعية”، لا هوادة فيها إلى درجة دفعت خبراء إلى التوقع بوجود فرصة ضئيلة للتخفيف عن “إيران”.

جس نبض أميركي لمواقف العراق..

وعد الخبير الإستراتيجي، “أحمد الشريفي”، زيارة وزير الخارجية، “مايك بومبيو”، المفاجئة لـ”بغداد”، بأنها جس نبض أميركي لمواقف “العراق” من التطورات في المنطقة، وخاصة مع “إيران”.

مضيفًا: “إن الزيارة تهدف لبيان موقف العراق من التحالف الإستراتيجي، وإيضاح الموقف العراقي؛ أن كان مع الولايات المتحدة أو ضدها”.

وأشار إلى أن المنطقة تتجه إلى التصعيد، بسبب الإحتكاك في منطقة الخليج، وخاصة في “مضيق هرمز”، “ونحتاج إلى بيان موقف حكومي رسمي معلن”، وواضح: “هل نحن مع هذا الطرف أو ذاك أم نحن على الحياد”.

لتأمين مصالحها في المنطقة..

وقال “حامد فارس”، الباحث المتخصص في الشؤون العربية، إن الزيارة تأتي في إطار التنسيق بين البلدين لمواجهة التهديدات الإيرانية ضد “بغداد”، حيث تسعى “إيران” لجعل “العراق” دولة شيعية، موضحًا أن هناك “الحشد الشعبي”، وهو الجناح العسكري لـ”إيران” داخل “العراق”؛ ولعب دورًا قويًا في فرض سيطرته بالقوة على عدة مناطق وقتل الكثير من أفراد العشائر السُنية قبل سنوات.

وأضاف؛ أن الإدارة الأميركية وصلها أنباء عن شن “إيران” هجمات ضد مصالحها في الشرق الأوسط، وبالتالي تعمل “الولايات المتحدة” على تأمين مصالحها في دول المنطقة، لافتًا إلى أن “إيران” تود أن تضغط على الإدارة الأميركية، ولكن حدث العكس وضغطت “أميركا”، بشكل قوي، على “إيران” من خلال عدة نقاط، أبرزها “الاتفاق النووي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة