25 أبريل، 2024 12:04 م
Search
Close this search box.

بوليفيا .. انقلاب بشهادة العالم وأصابع الاتهام تشير إلى واشنطن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

شهدت “بوليفيا”، ذلك البلد الذي يقع أقصى الجانب الغربي من القارة، أزمة سياسية كبيرة، بسبب تظاهرات قادها أبناء الفئات الغنية المعارضة، على مدار الأسابيع الماضي، إنتهت باستقالة الرئيس الاشتراكي، “إيفو موراليس”، الذي أدار البلاد قرابة 13 عامًا، قادها فيها إلى المزيد من التطور على مستوى الاقتصاد والبنى التحتية والاستقرار السياسي؛ إلى جانب تحسين والأحوال المعيشية لدى الفئات الأكثر فقرًا، وخاصة المزارعين.

الرئيس إمتثل لمطلب المتظاهرين لكن الشارع لم يهدأ !

بدا الأمر عبثيًا، انتخابات أسفرت عن فوز “موراليس” بفترة رئاسية رابعة بفارق 10 نقاط عن منافسه اليميني الوسطي، “كارلوس ميسا”، فقررت المعارضة الخروج إلى الشوارع للتنديد بسلامة الانتخابات، واشتعلت التظاهرات بشكل أكبر بعدما أعلنت منظمة “الدول الأميركية”، ومقرها في العاصمة الأميركية، “واشنطن”، عن تلاعب أدى إلى عدم إمكانية معرفة صحة نتائج الانتخابات وطالبت بإعادتها، وبعد أسبوع واحد من المظاهرات حذر “موراليس” من “انقلاب يجري الإعداد له”، وأكد على أن المظاهرات مدعومة من جانب “الولايات المتحدة” و”الاتحاد الأوروبي”، مشيرًا إلى أن من يتظاهرون لا يعترفون بأصوات المناطق الريفية.

وفي محاولة لإحتواء المشهد وأمام الغضب الشعبي؛ أعلن الرئيس أنه سوف يدعو إلى انتخابات جديدة إمتثالًا لمطالبات المتظاهرين وتقارير المنظمة، ومع ذلك، لم يتوقف غضب الشارع، أضيفت إليه حركات تمرد في بعض مراكز الشرطة، فتقدم قائد الجيش بطلب إلى الرئيس بأن يستقيل حفاظًا على سلامة وأمن البلاد، فما كان أمامه سوى أن أعلن استقالته، وطلب اللجوء السياسي إلى “المكسيك” التي رحبت به حكومة وشعبًا، لكنه قبل مغادرته نشر تغريدة على (تويتر) كتب فيها: “يؤسفني أن أترك البلاد لأسباب سياسية، لكنني سوف أعود بقوة وطاقة أكبر”، وأضاف في تغريدة أخرى أن: “من يتهمونه بالديكتاتورية هم من خسروا أمامه في الانتخابات”.

وشهدت الليالي التي تلت استقالة الرئيس؛ أعمال شغب وأدرم المتظاهرون النار في عدد من الحافلات وألحقوا الدمار بعدة مباني، إضافة إلى ما قاموا بحرقه من محاكم خلال التظاهرات، كما قاموا بإقتحام مقر إقامة “موراليس” وعبثوا بما كان فيه وتعرضت بعض القطع للنهب، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية، وأعلن “موراليس” أن منزل شقيقته تعرض للحرق أيضًا.

انقلاب عسكري بدعم خارجي..

وصفت عدة وكالات دولية وقنوات تليفزيونية لاتينية؛ أبرزها (تلي سور) و(الفنزويلية)؛ ورؤساء دول في المنطقة وخارجها، ما حدث في “بوليفيا” بأنه: “انقلابًا عسكريًا تم بدعم جهات خارجية”، كما شكك البعض فيما قيل حول عدم صحة نتائج الانتخابات، وأشار البعض الآخر إلى أن جهود الإطاحة بـ”موراليس” تمثل استهدافًا للسكان الأصليين وللحركة الاشتراكية وصعودًا للعنصرية؛ إذ يُعد “موراليس” أول رئيس لـ”بوليفيا” من السكان الأصليين؛ منذ استقلالها عن “إسبانيا”، عام 1825.

ونددت “روسيا” بما وصفته “انقلابًا عسكريًا”، وأعربت “الخارجية الروسية” عن قلقها إزاء الوضع في “بوليفيا”، كما أوضح الرئيس الفنزويلي، “نيكولاس مادورو”، أن ما حدث عبارة عن انقلاب مرفوض، ودعا للمطالبة بالمحافظة على حياة المواطنين الأصليين الذين يواجهون العنصرية، وأعلن الرئيس الأرجنتيني المنتخب، “ألبيرتو فرنانديث”، أن: “انقلابًا عسكريًا” أدى إلى استقالة “موراليس”، بينما وصف الرئيس الكوبي، “ميغيل دياث-كانل”، الأحداث بأنها تمثل إعتداء على الديموقراطية.

على الجانب الآخر، وصف الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، استقالة “موراليس”؛ بأنها لحظة مهمة للديموقراطية، وإشارة قوية للأنظمة غير الشرعية.

وذكرت شبكة (آر. تي. العربية)؛ نقلا عن الخبير بالمعهد الروسي للدراسات، “إيغور بشينيتشنيكوف”، أن “الولايات المتحدة” هي من دبرت الانقلاب ضد “موراليس” من أجل السيطرة على، “الليثيوم”، الذي تمتلك “بوليفيا” نحو 70% من المخزون العالمي منه، بعدما استحال ذلك في ظل بقاءه على رأس السلطة إذ أعلن، منذ فوزه في انتخابات 2005، كل الثروات الباطنية ملكية وطنية.

ومن جانبه، عبر أسطورة كرة القدم الأرجنتيني، “دييغو مارادونا”، عن دعمه للرئيس المستقيل وأوضح أنه كان شخصًا متواضعًا يعمل لصالح الفئات الأكثر فقرًا، وقال إن ما حدث “انقلاب على الشعب البوليفي”.

رئيسة انتقالية بدون احترام القانون..

إثر حالة عدم الاستقرار السياسي والاستقالات المتتالية، التي تبعت استقالة “موراليس”، استغلت زعيمة المعارضة اليمينية، “غانين آنييز”، أزمة فراغ السلطة وأعلنت نفسها رئيسة مؤقتة للبلاد، وأعلنت أنها الشخص الذي يجب أن يتولى منصب الرئيس وفقًا للدستور، وعقد البرلمان جلسة تصويت لاختيار “آنييز”، لكن أعضاء حركة الرئيس موراليس، “من أجل الاشتراكية”، رفضوا المشاركة في التصويت؛ لذا لم يصل الأعضاء إلى النصاب الدستوري، ومع ذلك تم التصويت وأُعلنت “آنييز” رئيسة لفترة انتقالية بشكل غير قانوني.

وعلى الجانب الآخر، أعلن المزارعون المنتجون لنبات “الكوكا”؛ اعتصامًا مستمرًا حتى عودة “موراليس”، وأكدوا أنهم لن يعترفوا بالسيدة  “آنييز”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب